بينما كان ريو يتأمل في قيمة تقنية "العين الحقيقية" وإمكانياتها الهائلة، راودته فكرة مفاجئة. تحولت نظراته نحو إيفا، وبلا تردد، فعّل "العين الحقيقية" عليها.
[الاسم: إيفا
المهنة: مديرة روليت حظ على مستوى SSS
؟؟؟
؟؟؟
؟؟؟]
لم يظهر له سوى ما قدمته إيفا بنفسها، أما الباقي فكله ظل مغطى بعلامات استفهام. وفجأة، سمع صوتها في رأسه:
[أيها المضيف، هل تظن أنه من الحكمة استعمال تقنيتك علي؟]
ابتسم ريو بخجل واعتذر بصوت خافت: "آسف، كنت فقط متحمسًا لتجربة مهارة العين الحقيقية."
[من الجيد أن تكون متحمسًا، لكن أيها المضيف، يجب أن تحذر عند استخدامها ضد أشخاص أقوياء. فإذا كان لديهم مزاج سيئ، قد يقتلونك على الفور. كما يجب أن أحذرك من أمر آخر: لا يمكنك كشف معلومات من هم أعلى منك بخمسة مستويات.]
أومأ ريو برأسه مشيرًا إلى أنه فهم. كان كلام إيفا منطقيًا.
ماذا لو استخدمها على شخص من رتبة S أو SS؟ قد يتسبب ذلك في نهايته.
عليه أن يكون حذرًا، ولا يجب أن يكشف أمر رواليت أو أي من مهاراته.
فماذا لو اكتُشف، وتم استخدامه كأداة للكشف؟ أو أسوأ من ذلك، إجراء تجارب عليه؟ وفي هذا العالم... لا يوجد دواء للندم.
كان يعلم جيدًا أن البشر قد يكونون أفظع من الوحوش أنفسهم، وسيفعلون أي شيء من أجل مصلحتهم.
أما لماذا لم يسأل إيفا عن سبب وجود علامات الاستفهام؟ فحدسه أخبره أن إيفا ليست شيئًا يمكن العبث معه.
رغم أنها تساعده ليصبح أقوى، لا بد من وجود سبب، هي ومن تدعوه بي "الكون الحقيقي". لهذا، عليه أن يبقى يقظًا، ويواصل طريقه نحو القوة.
قطع صوت إيفا شريط أفكاره:
[هل تريد تجربة روليت "معلومات ؟"]
"نعم... وأيضًا، إيفا، من هذه اللحظة توقفي عن قراءة أفكاري."
[حسنًا، تم إيقاف ذلك.]
للتأكد، بدأ ريو يفكر في كل أنواع الشتائم والإهانات الموجهة نحو إيفا.
لكن لم يكن هناك أي رد فعل.
هذا وضعه أمام خيارين: إما أن إيفا نفذت الأمر فعلًا... أو أنها فقط تتظاهر.
فكر ريو في نفسه: "أيًّا يكن الأمر، يجب أن أبقى حذرًا... وإلا، لن أجد دواءً للندم في السوق."
[أيها المضيف، ما الذي تفعله؟ لماذا شرد ذهنك؟ أنت لا تفكر بشيء غير لطيف تجاه المديرة اللطيفة!]
"لا لا، كيف يمكنني؟ بطبعًا أنتِ... ألطيف مديرة !"
ضيقت إيفا عينيها قليلًا، ثم ابتسمت بمرح:
[أنت تعتقد أنني لطيفة؟ حقًا؟]
كان من الواضح أنها سعيدة، كيف لا وهي تطير حول رأس ريو، ترقص بخفة وفرح، كفراشة تلمع وسط الهواء.
"حمقاء..."
سعل ريو مرتين لجذب انتباهها:
"سعل... سعل... هل تردين التوقف وتفعيل روليت المعلومات؟"
[آه! نعم!]
توقفت عن الرقص وظهرت آلة تشبه تلك التي تُباع فيها علكة الأطفال.
سحبت إيفا يد التحكم، وبدأت الكرات بداخلها تتحرك بسرعة.
وفجأة، خرجت عشر كرات ذات ألوان مختلفة...
"كيف أكشف عن محتوى المعلومات؟"
[بسيط، المس الكرة وسوف يظهر المحتوى الموجود داخلها.]
بعد شرح إيفا، لمس كرة بيضاء. فجأة، ظهرت شاشة بيضاء أمامه:
[لا يوجد شيء.]
"هاه!" صُدم ريو، لم يكن هناك شيء!
[كما أخبرتك سابقًا، لا يمكنك الحصول على شيء مفيد دائمًا من المرة الأولى. إن حصلت على شيء مفيد من أول محاولة، فهذا يعني أنك محظوظ... وأعتقد أنك لست من المحظوظين.]
اعتقد ريو أن هذا منطقي، لذلك لم يُصِرّ على الأمر. لكن عندما لمس كرة ثانية... نفس الشيء. ثم الثالثة، والرابعة... في كل مرة، لم يحصل على شيء!
شعر ريو بالإحباط، لدرجة أنه جلس في زاوية الغرفة يرسم دوائر على الأرض بصمت.
[أيها المضيف، لا تيأس، ما زال هناك أربع كرات متبقية.]
في الحقيقة، لم يكن لدى ريو أمل، لكنه استمر. لمس كرة أخرى... وظهرت شاشة بلون رمادي باهت:
[زوجة جارك حامل من رجل آخر.]
"اللعنة! ولماذا عليّ أن أهتم إن كانت حامل أو تخون في زوجها؟ أريد شيئًا مفيدًا!"
صرخ ريو من الغضب والإحباط، لكن رغم ذلك، أصرّ على الاستمرار.
ظهرت شاشة أخرى أمامه، هذه المرة كانت زرقاء:
[سيرتفع سعر الأرض في هذه المنطقة بعد شهر.]
في البداية، شعر ريو بالسعادة لأن اللون تغير، لكن سرعان ما اتسعت عيناه من الصدمة:
"اللعنة! إن كان هذا صحيحًا، فستطردني تلك العاهرة من المنزل لتبيعه بثمن أعلى!"
ريو يعيش في منزل مستأجر في عمارة مهجورة نوعًا ما، في أطراف المدينة، حيث كانت الإيجارات رخيصة بسبب احتمال هجمات الوحوش من البرية. أما "العاهرة" التي تحدث عنها، فهي جارته الجشعة التي تخون زوجها، وتبحث دائمًا عن المال.
صرّ على أسنانه واستمر. ظهرت شاشة ذهبية هذه المرة:
[بعد أسبوعين، ستظهر زنزانة خاصة في المكتبة العامة. الإحداثيات: 4358:7890]
شعر ريو بسعادة عارمة، لدرجة أن ابتسامة عريضة ظهرت على وجهه ولامست أذنه، وهو أمر نادر جدًا.
"ههه! إنها زنزانة خاصة! هذا رائع! لا يمكن أن يكون حلمًا!"
قرص فخذه بسرعة:
"آه! هذا ليس حلمًا... بل حقيقي! معلومات عن زنزانة خاصة، ومعها الإحداثيات!"
[يبدو أن حظ المضيف ليس سيئًا حقًا.]
سمع صوت إيفا في رأسه.
"نعم! هذه زنزانة خاصة، لذلك أنا محظوظ!"
كان سبب سعادته هو أن الزنزانات الخاصة تعتبر نادرة، وغالبًا ما تمنح من يدخلها فرصة للقفز خطوات هائلة نحو القمة.
بل إن بعضهم أصبحوا مشاهير بعد دخولهم واحدة فقط.
كما أن الزنزانة الخاصة لا تحتوي سوى على وحش واحد، لذلك حتى ريو، وهو في المستوى 0، لن يكون في خطر كبير.
بحماسة، لمس الكرة الأخيرة.
وظهرت شاشة حمراء قاتمة ،عندما رأى ريو لون الشاشة الحمراء القاتمة، شعر بشعور سيء.
[بعد ثلاثة أسابيع، سيحدث كسر زنزانة، وستحدث موجة وحوش من الدرجة B.]
ابتلع ريو ريقه بصعوبة. "هذا... غير ممكن!"
لم يستطع تصديق الأمر. فجأة، تذكر ما شاهده مؤخرًا في الأخبار، حيث تحدثوا عن ظهور متزايد للزنزانات، واحتمالية وقوع كارثة عظمى.
كان هناك حدثان مماثلان من قبل: الأول قبل خمسين عامًا، حين ظهرت الزنزانات للمرة الأولى، والثاني قبل 25 عامًا، وكلاهما تسببا في مجازر كادت أن تُفني البشرية.
هدأ ريو قليلاً، وبدأ يستوعب المعلومات.
"هذا منطقي... منذ أول معلومة عن ارتفاع سعر الأرض في المنطقة. يبدو أنني بحاجة إلى رفع مستواي... بسرعة."
سبب ارتفاع الأرض في مكان يحدث فيها كسر زنزانة هو أن هذه المنطقة سوف تصبح تحت حماية نقابات وجمعية المسيقظين ، كما أن الأسعار ستنخفض ويقوم رجال الأعمال بشرائها بسعر رخيص وبناء منازل فاخرة وبيعها بأسعار مرتفعة.
[أيها مضيف، أعتقد أنك محظوظ وفي نفس الوقت تجلب سوء حظ.]
تنفس ريو بعمق، ثم ابتسم نصف ابتسامة: "محظوظ او لا ؟ هذا لا يهم، لكنني أعلم أنني يجب أن أصبح أقوى من أجل البقاء حيًا لأن حظ واحد لا يكفي."
[نعم، معك حقًا أيها مضيف، حظ واحد لا يكفي.]
"حسنًا، لدي ثلاثة أسابيع للاستعداد. أيضًا، إيفا قالت إن أول مرة أقوم بسحب مجاني، إذن كم تكلف السحب؟"
[حسنًا، تكلفة السحب من روليت حظ على مستوى SSS هو مليار.]
"هذا جيد، ليس كثيرًا."
فجأة تجمد ريو.
"مليار؟ هل قلتي مليار؟ هل تمزحين؟"
كان ريو مصدومًا. هذا مليار! ما يمتلكه في حسابه 100 مليون، لكن ما نتحدث عنه هو مليار. رغم أنه ليس شيئًا أمام المسيقظين الأقوياء من مستوى B وما فوق، إلا أن ريو لا يستطيع تحمل مليار.
[لماذا حزن؟ مليار لا شيء أمام قوة من مستوى SSS. كما أنك يجب أن تتدرب على قوة خارقة وتطورها، ليس من الجيد تكديس العديد من القدرات دون تطويرها.]
"هاه، معك حق، لا يجب أن أركز على العديد من الأشياء. طاقة الإنسان محدودة، لذا يجب أن أركز على تدريب حركة ألف مرة بدلًا من تدرب علي ألف حركة."
[مضيف حكيم.]
"وروليت المعلومات، كم تكلف؟"
[إنه مجاني حيث يمكنك سحبها كل أسبوع.]
"حقًا؟ مجاني؟"
[نعم.]
"حسنًا، هذا منطقي. معظم أشياء عديم فائدة على أي حال."
جلس ريو على الأريكة حيث كان حقًا يحتاج إلى راحة وفهم وضعه بعد كل ما حدث في هذه الليلة.
أسند رقبته على الأريكة ورفع رأسه وأخرج سيجارة وأشعلها.
أخذ نفسًا عميقًا من السيجارة وبصق دخانًا.
كانت إيفا تطوف على طرف الأريكة، تتأرجح في رجليها.
[أيها مضيف، في ماذا تفكر؟]
"أفكر في ما حدث الليلة وكيف أستغل كل شيء."
أغلق ريو عينيه وبدأ يفكر. فجأة، فتح عينيه، وانتشرت ابتسامة مرعبة على وجهه.
"نعم، هذا صحيح. يمكنني استغلال كل هذه المعلومات حتى لو كانت بلا قيمة."
انتشرت هالة خافتة من ريو، لكنها مظلمة ومرعبة.
سوف يستغل حقيقة أن زوجة صاحب العمارة تخونه وتحمل طفلًا ليس طفله من أجل ضغط عليه لي شراء هذه العمارة، وكذلك العديد من المباني والأراضي.
سينتظر ليقوم ببنائها عندما يرتفع سعرها أو بيعها.