في اليوم التالي، استيقظ ريو باكرًا جدًا استعدادًا للانطلاق نحو زنزانة من المستوى F، والتي ستظهر اليوم في ضواحي المدينة.

كان عليه أولًا التوجه إلى سوق المستيقظين للحصول على بعض المعدّات. رغم أن العناصر المعروضة هناك تُعدّ "قمامة" في نظر المحترفين، فإن المعدّات الجيدة تُباع فقط في متاجر خاصة تخضع لتفتيش صارم من قِبل جمعية المستيقظين. وهذا قد يثير الشبهات حوله، باعتباره أكبر عارٍ على المستيقظين.

"في ماذا قد يستعمل تلك المعدّات؟" سيتساءلون، وقد يظنون أنه ينوي قتل شخص عادي، أو يشتبهون في أنه اكتشف زنزانة حديثة بالصدفة، ما قد يؤدي إلى مراقبته أو حتى تتبّعه. بل وقد تسلبه إحدى النقابات أو الجمعية الزنزانة، وربما تصل الأمور إلى اغتياله لإسكاته.

كما أن الذهاب إلى تلك المتاجر الراقية لم يكن خيارًا ممكنًا بسبب الأسعار الباهظة. أما سوق المستيقظين، فسيُخفي هويته الحقيقية، إلى جانب امتلاكه لميزة لا يمتلكها مستيقظون كثر: مهارة العين الحقيقية، التي تكشف المعلومات المخفية عن الأشياء، مما منحه ثقةً بأنه قد يعثر على شيء نادر، وربما عناصر قوية أيضًا.

بعد تناوله فطوره على عجل، خرج ريو مسرعًا. صوت خطواته كان يتردد على الدرج الحجري، بينما ظل الباب يُغلق خلفه ببطء.

وفي اللحظة التي اختفى فيها ريو على الدرج، فُتح باب منزل صاحب العمارة، وخرجت منه سيدة تحمل هاتفًا في يدها.

"لقد خرج الآن، احذر أن يكتشف أمرك." جاء صوت خافت من الهاتف.

"فهمت، لا تقلقي عزيزتي. سأتخلص من هذه الحشرة بسرعة… وسأعود إليك لنستمتع معًا."

احمرّ وجه السيدة من الخجل، كأنها مراهقة تسمع كلمات الحب لأول مرة. "أنا في انتظارك، عزيزي…"

بيب… بيب…

أنهت المكالمة، أنزلت الهاتف، ثم ابتسمت بمكر. "دعني أرى كيف ستتصرف بعد أن يتم سحقك، أيها المغرور."

كل هذا كان يحدث بينما ريو لا يعلم شيئًا، ولو علم، لأشار إليهم بإصبعه الأوسط قائلاً:

"تبا لكم، أيها الحمقى."

---

في هذا الوقت، كان ريو قد ركب سيارة أجرة وانطلق نحو سوق المستيقظين.

لم يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة حتى وصل. كان السوق عبارة عن شارع طويل، يعجّ بالباعة الذين يصرخون بأعلى أصواتهم لجذب انتباه الزبائن. روائح التوابل، والحديد، والزيت المحروق كانت تملأ الأجواء، بينما تتداخل أصوات الباعة مع صرخات الحرفيين.

دخل ريو إلى السوق، وكان يسمع جميع أنواع الإطراء والترويج:

"عاويذ مقاومة السموم! مفيدة في الزنزانات من الدرجة D وأقل!" "قلادة تعزّز قوة مانا الدم! أصلية، اسأل الجمعية!" "هيه! اقتربوا! انظروا! هذا سيف مصنوع من عظم تنين!" "جرعة أسطورية تزيد من نقاط حالتك ثلاث مرات!" "دواء يعيد أي طرف قُطع، مجرّب ومضمون!"

كان ريو يتجوّل بين الزحام، ينظر يمينًا ويسارًا، ويستخدم مهارة "العين الحقيقية" لفحص خصائص الأسلحة. بعض الباعة كانوا يكذبون، وآخرون لا يعرفون قيمة ما يملكون، وهذا ما كان يبحث عنه بالضبط:

> [سيف الدرجة: عادي]

> [درع الدرجة: عادي]

بدأ يشعر بخيبة أمل. "أهذه هي البداية؟ أول سوق، وأتوقع أن أجد عنصرًا ممتازًا… هل أنا أحمق؟ إن وُجدت عناصر قوية، فقد بيعت من زمن بعيد."

لكنه سرعان ما أدرك تسرّعه، وقرر التزام الهدوء.

"عليّ التفكير بهدوء. سأجد شيئًا جيدًا إن بحثت جيدًا."

استمر ريو في البحث لما يقارب الساعتين، حتى عثر على شيء مثير:

> [درع المحارب الدرجة: مميز الخاصية: يزيد من قوة الدفاع بـ 6 نقاط]

كان الدرع مصنوعًا من الحديد، بلون فضي باهت، بسيط التصميم، دون زخارف. وسعره؟ 2000 دولار فقط.

"من حسن حظي أن البائع لا يعرف قيمته… هذا الدرع قد تصل قيمته إلى مليون دولار على الأقل!"

ولم يتوقف الحظ عند هذا الحد. فقد عثر أيضًا على:

زوج من واقيات اليدين والقدمين تمنح +9 نقاط دفاع

قفاز يزيد قوة الهجوم بـ 5 نقاط

حذاء يزيد السرعة بـ 4 نقاط

وقف ريو في الزاوية قليلًا، يتأمل تلك "الكنوز" التي جمعها. وبمجرد أن تأكد من خصائصها، دخل إلى أحد التطبيقات الرسمية الخاصة بجمعية المستيقظين لفحص الأسعار.

"مجموعة كهذه؟ تساوي ما لا يقل عن 14 مليون دولار…"

اتسعت عيناه بدهشة، ثم ابتسم بسخرية. "واشتريتها بخمسة آلاف فقط؟"

تذكّر كيف ساوم التاجر العجوز، الذي ظنّه مجرد فتى متهور:

"2000؟! مستحيل! هذا درع نادر، سأبيعه لك بـ 5000 على الأقل!" رد عليه ريو بابتسامة باردة: "إن كان نادرًا كما تقول، لماذا لم يُبع حتى الآن؟"

تلعثم التاجر للحظة، فقال ريو وهو يدير ظهره: "إن لم تخفّض السعر، فسأذهب إلى غيرك… السوق مليء بالخردة."

صرخ التاجر بسرعة: "انتظر! حسنًا… 2000، لكن لا تخبر أحدًا!"

وبنفس الطريقة حصل على باقي المعدّات، مستخدمًا كلماته بدقة، ونظراته الباردة، وثقته التي أربكت التجار.

في تلك اللحظة، راودته فكرة: "لماذا لا أشتري المعدّات من سوق المستيقظين وأبيعها للمتاجر الكبيرة بسعر مضاعف؟ يمكنني جني ثروة طائلة!"

لكن سرعان ما طرد الفكرة من رأسه. "هذا سيثير الانتباه… وقد يبدأون بمراقبتي أو استخدامي كأداة لاكتشاف الأسلحة النادرة والزنزانات."

نظر إلى معداته مجددًا وقال لنفسه بهدوء: "عندما أمتلك القوة والنفوذ، يمكنني استغلال هذا الأمر. أما الآن… فلأبحث عن خوذة وسلاح."

---

بعد بحث حذر، قرر ريو أن يستخدم فأسًا مزدوج الوجهين كسلاح أساسي، ودرعًا عملاقًا للصد والدفاع. فأس يعزّز قوته التدميرية، ودرع يدعم جسده المتين. ولم يمض وقت طويل حتى وجد ما يبحث عنه:

فأس يزيد القوة الهجومية بـ 7 نقاط

درع عملاق ذو متانة عالية

خوذة تحمي الرأس 5 نقاط دفاع

رغم أن مظهر معدّاته يبدو عاديًا جدًا، إلا أن "العين الحقيقية" كشفت له حقيقتها.

---

وبينما كان يهم بالمغادرة، سقطت عيناه على رجل عجوز يجلس بصمت، وقد بسط أمامه قطعة قماش مهترئة، فوقها عدد من العناصر المتناثرة. كان العجوز يحدّق إلى الأمام بعينين غائمتين، كأنه لا يرى شيئًا... أو يرى أكثر مما ينبغي.

ما جذب انتباه ريو لم يكن كثرتها، بل خاتم مهترئ بالكاد يمكن تمييزه عن القمامة.

لكن بالنسبة لريو، كان هذا مختلفًا تمامًا.

> [حلقة تخزين الدرجة: نادر السعة: مئة غرفة بحجم 10 أمتار مكعبة لكل منها]

ابتلع ريو ريقه بصعوبة. كانت هذه حلقة التخزين التي لا يحلم بامتلاكها إلا المستيقظون من رتب A فما فوق.

حلقة من هذا النوع النادر؟ تُرمى على الأرض هكذا؟

نظر ريو إلى اللافتة الموضوعة أمام العجوز. السعر؟ دولار واحد.

دولار واحد لعنصر نادر كهذا؟ شيء لا يُصدق.

شعر ريو بأن العالم من حوله بدأ يفقد منطقه. لكنه لم يكن أحمق ليُظهر ذلك. "من يهتم إن كانت تُباع بدولار؟ وجدتها، سأأخذها!"

أخرج الدولار بهدوء، دفعه للعجوز، ثم التقط الخاتم كأن شيئًا لم يحدث، وغادر السوق مسرعًا نحو الزنزانة قبل أن يلاحظ أحدٌ أمر الزنزانة.

خرج ريو من سوق المستيقظين وركب سيارة أجرة، حيث كان يحمل جميع معداته على ظهره، لأنه لم يختر وضع معداته في حلقة التخزين، إذ تتطلب ربطها عبر الدماء والمانا، ولأنه كان مستعجلًا نحو الزنزانة، لم يقم بذلك.

بينما استمرت السيارة في التوغّل نحو أطراف المدينة، كان ريو ينظر عبر نافذتها. الشوارع شبه مهجورة، وعدد المشردين كان كثيرًا لدرجة أنه يصعب عدّهم. كان وجود هذا العدد من المتشردين أمرًا طبيعيًا؛ فمنذ ظهور الزنزانات في هذا العالم، تم تدمير العديد من المدن، وحتى إن لم تُدمّر، فإن الناس تخلّوا عنها من أجل العيش في المدن الجديدة التي بُنيت حديثًا حيث الأمان أكبر.

لذلك، في ضواحي المدينة انتشر الفقر والتشرّد والجوع، كما انتشرت المخدرات والأعمال غير القانونية. لم يهتم أحدٌ لأمر هؤلاء، وكأنهم ليسوا بشرًا، بل مجرد من تخلّى عنهم الجميع.

بينما كان ريو شارد الذهن، لمح في مرآة السيارة دراجة نارية بدا من الواضح أنها تتبعه، إذ لاحظها منذ خروجه من العمارة. رفع ريو شفته بازدراء خفيف، كان يعرف صاحب الدراجة النارية؛ إنه عشيق صاحبة العمارة، السيدة لي.

"يبدو أنه أرسل... قطعة من القمامة." تمتم بصوت خافت.

لو كان هذا من قبل حصوله على روليت الحظ من المستوى SSS، لما تجرأ أحد حتى على إثارة مشكلة معه أصلًا. لكن الآن، الوضع مختلف، وهناك مكان مناسب للتخلص من الجثة... أليست الزنزانة أفضل مكان لذلك؟ الغريب أن ريو لم يفكر في ضربه، بل في قتله مباشرة.

"أليس من الأفضل التخلص من العشب الضار من جذوره؟" لمعت عينا ريو بنية القتل، قبل أن تخفت فجأة.

وفجأة، تكلم سائق سيارة الأجرة:

"سيدي، لا يمكنني التوغّل أكثر، أرجو منك تفهّم الأمر."

أخفى ريو نية القتل، وابتسم بلطف:

"لا بأس، أفهم، فريقي سيكون هنا، فهذه نقطة اللقاء."

توقفت السيارة، وبعد دفع الأجرة، نزل ريو.

"إنه حقًا فتى طيب، على عكس المستيقظين في هذه الأيام." تمتم السائق، ثم انطلق.

لو كان السائق يعرف أن هذا الشاب "الطيب" في نظره يمتلك نية قتل دون تردد، لهرب مباشرة دون أن ينظر خلفه.

دخل ريو زقاقًا مظلمًا، واختفى بين الظلال التي كانت تخفي ما ينوي فعله.

وبعد مغادرة سيارة الأجرة، توقفت الدراجة النارية، ونزل منها رجل طويل القامة، يرتدي معدات دراجة، ويضع خوذة لإخفاء هويته. بدأ يتبع طريق ريو.

في أعماق الزقاق، كان ريو يقف أمام دوامة زرقاء تطفو في الهواء، تتماوج كأنها تناديه.

وصل الرجل الذي يتبعه، وكان يحمل عمودًا حديديًا وجده في الطريق. عندما رأى ريو، ابتسم بخفة تحت الخوذة، لكن عندما وقعت عيناه على الزنزانة، تجمّد وجهه، ثم شعر بنشوة مفاجئة.

"Heh... يبدو أنك تستهدف هذه الزنزانة. لا أعلم كيف وجدتها، لكن بعد التخلص منك، يمكنني بيعها بسعر جيد والخروج من هذا المكان القذر... وترك تلك العاهرة!"

تكلم بحماس، وكأن كل شيء يسير كما خطط له.

نظر ريو إليه بطرف عينه، ولم يُجهد نفسه حتى بتفعيل عينه الحقيقية. فقد امتلك كل المعلومات عنه.

رجل خاسر، يستغل النساء العاجزات عن الدفاع عن أنفسهن، من أجل كسب المال ثم يرميهن مثل القمامة.

كان هذا النوع من الحثالة أحد أسباب تدمير المجتمع.

رفع ريو شفته بازدراء واضح، ولحظ في الطرف الآخر لمعة.

"على ماذا تضحك؟ اليوم سأتخلّص منك، وأجعل العالم يرتاح من أكبر عار على المستيقظين!"

مجرد ابتسامة من ريو جعلته يفقد أعصابه. ولهذا السبب، فإن أمثال هذا الرجل لا يصلحون لأن يكونوا مستيقظين، فمصيرهم الهلاك.

بصراحة، لم يكن ريو ينوي إنهاء الأمر بسرعة، بل كان يريد اللعب معه قليلًا. لكن الآن... قرّر القضاء عليه فورًا.

بوم!

بسرعة خاطفة، اختفى ريو من مكانه، وظهر أمامه، ثم أمسكه من رأسه وضربه على الأرض بقوة!

بوم!

من شدة الضربة، تحطّمت خوذته، وأُغمي عليه على الفور.

"ممّا كنت تريد التخلص؟" تمتم ريو، ثم أمسكه من شعره وسحبه باتجاه الزنزانة.

فجأة، رنّ هاتف الرجل. أخرج ريو الهاتف، فرأى أن المتصل هي السيدة لي.

أجاب على المكالمة.

"عزيزي... هل أنهيت أمر ذلك الوغد؟" جاء صوتها العذب من الطرف الآخر.

ابتسم ريو بسخرية، ثم ردّ:

"أوه... سيدة لي، للأسف، هذه القمامة لم تكن كفؤًا ليعمل معي. ولأنك خرقْتِ الاتفاق، سأمنحك يومًا واحدًا. غدًا أريد أن أرى ورقة بيع العمارة... وإلا، فأنتِ تعرفين الباقي."

أغلق ريو الهاتف، ولم يضيع وقته في التواصل مع تلك العاهرة.

في نفس الوقت، كانت السيدة لي قد انهارت على الأرض من الخوف والصدمة. لم تتوقّع ما حدث... شعرت أن العالم انهار من حولها.

_____

من أجل دعم اترك تعليق

2025/05/08 · 22 مشاهدة · 1653 كلمة
General_13
نادي الروايات - 2025