ارتدى ريو معدّاته، لكن قبل ذلك وخز إصبعه وأسقط قطرة من دمه، ثم ضخ مانا داخلها لتثبيت ملكية حلقة التخزين. بعد ذلك، وضع هاتفه وهاتف الرجل داخل الحلقة، وخلع حذاءه ووضعه هو الآخر.

وقف ريو أمام الزنزانة، جسده مغطى بالكامل بدرع حديدي داكن اللون، تتخلله خطوط خافتة من الضوء الأزرق المتوهج. كان يرتدي قفازات معدنية، خوذة ذات حواف حادة، وواقيات تلتف بإحكام حول ذراعيه وساقيه. في يده اليمنى أمسك بفأس عملاق يلمع نصلُه في الظلام، وعلى ظهره كان درع ضخم مستقرًا بثبات.

لم يكن ظاهرًا من جسده سوى عينيه السوداوين المتقدتين خلف قناع الخوذة.

أطلق زفيرًا ثقيلًا، امتزج بصدى خافت داخل الخوذة المعدنية، ثم فعّل "العين الحقيقية".

> [زنزانة من رتبة F

النوع: كهف الذئاب الرهيبة

العدد: 50 فردًا عاديًا الزعيم: من رتبة F

عدد مسموح لي دخول : من 1 الي 8 أفراد

__

معلومات خفية:

في غرفة الزعيم، احفر ثلاثة أقدام في الجدار الأيسر، ستجد مكافأة خفية.]

اتسعت عينا ريو قليلًا خلف القناع، وشعر بومضة من السعادة تتسلل إلى قلبه. لم يتوقع وجود مكافأة خفية في أول زنزانة له.

"إيفا، لماذا لا تظهر العين الحقيقية معلومات حول المكافأة الخفية؟"

ظهر ضوء خافت فجأة أمامه، تشكل تدريجيًا ليكشف عن إيفا، ملامحها هادئة، لكن عيناها تعكسان جديّة صارمة.

> [لأن هذه المكافأة محمية بواسطة "القدر"، لكن بفضل العين الحقيقية، تمكنتَ من اكتشاف أثر خفي لقدره.]

توقفت لبرهة، ثم نظرت إليه بعينين لامعتين وتابعت بنبرة أكثر حزمًا:

> [أيها المضيف، بسبب "العين الحقيقية" و" روليت معلومات "أنت تقوم باختراق قانون القدر... وكنتيجة لذلك، أنت تُغيّر مصائر الكثيرين.]

اتسعت عينا ريو كأنهما بوابتان تنفتحان على فراغ لانهائي. شعر بالصدمة تسري في صدره، لكنه لم يتزحزح.

رفع رأسه ببطء وقال بهدوء:

"إن كان ما أفعله يسبب ضررًا، فهل كان سيتم منحي روليت المعلومات أو العين الحقيقية؟ أليس هذا دليلًا كافيًا على أن 'الكون الحقيقي' يريد تغيير القدر بنسبة معينة؟ لذلك، لا يُمانع إن غيّرتُ القدر من أجل أن أصبح أقوى... أليس كذلك؟"

نظرت إليه إيفا للحظة، ثم تنهدت بخفة:

> [بصراحة... ما زلت مصدومة من معدل ذكائك. في أول يوم قابلتك فيه، كنتَ... كيف أصفك؟]

ابتسم ريو بسخرية خلف قناعه:

"مجرد أحمق مثير للشفقة، أليس كذلك؟"

> [نعم.]

ضحك ريو بخفة، ثم قال بنبرة باردة:

"إيفا، بصراحة... أنتِ مخطئة. أنا ذكي. ذكي لدرجة أنه تم نعتي سابقًا بأني سأكون أقوى مُستيقظ قبل خضوع لي ايقاظ... ولكن بسبب ما حدث، وأنتِ تعرفين جيدًا ما أقصده، تحطمت نفسيتي. لكن مع ظهور روليت الحظ من مستوى SSS، عدت من جديد... لا، بل أصبحت أفضل مما كنت عليه."

لم يُكمل كلامه، بل أمسك بفأسه بقوة حتى صرّت قبضته، ثم مد يده الأخرى وحمل الرجل المُغمى عليه كأنه يرفع كيسًا من القش.

> [ماذا ستفعل بهذا الرجل؟]

"هيهيه... شيئًا يساعدني في تسريع صيد الذئاب الرهيبة داخل الزنزانة."

> [كيف سيكون هذا عديم الفائدة... مفيد؟]

"دماؤه. الدماء الطازجة ستجذب الذئاب."

نطقت كلماته ببرود جليدي، وارتفعت حوله هالة شريرة خافتة. بدا كأنه يستعد لذبح دجاجة، لا إنسانًا.

دخل ريو الزنزانة دون تردد أو كلمة أخرى.

---

بمجرد عبوره البوابة، شعر بدوار خفيف، كأن جسده تمزق وأُعيد تشكيله من جديد. كان الدخول إلى الزنزانة أشبه بانتقال عبر الفضاء إلى عالم آخر.

كانت الزنزانات، في الواقع، مرتبطة بعوالم موازية. قد يبدو الأمر كأنه لعبة ، لكن ريو شعر أن الحقيقة أعمق من ذلك.

"كأن أحدهم يجهّز ساحة معركة... و الأرض مجرد جائزة يتقاتلون لأجلها."

نظر إلى سقف الكهف المظلم وهمس:

"إن كان تخميني صحيحًا... فلماذا يتقاتلون على الأرض؟ وما هدفهم الحقيقي؟"

منذ أن ارتبط بطاقة هرقل، شعر ان ادراكها تجوز مستوي عادي و مع حقيقية كيف بدأت الزنزانات بالظهور فجأة، تسبب في ظهور المانا و مع الوقت بدأت كمية تركيز المانا في الهواء تزيد. ومع كل ظهور جديد لي زنزانات، بدا أن مستوى المانا يتصاعد.

حتى الوحوش، التي كانت همجية قبل عشر سنوات، أصبحت أكثر تنظيمًا ودهاء، خصوصًا عند حدوث كسور في الزنزانات—كأنها جيوش استطلاع تتحسس أرضًا غريبة.

"إن كان هناك شيء يتحرك خلف الكواليس... فهذا يعني أن السلام على الأرض وهم.و البشرية سوف توجه كارثة اكبار مما كان من قبل لذلك يجب أن أصبح أقوى... وبسرعة."

قد يظن الجميع أن ريو يريد إنقاذ العالم. لكن الحقيقة؟ هو فقط يريد النجاة.

ولو احترقت الأرض؟ فليكن رمادها وسادة نجاتي و سبب في دافئ.

كما يُقال: "الصبي الذي لم يشعر بدفء قبلة... سيعود ليحرقها، فقط ليشعر بدفئها."

---

عاد ريو إلى رشده ونظر حوله متفحصًا الكهف المظلم. كان المكان بارداً، لا مصدر للضوء، لا حرارة... فقط الظلام والجمود.

لكن هذا لم يمنعه.

ركّز المانا في عينيه بحذر شديد، مدركًا أن خطأ بسيط قد يفقده بصره. بعد التأكد من خلوّ المكان من أي تهديد فوري، تنفّس بارتياح ، لكن حذره لم يتراجع، بل تضاعف.

تمتم ريو: "حالة."

ظهرت أمامه شاشة شفافة تُظهر حالته، والضوء المنبعث منها انعكس على درعه كوميض خافت في العتمة:

[الاسم: ريو كيم

العنوان: لا يوجد المستوى: 0

القوة: 25+36 (نقاط مُعداة)

المانا: 21 الصفة: قوة خارقة - مستوى SSS (من هرقل - التقدّم: 0.02%)

الإمكانيات: غير محدود المهارات: عين حقيقية]

لم تتغير حالة ريو منذ أول مرة رآها، باستثناء ارتفاع نقاط "القوة الخارقة" من 0.01 إلى 0.02.

بينما كان يتأمل في شاشة حالته، شعر بحركة خفيفة بجانبه. نظر إلى الأسفل، وإذا بالرجل الذي كان مغمًى عليه يتحرك.

"آه... رأسي يؤلمني... أين أنا؟"

رفع رأسه قليلًا ليجد أمامه رجلًا يرتدي درعًا معدنيًا ضخمًا، يحمل فأسًا عملاقًا على كتفه، و عيونها باردة خالية من المشاعر.

تذكر الرجل ما حدث، وارتجف خوفًا، إذ تسلل الرعب إلى أعماق عظامه.

"أرجوك... أرجوك اعفُ عني!"

بدأ مباشرة في التوسل، صوته متقطع ونبرته مرتجفة.

نظر ريو إليه بعيون باردة كالثلج، وتكلم بصوت خافت كالسيف:

"منذ اللحظة التي قررت فيها دخول قتال ضد مستيقظ... كنت قد اشتريت تذكرة إلى الجحيم."

"أرجوك! لم أرد فعل هذا... كل شيء كان بسبب تلك العاهرة! هي السبب! أرجوك، دعني أعيش، سأُسلّمك كل ما أملك!"

ابتسم ريو بخفة، لكنها ابتسامة لا حياة فيها.

"للأسف... لا يوجد دواء للندم. وإن كان هناك شخص يجب لومه، فلوّم نفسك."

وقبل أن يُكمل الرجل توسلَه، كان ريو قد رفع فأسه وقطع رأسه بضربة واحدة.

طار الرأس في الهواء، يحمل على وجهه صدمة وخوفًا، قبل أن يهوي بقوة على الأرض. انفجر الدم كنافورة، وتحولت الأرض إلى لون أحمر قاتم، كأنها تشرب من دمائه.

همس ريو بصوت خافت وهو ينظر إلى الجثة:

"لو كنت مكاني، لفعلت الشيء نفسه. إن كنت ستلوم، فلوّم ضعفك."

لم يشعر ريو بشيء حين قطع رأسه. كان هادئًا كأنه لم يفعل شيئًا، فكيف يشعر بالشفقة على من جاء لقتله من البداية؟

نفض فأسه من الدماء ليمسحها عن حدّه اللامع، ثم تسلّل ببطء بين الصخور، يبحث عن مكان مناسب للاختباء استعدادًا لهجوم خاطف.

لم يطل الانتظار، حيث ظهرت ذئاب ضخمة، طول الواحد منها متر، لون فرائها رمادي وعيونهم سوداء قاتمة. كانوا يراقبون المكان بحذر، يتحركون بخفة لكن بخطوات مدروسة.

حبس ريو أنفاسه، وقمع ماناه لتجنّب كشف موقعه. بعد أن تأكد الذئبان من خلو المكان من الخطر، اقتربا من الجثة، لكن لم يفقدا حذرهما. بدأ أحدهما بالأكل، بينما الآخر كان يراقب محيط المكان.

فعل ريو "عين حقيقية"، فظهر أمامه:

[الاسم: ذئب رهيب

الدرجة: عادي

المستوى: 2

الخصائص: تعيش الذئاب في مجموعات، لذلك غالبًا ما تجدها في أزواج أو أكثر

المهارات: هجوم المخلب، العض

نقاط الضعف: حاسة شم قوية تساعدها في تعقب الفريسة، لكنها نقطة ضعف أيضًا، فكثرة الروائح تسبب ضغطًا على دماغها]

كان الأمر نفسه مع الذئب الآخر.

راقب ريو بصبر، حتى بدأ الذئبان في الأكل براحة، وقد خفضا حذرهما تمامًا. قبض ريو على فأسه، ورفع درعه العملاق أمامه.

اختار بعناية مكان القفز، فالهجوم المباغت ضربة واحدة يعني قتل مباشر، وهذا يسهل عليه التعامل مع الذئب الآخر.

تنفّس بعمق، وعزّز جسده بالطاقة الخارقة، شعر بقوة تنفجر في عروقه.

قفز من فوق الصخور، وفأسه مرفوع، ودرعه مشعّ بقوة.

انجذب الذئبان لصوت ارتطام الدرع، لكن حين رفعوا رؤوسهم كان الأوان قد فات.

سقط ريو بقوة، وضرب فأسه في رقبة أحدهما، فقطعها بضربة حاسمة، طار رأس الذئب في الهواء. رنّ صوت في رأسه:

[ارتفاع مستواك]

[القوة +1 / المانا +1]

لم يهتم ريو بصوت النظام، ورفع درعه بسرعة، متخذًا وضعية الدفاع.

عوى الذئب الثاني بغضب على موت رفيقه، وانقض على ريو ليُمزّقه. رفع ريو درعه، واصطدم الهجوم به:

بوم!

تم صدّ الهجوم، لكن ريو تراجع للخلف بفعل قوة الصدمة. ازداد غضب الذئب، وهجم مرة أخرى، لكن ريو صدّ الهجوم مجددًا، ثم ردّ بفأسه، محدثًا جرحًا غائرًا في جسد الذئب.

تراجع كلاهما للخلف، الذئب شعر بالخوف لأول مرة، أما ريو، فرغم بعض الضعف الذي أحس به، لم يتراجع. ضرب فأسه على درعه مُصدرًا صوتًا معدنيًا قويًا، وزأر: "هيا! تعال، أرِني ما لديك!"

في تلك اللحظة، لم يكن ريو بشريًا في أعين الذئب، بل بدا كوحش... كأسد ينقض على فريسته.

ركض نحو الذئب بسرعة، وقبل أن يرد الذئب، ضربه ريو بدرعه، مما جعله يرتطم بصخرة قريبة.

ترنّح الذئب من شدة الضربة، وقبل أن يستعيد وعيه، هوى الفأس على عنقه وقطعه دون تردد.

سمع ريو صوت في راسه:

[ارتفاع مستواك]

[القوة +1 / المانا +1]

2025/05/09 · 22 مشاهدة · 1411 كلمة
General_13
نادي الروايات - 2025