تم اقتياد زيكسل وفراكشتاين الى قصر الحاكم ، وتم الزج بهما في زنزانتين انفراديتين مختلفتين متقابلتين ، امضو الليلة محتجزان هناك ، لا طعام ولا شراب

◇فرانكشتاين : اسف ، اسف حقاا ، اسف سيد زيكسل ، اسف جدا ظننت ان تسليم نفسي سيحل المشكلة ، ويجعلكم احرارا ، لكنني زدت الطين بلة ، كما افعل دائما ، اظن السيد بلاك كان محقا ، لا اصلح لاي شيئ ، انا حقا حثالة

_قبل ان يكمل كلامه واذا بصوت ارتطام قوي يصدح في الارجاء جعله يتوقف حالا عن الكلام ، كان صوت زيكسل الذي ظرب راسه بقوة كبيرة على احد قضبان الزنزانة ، كانت نظرة قوية وحازمة على وجهه ، والدماء تسيل من راسه مارتا على عينه الزرقاء

●زيكسيل : اياك ، اياك ان تعيد هاذا الكلام ثانية ، انت لست حثالة ، انت لست حثالة ، انت بشر كباقي البشر ، لا بل اكثر من ذلك ، انك اكثر طيبة ولطف عنهم ، هاذا ما يميزك ، هاذا ما لا يفهمه باقي الناس ، هاذا ما لا يراه الباقون فيك ، لذلك لا تقل ذلك مرة اخرى ابدا ابدا ، لا تدع الناس تخبرك من تكون وكيف تكون ، افعل ما تراه مناسبا انت ، انت وحدك لا غيرك ، حتى وان كان ذلك يعني انه خاطئ لكل الناس حولك

_ كانت نظرات فرانكشتاين نحو زيكسل تشرح كل شيئ فلم تكن نظرات دهشة فقط بل كانت نظرات تقدير وتوقير ، فكل لحظة تمر ، كان احترام وتقدير فرانكشتاين لزيكسل يزيد اكثر واكثر ، ولاول مرة منذ مدة طويلة جدا يلتقي فرانكشتاين بشخص كهاذا ، شخص يحترمه ويقدره ، بل ويعامله كالبشر وليس اقل درجة وشأنا ، كانت حدقتا فرانكشتاين وفمه لا يزالا مفتوحين ، من هول كلام زيكسل الاخير ، لولا ان زيكسل كسر ذلك الجو الغريب

●زيكسل : اوه كدة انسى ، كرر كلمة سيدي اخرى وسحطم لك وجهك ، ستسعدني كلمة صديقي اكثر من سيدي

كانت الصدمات تتوالى عالى فرانكشتاين الواحدة تلوى الاخرى وهو غير متدارك لما يحدث له ، فزيكسل هو اول شخص في حياته اعتبره صديقه

◇فرانكشتاين : حاضر سي... ، حاضر

بدات عينا فرانكشتاين تشعا بالحياة ، بعد ان ظن كل من راهما انه فقدها ، تحرك شيئ ما بداخله ، جعله يستعيد انسانيته المفقودة ، او بالاحرى المسلوبة ، جعله زيكسل يقدر ذاته مرة اخرى ، فجاة ووسط كل تلك الاجواء الشاعرية والعاطفية ، واذا بفرنكشتاين يبتسم ابتسامتا جميلة حتى ولو ان عيناه كانتا مغطتان تحت شعره الاسود الطويل ، ارتاح زيكسل لتلك الابتسامة الجميلة حتى ولو انها كانت خفيفة وقصيرة

●زيكسل : هاذا افضل ، ساعطيك مهلة حتى الصباح ، سنغادر القرية من جهة البوابة الخلفية ، ان اردت الانظمام الينا في رحلتنا الطويلة ، بالطبع بارادتك الحرة ، ستجدنا في انتظارك ، واذا لم ترد ذلك ، وكان لك اهداف اخرى تسعى لها فلا باس بذلك ، تذكر افعل ما تراه انت صحيحا لك

كانت صدمة فرانكشتاين هاته المرة ممزوجة مع تساؤلات

◇فرانكشتاين : لكن كيف ذلك ، كيف سنخرج من هنا اصلا ؟؟

لكن ماكاد فرانكشتاين ينهي كلمته الاخيرة ، واذا بصراخ ياتي من الخارج [ دخلاء ... دخلاء ]

●زيكسل : سنخرج هاكذا

فجاة واذا بصوت مناوشات في الخارج ، فتح باب العرزال واذا بجينييس يدخل عليهما بعدما افقد الحراس وعيهم

□جينييس : زيكسل ، هل انت بخير ؟ انك تنزف
●زيكسل : انا بخير لا تقلق علي

فتح جينيس الزنزانات واصفاد زيكسل بالمفاتيح التي اخذها من الحراس ، ووضع قطعة قماش نظيفة على جرحه ، ثم اتجه نحو زنزانة فرانكشتاين وحرره هو الاخر

□جينييس : كيف حالك سيدي الصغير
◇فرانكشتاين : بخير سيدي
□جينييس : هيا بنا ، سنخرجك من هنا

غادر الرفاق الزنزانات بعدما حررهم جينييس ، افترق جينييس عنهما وذهب صوب الزنزانات العامة الاخرى ليحرر باقي السجناء ، صحيح ان فرانكشتاين لم يفهم ماذا يحدث ، خاصة ان جينييس افترق عنهم دون اي كلمة او انذار مسبق ، لكن زيكسل كان متداركا لكل شيئ ، ففي الاخير هو يثق في صديقه العبقري ، فجينييس قد اختار الليل لسبب مقنع ، وكذلك سيحرر باقي المساجين في الزنزانات العامة لنفس السبب ، فهم بحاجة لعنصر تشتيت حتى يستطيعو الهروب ، وسيفي السجناء بالغرض ، اكمل زيكسل وفرانكشتاين ركضهم صعودا نحو الاعلى وبعد عدة طوابق ، واذا بهما يسمعان ضجيجا صادرا من احدى الغرف ( غرفة الحاكم ) ، اسرعو نحوها لكن قبل وصولهم سمعو حديثا ...

♧الحاكم : ما كل هاته الضجة
¤الجندي : سيدي انهم فرقة الصغار تلك اصحاب الايدي السوداء الغريبة
♧الحاكم : ماذا ؟ مجموعة اطفال ، ولم تستطيعو القبض عليهم بعد .. ؟
♤اخ الحاكم : الم تستطيعو القبض عليهم حتى الان ، انهم مجرد اطفال صغار لا غير
¤الجندي : للاسف سيدي ليسو مجرد اطفال عاديين
♧الحاكم : وماذا عن " اركلايد " ( اركلايد : الذراع اليسرى للديكون السادس ) الم يصل بعد
¤الجندي : انه في طريقه الى هنا ، سيصل في اي لحظة الان ...

هنا اقتحم زيكسل القاعة ، بينما الحاكم وحراسه هناك وبسمة غريبة على وجهه

●زيكسل : اذن اليد السوداء ، تعجبني رنة هاذا اللقب في الاذن ، اظنه سيكون اسما جيدا للفريق
♧الحاكم : من هاذا المتعجرف الصغير

هنا بدا اخ الحاكم بالتعرق التراجع للخلف شيئا فشيئا

♤اخ الحاكم : انه .. انه صديق الفتى الذي اعتدى علي ... اقبضو عليه ... لا .. اقضو عليه .. اقتلوه ... اقتلوهم جميعا حالا ... هاذا امر

احاط الحراس بزيكسل وفرانكشتاين ، وكلهم حذر واحتياط من هاذا الفتى الخطير ، كان زيكسل واقفا بينهم وكله ثقة ، وقبل ان يحرك احد ساكنا ، واذا به يضع يده اليمنى على الارض وفجاة اشتاحها السواد ، واذا بحلقة برق اسود تحيط به ، صعقة كل الحراس دفعة واحدة ، وسقطو مصعوقين والدخان يتصاعد منهم ، فاصيب الحاكم وشقيقه بالرعب والخوف ، للحظة كانو سيتوسلونه على حياتهم ، لولا تدخل مجموعة جنود من الخلف ، كان بينهم القائد الاعلى للحرس ( يملك قدرة تفجيرية ) ، صوب على زيكسل وفرانكشتاين معا ، هنا وبسرعة حمل زيكسل فرانكشتاين بين ذراعيه وقفز من الشرفة الكبيرة لغرفة الحاكم ، المطلة على ساحة القصر الكبيرة ، قبل ان تنفجر نصف القاعة ، سقط زيكسل من ارتفاع ثلاثة طوابق ، فجاة وقبل ان يصل للارض واذا ببلاك يتدخل ، انشئ وسادة ضخمة من ظلامه ، سقطا فوقها فخففت من اثر السقطة

●زيكسل ( فرحا ) : انت هنا
■بلاك : اترككم ليلة واحدة ، لاجدك مسجونا
●زيكسل ( ضحكة سخيفة ) : المهم انك هنا

لم ينظر بلاك نحو فرانكشتاين حتى ، وقبل ان ينهظ زيكسل ، وقف التوام امامهما

☆التوام : ايها القائد ، انت بخير
●زيكسل ( ساخرا ) : لقد جلبتم بلاك معكم
☆التوام ( ضاحكا ) : لقد كان المهمة الاصعب

نظر بلاك نحوهما نظرتا مخيفتا

☆التوام : هيا ، لقد اعتدنا الامر

نهظ زيكسل على رجليه ، وضم قبضته الى راحة يده

●زيكسل : اذن ماذا ننتظر ، فلنركل مؤخرة هاذا الحاكم الملكية وحراسه

_ اندفع الاربعة ، القائد وذراعاه الايمن والايسر في مواجهة حراس الحاكم ، في مواجهة طاحنة كانت اليد العليا لزيكسل وفريقه ، بينما كان فرانكشتاين يشاهدهم من الخلف وكله شروذ ودهشة ، يتمنى ان يصير في مثل روعتهم وقوتهم وانسجامهم ، كان الرفاق يطيحون بالحراس الضعاف بسرعة رهيبة ، لحظات وكانت الغلبة ستكون لهم ، لكن فجاة ومن دون سابق انذار ، واذا بسهم خاطف سريع ، يشق طريقه نحو زيكسل بسرعة خيالية ، من مسافة بعيدة جدا ، حتى بلاك لم يستطع تداركها على الرغم من انه لمحه للحظات قليلة ، فلم يستطع ان يحرك قدرته ليصده حتى ، ففي الاخير صاحب الرمية هو اركلايد ، فاظطر الى ان يحرك باقي جسمه ، واذا بالسهم يخترق ذراعه بقوة وعمق ، بدات الدماء بالتدفق بسرعة رهيبة ، التفت زيكسل بسرعة نحوه لتقابله الدماء في وجهه ، اصيب بالذعر ، للحظة فقد انتباهه هو والتوام ، و اذا بقائد الحرس يستغل الفرصة ويولد قنبلة تفجيرية كبيرة عليهم ، لكن وبسرعة جمع بلاك شتاته وما تبقى له من قوة وكون قرصا ظلاميا كبيرا احاط به زيكسل والتوام كذلك ، لكن قوة الانفجار كانت كبيرة ، كما ان بلاك لم يستطع ان يركز قوة اكبر على قشرة قرصه بسبب اصابته ، فادى ذلك الى تشقق قشرة القرص وانقشاعه ، فاصيب زيكسل والتوام وحتى بلاك ببعض الظرر الخطير ، كان زيكسل لا يدري ما يحدث ، فطبلتا اذنيه كانتا تصفران من شدة الانفجار ، كان يجتاح جسده الكثير من الجروح والاصابات ، حاول النهوض لكن ذراعاه خانتاه ، فقد تلقى الظرر الاكبر بين الاربعة ، لان الهجوم كان موجها نحوه ، وبينما هو في حالة يرثى لهى هو ورفاقه ، واذا باخ الحاكم امامه ، بدا بركله على وجهه وبطنه ، بدا زيكسل يستعيد سمعه تدريجيا

♤اخ الحاكم : هاذا جزاء الحثالة امثالكم ، من يتطاولون على اسيادهم ، من يتجراو على رفع ايديهم على عائلة اوفيس

لم يكن بامكان زيكسل رفع يده حتى ، وبينما هو متثاقل ، استمر اخ الحاكم في ظربه واهانته ، بينما فرانكشتاين يشاهد من بعيد ، فلم يحرك ساكنا حتى ، او حتى يحاول انقاذ صديقه ، كان زيكسل ينظر اليه بشق عين واحدة بعد ان تورمت عينه الاخرى من اثر الظرب ، استجمع زيكسل ما تبقى له من قوة وفجاة امسك برجل شقيق الحاكم قبل ان يكمل ركلته ، ودفعها بعيدا ، فتعثر الحاكم وسقط ، اتجه زيكسل نحوه ، لكن فجاة قبل ان يصله وقف قائد الحرس بينهما لكن باندفاعة سريعة ، بتر زيكسل يده قبل ان يرفعها حتى ، فسقط قائد الحرس ارضا يصرخ و يتلوى الما ، اكمل زيكسل مسيرته نحو اخ الحاكم وهو على الارض ، كانت خطوات زيكسل بطيئة ومتثاقلة جدا ، فقد فقد كل قوته في هجومه الاخير ، كان مشهدا يدب الرعب في النفوس ، كان اخ الحاكم في موقف لا يحسد عليه ، فقد كان يزحف على ظهره خوفا من زيكسل ويطلب الرحمة والمغفرة منه

♤اخ الحاكم : ما .. ما .. ما الذي يهمك في مسخ صغير وجدته مرميا امام نهر القرية

اكتفى زيكسل بالزحف نحوه ونظرة رعب على وجهه

♤الحاكم : خذه ... خذه ... خذه انه لك ، افعل به ما تشاء ، ارجوك لا .. ارجوك لا تقتلني
●زيكسل : هل تعتقد ان البشر ادوات في يدك ، تتخلص منها متى شئت

فجاة ارتطم اخ الحاكم بجدار القصر ، فلم يعد هناك مكان يهرب اليه ، مد زيكسل يده نحوه ، لكن قبل ان تصله واذا بانفجار قوي حطم بوابة القصر ، كان خلفها جنود الكنيسة بقيادة السيد اركلايد اندفعو نحو زيكسل ورفاقه المرمين ارضا ، واذا بعدة سهام من اركلايد نحو زيكسل تسبق ركض جنوده ، لولا تدخل التوام وكسرها كلها ، قبل الوصول اليه ، وفي الجهة المقابلة ، اذا بجينيس يظهر وخلفه العشرات من المساجين الغاضبين ، فاصطدم الجيشان ببعظهما البعض ونشبت معركة صغيرة ، وسط ساحة القصر ، اسرع جينيس نحو بلاك وحمله على ظهره ، بينما حمل التوام زيكسل على اكتافهما ، كان قد اغمي على زيكسل ، بعد ان رمى اخر نظرت نحو فرانكشتاين ، الذي اختلط بين المساجين والجنود واختفى .

2020/05/08 · 214 مشاهدة · 1755 كلمة
نادي الروايات - 2024