---
بينما كانت ابتسامة تزين وجه ريو، نظرت إليه إيفا وأمالت رأسها قليلًا.
[في ماذا تفكر أيها المضيف؟]
قال وهو يضيّق عينيه قليلاً، كأن فكرة شريرة تترسخ في ذهنه:
"أفكر كيف أستغل تلك المعلومات."
[هل وجدت فكرة؟]
"نعم."
أخذ نفسًا عميقًا من سيجارته، ثم نفث الدخان من فمه وأنفه بهدوء ثقيل، والدخان يتصاعد ببطء نحو السقف كضباب يروي قصة.
"أول شيء سأفعله هو شراء هذه العمارة وبعض الأراضي المهجورة."
توقف لوهلة، ولمعة خفيفة من الطمع مرت بعينيه، ثم أخذ نفسًا آخر من السيجارة.
[لماذا؟]
"حسنًا، بما أن الأسعار سوف ترتفع، فهذه أفضل فرصة لي لجني المال... وهذا المال سيساعدني على تطوير قوتي."
[هل ما زلت تفكر في السحب من الروليت؟]
أشار ريو بالسيجارة نحو إيفا، وضيق عينيه قليلًا، ونبرة صوته حملت مزيجًا من التردد والعزم.
"نعم ولا."
[لم أفهم.]
"أريد السحب من الروليت، لكن ليس الآن... أحتاج إلى التدريب على قوة هرقل أولًا."
[إذًا ما الهدف من جمع المال؟]
رفع ريو زاوية شفتيه بابتسامة جانبية، فيها القليل من التحدي.
"من أجل شراء حقوق الزنزانات... للقتال ضد الوحوش ورفع مستواي."
[هذا جيد، لكن لم أفهم تمامًا لماذا يجب شراء حقوق الزنزانات؟ و لماذا توجد الزنزانات لي تجارة في أصل؟]
"لأن الزنزانات يتم احتكارها من قِبل النقابات وجمعية المستيقظين... لجني الأموال ورفع مستوى أعضائهم."
[أليس من الأفضل تدمير الزنزانات لمنع كسرها وهجوم الوحوش؟]
ضحك ريو بخفة، لكن ضحكته كانت خالية من الدفء، كأنها مجرد صدى في غرفة فارغة.
"هذا ما يجب أن يحدث، لكن... من تذوق طعم القوة والمال، يصعب عليه التراجع."
[أمممم، حقًا... أمركم غريب أيها البشر.]
"إيفا... عليكِ أن تفهمي، البشر هم أغرب المخلوقات التي قد تقابلينها في حياتك."
إيفا، التي بدأت تفهم طبيعة ريو أكثر، رمشت مرتين، كما لو أنها تفكر في أمرٍ أبعد من الكلمات.
[إذا كانت الزنزانات محصورة في يد النقابات والجمعية، كيف ستشتري حقوقها؟]
"من السوق السوداء للزنزانات... سأشتري من هناك، وسأقوم أيضًا باستئجار بعضها من جمعية المستيقظين."
[حسنًا، لكن... أليس عليك تدريب جسدك أولًا؟]
"لا تقلقي، سأبدأ التدريب... لكن يجب أن أجد حلًا لمشكلة أخرى."
[أيها المضيف، مشاكلك لا تنتهي...]
قال بنبرة هادئة، ولكن عينيه امتلأتا بجدية ثقيلة، كأن كل فكرة فيه تشبه سكينًا:
"مشكلة... كيف أشرح ارتفاع المانا وحصولي على صفة جديدة."
أخذ ريو نفسًا طويلًا، ثم دخل في حالة تركيز عميق.
سكنت نظراته، هدأت ملامحه، وكأن الزمن توقف للحظة.
إيفا لم تزعجه، بل راقبته بصمت.
"... الصحوة الثانية... هذا هو الحل."
صمت لبرهة، وبدت على وجهه لمحة من التوتر، ثم تابع ببطء:
"يمكنني استغلال كسر زنزانة من رتبة B لإخفاء حقيقة أمر الروليت."
الصحوة الثانية... اسم نادر ومميز، إذ إن احتمال حدوثها لا يتجاوز 0.01%.
لكن إن حدثت، فإن قدراتك سترتفع بشكل مذهل.
أحد المستيقظين من رتبة A خضع لها، وارتفعت رتبته إلى SS.
وهذا يثبت أن الخضوع لصحوة ثانية أمر نادر ومميز فعلًا.
أما عن كيفية إقناعهم بأنني خضعت لها، فهذا سهل.
عند حدوث كسر زنزانة، تنفجر طاقة المانا في المنطقة، مما يتسبب أحيانًا في إيقاظ بعض البشر العاديين.
في الحقيقة، هذه كانت الطريقة البدائية الأولى للإيقاظ... قبل اختراع حجر الإيقاظ.
وبما أنني مستيقظ سابقًا، فسيكون من السهل شرح سبب ارتفاع قوتي بهذه الطريقة.
أخذ ريو نفسًا من سيجارته، ثم بصق الدخان، وأطفأها ببطء وهو يتجه نحو غرفة نومه.
لقد كان يحتاج إلى راحة حقيقية بعد يوم مرهق.
من شخص كان يُعتبر عارًا على المستيقظين... إلى شخص بقدرات غير محدودة.
استلقى على السرير وأغمض عينيه.
إيفا تبعته بصمت.
عندما رأت أنه نائم، ابتسمت بلطف واقتربت من وجهه.
[سوف أتأكد أنك ستصبح كيانًا لا يُقهر.]
---
في اليوم التالي، استيقظ ريو مبكرًا لبداية التدريب...
لكن تم إجباره من قبل إيفا على تنظيف منزله، مما استغرق ساعتين كاملتين!
حتى أنه في أحد الزوايا وجد أكياس قمامة متراكمة، اضطره الأمر إلى الصعود والنزول من الطابق الخامس أكثر من 20 مرة!
---
كانت الشمس تتوسط السماء، والحرارة خانقة، إنه منتصف الصيف.
في الحديقة العامة، كان هناك شاب يركض بصعوبة، جسده كله مبلل بالعرق، ملابسه ملتصقة بجسده، أنفاسه ثقيلة وغير منتظمة.
كان ذلك ريو، الذي قرر التدريب، لكنه وقع ضحية "الشيطانة الصغيرة" التي تحلق فوق رأسه — إيفا.
[هيا أيها الكسول! أسرع!]
"اللعنة... لم أعد أستطيع!"
كان ريو على وشك الاستسلام.
[تذكر، لماذا تركض؟ لماذا تريد أن تصبح قويًا؟]
كانت هذه الكلمات كالسهم، أصابت قلبه مباشرة.
"لماذا أريد القوة؟"
"نعم... من أجل سحق الجميع... من أجل إثبات أنني لست فشلًا."
فجأة، تسارعت خطواته.
وركض بجنون، كأن حياته تعتمد على ذلك.
استمر في الركض حتى شعرت قدماه وكأنهما مصبوبتان من الرصاص، وسقط كمن تهشّمت عظامه بعد أن صدمته سيارة.
حلقت إيفا أمام وجهه.
[أنت ضعيف حقًا، لم تستطع الصمود حتى لساعتين من الركض المتواصل!]
لم يستطع الرد، لكنه لو تكلم... لشتَمها بالتأكيد.
[خمس دقائق، ثم نُكمل التدريب.]
رغم أن ريو لم يكن يريد المتابعة، لكنه يعرف... لا مجال للعودة الآن.
هذا هو الطريق الذي اختاره.
مرت خمس دقائق، وبدأ تدريب الضغط.
وكالعادة، أجبرته إيفا على الاستمرار حتى الانهيار.
استمر التدريب حتى وقت متأخر من اليوم.
عندما عاد إلى المنزل، لم يكن يشعر بشيء.
استحم، ثم استلقى على السرير وهو يحدق في شريط تقدم قوة هرقل الخارقة:
[00.01%]
"اللعنة... هل تمزحين معي؟ بعد كل هذا التدريب الشاق؟!"
[لا، أيها المضيف. هذا أمر طبيعي. التقدم بطيء لأنك تحتاج إلى قتال لنمو حقيقي. في النهاية، هرقل نما من خلال القتال المستمر.]
"... أعلم."
رفع يده نحو السقف، وقبض قبضته ببطء.
"رغم أن التقدم ضئيل... إلا أنني أنمو. في النهاية، هذه قوة من مستوى SSS."
كانت عينا ريو، المظللتان بشعره الفوضوي، تشبهان كهفًا مظلمًا يختبئ فيه وحش ينتظر لحظته.
إيفا راقبته بصمت، ثم أومأت برأسها.
نظر نحو النافذة، حيث كانت الشمس تغرب ببطء خلف الأفق، بلون ذهبي باهت يذوب في السماء.
وقف ريو واتجه للخروج من أجل شراء طعام من مطعم قريب وشراء بعض الأشياء التي يحتاجها.
وصل إلى المطعم، حيث طلب وجبة كبيرة. منذ أن حصل على قوة هرقل شعر أن شهيته أصبحت أكبر.
بعد تناول عشرة أطباق أرز وكاري وسلطة ولحوم وكعك بالبخار، شعر بالشبع.
لاحظ ريو أن كل الأنظار في المتجر موجهة نحوه.
بصراحة، شعر بعدم ارتياح من تلك النظرات، وكأنه قرد في حديقة حيوانات، والجميع يراقبه ويرمون له الموز.
لم يبقَ ريو كثيرًا، بل دفع ثمن الطعام وخرج مسرعًا دون أن ينظر خلفه.
"اللعنة... يبدو أنني يجب أن أسرع في جني الأموال، وإلا مع كل هذا لن أستطيع تحمّل تكلفة الطعام."
كان ريو يشعر بالانزعاج من حقيقة أنه يحتاج إلى جمع كمية كبيرة من المال في أقرب وقت، من أجل تحمّل تكلفة العيش والتطور.
---
قرر ريو القيام بجولة في منطقته، على أمل العثور على زنزانة ستنكسر قريبًا، ليكون مستعدًا للقتال ورفع مستواه وتجربة قوته الخارقة.
استمر في التجول مستشعرًا كمية طاقة المانا في المناطق القريبة، لكن دون فائدة تُذكر.
"تنهيدة... يبدو أنني لن أجدها بسهولة. حسنًا، هذا متوقع، إن كان من السهل العثور عليها، لكانت النقابات أو جمعية المستيقظين قد اكتشفتها."
وبما أنه لم يعثر على أي دليل في هذه المنطقة، قرر العودة.
لكنه لا يزال يريد محاولة البحث في مناطق أخرى، لعلّه يجد حلاً.
في طريق العودة، مرّ بمتجر بقالة، فاشترى بعض البيض والحليب وغيره من مستلزمات الفطور.
كما مر على متجر يبيع كاميرات تصوير ومراقبة وأجهزة تسجيل وتنصت.
"بهذه المعدات، ستكون خطتي قريبًا كاملة."
كانت إيفا تجلس على رأسه.
[أيها المضيف، أنت شرير.]
"هههه، لا... أنا لست شريرًا، أنا محايد."
---