10 - قتال ضد الزعيم زنزانة من رتبة F

ابتلع ريو ريقه بصعوبة، ونظر إلى ذئب العاصفة العملاق، ثم شدّ قبضته على فأسه ورفع درعًا عملاقًا أمامه، تاركًا جزءًا صغيرًا يراقب منه الذئب الذي ما زال يغط في نوم عميق، ولم يستيقظ حتى بعد دخول ريو.

"هل هو نائم حقًا، أم يتظاهر بالنوم؟"

تساءل ريو داخليًا، دون أن يتحرك بتهور، بل بقي حذرًا، والعرق يتصبب من جبينه كحنفية مفتوحة بفعل التوتر الشديد.

وعندما لاحظ أن ذئب العاصفة لم يستيقظ ولم يأخذه على محمل الجد، اشتعل الغضب في صدره... ذاك الإحساس القاسي حين يتم تجاهله، كما اعتاد في حياته.

توهجت عينا ريو بلون أحمر قاتم، مزيج من الغضب والكراهية، وعض على شفتيه بقوة حتى سال الدم، وزفر من أنفه بحرارة كشهيق وحش.

"كأن كبريائي قد دُفن هنا، وسط هذا الصمت..."

عزّز نفسه بطاقة خارقة، ثم انطلق بسرعة خاطفة نحو الذئب النائم، رافعًا فأسه في الهواء بقبضة حديدية.

في تلك اللحظة، فتح ذئب العاصفة إحدى عينيه الذهبية ببطء، واستيقظ أخيرًا. لكن الفأس كان قد بدأ بالفعل في الهبوط بقوة، مستهدفًا الذيل.

وليس سرًّا أن الذيل من أضعف النقاط؛ فإن تلقّى ضررًا هناك، فإن قوته ستضعف حتمًا.

لكن، كيف يسمح ذئب العاصفة بذلك؟

في رمشة عين، أرجح ذيله الهائل كالإعصار، مُفعلًا مهارة "ذيل العاصفة".

كان الهجوم عنيفًا كالزوبعة، طار بسببه ريو في الهواء كدمية قماشية، لكنه تماسك في اللحظة الأخيرة، وغرس درعه في الأرض محاولًا تقليل قوة الاصطدام.

أحدث الدرع المغروس خطًا طويلاً في الأرض، يرسم أثر احتكاكه، وتطاير الغبار من خلفه في قوس دائري.

لهث ريو، صدره يعلو ويهبط بسرعة، ويده ترتعش على مقبض الفأس.

"يلهث... يلهث... هجومه قوي، حتى وهو لم يستيقظ تمامًا..."

وبينما كان يحاول التقاط أنفاسه، نهض ذئب العاصفة نهضة كاملة، ووجّه إليه نظرة تفيض بالغضب والاحتقار.

في عينيه بريق يقول بوضوح:

"كيف تجرؤ، أيها الحشرة، على إيقاظي؟"

ضحك ريو بخفة رغم الألم الذي ينهش جسده، وقال بصوت متهكم وهو يسحب فأسه:

"هيهيه... هل أنت غاضب لأنني أيقظتك؟ لا بأس... سأجعلك تنام للأبد!"

اهتز جسد ذئب العاصفة بغضب، وزأر بصوت عالٍ، ثم أطلق مهارة "عواء المعركة".

كان الصوت مرعبًا لدرجة أن الهواء اهتز من حوله، وشعر ريو وكأن جسده تجمد في مكانه من شدة الخوف. أراد أن يتحرك... أن يصرخ... أن يفعل أي شيء، لكن جسده لم يستجب.

وفجأة، ظهر ذئب العاصفة أمامه كوميض برق، وأرجح مخلبه المغطى بالرعد نحوه بسرعة مرعبة.

"اللعنة...!"

طار ريو بقوة نحو الجدار، واصطدم ظهره به بعنف.

"آعع!!"

بصق دمًا من فمه وسقط على الأرض، جسده محطم وأنفاسه متقطعة.

كان ذئب العاصفة يقترب منه بخطوات بطيئة لكنها ثقيلة، كل خطوة تُحدث صدى على الأرض وكأنها إعلان للموت.

حاول ريو أن ينهض، يضغط على الأرض بكل ما يملك، لكن الألم كان لا يُحتمل.

"اللعنة... هذا الألم... كالجحيم..."

جسده يرتجف بالكامل، وكأن كل عظمة فيه تصرخ. حاول الوقوف، فسقط مجددًا، وذئب العاصفة يزمجر ساخرًا، صوته كالضحك الجاف.

"ما زلت تقاوم؟ كم هذا سخيف..."

ذلك ما قالته عيناه.

حاول ريو مجددًا، لكن جسده لا يصغي لأوامره، شعر أن الحياة تتسرب منه، ووعيه يتلاشى.

بدأت ذكريات تتراقص أمام عينيه كأطياف الماضي:

"أوه، إنه أكبر فاشل رأيته!"

"ههه، من قال أنه سيكون نجمًا؟"

"أنت لست ابني."

"أنت تشوّه صورتي أمام الجميع، كيف يمكن أن تكون أخي؟"

"زوج؟ ههه، هل ضرب رأسك حمار؟ أنا أتزوجك؟!"

ضحكات، سخرية، نظرات احتقار، كلها مرت كالسكاكين على قلبه.

"هل هكذا سأموت؟ وحيدًا، مُتهمًا من الجميع، وأُقتل على يد وحش... بعد أن اعتقدت أن حياتي ستتغير؟"

لكن، وسط ظلامه، ظهرت صورة ضبابية لامرأة...

"ريو... أعلم أنك ستصبح قويًا."

كانت ملامح وجهها غير واضحة، لكن صوتها كان محفورًا في أعماقه.

"أمي..."

رغم أنه لم يعد يتذكر وجهها، إلا أن ذلك الصوت أعاده للحياة.

ثم ظهرت ذكرى أخرى... لرجل مفتول العضلات، يرتدي سروالًا قصيرًا وخوذة من رأس أسد.

"انهض! قاتل! قاتل!!"

كان يقاتل ضد وحش عملاق، لم تظهر ملامحه بوضوح، لكن ريو تعرف عليه... كان هذا هرقل.

شعر ريو بشيء يشتعل في عروقه، كلمات هرقل كانت كشرارة في قلب الظلام.

وقف بصعوبة، جسده يرتعش، لكنه وقف. عينيه تتلألآن كجمر مشتعل، وهالة من القوة تصاعدت من حوله.

ارتفع زئير صاخب خلفه...

أسد ضخم، شفاف كالأرواح، ظهر خلفه يزأر كملك غاضب، والرياح تزأر من حوله.

صُدم ذئب العاصفة من المشهد، لكنه لم يأخذه على محمل الجد بعد...

ثبت ريو قدميه، ثم انطلق بسرعة نحو ذئب العاصفة، رافعًا درعه الحديدي أمامه لصد الهجوم المتوقع.

عندما رأى الذئب أن ريو تجرأ على مهاجمته، شعر بالغضب وانقض عليه، كاشفًا عن فمه الدموي وأنيابه الحادة التي يمكنها تمزيق الفولاذ بسهولة.

دفع ريو درعه العملاق ليعيق الهجوم، وأرجح فأسه بقوة مستهدفًا الجانب الأيمن من صدر الذئب.

سخر الذئب من هجومه المكشوف، لكن المفاجأة حدثت، إذ انخفضت زاوية الضربة فجأة لتستهدف قدمه اليمنى... حيث كانت إصابة قديمة لا تزال تؤلمه.

حاول الذئب التراجع، لكن ريو دفع درعه مجددًا ليعيق حركته، ونجح في توجيه ضربة أصابت القدم المصابة. لم تكن ضربة قاتلة، لكنها سببت ألمًا فظيعًا.

عوى الذئب من الألم ونظر إلى ريو بكراهية حارقة.

لكن ريو لم يتوقف، بل استمر في الاندفاع، وسرعته تتصاعد.

وقبل أن يتمكن الذئب من تفعيل هجومه، كان ريو قد أرجح فأسه بقوة مستهدفًا رأسه. حرك الذئب رأسه في اللحظة الأخيرة، لكنه فقد إحدى عينيه.

زأر الذئب بغضب وأطلق مهارة "أنياب العاصفة". رفع ريو درعه ليتصدى، لكنه تراجع للخلف، يده تنفجر دمًا وفمه ينزف بشدة.

"آععع!!"

صرخ ريو من الألم، شعر أن يده لم تعد قادرة على حمل الدرع.

"اللعنة، هذا الألم لا يُحتمل..."

لكنه لم يترك الدرع، لأنه كان يعلم أن فقدان الدرع يعني فقدان فرصته في النجاة.

عندما رأى الذئب أن ريو ما زال واقفًا رغم كل شيء، استغل ارتباكه وقفز في السماء، مستعدًا لقطع رأسه.

لكن عندما اقترب، رأى ابتسامة على وجه ريو...

في اللحظة التالية، شعر بأنه خُدع. حاول تجنّب الهجوم، لكن ريو كان قد عزز فأسه بأقصى قوته، وتحولت شفرته إلى نجم أزرق يلمع في السماء.

أرجح الفأس بقوة مستهدفًا قدم الذئب اليمنى.

صوت تمزيق اللحم ملأ المكان...

انتشرت رائحة الدماء، وعوى الذئب من الألم وهو يفقد قدمه.

كان يتلوى من الألم، لكن الكراهية في عينيه أصبحت أكثر وضوحًا، كأنها تحترق لهبًا.

ابتسم ريو بسخرية وهو يمسح الدم عن وجنته بأطراف أصابعه المرتجفة:

"هل تشعر بالألم؟ حسنًا... إصابة بإصابة، كما يُقال: العين بالعين، والسن بالسن."

حدّق في الذئب بعينين متوهجتين من الغضب، وعضّ على شفتيه قبل أن يتابع بصوت بارد كالصقيع:

"أنا من بدأ، صحيح... لكن لا يهم، في النهاية، ستموت."

أشار بفأسه نحو الذئب، فدوّى عواء غاضب ملأ الأرجاء، تردّد صداه بين الأشجار والصخور.

كانت العاصفة تهبّ حولهما، تحمل معها رائحة الحديد والدم، لكن الذئب كان عاجزًا.

فقد إحدى قدميه، وبهذا لم يعد قادرًا على الركض أو القتال.

انطلق ريو مجددًا، خطواته تُحدث صوتًا مكتومًا فوق الأرض الملطخة بالدماء.

لكنّه لم يُخفض حذره، عيناه تتحركان بسرعة، وفأسه مرفوع.

ماذا لو كان هذا الذئب يمتلك خدعة أخيرة؟

عليه أن يُنهي الأمر بسرعة... وبقوة ساحقة.

زأر الذئب محاولًا استخدام مهارة "ذيل العاصفة"،

لكن ريو، الذي راقب بعينيه الحادتين كالصقر، اكتشف أن لهذه المهارة مسارًا محددًا يمكن التنبؤ به.

قفز إلى الجانب بسرعة البرق، وهاجم بضربة دقيقة نحو رقبة الوحش.

سُمع صوت تمزيق اللحم، تبعه أنين طويل مؤلم، أنين ممتزج بالغضب واليأس.

لكن أمام قوة خارقة من مستوى SSS، ورغم أن ريو لم يكتمل نضوجه كأحد الأسياد، كانت ضربته قاتلة.

طار رأس الذئب في الهواء، واندفع الدم الحار من عنقه كنافورة، صابغًا الأرض بلون أحمر قرمزي لامع.

تراجع ريو خطوة، قطرات الدم تتساقط من شعره، وتقطر من فأسه الثقيلة.

[ارتفاع مستواك]

[ارتفاع مستواك]

[ارتفاع مستواك]

[ارتفاع مستواك]

[حصلت على 4 نقاط قوة + 4 نقاط مانا]

انهار ريو على الأرض، صدره يعلو ويهبط بسرعة، يلهث بصعوبة ووجهه مرفوع نحو السماء الرمادية الملبدة بالغيوم.

كان العرق يختلط بالدم على بشرته الشاحبة، وأنفاسه تتقطّع بين ضحكة متعبة.

"كادت أن تكون نهايتي هذه المرة... لكن، هاهاها، نجوت!"

ضحك بخفة ثم تابع وهو ينهض بتثاقل:

"نعم... في النهاية، من الصعب جدًا قتلي."

بفضل ارتفاع مستواه، التئمت إصاباته بسرعة مذهلة.

نهض وهو يشد عضلاته المتعبة بيده اليسرى، بينما تمسّك بالفأس بيمينه.

نظر نحو زاوية مدمّرة من الجدار، وهناك... ظهر موقع سري بفضل "العين الحقيقية".

وسط الركام والغبار، برز صندوق برونزي صغير.

ركع أمامه، شمّ رائحة المعدن القديم المختلطة بالتراب والرطوبة، ثم فتحه ببطء وهو يحبس أنفاسه.

داخل الصندوق، وُجد كتاب مهارة وخاتم غريب الشكل.

أخرج ريو "العين الحقيقية"، وفعلها ليتفحص المعلومات حول العنصرين الغامضين.

[الاسم: البصيرة]

[النوع: مهارة]

[الرتبة: S]

[الخصائص: يمكنه مراقبة جميع التفاصيل بدقة متناهية، كما يوضح ثغرات الخصوم. تتمتع برؤية عالية ورؤية ليلية.]

[هل تريد تعلم المهارة؟ نعم/لا]

توسّعت عينا ريو بدهشة، وصُدم من رتبة المهارة وخصائصها الفريدة.

دون تردد، ضغط على "نعم".

فجأة، شعر بحكّة خفيفة في عينيه، ثم ازداد مدى بصره، وبدا وكأن العالم كله يتحرك ببطء أمام ناظريه.

ضحك ريو بسعادة، ثم حوّل نظره نحو الخاتم.

[الاسم: خاتم الخداع]

[النوع: معدة]

[الرتبة: أسطوري]

[الخصائص: يسمح لك بإخفاء مستواك وهالتك حتى أقل من الصفر. يمكنك تعديله كما تشاء، كما يسمح لك بتغيير شكلك لمدة ساعة.]

أصبح تنفّس ريو ثقيلاً، يحدّق في الخاتم بذهول.

"خاتم من رتبة أسطورية... لا يمتلكه سوى مستيقظين من رتبة SS!"

الآن، ريو يمتلك مهارة من رتبة S، ومعدة من رتبة أسطورية.

هذا لا يُمكن تصوره!

فجأة، تذكّر كلمات "إيفا" عندما قالت إن تدخله سيُغيّر القدر.

تمتم ريو بابتسامة باردة، ووميض ساخر في عينيه:

"أتساءل من هو الشخص الذي سُلبت منه هذه الفرصة... يجب أن أرى تعبيره عندما يكتشف الحقيقة."

في الواقع، ما لم يعلمه ريو... أنه أنقذ العالم من شرير كان سيولد داخل هذه الزنزانة ويحصل على المكافأة الخفية.

لكن ريو لا يعرف، والعالم لن يعرف أبدًا.

2025/05/12 · 18 مشاهدة · 1494 كلمة
General_13
نادي الروايات - 2025