بدات الاجواء بالتكهرب وفجاة اشتعلت يدي زيكسل ببرق ، لكن لم يكن اي برق عادي ، فقد كان اسود اللون ، تفاجئ التوام من ذلك ، فهاته اول مرة يلمحان قدرة زيكسل ، حتى بلاك استحوذ سواد غريب اخر على يديه وصارت يداه سوداوتان كسواد الليل ، ثم وبلمح البصر اختفى بلاك وزيكسل من مكانهما ، تبعتهما عينا التوام بصعوبة ، واذا بهما امام ماركوس ، وبحركات كانت اسرع بعدة اضعاف عن حركات زيكسل السابقة ، فاجئا ماركوس بها ، لكن ماركوس لم يكن بذلك الضعف والبطئ ، راواغهما بكل سهولة ، بل وقذفهما بعيدا عنه بحركة واحدة تفاجئ التوام من تحركات زيكسل وبلاك المنمقة والمتكاملة مع بعضهما البعض ، فحتى التوام لم يصلا لتلك المرحلة بعد ،فقد كانت عينيهما هما اداة تواصلهما ، فقط مجرد نظرة واحدة من عيني احدهما حتى يفهما ما يدور في خلد بعضهما البعض ، وسط كل ذلك الذهول ، كانت تحركات وهجمات بلاك وزيكسل مثالية ، لم يدعا اي فرصة لماركوس ليتنفس خلالها ، كل ذلك كان يظهر في تغير ملامح ووقفة ماركوس الحازمة ، هاذا كافي ليثبت جدية الامر ، و بعد عدة اشتباكات مع ماركوس باءت كلها بالفشل ، حان وقت الجد ، هنا وضع بلاك يده في الارض ، ثم بدا بتشكيل جذور سوداء ضخمت تخرج من اسفل الارض وكانت تهاجم ماركوس من كل الجهات ، ( ميغو بلاك هي : التلاعب وتشكيل الظلام ، فبامكان تشكيل اي شكل يتخيله في راسه بواسطة الظلام ) لكن هدفه وراء هاذا الهجوم كان تشتيت ماركوس وكسب الوقت لزيكسل ، الذي كان يجمع قوته في نقطة واحدة ليطلق هجوما ليزريا سريعا كسرعة البرق بحد ذاته ، تفاداه الاخير بصعوبة بالغة ، هنا بدا التعب والارهاق يتسلل لهما بعد محاولات كثيرة باءت بالفشل ، فقد استهلكا مقدارا كبيرا من قوتهما ،
وقفا وسط تلك القاعة التي صارت خرابا ، فالارض قد تهدمت وتشققت بسبب هجوم بلاك الاخير ، وجد رانها قد دمرت بسبب هجومات زيكسل ، استجمعا ما بقي لهما من قوة ، ثم انطلق زيكسل وبلاك نحوه مرة اخيرة لكن في مسار متداخل وملتوي بينهما ، ليشتتا تركيزه ، ثم قبل لحظات معدودة من وصولهما امام ماركوس شكل بلاك جدارا من الظلام امامه ، من اجل تغطية مسار رؤيته و مباغتته ، فلم يعلم ماركوس في اي اتجاه سيهاجمانه ، كان ينظر يمينا وشمالا ، لكن زيكسل فاجاه من الاعلى ، حاول التصدي له ، فعلى الرغم من انه قد فاجاءه ، لكنه كان بطيئا بالنسبة له ، تدارك ماركوس الامر وحاول تفاديه ، لكن فجاة هاجمه بلاك من الاسفل ، فقد تشتت انتباهه بزيكسل الذي كان في الاعلى ، ثم وبصعوبة بالغة استطاع استدراك الامر واندفع نحو الخلف ، لكن استوقفه جدار الغرفة خلفه ، ثم اشبك بلاك يديه وصنع موطئ قدم لزيكسل الذي كان لا يزال في السماء ، ارتكز الاخير عليها واندفع اندفاعة قوية اخرى نحو ماركوس ، حاول ماركوس تفاديها بالاندفاع الي اليسار لكن فجاة تعرقلت رجله باحدى الصخور المتفتتة في الارض التي احدثها هجوم بلاك المزلزل ، وانزلق ، كان في لحظة السقوط ، هنا علم ماركوس ان كل ما كانا يقومان به منذ البداية ، لم يكن مجرد هجمات عشواءية بل مخططا لها ، كانا يستهدفانه الى الجدار ، من اجل ان يعزلا حركته ، ويقللان مدى تحركه ، فهما لن يستطيعا هزيمته في معركة عادلة ونزيهة ، حاول ان يضع يده على الارض ، لكنه لم يملك الوقت للتفكير اصلا ، فقبل تحركه اصلا ، وجد كل من التوام بانتظاره هما الاخران ، واحد من اليمين والاخر من الشمال ، فقد استغلا هاته الفرصة الثمينة التي كانا ينتظرانها طول مدة النزال ، نظر للاعلى ليجد ان بلاك هناك بعد ان قفز فوق زيكسل ، وزيكسل مباشرتا امامه ، هاهو ماركوس يرى ظلالهم تغطي مدى رؤيته ، احد الملوك الثلاثة السابقين ، والقائد السابق لعشيرة الظلام ، يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه ، والامر انه امام اربعة اطفال صغار ، كانت ابتسامة خفيفة تظهر على ثغور الاربعة ، حتى بلاك الذي لايبتسم كثيرا ، وسط ذلك السرور والفرح ، الخيبة و الخذلان ، السعادة و الحزن ، سمع صوت فرقعة اصابع قوية ، تلاها صوت اصطدام قوي نتيجة هجوم الاربعة واستخدامهم لقدراتهم ، انتشر دخان قوي في القاعة نتيجة لذلك ، تراجع الاربعة الى الخلف ، وكلهم ينتظرون الغبار ان ينقشع ، ليرو نتيجة هجومهم ، هل نجح ام فشل ، بدا الغبار بالاختفاء ، وهاهي المفاجاة تصعقهم ، فقد كان وسط الدخان تمثال حجري محطم لا غير ، لا وجود لماركوس هناك ، وفجاة باغتهم ماركوس من الخلف وضع يديه على راس بلاك وزيكسل وقال

ماركوس : لقد انتهى الامر
نظر الاربعة باتجاهه والدهشة على وجهوهم ، فلم يخدش بخدش واحد حتى_

التوام (متلعثمين ) : كي... كيف ذلك
بلاك : تبا لقد كنا قريبين جدا
ماركوس : هاذا يثبت كم مازالت الطريق طويلة امامكم
زيكسل : لا اصدق ذلك ، لقد خسرنا ، تبا .. تبا ... تبا

وضع بلاك يده على ظهره وقال

بلاك : انهظ ايها الطفل الباكي ، المهم اننا استمتعنا باخر قتال لنا
كان الحزن يقطع قلب بلاك اكبر مما كان يقطع زيكسل ، فسيفترق عن اول واخر صديق حقيقي له ، من يفهمه دون كلام ، من يشعر به دون حركة ، نهض زيكسل من الارض وهو غير مصدق للامر نهائيا ، لكن المفاجئة نزلت عليهم كالصاعقة
ماركوس : هنيئا لك ايها القائدي الغير متقبل للخسارة ، ساسمح لبلاك بالترحال معكم
لم يصدق زيكسل ما سمعت اذ ناه ، وكذلك لم يكن اثر المفاجاة اقل بالنسبة للثلاثة الاخرين ، رفع زيكسل راسه بسرعة نحوه

زيكسل : كيف ... لماذا ... فانا قد خسرت ؟
ماركوس : تلك النظرة والحماس ، الفرح والسرور على وجه بلاك عندما كان يقاتل الى جانبك ، هي ما جعلتني اغير راي ، لقد احسست بانه قد عاد للحياة حقا ، فانا لم اره بهاته السعادة منذ مدة طويلة جدا
بلاك : اصمت ايها العجوز الخرف
زيكسل : لا اصدق ذلك ، فعلناها ، فعلناها ، لقد فعلناها اخيرا

وسط كل ذلك الفرح والسرور والاحتفالات بظم بلاك للفريق ، لكن عينا ماركوس لم تفارق التوام ، ف قد دهش فعلا ، لسرعتها وسرعة استجابتهما في القتال ، فعلى الرغم من انه لم يرى قوتهما بعد ، لكنه كان موقنا ان سرعتهما تفوق سرعة بلاك وزيكسل باشواط كبيرة ، فلولاهما ، ماكان باستطاعتهم اجباره على استخدام الكارا خاصته ، من اجل تفادي الهجوم الاخير ، فلولاهما لما ... كانت فرصة امام زيكسل ، ولولاهما لما ارغماه على استخدام قدرته امام مجموعة اطفال

2020/05/03 · 249 مشاهدة · 1036 كلمة
نادي الروايات - 2024