وهنا وفي القمة حيث كان كل من " ميغن " زعيم عشيرة فابيون مع حراسه ، وكل من بلاك ، ليليث ، وباقي الاسرى ، مكبلين بالاصفاد ، وبالاخص ايفاردالذي كانت علامات الكدمات على وجهه وسائر جسده ، كما ان جرح ذراعه الايسر قد فتح ، وكان المقنع " ظل الشبح " واقفا امام الزعيم ، بينما بدى التوتر الشديد على الزعيم ، والعرق يتصبب منه ، فجاة ، بدا المقنع بالدق ( تيك توك.... تيك توك ...) دلالة على تاخر الوقت ، ( فسفاحي ظل الشبح ، يحترمون المواعيد جدا ويقدسون الوقت ) كم ان زعيم عشيرة فابيون ارتكب خطا فادحا ، وعقد عقد دماء مع سفاح محترف لاول مرة ( عقد الدم : هو ثاني اقوى عقد بعد عقد الروح في العالم ، يشترط تحديد الهدف " الضحية " من طرف المستاجر ، والزمن من طرف المنفذ ، وينتهي بمزج دمي المتعاقدين معا ، في اشارة لتمام العقد بينهما ، عندما تنقضي المهلة الزمنية المحددية والضحية لا يزال على قيد الحياة ، فكلا المتعاقدين سيفقدان حياتهما بدلا عنه ) ، هاذا كان السبب وراء توتر " ميغن " الشديد ، فالمهلة الزمنية تنتهي بطلوع فجر ذلك اليوم ، اما الضحية فقد كانت ايفارد ، لذلك يريد مبادلته بابنته قبل ان يجهز عليه المقنع ، وبهاذا يفقد الزعيم ابنته كذلك ، لكن على ما يبدو ان ايفاريوس متاخر ، ولا يهتم بحياة ابنه ، كان الياس بدا يتسلل الى " ميغن " اكثر مما كان يتسلل لايفارد ، خاصة مع الحاحات المقنع الكثيرة ، فكل ثانية تمر هو مهدد بخسارة حياته ، انتهت المهلة الزمنية للقاء ولم يظهر لا ايفاريوس ، ولا ابنة " ميغن " ، و فجاة اخرج المقنع خنجره واتجه صوب ايفارد بسرعة ،وقبل ان ينحر عنقه ، واذا ب" ميغن " يتصدى له ، وبظربة قوية منه دفعه بعيدا

ميغن : بقيت دقيقة كاملة على نهاية العقد ، ساجازف وانتظر عودة ابنتي الي خلاله

ايفارد : عقد ؟؟ اي عقد

لم يرد ميغن عليه ، بينما عينيه كانت لا تزالا ملتصقتين بالارض ، لكن رد المقنع جاء بقتله لثلاثة حراس من حراس ميغن في لمح البصر ، فهو لن ينتظر ليجازف بحياته ، كان يتجه صوب ميغن ، وهو يطيح بالحراس كانهم لاشيئ ، وبسرعة استغل بلاك الوضع واذا به يهاجم الحارس الذي كان يحرسهم ، واحاط بسلاسل اصفاده حول رقبته ، حتى اغمي عليه ، اخرج مفاتيح الاصفاد وفك وثاق ليليث بسرعة وهلم بالمغادرة


ليليث : ما الذي يحدث

بلاك : لا اهتم ولا اكترث ، هيا فلنخرج من هنا

ليليث : ونتركهم خلفنا جميعا ، هاذا مستحيل

بلاك : هاذا الكلام مرة اخرى ، الم يكفيكي ما حدث في المرة السابقة ، لا تحاولي ان تكوني بطلة

ليليث : لن اترك احدا خلفي ، هاذا هو قراري الاخير

وبينما هما في هاذا النقاش المحتدم واذا بحراس الزعيم ميغن يهاجموهما ، ومن لا شيئ نشبت معركتين في قمة بركان الشفق ، ظل الشبح ضد الحراس ،وبلاك وليليث ضد النصف الاخر ، وماهي ثواني حتى اطاح المقنع بكل الحراس ، ووصل الى الزعيم ايفارد ، وقبل ان يطعنه في بطنه ، وفجاة وبين كل تلك الفوضى واذا بصرخة ايفارد العالية توقفهم جميعا

ايفارد : توقفو جميعكم

ارتد صدى صوته في ارجاء البركان المجوف


ايفارد ( وهو ينظر نحو ميغن ) : لقد فهمت اخيرا ما يحدث هنا ، لقد تعاقدت مع ظل الاشباح لاغتيالي .... اذن هاذا يعني .....

هنا فهم ايفارد كل شيئ ، وفهم العقد الحادث بين ميغن وظل الشبح ، وفهم انه الضحية في العقد ، وان بقاءه حيا سيؤدي الى موت المزيد من الناس ، فجاة وبينما هو يتجه نحو الحافة ، ارتسمت بسمة خفيفة على وجهه وهو ينظر نحو ميغن

ايفارد: لا يمكنني ان اسمح بموتك، فهاذا سيجعل" ليا " حزينتا جدا


ورمى بنفسه دون اي تردد من قمة حافة بركان الشفق ، كانت اشعة الشمس بدات بالتسلل ، و هنا تبدد معها كل غضب ... حقد ... كره ، ميغن نحو ايفارد ، وفي نفس اللحظة بالذات ظهرت " ليا " في الجهة الاخرى من البركان مع زيكسل جينييس ووالد ايفارد ، لمحت ايفارد في القمة وهو يلقي بنفسه ، لم تنتظر استوعاب الامر لتقرر ما تفعله ، وبلمح البصر تسللت بين اصابع كل من زيكسل وجينييس اللذان حاولا امساكها ، والقت بنفسها من الحافة دون ادنى تردد ، رمية حرة باتجاه ايفارد ، فاي تردد سيبطئ سرعتها ، وما ان وصلت اليه حتى قامت بفرد اجنحتها وامسكت به ، كانت سعادة ايفارد لا توصف لرؤيتها مرة اخرى و اخيرة قبل ان يفارق الحياة ، كان جمالها وجمال اجنحتها البراقة كالخيال ، امسكت به وبحركات التفافية لتعزيز قوة دفعها ، حاولت رميه الى احد الحواف البارزة ، لعلها تنقذ حياته قبل فوات الان ، فاشعة الشمس بدات بالظهور ومعها تاكل اجنحتها وبشرتها ، فهم ايفارد ماكانت تحاول القيام به ، وفي اللحظة المناسبة من الالتفاف دفعت به نحو احد الحواف ، لكن فجاة احست بثقل في جسدها ، وكانها كانت هي المدفوعة وليس العكس ، فايفارد تمسك بها ، واستغل قوة الدفع لصالحه حتى يدفعها هي وينقذ حياتها ، لكن الاوان قد فات للمرة الاخيرة ، فحتى الاخرى لم تابى تركه ، فقد قامت اشعة الشمس بالظرر الاكبر لجناحيها وبشرتها ،و فجاة عادت بعم الذكريات الى احد المرات التي كانا فيها معا ، بعد منتصف الليل ، في منطقة ما بين قريتي فابيون و اسكاسيوس ، فوق قطعة قماشية بيضاء ، حيث كان ايفارد يضع راسه على حضن ليا ، يتحدثان ويتجادلان كالعادة

¤¤¤

ايفارد : اعني انه سؤال نسبي اكثر من كونه فلسفي ، لكن ما هي اجابتكي عليه ، ايتها الفيلسوفة الخرقاء

ليا : اممم ...فلنرى .. ماهي اكبر مخاوف فتاة عاشت منعزلة عن العالم طول حياتها ...

كانت تنظر ليا الى السماء والى البدر مكتمل تحديدا ، وكلتا عينيها تلعبان هنا وهناك ، ثم تغيرت ملامحها الى الجدية قليلا

ليا : اظن اكبر مخاوفي ... هي ان اموت وحيدة ، فقد عشت حياتي كلها كذلك ... اجل اظن ذلك

ثم ابعدت عن وجهها ملامح الحزن تلك ، ثم انحنت وقربت وجهها من وجه ايفارد حتى كادا يتلامسان ، ونظرت في عينيه الواسعة ، ثم وباتسامة ساذجة

ليا : وانت ايها الحالم الصغير ... ماهو اكبر مخاوفك ....


وقبل ان تكمل ليا جملتها ، واذا بصوت حراس والدها في الاجواء ، فقد وجدوها اخيرا بعد بحث مظني ، نظرت باتجاه ايفارد ثانية لتجده قد اختفى

¤¤¤

ايفارد : اكبر مخافي ..... لم يكن الموت وحيدا .... بل كان العيش وحيدا من دونك ..... ايتها الفيلسوفة الخرقاء

لتتجلى الصورة الكاملة لاشعة الشمس تنعكس على بقع الدم اللامعة والمتطايرة بقوة في قاع البركان الخامد ، ورماد ليا ، اللامع والبراق يتساقط على جثة ايفارد

2020/06/23 · 181 مشاهدة · 1065 كلمة
نادي الروايات - 2024