كان زيكسل جينييس والتوام جالسين على كراسي الطاولة المستديرة بالاضافة لكل من الزعيم ايفاريوس ، ونائبه غوريان ، المعالجة روكيان ، و " ليا " ابنة قائد عشيرة فابيون التي كانت مربوطة بحبال وسلاسل كبيرة ، بالاضافة الى القطعة القماشية التي تعصب عينها ، وكان العديد من الحراس يحرسون المدخل ، كان النقاش محتدما بين كل من زيكسل والزعيم ، ففي الاخير قد تم اختطاف ليليث وفرانكشتاين ايضا ، خاصتا انه قد مرت فترة طويلة ولم يتلقون رسالة فدية او تبادل رهائن من عشيرة فابيون ، كان القلق والتوتر مسيطرا على جميع الاطراف ، وماهي لحظات واذا بصراخ خارج الكوخ ، دخل احد اعوان الزعيم مسرعا

الجندي : سيدي هناك رسول من عشيرة فابيون يريد مقابلتك شخصيا و الان

لبس الزعيم عبائته الجلدية وخرج مسرعا هو وكل من في الغرفة لمقابلة هاذا الضيف الغير متوقع ، ليجدوه ( ايغور ) نائب القائد شخصيا ، رجل ضخم له لحية وشعر طويلان ، يتمازجان بين اللون الاحمر القرمزي والبرتقالي الفاتح ، يحمل فاسا كبيرة خلف ظهره ، ومعه مرافقان اخران

ايفاريوس : ما الذي تفعله هنا

ايغور : على مهلك ايها الزعيم ، جئت برسالة من الزعيم ( ميغن )

ايفاريوس : تكلم بسرعة قبل ان افقد اعصابي ، وارتكب جريمة في حقك

ايغور : سيدي يامر بتبادل رهائن ، غدا الساعة الخامسة فجرا في قمة جبل بركان الشفق ، ابنته مقابل وريثك .....

ايفاريوس : وماذا عن باقي اسرى قريتي

ايغور ( بنظرة خبث ) : مقابلك انت

بسرعة وغضب واذا بغوريان يسحب سيفه بسرعة

غوريان : اسمح لي سيدي ، ساقطع حلقه هنا والان ، فتطاوله هاذا لن يمر بدون عقاب

جاءه الرد بسرعة وهدوء غير اعتيادي من الزعيم

ايفاريوس : توقف غوريان

ثم نظر الى ايغور


ايفاريوس : لقد تم الاتفاق ، عد الى زعيمك واخبره ان زعيم عشيرة اسكاسيوس قد وافق على شروط الفدية ، فجر الغد الساعة الخامسة ، ابني وافراد قبيلتي مقابلي انا وابنته

ايغور ( بابتسامة مستفزة ومستهترة ) : تاخر ثانية واحدة ولن ترى ابنك ثانيتا ابدا

عاد ايغور الى زعيمه واخبره كل شيئ ، بينما كان الزعيم ميغن في غرفة تحت الارض ( حيث كان يحتجز كل من ليليث ، فرانكشتاين و ايفارد ) ، كان صراخ ليليث يملئ المكان ، تترجى ميغن ( زعيم عشيرة ) ان يتوقف عن تعذيب ايفارد في محاولة لاستجوابه ، حول اسرار عشيرته ، لكن ايفارد كان صامدا ، كصمود الصخر في وجه تيار النهر ، لم يتفوه ولو بكلمة واحدة ، فهو كان يعلم انه لو فعل ذلك ، ستهلك عشيرته لا محالة ، لكن السبب الحقيقي لاشباع ميغن لايفارد ظربا ، ليس لانه يريد ان يستخرج منه اية اجوبة ، لانه يعلم علم اليقين انه لن يفعل ذلك ، لكن السبب الحقيقي كان كره هاذا الولد من اعماق قلبه ، فقد كان الحبيب السري لابنته ، كانا يلتقيان ليلا ، سرا عن الجميع ، صحيح ان والدها اكتشف ذلك ، لكنه لم يستطع ان يمسكهم بالجرم المشهود ابدا ، ذلك جعله يبغض ايفارد ويكرهه حتى النخاع ، لذلك كل ظربة كان يلقنها لايفارد كانت تنبع من اعماق قلبه ، بعد ساعات طويلة من الضرب المبرح ، لدرجة شعور يديه بالتعب والتخدر الشديدين ، غادر ميغن السجن وتركهم هناك ، فجاة وبعد مغادرة الزعيم للزنزانة بدقائق واذا بصوت غريب خارج باب الزنزانة ، فتحت وفجاة فتح الباب الكبير ، واذا ببلاك خلفه ، كان قد تتبع بعثة العودة لنائب الزعيم وتسلل لوحده داخل قرية العدو ، بسرعة فك اصفاد ليليث وفرنكشتاين ، وهلم بالمغادرة ، لكن ليليث ابت ذلك ، فقد كانت مصرة على انقاذ ايفارد ايضا ، لكن بلاك كان يخالفها ،فاي ثانية اضافية هنا تعتبر خطر حقيقيا ، فيمكن ان يكتشف باقي الحراس الامر في اي ثانية ، بسرعة فتحت ليليث زنزانة ايفارد بالمفاتيح ووضعة ذراعه الوحيدة على كتفها وانطلقو بالمغادرة ، لكن للاسف فات الاوان ، فما كان يخشاه بلاك قد حصل ، انطلقت اجراس الانذار في المكان ، وقبل ان يتحرك بلاك والبقية عدة امتار عن السجن واذا بالعشرات من الجنود محيطين بهم ، تحتم الامر عليه لقتالهم وحده ، فايفارد مصاب من شدة الظرب ، وفرانكشتان لا فائدة ترجى منه كالعادة ، فجاة وقفت ليليث معه في وضعية القتال ، فهي لم ترد ان تكون الحلقة الاضعف هنا ، كان قتالا قويا لولا امساك الجنود بايفارد بسرعة في محاولته الهرب مع فرانكشتاين في الغابة ، بينما كانت ليليث وبلاك ياخرونهم ، ادى ذلك الى استسلام ليليث مباشرة ، فهي لم تابى ان يتعرض ايفارد للمزيد من الاذى ، صحيح ان بلاك اكمل المقاومة ، لكن الغلبة كانت للجنود ، بسرعة كبلوهم بالاصفاد ، واخذوهم الى الزنزانات ، وضاعفو عدد الحراس هناك ، من بين الجميع كان فرانكشتاين هو الوحيد الذي نجى منهم ، اكمل مسيرته في الغابة المظلمة وحده ، في محاولة للوصول الى زيكسل والباقين ، قبل ان يجده باقي الحراس ، لكن الخوف الحقيقي كان يتملك ليليث ، فكيف ستنجو من نظرات بلاك القاتلة ، كان مزاج بلاك في اقصى هيجانه ، فهو لم يفشل في خطة انقاذهم فقط ، بل تسبب في اعتقاله هو الاخر ، واكثر ما كان يزعجه هو نجاة عديم الفائدة ذاك ، حاولت ليليث تلطيف الجو قليلا

ليليث : مما ارى ، اظن ان زيكسل والرفاق لا يعلمون بمغامرتك البطولية هاته

اكتفى بلاك بنظراته الغاضبة القاتلة نحوها

ليليث : اذن لماذا حاولت انقاذنا وحدك ، يبدو انك تملك قلبا طيبا خلف كل تلك الطبقات من الغضب و برودة الاعصاب


بلاك ( بغضب ) : ليكن في علمكي لم يكن ذلك من اجلكم ، فانا لا يهمني الامر ان لقيتم حتفكم ، لقد كان من اجل ذلك الاهوج الغبي ، كان ليفقد حياته في محاولة انقاذكم ، وانا لا اريد له ذلك

وقبل ان تتكلم ليليث ، نطق ايفارد بصعوبة

ايفارد : وااو ، لا بد ان يكون هاذا الشخص غاليا جدا عليك لتفكر في سلامته الى هاته الدرجة

نظر اليه بلاك بتحاذق

بلاك : ذكرني مجددا ، من طلب رايك !؟ اضافة الى ان كل هاته المشاكل التي نحن فيها من وراء ظهرك

نظر ايفارد نظرة حزن الى الارض ورد

ايفارد : اسف ، اسف حقا لتوريطي لكم في كل هاذا ، كل ما اردته هو عقد السلام مع عشيرة فابيون ، كوني الوريث القادم ، كان من المفترض ان التقي مع زعيم عشيرتهم لمناقشة بعض التنازلات بيننا ، لكنه غدر بي و ارسل شبح ظل خلفي ، بسببه فقدت كثيرا من اعضاء عشيرتي ، ممن امنو بي وامنو بقضية السلام ، وبالطبع كل ذلك كان سرا على والدي ، فهو لم يكن متفهما جدا ، والان بسببي قد فقدت كل الموالين للقضية ، بل وزدت من حدة النار ، وصارت الامور اسوء عن ذي قبل


بلاك : ولا تنسى توريطنا نحن كذلك

ايفارد : اكرر اسفي الخالص

ليليث ( بغضب على بلاك ) : لا تستمع له ، لم تكن تعلم ان هاذا سيحدث لنا ، لذلك لا تلم نفسك ابدا ، كما انا متاكدة ان رفاقنا في الخارج سيجدون حلا ما لانقاذنا ، انا واثقة من هاذا

بلاك ( بصوت متهجم ) : اعطيني قليلا من هاته الثقة المفرطة

في مكان اخر ، في منتصف الليل ، في قرية اسكاسيوس ، داخل بيت المعالجة روكاين ، كان زيكسل والرفاق جالسين مع روكاين للمبيت عندها ، بينما كانت الرهينة محبوسة في سجن انفرادي تحت حراسة مشددة ، فجاة واذا بفوضى وصراخ في الخارج ، خرج زيكسل والرفاق مسرعين ، حتى لمحو مجموعة من الحراس الليلين برفقة رهينة اخرى ، لمحو الرهينة جيدا ليجدو انه فرانكشتاين ، اسرع زيكسل نحوه وحاول تخليصه من قبضاتهم

زيكسل : اتركوه ، انه رفيقنا

حاول الحراس ايقافه كذلك ،لكن فجاة ظهر الزعيم ، انحنى امامه الحراس

الحارس : ايها الزعيم ، لقد وجدنا هاذا الفتى امام حدود قريتنا ، قمنا باحتجازه واحظاره الى هنا مباشرة

زيكسل : انه احد رفاقنا الذي اسرو تحت اخر هجوم لقبيلة فابيون علينا

الزعيم : هل انت متاكد

زيكسل : صدقني انا متاكد جدا ، فنحن لا نملك اثنين منه


امر الزعيم جنوده بفك وثاق فرانكشتاين ، عادو به الى كوخ روكاين هناك حيث قص عليهم كل ما حدث له ، بعد ان قدمت له روكاين العناية و مشروب اعشاب مهدئ للرفاق ، لكن ذلك لم يكبح قلق زيكسل على بلاك وليليث ، لكنه تعقل قليلا ، فعلى الاقل عاد فرانكشتاين سالما ، فبامكان الاخران الاعتناء بنفسيهما ، والاعتماد على بعظهما ، كما كانت ملامح روكاين تفضحها بينما كان فرانكشتاين يحكي ، فقد كانت تنتظر اي خبر عن ايفارد فقد كانت تبدو شارذة الذهن كثيرا ، وخائفة ، كما ملامح القلق والحزن عليها خاصتا بعد سماع امر بامر تعذيب ايفارد ، اكثر من اي شخص هناك ، كيف لا وهي تعتبر مربية ايفارد , استطاع جينيس ملاحظة ذلك اكثر من اي احد اخر


جينييس : هل انتي بخير ايتها العمة روكاين

_ترددت روكاين قليلا

روكاين : في الحقيقة هناك امر لا تعلمون امره

_ بدت روكاين مترددة ، لكن زيكسل شجعها وحفزها على حفظ السر


زيكسل : ما هو ايتها الجدة ، بامكانك ائتماننا

روكاين : الامر يخص لقاءات ايفارد و " ليا " المتكررة

الصدمة على وجه الجميع


جينيس : "ليا " ابنت زعيم عشيرة فابيون ؟؟

.... يتبع .....

2020/06/23 · 199 مشاهدة · 1458 كلمة
نادي الروايات - 2024