○الفريد : ماذا ؟؟
● زيكسل : اجل كما سمعت
○الفريد : لكن ....
● زيكسل: لا يوجد لكن
○ الفريد : اظن ان تفكيرك مشوش من الذي حدث البارحة
●زيكسل : لا لا تقلق ، لقد فكرة في هاذا مطولا
○ الفريد : وهل تعرف ما يعنيه ذلك
●زيكسل : لقد ربيتني طول حياتي على اتباع قراراتي الخاصة وتحمل المسؤوليات المترتبة عن ذلك ، لذا اجل اعلم ما يعنيه هاذا ، وما سيترتب عنه
○الفريد : ما هو هدفك خلف هاذا
●زيكسل : ساصير الامبراطور ، واغير العالم نحو الافضل ، سامحو هاذا النظام الفاسد من جذوره ، ساجبر العالم على الانصياع لقوانيني الخاصة ، ساجبر الامبراطورية على الانحناء لي
وسط دهشة الفريد لم يستطع الرد لبعض الوقت
الفريد : ليست مسالة انني لا اثق بك ، لكن هاذا ...
●زيكسل : اجل ، هاذا يعني انه سيكون الوداع بيننا
وهنا اقترب زيكسل من الطاولة وسط الكوخ وحمل حقيبته واتجه صوب الباب واشار بابهامه نحو نفسه وقال
●زيكسل (ونظرة ثقة كبيرة على وجهه ) : لا تقلق علي ، فانا في الاخير ابنك ، ابن الفريد روسافير
_ وهنا اغرورقت عينا الفريد بالدموع ، وظرب ضوء خافت فيهما , وكانه شاهد نفس المشهد من قبل بالتفصيل لكن مع شخص مختلف ، لم يستطع الرد وراء هاذا الكلام ، وهنا وضع زيكسل حقيبته خلف ظهره واهم بالخروج
● زيكسل : اظن انها لحظة الوداع
لم يستطع الفريد الرد
● زيكسل : ساظم بلاك الي ، اتمنى ان يجعلك هاذا تشعر بارتياح اكبر ،
ثم اهم بالمشيئ ، وفجاة لحقه الفريد الى باب المنزل وصاح بصوت منخفض
○الفريد : ساكون هناك عندما تحتاج مساعدتي ، لذلك لن يكون هاذا هو القاء الاخير بيننا
●زيكسل : اعلم ذلك ..... ايها العجوز القاتل للمتعة ...
_ وهنا افترق زيكسل عن الفريد للمرة الاولى عن حياته لمدة لن تكون بالقصيرة ، غادر زيكسل ذلك المنزل الذي يذكره منذ اول لحظة فتح فيها عينيه لهاذا العالم ، هنا تذكر كل ذكريات طفولته الحلوة منها والمرة ، الكبيرة منها والصغيرة ، السعيدة منها والحزينة ، لكن هدفه كان اكبر من ان يبقى ذلك الفتى الصغير الذي كان يلعب تحت ظل الشجرة الكبيرة ، لذلك غادر نحو هدف اسمى ، هدف اكبر ، هدف اعظم من هدف ذلك الفتى الصغير ، وهنا اتجه صوب ( جزيرة بلاك فورت ) وبعد مسيرة يومين نحو الغرب وصل الى غابة ريمورا ، هناك تتبع سيل النهر ليصل الى شلال كبير ، وقبل وصوله بلحظات واذا به يسمع صوت قتال سيوف قريب ، بقي زيكسل خلف الشجيرات يشاهد ذلك القتال الرهيب الذي اسره من روعته ، فقد ذكرته بتدريباته مع صديق طفولته ، وما هي لحظات حتى استطاع لمح وجهي المتقاتلان واذا بالمفاجئة انهما اخوان توءمان كانا في نفس عمر زيكسل تقريبا ، كان لكلامهما شعر ابيض فضي ، وعينان تكادان تكونان رماديتان داكنتان ، ويحمل كل منهما سيفا ساموراي ، وما هي لحظات حتى لمحا زيكسل خلف احد الشجيرات فتوقفا عن التدريب والتفتا اليه
○احدهما : اظهر نفسك ، نحن نعلم انك هناك
●زيكسل : وااو ، كم كان هاذا رائع ، لقد كانت تحركاتكما مذهلة ، وكانكما جسد واحد
○التوئم 2 (مبتسما ) : ليس بالامر الجلل
●زيكسل : بلى ، كان كذالك ، كانت حركاتكما مذهلة بحق
○التوءم 1 : شكرا لك ...
●زيكسل : اوه ... نسيت ان اعرفكما بنفسي ... انا زيكسل ، زيكسل ماد في وانتما
○التوام : نحن اودامي و اورامي ...
●زيكسل : تشرفنا ، لكن ماذا تفعلان في مكان كهاذا ،
○التوام : ان قبيلتنا موجودة بالقرب من هنا
●زيكسل : هاذا مذهل ، لقد مررت مرات لا تحصى بجوار غابة ريمورا ولم اعلم انه تسكنها احدى القبائل ، وذلك لكثرة الوحوش المفترسة فيها
○التوام (وهو ضاحكا ) : نحن نصطاد تلك الوحوش
●زيكسل : ماذاا ، هاذا رائع
○التوام : اجل ، فنحن قبيلة صيادين
●زيكسل : اسف يجب علي المغادرة الان قبل ان يحل الظلام ، لذا اتمنى ان نلتقي مرة اخرى
○التوام : الى اين انت متجه ؟؟
●زيكسل : الى جزيرة بلاك فورت باتجاه الغرب
○التوام (والدهشة عليهما ) : لا بد انك تمزح ، لايوجد غير الاطلال هناك
●زيكسل: ساذهب الى هناك لاظم صديقا الى فريقي
○التوام : فريق ؟ اي فريق ..
●زيكسل : ساجمع فريقا واطيح بالامبراطورية لاصير الامبراطور القادم
_وهنا لم يستطع التوامان اخفاء ضحكتهما ، فكانا يضحكان بصوت مرتفع ،
○التوام : يا صديقي ، انت تمزح اليس كذلك
●زيكسل (والجدية على وجهه ) : بالطبع لا ، ساغير العالم نحو الافضل
وهنا قلل التوام من حدة ضحكتهما الساخرة
○التوام : حسنا ، ما رايك ان تبيت عندنا الليلة ايها الامبراطور الصغير ، وتغادر غدا صباحا
●زيكسل : لا ، لا اريد الاثقال عليكما
○التوام : لا تقل هاذا ، كما اننا سنعد لحم الاوركال الليلة (الاوركال : هو نوع من الوحوش التي تسكن غابة غيمورا ، ضخم جدا ، يملك ثلاثة قرون وستة اطراف ، كما ان لحمه طري و شهي جدا )
_ فسال لعاب زيكسل
●زيكسل : حسنا ، اذن فليكن
_ اتجه كل من زيكسل مع التوام نحو قبيلتهما ، وقبل ان يصلو بعدة امتار سمعو صوت التحطيم والصياح، اكثرو من سرعة خطواتهم ، ليصلو الى ساحة القبيلة ، فوجدو هناك بعض فرسان الامبراطورية قد غادرو منذ لحظات ، بعدما احدثو فوضى كبيرة في القبيلة ، كالعادة ، فاسرعا الي عجوز كانت واقفة وسط القبيلة ، بعدما كانت تخاطب مبعوثي الامبراطورية
○التوام : ايتها الجدة ايرا ، الحمد لله انك بخير
■الجدة : لا تقلقا علي
○التوام : ليس ؤلائك الجبناء ثانية
●زيكسل : من هم ...
○التوام : انهم فرسان الامبراطورية ، لا ينفكون عن مضايقتنا مؤخرا ، وذلك لاقتراب موعد دفع الضرائب
●زيكسل : اذن حتى انتم لم تسلمو منهم
○التوام : اجل
■الجدة : من هاذا الشاب اللذي احظرتماه معكما
○التوام : انه صديق ، التقيناه اثناء تدريبنا امام الشلال ، قال انه متجه نحو جزيرة بلاك فورت
●زيكسل : اهلا ،ادعى زيكسل ، زيكسل ماد في


■الجدة : اهلا بك بني ، لا اذكر اخر مرة رايت التوامين يدعوان شخصا اخر ، لذلك تفضل ، مرحب بك هنا في اي وقت
●زيكسل : شكرا ، شكرا ايتها الجدة ، لكنني لن اطيل البقاء
_ وما هي الا لحظات حتى تحولت ساحة القبيلة من فوضى الى مهرجان كبير ، اشعلو النار وسط الساحة وبداو بتقطيع وطهو الاوركال ، وكان الاطفال الصغار يركضون هنا وهناك ، والفرحة بادية على وجوههم وكان شيئا لم يحدث قبل قليل ، وكان الكل هناك يحب التوام ، فقد كانا كالابناء بالنسبة للكبار ، وكالاخوة بالنسبة للصغار ، وهنا تذكر زيكسل اهل قرية زيفا ، وطريقة معاملته لهم ، فقد كانت تماما كمعاملة القبيلة للتوام ، وبدا يحس بالحنين والاشتياق لتلك الايام ، لولا مقاطعة التوام له
○التوام : ماذا ، هل اعجبك المهرجان هنا
●زيكسل : اجل بالطبع ، فلقد ذكرني بدياري
○التوام : حقا ، لقد نسينا ان نسالك عن اصلك
سكت زيكسل لبعض الوقت ثم قال
●زيكسل : يمكنكما القول انني كنت من قرية زيفا
وهنا عم هدوء خفيف بين هاؤلاء الثلاثة
○التوام : اه ، نحن اسفان حقا ، لقد وصلنا الخبر
●زيكسل : لا عليكما
○التوام : لا بد ان ماحصل قد اثر عليك كثيرا
●زيكسل ( والبسمة في وجهه ) : لا تقلقا ، لن ادع اي شخص اخر يمر بما مررت به ، لن ادع اي شخص اخر يفقد اهله غصبا عنه ، لهاذا ساصير الامبراطور واحطم قيود الظلم ، ساغير النظام بيدي هاته

_ وهنا تفاجئ التوام لكلامه ، واحسا بشعور مختلف عن المرة القادمة ، فلم يستطيعا السخرية من كلامه هاته المرة ، وكان شيئا ما قد تغير ، فوقفا مذهولان من شدة ثقة زيكسل بنفسه ، ومن شدة قوة وجدية كلماته ، وللحظة تراءا لهما انه يستطيع ان يحقق كلامه فعلا ، وهنا لولا اصطدام الاطفال الصغار بهما ، لما خرجا من ذهولهما
الطفال : اودامي ... اورامي .. تعالا لتلعبا معنا .... احملني فوق رقبتك ......
_بعد انقضاء الحفلة ، وبعد ان ملئ زيكسل بطنه باطنان اللحم ، استلقى على ظهره هو والتوام ، وقابل نجوم السماء الساحرة ، هنا دار حديث صغير بين التوام وزيكسل ، وقد كانت الجدة ايرا تسمع ذلك الحديث ، الذي كان له التاثير الاكبر على حياة التوام منذ رحيل والدهما ، دون علمهم بتنصتها

○التوام : انت لم تكن تمزح بشان مسالة الامبراطور اليس كذلك
●زيكسل : بالطبع ، صحيح انني انسان غير جدي كثيرا ، واحب المزاح كثيرا ، لكن هاذا الامر الوحيد الاكثر جدية بالنسبة لي
○التوام : انت تعلم ما يعنيه هاذا
●زيكسل : اجل ، هاذا يعني ان تكون اقوى من الاقوى في العالم
○التوام : ما هو الدافع الذي جعلك تقوم بكل هاذا ؟؟
●زيكسل : بالنسبة لي ، ان ترى عائلتك تموت امامك ولا تفعل اي شيئ ، فبالنسبة لي ذلك الشخص حثالة
وهنا تقلصت حدقتا التوام للحظة صغيرة ، لم يلحظها زيكسل اصلا ، وتحرك شيئ بداخلهما ، شيئ كان مخفيا هناك منذ مدة طويلة ، شيئ استطاع زيكسل لمسه بكلامه دون ان يلحظ ذلك
●زيكسل : لذلك حافضا على عائلتكما ، فهي اغلى ما تملكان ، فعندما تفقدانها فانتما تفقدان جزءا من نفسيكما ايضا

_هنا سقطت دمعة خفيفة من عين العمة ايرا
وبعد هاذا الكلام ، لم يستطع احد ان يرد ، وساد هدوء كبير وسط الساحة ، فكان يسمع فقط صوت احتراق النار ، حتى نام الجميع ،
_ ومع تسلل ضوء الفجر ، استيقض زيكس من نومه ، التف جهة اليمين ثم اليسار ف فلم يجد التوام امامه ، استيقض وتناول فطوره ، وحزم امتعته واهم بامغادرة ، فوجد الجدة ايرا قبل مغادرته

■الجدة : هل ستغادرنا الان
●زيكسل : اجل ، شكرا لحسن ضيافتكم لي
■الجدة : لا تقل هاذا ، فانا من يجب شكرك ، فقد مضت مدة لم ارى التوام سعيدين مثل البارحة
●زيكسل : بذكر ذلك اين ذهبا ؟ استيقضت ولم اجدهما
■الجدة : لقد غادرا باكرا جدا اليوم للتدرب
●زيكسل : اذن بلغيهما تحياتي ، وشكري الكبير لهما عن ليلت البارحة
■الجدة : سافعل ، فل يحفضك الله

_ هنا غادر زيكسل ، والحزن بداخله ، فقد غادر بدون ان يودع صديقاه ، فمعنى الصداقة كان مختلفا عند زيكسل عن بقية الناس ، فقد كان يقدس هاذا المفهوم اكثر من اي شيئ اخر ، وبعد مسيرة دامت عدة ساعاتنحو وجهته حتى سمع صوت نداء باسمه ، التفت ليجد التوام خلفه

●زيكسل : ماذا تفعلان هنا ؟؟ لماذا تكبدتما كل هاذا العناء ؟
○التوام : نحن اسفان لمغادرتنا المفاجئة البارحة ، لكننا قررنا مرافقتك من الان فصاعدا
●زيكسل (والصدمة على وجهه) : ماذا ؟؟
○التوام : لقد قررنا الانظمام الى فريقك ذا لم تكن تمانع بالطبع

2020/05/03 · 273 مشاهدة · 1695 كلمة
نادي الروايات - 2024