مع غياب الشمس وظهور النجوم، كنّا قد وصلنا الى وجهتنا، 'المنزل'، هذا ما دعت به أكيرا هذا المكان. لم يكن سوى قصر مهترئ مهجور، من طابقين وحديقة صغيرة في الفناء.

شققنا طريقنا في ردهة القصر وبقيت اتأمل كل شبر في المكان فتزدحم اسئلة كثيرة في خاطري.

بناءا على قِدم المكان وتلك الشعائر الممزقة على الجدران، فهذا المكان كان في السابق قصر الدوق، لكن مالذي جعل أكيرا تدعوه بالمنزل؟ بقيت احدق بها، انتبهت لي وقالت:


- "اراهن ان لديك الكثير من الأسئلة. هذا المكان كان قبل سنوات قصر الدوق ماريلس، مع موت افراد العائلة اصبح المكان بلا اي اهتمام واستولى عليه ذلك الوغد الذي عين نفسه ملك الشياطين، قبل ثلاث سنوات قمت بقتله واصبح انا ملكة الشياطين واسترددت المكان. اي سؤال أخر؟"


اذن اصبح هذا المكان عرينا لملوك الظلام، لكن لازلت لا استطيع تصديق انها قتلت ملك الشياطين وهي بعمر لا يتجاوز الرابعة عشر.


- "كيف استطعني القضاء عليه؟ اعني ملك الشياطين..."


- "هذا بسيط، ادعيت انني في جانبه وساقاتل لاجله ثم حالما خفض من دفاعه طعنته بضهره بسيف الظلام خاصتي وانتهى الامر. لقد كان ضعيفا حقا."


اجابتني أكيرا مباشرة دون تردد، هي لا تكذب لكن الامر لازال صعب التصديق.

شعرت بنظرات مرافقها الخادم تحرقني.


- "أكيرا..هذا الرجل بملابس الخادم...ليس بشريا، صحيح؟"


التفتت أكيرا نحوه واعادت النظر الي بإعجاب.


- "مذهل، عرفت انه ليس بشريا بسرعة، انت لست بهذا السوء."


لسبب ما ارغب بان اعرف الى اي مستوى سيء تضنني أكيرا. واصلت هذه الأخيرة كلامها:


- "اسفة على التأخير في تقديمه. هذا بيثريون، انه خادمي الخاص والوحيد. انه مستذئب."


- "مستذئب؟"


- "اجل، اخبرتك ان المستذئبين متحولون يملؤهم الفراء ولهم بنية ذئب بشري. يمكنهم اخذ هيئة بشرية من حين لآخر خاصة حين يذهبون الى اماكن كالاسواق والقرى. بيثريون اختار ان يمضي اغلب وقته في هيئة بشرية لانه يسهل عليه الكثير من المهام والتخفي."


تقدم الي بيثريون وانحنى لي قائلا:


- "لقد أخبرتني أكيرا انك فارسها الجديد، انا لا استعرف ببشري ضعيف مثلك لكن ان كانت هذه رغبتها..."


- "في الحقيقة ليكس ليس ضعيفا لهذه الدرجة، حسنا..مقارنة بي، اجل. كما ان الخطط التي عرضها في ساحة الحرب كانت ممتازة وناجحة، للاسف كنت انا العدو. هو كان فارسا غير متوج ولم يتلقى تعليما ممتازا. فقط ان اهتم بصحته وتدرب لبعض الوقت على استعمال انواع جديدة من السحر فسيصبح فارسا اقوى، وربما يصبح فارسي رسميا."


- "هل هذا يعني انني لست فارسكِ رسميا بعد؟!"


صرخت متعجبا دون تفكير، لكن لم استطع مساعدة نفسي.


- "حسنا..اي نوع من الفرسان يتم حمايته من قبل ملكه؟ عندما تصبح على الاقل قادرا على حمايتي ولو قليلا فعندها ساعترف بك كفارسي رسميا، مع ان هذا سيستغرق الكثير من الوقت، كما انني لا اوضف القاصرين. على الاقل عليك ان تصبح بنفس طولي."


أكيرا محقة. يمكنني حماية نفسي، لكن لازلت في المرحلة حيث تحميني هي.


- "على اي حال. الوقت لازال مبكرا على النوم وكلما اسرعنا كلما كان الامر افضل، بيثريون سنذهب للغرفة الخاصة، اذهب لاحضار تقارير ماحدث عندما كنت غائبة اثناء سنتي الحرب."


- "كما ترغبين."


قال بيثريون هذا وانصرف، تابعنا حتى وصلنا الى غرفة تحيطها هالة غريبة.

سحر الختم، هذه هي القوة السحرية التي كانت تحيط بالغرفة.

اطلقت أكيرا هالتها السحرية في مستوى يدها، فاشتدّت سماكتها و تشابكت مع بعض حتى اصبحت في هيئة مفتاح فتحت به الباب.

مهما كان يوجد هنا فهي اشياء لايجب ان يراها الاخرون.

اعتراني اعجاب شديد من ما اراه خلف هذا الباب، كانت غرفة صغيرة مقارنة ببقية غرف القصر، مضلمة قليلا ولا نافذة بها، تتوسطها طاولة ولوح كبير قبالته على الجدار، اضافة الى احجار سحرية، لكن المثير للاهتمام كان الكتب المبعثرة، والاوراق في كل مكان علِقت وربطت ببعضها البعض على اللوح بخيوط سحرية، لم تكن معلقة بعشوائية، من الاسفل والجوانب الى الاعلى، وجميعها انتهت حيث تربط بعلامة استفهام. هذا المكان هو غرفة ابحاث أكيرا.

مررت هذه الأخيرة يدها على اللوح وبقيت تحدق بالاوراق لمدة ثم التفتت الي.


- "امضيت سنوات لجمع كل هذه المعلومات، والان بعد انتهاء الحرب ضد ليفايس، يمكنني اخيرا البدأ في مسيرتي لتوحيد العالم. الى ان يعود بيثريون، دعنا نقوم ببعض المراجعات لك."


- "اجل من فضلكِ."


- "هدفنا النهائي هو خلق عالم افضل يعيشه الوحوش والبشر معا، لفعل هذا لازال لدينا الكثير لفعله ناهيك عن العقبات امامنا. اولا هو اعتراف بقية الوحوش بي، لقد مرت ثلاث سنوات فقط منذ ان اصبحت ملكة عليهم، كل الوحوش التي تدرك بوجودي تستطيع اخبار الاخرين عند مقابلتهم لكن قادة قبائل كالشياطين و الجنيات وحتى الاقزام لن يعترفوا بي حتى يقابلوني شخصيا. لهذا الوحوش التي خارج مملكة إسترا لم تعترف بي بعد خلافا عن الموجودة داخل حدود المملكة. لكن هذه ليست بمشكلة، اضن انك قد ادركت الان -بعد رؤية هذه الغابة- لماذا لقبت إسترا بـ"المملكة المظلمة""


- "أجل..يمكنني ان احزر ان عدد الوحوش بإسترا يفوق بكثير بقية الممالك، كل هذا بسبب اراضي الدوق على الارجح. مقارنة ببقية انحاء العالم، هنا توجد اراضي اكثر تعيش فيها الوحوش بامان."


- "بالضبط. عائلة الدوق ماريلس تعيش منذ تأسس هذه المملكة، مما يمنحها رتبة عالية اضافة الى امتلاكها لدماء ملكية نتيجة زواج بعض افراد العائلة الملكية بعائلة ماريلس، وتوجد حتى امكانية ان يصبح احد ورثاء الدوق الملك. باستغلال هذه العلاقة وحدها كسبنا كل هذه الاراضي انحاء المملكة."


- لكني لازلت لا افهم، البيئة في هذه الارض ممتازة تماما لاجل الوحوش، ولا اضن ان هذا بسبب انها مهجورة، وكانها خصصت لهم. لا يمكنني فهم مايفكر به الدوق، لكن انتِ تعرفين اكثر من اللازم. أكيرا...خلافا عن أكيرا التي أمامي، من انتِ؟


انا اعرف مسبقا انها من عائلة نبيلة لكن لا اكثر من هذا. في البداية شككت بها، الملابس التي ترتديها، تصرفاتها، حتى سلطتها هنا لا تتعدى عن سلطة ملكٍ للوحوش، لم يكن هناك اي طريقة اراها بها كآنسة نبيلة لكن مع الوقت الذي امضيه معها، تزداد الامور حولها شبهة، لقد مرت هذه الفكرة على بالي مسبقا وانكرتها وضننت انه من المستحيل ان تكون أكيرا هي الدوق الحالي وكل هذه الاشياء مجرد مصادفة، والان لا مجال للشك، أكيرا هي الدوقة حقا.

هذه مجرد استنتاجات مني لهذا اردت سؤالها للتأكد لكن لا اتوقع اي إجابة مرضية منها. هي لن تنكر شيء ولن تكذب علي، ولا اضن انها تخفي عني الحقيقة بعذر انها لا تثق باي احد اضافة لكون البارحة اول مرة نتحدث فيها، عوض هذا اضن انها تثق بي بما فيه الكفاية لاكون فارسها وادخل هذه الغرفة.

هي لن تكذب ولن تقول مااحتاجه، على الارجح سترد باجابة قريبة من الحقيقة لكن ليست الحقيقة.


- "جاسوسة الملك، فارسة غير متوجة، قاتلة مأجورة، كلبة العائلة الملكية، يمكنك اختيار اي واحدة تراها افضل. لاجل جمع المعلومات احتجت الى بعض القوة، وافقت لاكون كلبة للعائلة الملكية للتجسس على النبلاء والدخول الى السوق السوداء. لم احب الانحناء للاخرين لكن اضن ان الامر كان يستحق."


كما توقعت، ليس كل ماقالته كذب لكن ليست الإجابة التي اردتها.

أكيرا لا تمتلك اي سبب حتى تخفي هذا عني ولاتمتلك سببا لإخباري ايضا. كانت مدة قصيرة امضيتها معها وادركت بالفعل اي نوع من الاشخاص هي أكيرا. الفائدة هي كل مايهمها حين يتعلق الامر باهدافها.

قف بطريقها وستتخلص منك، كن بلافائدة لها وستتخلص منك ايضا. هي رأت فائدة مني واخذتني معها و حتى دعتني بالبيدق.

الامر ليس وكأن اخباري بهويتها الحقيقية مشكلة لها. ببساطة، لاتوجد فائدة في اخباري.


- "على اي حال، عكس مملكة استرا، توجد الكثير من الجبال والجزر التي يصعب على البشر الوصول إليها في مملكة ليفايس، تعيش في هذه الاماكن على الارجح انواع اخرى من الوحوش مثل التنانين والجنيات. الان بعد ان اصبحت مملكة ليفايس تابعة لإسترا، لم تعد لدي اي مشكلة في الوصول الى تلك الاراضي."


- "مهلا لحظة...التنانين موجودة حقا؟! هي مع الجنيات نوع من الوحوش؟ الا يفترض ان تكون من جانب الضوء او ماشابه؟ اعني الم يروض مستعمل سحر ضوء تنينا و ساعد.. جنيات...."


- "ان كان هذا هو الحال فأشباه البشر يجب ان تكون على ذلك الجانب ايضا هم والاقزام وبعض المخلوقات ايضا. لايجب وضع استثناء فقط لان بعض الاساطير السخيفة حكت شيئا او اثنين عن تنانين ساعدت مستعمل سحر الضوء مرة في الماضي".


- "هذا يبدو منطقيا..."


التفتت أكيرا الى اليمين واشارت باصبعها على مجموعة من الكتب.


- "في تلك الكتب معلومات عن الوحوش قمت بجمعها، خصص بعض الوقت لقراءتها. المرحلة الاولى من اعتراف الوحوش بي ليست بمشكلة في النهاية بما انني المختارة."


المختارة، أكيرا على الارجح تشير الى كونها مستعملة سحر الظلام لهذا الزمن.


- "توجد مرحلة اخرى وهي كوني الملكة و قد يرى البشر انني اهدد العائلة الملكية، كما تعرف، لايمكن ان يوجد ملكان في ارض واحدة. هذه المرحلة ليست بمشكلة ايضا، علاقتي بالملك ووريث العرش ليست سيئة حتى اقلق، يمكنني عقد اتفاق لتوحيد الجانبين في مملكة إسترا كبداية، بقية العالم هي المرحلة الاخيرة."


دق الباب ودخل بيثريون حاملا مجموعة من الاوراق وقدمهم لأكيرا فشرعت تفحصهم ثم بانت عليها الجدية.


- "بالطبع لايمكننا القيام باي شيء طالما اننا لم نحل بعد هذه المشكلة. طوال سنتين الحرب ارتفع احصائيات اصطياد الوحوش وعدد بلورات امتصاص المانا في اماكن اكثر. اولائك الاوغاد استغلوا كوننا بعيدا واعتدوا على ممتلكاتنا ومع هذا لازلت لا امتلك مايكفي من الأجوبة لإيقافهم"


اعدت النظر في التقارير والمعلومات المعلقة على اللوح، حتى انا استطيع معرفة ان هناك الكثير من الثغرات وان شيئا غريبا يحدث في جانب الصيادين.

في البداية ضننت ان مسألة الصيد والتجارة بالوحوش مجرد قضية كالتجارة بالعبيد، لكن لم اتوقع ان حتى أكيرا تواجه مشاكل.

هذا فقط غريب. البلورات التي وجدناها في الغابة ليست شيئا اي شخص يستطيع الحصول عليه، الصيادون من اماكن مختلفة و يوجد حتى وحوش تساعد العدو، تباع الوحوش والبلورات التي امتصت المانا خاصتهم في السوق السوداء والمزاد لكن، مقارنة بالعدد الذي تم اصطياده مابيع لايعد شيئا. تقريبا وحشان وبلورة واحدة تباع في المزاد من مجموعة بها ستة وحوش وبلورات. اين بقية الوحوش الاربع؟

بقيت أكيرا تحدق باللوح ثم قالت:


- "لأجل حل هذه المشكلة يجب ان نجد إجابة لهذين السؤالين؛ من؟ ولماذا؟ مهما كان الرئيس، يبدو انه يعرف جيدا مايفعل. استجوبت سابقا احد النبلاء الذي كان تحت رئاسته لكنه لم يقابله ابدا، انتهيت بقتل ذلك النبيل وعائلته وصرت خائنة امام الامير الثاني ولم احصل على اي معلومة مفيدة."


اصبحت خائنة لمجرد قتل احدى العائلات النبيلة، على الأرجح هي تتحدث عن عائلة خطيبة الأمير الثاني. واصلت أكيرا كلامها:


- "لكن السؤال الاهم هو لماذا؟ لأي هدف تتم اصطياد الوحوش؟ حقيقة استعمالهم لبلورات تمص المانا يعني ان مايحتاجونه حقا هو قوة الوحوش السحرية وليس المال. لاي سبب يحتاجون لهذه الكمية من القوة السحرية؟ ايقاض مخلوق ما من الأساطير؟ إحتلال العالم؟"


- "حسنا، خذي الامور رويدا رويدا وستتوصلين الى الإجابة قريبا. تفضلي، هذه قائمة المدعوين التي طلبتها قبل شهر"


قال بيثريون هذا وقد مرر بعض الاوراق لأكيرا، سألتها من دافع الفضول:


- "الم نكن قبل اسبوعين في ساحة الحرب؟ و..قائمة المدعوين..؟"


- "لقد ارسلت رسالة سحرية له. بعد اسبوعين ستقام حفلة تتويج للأمير الاول ويصبح الملك، الملك الحالي اصيب بمرض وغير قادر على مغادرة غرفته. انا حقا اكره الذهاب لاماكن مليئة بالنبلاء لكن علي الذهاب لاجل تسريع لخططي"


- "ما..مالذي تخططين لفعله؟"


- "اليس هذا واضحا؟ الأمير أرثر لن يكون الوحيد الذي سيتوج رسميا في تلك الليلة"


- "انتِ...هل تخططين بالتصريح عن هويتكِ كملكة للظلام"


- "بالطبع. وكفارسي الشخصي، انت ايضا قادم معي."


- "ماذا...؟"


القت أكيرا نظرة على القائمة وسرعان ما لاح الإنزعاج على محياها. اقتربت منها بغية قراءة القائمة ومعرفة مايزعجها.


- "لوكاس تيو ألادين..؟ أليس هذا اسم الامير الرابع لمملكة أريتيا المجاورة؟ "


- "اضن انك لا تعلم بعد. لاجل تعميق العلاقة بين المملكتين، قرر الامير الرابع ان يصبح فارسا لإسترا ويبدو ان هناك احتمال انه يبحث عن زوجة له لاجل توحيد المملكتين."


اجابني بيثريون لكن لايبدو ان هذه هي المشكلة حتى تنزعج اكيرا هكذا، حدقت نحوها فتنهدت وقالت:


- "ذلك الشخص من المختارين مثلي، انه مستعمل سحر الضوء لهذا العصر."


اذن لوكاس هذا هو من تم اختياره ليصبح مستعمل الضوء، اي انه عكس اكيرا من تم اختيارها لتكون مستعملة الظلام. يفترض انه عدو لنا لكن يبدو ان أكيرا منزعجة اكثر من قلقة، لكن شخص مثله، ان فقط جعلناه حليفا لنا عوض عدو حينها الامور ستكون في صالحنا.


- "سحر الضوء مثل هدية من الآلهة، الناس سيفضلون ان يتبعوه مهما كان جانبه. أكيرا... ان تحدثنا مع الامير و اقنعناه على مساعدتنا واصبح حليفا لنا، فحتما--"


- "ليكس، حتى انا افضل لو انه اصبح في جانبنا عوض ان يكون عدوا لنا، ان تقاتلنا نحن الاثنين فلا شيء يضمن فوزي، لهذا يجب على الاقل تجنب ان يصبح عدونا. لكن حليف؟"


رفعت أكيرا الورقة التي بها اسم الامير واشارت باصبعها نحو اسمه.


- "من هذا؟"


- "امير مملكة أريتيا الرابع..و مستعمل سحر الضوء...؟"


- "وأنا؟"


- "ملكة الظلام...و..مستعملة سحر...الظلام"


- "بالضبط. انا وهو كالماء والزيت، لا يمكننا الوثوق به ناهيك عن جعله في صفنا. اقصى مانستطيع فعله هو مراقبته حتى لايقف في طريقنا. انسى هذه الفكرة وركز بالذي علينا فعله. لقد تأخر الوقت، يكفي هذا للأن."


التفت هالة سحر أكيرا حول يدها وتحولت الى هيئة المفتاح، تبعناها لخارج الغرفة واغلق الباب.


- "ليكس، ستبدأ تدريباتك من صباح الغد، اذهب للنوم الان. بيثريون، قده الى احدى الغرف وقدّم له ملابس جديدة. انا ذاهبة لغرفتي الأن، من الأفضل ألا يزعجني أحد."


2020/08/13 · 223 مشاهدة · 2059 كلمة
KiraSama9
نادي الروايات - 2024