---

بعد أن طرق ريو الباب، تراجع ثلاث خطوات إلى الخلف. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى فُتح الباب. كانت من فتحت الباب سيدة في منتصف العمر، ذات شعر بني طويل وعينين عسليتين. كان طولها مترًا ونصفًا أو أكثر قليلًا، ذات صدر كبير وخصر متوسط، وبطن بارز قليلًا بسبب الحمل. كانت ترتدي ملابس ليست فاخرة ولا عادية تمامًا، لكنها لا تتناسب مع إمكانياتهم المادية.

ورغم أنها زوجة صاحب العمارة، إلا أنهم ليسوا أثرياء. أولًا بسبب سعر الإيجار الرخيص، وثانيًا لأن عدد السكان في العمارة لا يتجاوز الخمسة. وحتى إن كان زوجها يعمل موظفًا حكوميًا، إلا أنه إنسان عادي، غير مستيقظ.

لكن، بسبب حبه الكبير لزوجته، كان يضغط على نفسه — أو بالأحرى، على المستأجرين — من أجل زيادة الإيجار كل ثلاثة أشهر، لتوفير جميع طلباتها.

عندما رأت السيدة أن الطارق هو ريو، والذي يُعدّ أكبر عار بين المستيقظين، تغيّرت نظرتها فورًا إلى نظرة ازدراء واضحة، لم تحاول إخفاءها ولو قليلًا. ارتفع حاجباها قليلًا، وانكمشت شفتيها في تعبير ساخر، بينما رفعت ذقنها بشيء من الكبرياء الكاذب.

أما ريو، فعندما رأى نظرة الازدراء تلك، لم يعرها اهتمامًا، بل رفع شفته قليلًا بابتسامة ساخرة. في داخله، أقسم أن هذه النظرة ستتحطم قريبًا، وستتحول إلى خوف... ويأس.

"ماذا تريد؟" كانت نبرتها تعلو بازدراء واضح.

لم يهتم ريو بطريقة حديثها معه، بل على العكس، كان قد اعتاد عليها.

"أردت أن أسأل إن كان السيد لي هنا."

"لا، إنه يعمل، عكس بعض الناس الذين لا يعملون ويعتمدون على عائلاتهم."

كانت تقصد ريو، الذي لا يعمل ويعيش في شقته منذ خمس سنوات، أي منذ استيقاظه.

"حقًا، أردت أن أسأله عن شخص."

"عد لاحقًا واسأله."

ثم تمتمت وهي تدير رأسها جانبًا باحتقار:

"من الأفضل ألا تعود."

سمع ريو تمتمتها، لكنه ابتسم قليلًا، بشفاه مشدودة وعينين تلمعان بسخرية.

"أوه، سيدة لي، أعتقد أنكِ يمكن أن تساعديني بما أن السيد لي ليس هنا."

"أخبرتك أن تعود وتسأله."

"حقًا؟ أعتقد أنكِ يمكنكِ المساعدة."

"لا."

ابتسم ريو بخفة، وأمال رأسه قليلًا.

"سيدة لي، أعتقد أنكِ ستندمين على أنك لم تساعديني."

"أنا أندم فقط على إضاعة وقتي معك، حتى الآن يُعتبر حديثي معك مضيعة لوقتي الثمين."

"إذن، هل تعرفين هذا الشخص في الصورة؟"

لم يرد ريو الاستمرار في الاستماع إلى ثرثرة هذه المرأة، لذلك أخرج صورة له، ولرجل كانت تخونه معه.

عندما رأت الصورة في يد ريو... تجمدت في مكانها.

ابتلعت لعابها بصعوبة عندما رأت الصورة في يد ريو.

عندما رأى ردّ فعلها، شعر ريو بسعادة وهو يحطم كبرياءها.

"من ردة فعلك، يبدو أنك تعرفينه، حسنًا، من ملامحكما في الصورة، يبدو أنكم حميمون أكثر من اللازم."

"ماذا تقصد؟"

أجابت وصوتها يرتجف قليلًا.

"هههه، سيدة لي، أعتقد أن الحديث عند الباب ليس مناسبًا، ما رأيك في الدخول وتقديم لي كوب من القهوة أو الشاي ونتحدث جيدًا؟"

في تلك اللحظة، شعرت سيدة لي أن ريو الذي كانت تنظر إليه بازدراء مرعب، وكلماته مثل همسة شيطان، خاصة مع تلك النظرة في عيونه السوداء كأنها هاوية، خلف شعره الأسود الطويل الأشعث الذي يغطيهم.

نظرت سيدة لي إلى الباب يمينًا ويسارًا بخوف من أن يراه أحد.

"أدخل."

دخل ريو الشقة واتجه نحو غرفة المعيشة.

جلس على أريكة، ووضع قدمًا فوق قدم، وانتظر أن تحضر له سيدة لي القهوة.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى كانت سيدة لي قد أحضرت القهوة، أشعل ريو سيجارة وأخذ نفسًا عميقًا، وبصق الدخان في وجه سيدة لي.

شعرت سيدة لي بالغضب، لكنها لم تستطع فعل شيء خوفًا من أنه يعرف الكثير، خاصة أنه التقط صورة لها عندما خرجت البارحة.

"سيدة لي، نسيت أن أبارك لكِ على حملك. يجب أن يكون السيد لي سعيدًا لدرجة أنه طار من الفرح."

كان ريو يتحدث بهدوء، لكن في نظر سيدة لي كانت كلماته مثل همسة شيطان.

"لكن، أتساءل كيف سيكون رد فعله عندما يكتشف أن الطفل القادم، والذي هو سعيد بحصوله عليه بعد هذا العمر، ليس ابنه."

لم تستطع سيدة لي التحمل، لذلك صرخت في وجه ريو:

"ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه! سوف أتصل بالشرطة وأخبرهم أنك قمت بتركيب صورة لي من أجل تهديدي!"

لم يتأثر ريو بذلك، بل أخذ نفسًا عميقًا من سيجارته، وبصق الدخان في وجه سيدة لي مرة أخرى.

"نعم، يمكنكِ، لكن هل أنتِ متأكدة من ذلك؟"

نزل ضغط خافت من ريو على سيدة لي.

كانت سيدة لي تتنفس بصعوبة من الضغط، حيث شعرت أن ريو، الذي أصبح في هذه اللحظة مثل عملاق أمامها، وهي مجرد حشرة في كفه.

"وماذا عن هذا؟"

أخرج ريو ورقة من جيبه، كانت هذه ورقة تحديد نسب الطفل الذي لم يولد بعد.

"هل تعتقدين أن هذه مزورة أيضًا؟"

عندما رأت الورقة، شعرت أن قدميها أصبحتا ضعيفتين من الخوف.

"أعتقد أنك زوّرتها أيضًا، فهذا شيء يفعله أشخاص مثلك."

"هههه، سيدة لي، يبدو أنك تحبين أن أستمر."

فتح ريو هاتفه، وقام بتشغيل فيديو، وأراه لها.

صُدمت سيدة لي، وتحول وجهها إلى لون شاحب وذعر، وبسبب هذا لم تعد قدماها قادرتين على التحمل.

الفيديو كان لها وهي تمارس الجنس مع حبيبها البارحة.

"أنت، أنت من أين أحضرت هذا؟ هل تراقبني؟ سوف أبلغ عنك الشرطة! أين أنت أيها المجنون!"

صرخت في وجه ريو بهستيرية، وفتحت هاتفها، لكن ريو أخذ الهاتف منها وأخذ نفسًا من سيجارته.

"سيدة لي، أنتِ لستِ في موقف يسمح لك بتهديدي، لذلك ابقي هادئة، لأنك إن اتصلتِ بالشرطة، سوف تنكشف حقيقتك وخيانتك، لذلك اجلسي وكوني مطيعة."

شعرت سيدة لي أن أمرها انتهى. حتى لو اتصلت بالشرطة، ماذا سوف يحدث؟ ستكون نهايتها.

ركعت سيدة لي أمام ريو عند قدمه.

"أرجوك، أرجوك، سوف أفعل أي شيء، من فضلك لا تخبر زوجي."

عندما رأى هذا، لم يشعر ريو بشيء. لم يكن في قلبه ذرة شفقة على هذه العاهرة.

في هذا العالم، القوي يفعل ما يريد، وعلى الضعيف أن يطيع إرادة القوي لكي يعيش. هذا قانون الغابة البقاء للأقوى.

مدّ ريو يده ورفع رأس سيدة لي من ذقنها، نظر في عينيها مباشرة. تلك العيون التي كانت كلها ازدراء وسخرية من قبل، تحولت الآن إلى خوف ويأس وتوسل.

لم يستطع ريو تحمل تلك النظرة، ليس بسبب أنه أشفق عليها، بل بسبب اشمئزازه.

"سيدة لي، لن أخبر أحدًا."

شعرت سيدة لي بسعادة لأنه لن يخبر أحدًا، لكن هذا لن يكون مجانيًا.

ماذا سوف يطلب مقابل صمته؟ خاصة أنه ان كان لا يريد شيئًا لم اتصال بها اذن يجب ان يكون اتصال بها من أجل شيء، هل يريد يريد أن يستغل هذا في حصول على جسدها.

عند التفكير في هذا، شعرت برعب، لكنها سوف تفعل إن كان سيبقي صامتًا.

"أنا سأفعل أي شيء، حتى لو أردت جسدي."

نظر إليها ريو بمزيد من الاشمئزاز، لقد حاولت حل مشكلتها بعرض جسدها مرة أخرى.

يا للقرف.

"ما أريده هو إقناع زوجك، السيد لي، ببيع هذه العمارة لذلك سوف. أمهلك ثلاثة أيام، وإلا..."

لم يكمل ريو كلمته، لكنها فهمت قصده.

لم يستمر ريو في البقاء، وخرج، حيث كاد يتقيأ من قرف هذه العاهرة.

عاد ريو إلى شقته، وجلس على الأريكة ، ثم أسند رقبته للخلف . وفجأة، ظهرت إيفا أمامه كوميض برق خاطف.

[أيها المضيف، هل أنت متأكد أنها ستتوقف؟]

قال بصوت خافت وهو يحدق في السقف:

"نعم، ستتوقف. ربما تقاوم قليلاً، لكنها لن تستمر. في النهاية، حين يمسك الأسد بفريسته، قد تقاوم وتتشبث بالحياة... لكن النهاية محتومة."

[أعتقد ذلك أيضًا... لكن، ما كان ذلك الفيديو الذي أريته لها؟]

أجاب بنبرة باردة وجادة:

"شيء لا يصلح لعيونك الصغيرة."

نفخت إيفا من فمها الصغير وهي تعقد ذراعيها بغضب طفولي:

[أوووف،ايها مضيف أنت سيئ !]

لم يهتم ريو بي احتجاج ايفا لانه

خلال أسبوع كامل من التواصل بين ريو وإيفا، بدأ ريو يفهمها أكثر. كانت ذكية بشكل مدهش، تتعلم بسرعة، وتفهم الكثير... لكنها مثل صفحة بيضاء، لا تعرف شيئًا عن البشر أو الكائنات الحية الأخرى. ولهذا، قرر ريو ألا يدعها تتعلم أشياء خاطئة.

"ماذا لو تعلمت شيئًا سيئًا؟" فكر في نفسه. "ماذا لو جاء يومٌ ما شخص تم ارساله من كون حقيقي لتفقد ايفا، ورأى ما تعلمته خلال بقائها معي؟ سيكون هذا نهايتي."

لهذا السبب، طلب منها ألا تتصل بالعالم الخارجي، عندما سجل ذلك فيديو او الاين عندما عرضها.

"بالمناسبة..." قال وهو يرفع رأسه فجأة، "أليس اليوم موعد السحب من رُوليت المعلومات؟"

[نعم! هل تريد أن تسحب الآن؟]

"نعم."

ظهرت رُوليت المعلومات أمامه، على شكل آلة بيع علكة قديمة للأطفال. دارت، وظهرت عشر كرات بألوان مختلفة.

مدّ يده ولمس أول كرة.

[غدًا ستظهر زنزانة من رتبة F في ضواحي المدينة. الإحداثيات: 8687:4673]

اتسعت عينا ريو، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة، وانتشر شعور منعش في جسده كنسمة صباح باردة.

"هاهاها، يبدو أن الحظ بدأ يبتسم لي."

[حظك جيد فعلًا، مضيف!]

كانت تلك الزنزانة ذات أهمية خاصة، لأنها في منطقة ستشهد لاحقًا كسر زنزانة من رتبة B. ورغم امتلاكه بطاقة هرقل من رتبة SSS، إلا أن تقدمه كان بطيئًا جدًا... لا، أبطأ حتى من حلزون، ربما أبطأ من الزمن نفسه!

لذا، كان بحاجة للقتال ورفع مستواه ليتمكن من الحصول على قوة هرقل الكاملة.

بحماس، فتح الكرات التسع المتبقية دفعة واحدة... لكن لم يحصل حتى على معلومة واحدة عادية.

[كما هو متوقع... حظ مضيف أسوأ حتى من كلب شارع!]

لم يرد ريو. فقط جلس في زاوية الغرفة، يرسم دوائر بأصبعه على الأرض، وعيناه مليئتان بالإحباط.

---

اهلا بجميع أعتقد ان جميع يشعرون بملل من طول احادث و قتالة لم تبدأ بعد لكن اخبار جميع فصول قدمة سوف يبدا اكشن .

لذلك ادعم بتعليق

2025/05/05 · 25 مشاهدة · 1449 كلمة
General_13
نادي الروايات - 2025