عندما سمع ريو صوتًا يتردد في رأسه:

[ارتفاع مستواك]

[القوة +1 / المانا +1]

شعر بطاقة هائلة تتدفق داخله، تجري في عروقه كأنها نار سائلة، تتغلغل في عظمه وتوقظه من الداخل. اتسعت عيناه قليلًا، وانقبضت قبضته لا إراديًا وهو يشعر بعضلاته ترتجف تحت جلده، كأنها تستجيب لهذا النمو المفاجئ.

"هل هذا هو الإحساس عند رفع المستوى؟" تمتم بصوت منخفض، وابتسامة خفيفة تشق وجهه.

كان قلبه ينبض بسرعة، ونظره يلمع بحماس لم يشعر به من قبل. "يبدو أنني سأُصبح مدمنًا على هذا الشعور..." قالها وهو يقبض على ذراع فأسه بحماس، ثم نظر إلى أعماق الكهف بعينين متوهجتين.

"ما زال هناك 48 ذئبًا رهيبًا عاديًا في الداخل."

ورغم أن مستواه قد ارتفع، إلا أنه كان يعرف حدوده، لذلك قرر الاستمرار في الصيد ببطء، كما فعل في البداية.

مباشرة، وضع جثتي الذئبين في حلقة التخزين، ثم اختبأ مرة أخرى. لكن هذه المرة، لم يختبئ بطريقة عشوائية، بل بحث عن تيار الهواء واختبأ بعكسه، لتجنب أن يكشفه الذئاب عبر حاسة الشم.

وهكذا، ظهر ذئبان آخران، وبنفس الطريقة التي استعملها أول مرة، قتلهما بسرعة، وارتفع مستواه بمقدار واحد.

رغم أن ريو وصل إلى المستوى الثالث، إلا أنه استمر في استخدام نفس الحيلة.

وبهذه الطريقة، تمكن من اصطياد 16 ذئبًا رهيبًا عاديًا من المستوى الثاني، مما دفعه للوصول إلى المستوى الخامس.

لكن بعد ذلك، لم تعد تلك الخدعة مفيدة، إذ لم يظهر أي ذئب آخر.

"يبدو أن هذه كل الذئاب الرهيبة في أطراف الكهف... يجب أن أتوغل أكثر."

كان ريو يعرف أن بقائه هنا، في أطراف الكهف، بلا فائدة، كما أنه يجب أن يُسرع في تطهير هذه الزنزانة قبل أن يكتشفه أحد من الخارج.

أخذ نفسًا عميقًا، وعيناه تلمعان من خلف قناع الخوذة مثل وحش مفترس دخل أرض الصيد.

رائحة الدماء علقت في الهواء، كثيفة وحادة، كأنها تخترق الأنف وتغرس أنيابها في الحلق. بقع داكنة من الدم كانت لا تزال تبلل أرضية الكهف، تتسلل بين الصخور وتترك آثارها الحمراء على أطراف فأسه.

ارتفعت هالة زرقاء خفيفة حول جسده ببطء، لتأخذ شكل أسد يزأر خلفه، دون أن يلاحظ، فقد كان قد دخل مرحلة تركيز كامل في عملية الصيد.

أمسك الفأس بقوة في يده اليمنى، وضغط ذراعه الأخرى التي تمسك بالدرع العملاق أمامه، ثم تقدم ببطء، بخطوات محسوبة وثابتة، كصياد يلاحق فريسته في الظلام.

كلما تحرك خطوة، سمع صوت الدم يتشقق تحت قدميه، وصدى قطرات تتساقط من الفأس يهمس في أرجاء الكهف كنداء موتٍ قادم.

---

داخل أعماق الكهف، حيث لا يُسمع سوى صوت قطرات الماء المتساقطة من السقف الصخري، وقف ريو في الظلال، يراقب بعينين كعيني صيّاد جائع، تتسع حدقتاه في العتمة وكأنهما تلتهمان كل حركة.

صوته الخافت قطع السكون... خطوات ناعمة، أنفاس حيوانية لاهثة، وزئير منخفض مزّق الصمت كخنجر، ثم ظهروا—ثلاثة ذئاب رهيبة، أكبر حجمًا من كل ما واجهه سابقًا، فراؤهم يلمع ببريق مبلل، وأعينهم الحمراء تتوهج بوحشية وسط الظلام.

[الاسم: ذئب رهيب الدرجة: عادي المستوى: 4 الخصائص: تعيش الذئاب في مجموعات، لذلك غالبًا ما تجدها في أزواج أو أكثر المهارات: هجوم المخلب، العض نقاط الضعف: حاسة شم قوية تساعدها في تعقب الفريسة، لكنها نقطة ضعف أيضًا، فكثرة الروائح تسبب ضغطًا على دماغها]

اختبأ ريو خلف صخرة مكسوة بطحالب رطبة، ثم فعل "العين الحقيقية" التي لمعت على وجه خوذته بلونٍ أزرق خافت.

رغم أن مستواهم أقل، إلا أن عددهم وتنسيقهم يمثل تهديدًا… الخطة لم تتغير.

ضغط على مقبض فأسه بقوة حتى برزت عروق يده، وانحنت ركبته قليلًا كأن جسده كله يستعد للانقضاض. الهواء من حوله كان ثقيلاً برائحة العفن والدم.

ثم...

انطلق كالظل. خطواته لا تُسمع، أنفاسه متزنة، عضلاته مشدودة.

مع أول ذئب، انقضّ كوميض برق، ودار بجسده بحركة نصف دائرية سريعة، أطلق معها زفيرًا حادًا، ثم وجّه فأسه نحو عنق الذئب من الجانب—ضربة نظيفة، سريعة، قطعت الجلد ومزقت العضلات وكسرت العظم.

رائحة الدماء تدفقت كعطر كريه، علقت في أنف ريو وأثارت فيه شيئًا بدائيًا… الذئب سقط دون صوت، وجسده يهتز في لحظات الموت الأخيرة. الأرض تحولت لبساطٍ أحمر، والدماء طافت في الهواء كضباب قاتم، وبعض منها تطاير ليلطّخ درع ريو الصلب.

عواء الذئبين الآخرين جاء كصرخة انتقام، واندفع أحدهم من الخلف، فاستدار ريو بسرعة البرق، رفع درعه باندفاع حتى اصطدم الذئب به بصوت معدني غليظ، وتراجع مترنحًا وهو يزمجر.

صرخ ريو داخليًا، جنون القتال بدأ يسيطر عليه، عضلاته ترتجف من الحماس، وعيناه تلمعان بوميض لا إنساني.

أرجح فأسه بقوة مستهدفًا الذئب، لكن الوحش أحس بالخطر وتراجع بحركة مفاجئة.

"هيا... اقترب أكثر..." قالها ريو بصوت خافت، مبحوح، كأن الوحش بداخله بدأ يتحدث.

تقدّم الذئبان معًا—واحد من اليمين، الآخر من اليسار.

ابتسم ريو بخفة وهو يتراجع للخلف نحو جدار ضيق، يضيق المساحة حوله متعمدًا. حين قفز أحدهما، انحرف ريو بجسده بسرعة جانبية، زفيرٌ غاضب خرج من صدره، ثم وجّه ضربة صاعدة من أسفل نحو فك الذئب—الفأس مزّق اللحم وشطره حتى منتصف الرأس.

الذئب الآخر اندفع بجنون، لكن ريو انخفض فجأة، ركبته تلامس الأرض، ثم نفذ ضربة جانبية مدمرة باتجاه ساق الذئب—انكسرت الركبة بانفجار دموي، والوحش عوى من الألم.

تبعها ريو بضربة ثانية نحو صدره، صوت ارتطام العظام بالجدار تبعه صمت… الذئب تهشّم وسقط بلا حراك.

أنفاس ريو كانت لاهثة. صدره يرتفع ويهبط، والعرق يختلط بالدماء على وجهه، رغم الخوذة. كانت عيناه تلمعان تحتها… ليس بالخوف، بل بالنشوة.

[ارتفاع مستواك] [القوة +1 / الرشاقة +1]

نظر إلى الجثث أمامه، والدماء المتناثرة التي صبغت طرف فأسه، ثم ابتسم ابتسامة خفيفة كأنها وُلدت من أعماق الظلام، وقال بصوت خافت:

"يبدو أنني أصبحت مدمنًا على هذا الشعور أكثر ..."

كانت رائحة الدماء تخترق كل حواسه، كثيفة وثقيلة، تُخدّر الأنف وتثير شيئًا بدائيًا في روحه... شيئًا ليس له، لكنّه يرتبط به ببطء. كانت غريزة الصياد، إرث بطاقة هرقل، تستيقظ بداخله. ومع استمرار تطوّر بطاقة هرقل، بدأ ريو يرث مهارات فنون القتال والبقاء، ليصبح الوريث الحقيقي لهرقل الجديد.

لكن ريو لم يتوقف هناك كأحمق ساذج، بل جمع الجثث ببرود قاتل ووضعها في حلقة التخزين، ثم واصل التقدّم، كأن شيئًا لم يكن.

كل خطوة يخطوها كانت تُغرس في بساط أحمر من الدماء، كأن الأرض فرشت له سجادة الشرف... لا من أجل نصر، بل من أجل مجزرة.

تعمّق أكثر داخل الكهف، وصدى خطواته المعدنية كان يعلو فوق أنين الموتى، تاركًا خلفه أثرًا واضحًا... آثار أقدام غارقة في الأحمر القاني، وبعض القطرات كانت تتبخر ببطء من حرارة الجو المشحون بالمانا.

"حالة"، همس بها بصوت منخفض دون أن يلتفت، بينما كانت عيناه تلمعان خلف القناع، كوحش يواصل الزحف نحو فريسة جديدة.

> [الاسم: ريو كيم

العنوان: لا يوجد

المستوى: 6

القوة: 31 + 36 (نقاط مُعدّلة)

المانا: 26

الصفة: قوة خارقة - مستوى SSS (من هرقل - التقدّم: 0.09%)

الإمكانيات: غير محدود

المهارات: عين حقيقية]

ارتفع مستواه ووصل إلى المستوى السادس من زنزانة واحدة، كما ارتفعت إحصاءاته بست نقاط. تقدُّم بطاقة هرقل أصبح أسرع الآن. في الحقيقة، لو دخل فريق مكوّن من خمسة أعضاء، لما ارتفع مستواهم بهذه السرعة. هذا العالم يمكن القول إنه تم رقمنته، لذا أصبحت بعض عناصره شبيهة بلعبة؛ فخبرة الزنزانات تُقسَّم بين أفراد الفريق.

---

مرّ الوقت شيئًا فشيئًا، وقتل ريو الذئاب الرهيبة التي واجهته. تارة كان يحصد النصر بابتسامة متعبة، وتارة يقترب من الموت بخطوات واهنة، لكن غريزة الصياد وجنون المعركة جعلاه يقلب الطاولة في كل مرة.

وصل إلى المستوى العاشر.

كان الآن جالسًا على الأرض، درعه مغطّى بالدماء وآثار الأنياب والمخالب. أسند ظهره إلى الجدار، يتناول طعامًا مجففًا أعده داخل الزنزانة. لم يشتكِ من الطعم أو الجفاف، فقد كان تركيزه كله على الباب العملاق أمامه.

"غرفة الزعيم..."

كان ريو يعلم أن هذه المعركة ستكون مختلفة عن كل ما خاضه من قبل. لم يكن أمامه سوى خيارين: إما أن يدخل ويقتل الزعيم، أو يدخل ويموت على يديه. أما الهروب؟ مستحيل. كان يعلم أنه إن هرب الآن، فلن يعود مجددًا، وسيبقى واقفًا في مكانه... لا يتقدّم أبدًا.

أخذ نفسًا عميقًا، وقف بثبات، أمسك بفأسه العملاق ودرعه الثقيل، ثم اندفع نحو البوابة الضخمة.

"الآن أو لا... إما أن أُولد من جديد وأطير، أو أبقى في الوحل إلى الأبد."

دفع الباب بكتفيه، وصرير المعدن مزّق سكون المكان. وفجأة، اشتعلت عدة شعلات على الجدران، مضيئةً الغرفة العملاقة بلون أصفر شاحب يتراقص على الجدران.

كانت الأرض مصقولة بلطف كما لو انه مصنوعة من الخرسانة، مرسوم عليها أشكال غريبة تتلألأ بخيوط مانا باهتة، وأعمدة ضخمة ترفع السقف العالي. وفي وسط الغرفة... كان هناك ذئب عملاق نائم.

كان فراؤه أزرقًا يلمع في وهج الشعلة، وحول رقبته فراء أبيض نقي يلتف كطوق ملكي، وكأن المخلوق بأكمله تم نحته من برق نائم.

أطلق ريو "عينه الحقيقية":

> [الاسم: ذئب العاصفة

المستوى: 20

الرتبة: F

المهارات: عواء المعركة، أنياب العاصفة، مخلب العاصفة، سرعة الرعد، ذيل العاصفة

نقاط الضعف:

الركبة اليمنى (توجد إصابة قديمة تُسبب ألمًا لا يُطاق)

ذيله (ذيل العاصفة هو مصدر طاقته العاصفية، وإذا تم قطعه أو إصابته بشدة، يفقد جزءًا كبيرًا من سرعته ومهاراته)]

ابتلع ريو ريقه بصعوبة، ويده تشدّ على مقبض الفأس، بينما نبضاته ترتفع بهدوء مثل الطبول قبل العاصفة...

2025/05/11 · 20 مشاهدة · 1381 كلمة
General_13
نادي الروايات - 2025