لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير

=====

بعد عشر دقائق تقريبًا, يمكنني أن أقول بثقة مدى عدم جدوى مقدمة هذا الخطاب.

نعم… المقدمة أخذت عشر دقائق. كان يصف كيف أننا أمل البشرية التالي لأن نُكمل مهمة الحماية, ثم نوسع أراضينا أكثر.

وشرح عن التخصصات أيضًا, الجنود ومهامهم. وكم هم مهمون في الحرب مثل غيرهم, ووجوب أنصياعهم إلى القادة حتى عندما تتعارض الآراء الشخصية.

وشرح أن الجنود هم قلب الجيش, والقادة هم العقل, والداعمين هم الجهاز المناعي.

كم يجب على القادة التركيز والحصول على قدرات تفكيرية عالية, وأن نتيجة الفوز تعتمد عليهم أكثر من الجيش نفسه.

والدعم وكم هم مهمين, سواء لتكنولوجيا الجيش, مدى الرعاية الطبية, وعمليات الأنقاذ الخطيرة التي تقع على عاتقهم, ووجوب أحترامهم.

كان الجميع حولي متحمسين لمعرفة النظام التعليمي في الحصن, وكيف سيؤثر عليهم, وذلك لسبب بسيط: لم يسبق لطالب درس في الحصن أن سرب النظام التعليمي.

لا توجد أي طريقة لفعل ذلك, ربما فقط العوائل الملكية الخمسة تعرف وليس بشكل كامل.

كل مُدير يملك طريقة تعليمية خاصة, وكل مُعلم يملك طُرق تصرف خاصة, لا توجد أي قيود عليهم, يمكنهم فعل ما يشائون حرفيًا.

وحريتهم وصلت إلى درجة… القتل!

في نهاية المقدمة, تحولت أبتسامة لوسيوس الطيبه الي ابتسامة شيطانية من الأذن للأذن, ونطق بجملة سريعة:

"كل ما قلته حتى الآن هو هراء, وما يجب عليكم قوله في حال سألكم من في الخارج عن النظام التعليمي للأكاديمية."

"هاه؟!" صيحات الطلاب المشوشة عمت في القاعة, وجدوا انفسهم غير قادرين على أستيعاب ما سمعوا.

عندما رأيت ذلك, لم أستطع إلا أن ابتسم بدوري, أبتسامة فيها كل شيء إلا السعادة.

"هدوء." نقر لوسيوس على المنصة الخشبية بقدمه, وموجه من الرياح أنتشرت في الغرفة, مجرد حركة بسيطة كتلك جعلت البعض يرتجفون, والبقية صمتوا بالكامل.

نظرت إلى جانبي قليلًا, حيث تجعد حاجب سيرافينا قليلًا, بينما بقيت أيلارا هادئة.

سيرافينا تستطيع معرفة المشاعر, لذا فيجب ان تعرف مدى سوء الكلمات القادمة.

أن كان علي التخمين, فإن مشاعر لوسيوس هي: الحماس, الأثارة, الحزم, والترقب, والسادية.

عندما أصبحت الغرفة هادثة مثل الفراغ, عاد لوسيوس إلى الكلام.

"الجنس البشري بقي مسيطرًا على الكوكب لآلاف السنين, ثم جاء الشياطين وباقي الأجناس, مرت السنين وعدنا إلى القمة مرة أخرى, هل تعرفون السبب؟

لم يبقى البشر على القمة عن طريق طيبة القلب, ولا عن طريق رعاية الأخرين أو شيء سخيف, بل عن طرييق التصرف بشكل عملي, والتكيف مع المعاناة.

ولدنا كالمخلوقات الأضعف, ولكننا تأقلمنا وحكمنا بالتكنولوجيا, ثم عدنا إلى كوننا الأضعف عندما ظهرت بقية الأجناس, عانينا لعقود, ثم تكيفنا وعدنا إلى القمة.

ولكن الدائرة تعود كما كانت, نُصبح أقوياء, نجلب السلام, ثم ننسى القوة ونعود إلى القاع.

وفي هذا الوقت من التاريخ, الأمور تبدو مستقرة نوعًا ما, العائلات الملكية في أوج قوتها, والمحاربين الأقوياء منتشرين في كل مكان, إلا يبدو أن الوقت لنسيان القوة قد حان؟

ولهذا.. سأمنع هذه العملية, حتى وسط السلام ساضعكم في خطر أكبر, خطر سيجبركم على التكيف معه والنمو لتصبحوا أقوى.

تمامًا مثل تلك الفترات, عندما بدأ صعود البشر…"

بعد أن أنتهى, عادت لهجته كما كانت, وأبتسامته طيبة مرة أخرى.

"لن أكذب, لقد رمينا طلبات التخصص الخاصة بكم في القمامة فور وصولها لنا, سنختارها بأنفسنا لكم, والآن يمكنكم الأنصراف, اليوم عطلة.

سيبدأ التعليم غدًا, ومن يحاول نشر أي أخبار عن ما قلته للتو سيُكسر هاتفه وكل ممتلكاته. ونحن نعتبر العظام من الممتلكات…"

بعد أن انتهى, ظهرت كروم حمراء غريبة ذات أشواك من الارض, وسحبته اليها.

قبل أن يشتكي أي أحد, كان قد أختفى تمامًا, ولا طريق لتتبعه.

لوسيوس فارو, شبيه الشيطان.

"ما كان هذا للتو؟" بدأ الطلاب يتحدثون مرة أخرى, والخوف يتلاشى قليلًا.

لم يخرجوا من الغرفة بعد, حيث العقول في هذه اللحظة تحاول تبرير ما حدث.

الحصن… كيف يمكن أن يكون عاديًا؟ أنه جحيم, طريقة التعليم عذاب.

على الرغم من أنها أفضل طريقة لأنتاج محاربين متمرسين, إلا أن الكثير سينهارون عقليًا أثناء ذلك.

منذ أن جلس لوسيوس على مقعد مدير الأكاديمية, وتخرج الفوج الأول تحت رعياته, تفاجئ الشياطين أن أعدائهم أصبحوا أشرس منهم.

عندما نظم الأقزام عملية أغتيال لأحد الجنرالات, عزلوه في وادي لوحده بلا أي سلاح, ومئة من النخبة أنقضوا عليه.

وفي اليوم التالي, انتشرت أخبار عن جنرال قتل مئة قزم بذراعيه, أستخدم فمه وأصابعه وأقدامه لتمزيقهم, وسحقهم مثل الحشرات.

فقد بعضًا من اصابعه, وحُرق بشدة, وأخترقت بعض الرصاصات جسده, ولكنه عاد إلى طبيعته بعد شهرين من العلاج فقط.

وذلك الجنرال لم يكن كبيرًا في العمر حتى, بل فقط في منتصف العشرين.

أسلوب تعليم لوسيوس جعله ينضج عشرين سنة أضافية, وجعل الألم مجرد وهم, فكم كان شديدًا؟

وعلى مر السنين, لم يبقى لوسيوس ساكنًا, بل بحث بأستمرار عن طرق ليجعل التدريبات أصعب وأكثر تأثيرًا.

واليوم, جريمة في حق البشرية ستحدث, تمامًا كما حدث مع الأجيال السابقة, ولكن القانون لن يتدخل والمجتمع لن يهتم.

ومن ينهار عقليًا ويصبح مجنونًا يتم نبذه, بينما الناجين سيرفعون من مكانة البشرية في العالم أكثر.

نظرت إلى الشخصيات الأخرى, دراكون كان متحمسًا, أيفور بدأ يفكر كعادته, لن أنظر إلى هانا, ايلارا لا تزال هادئة قليلًا.

وسيرافينا… أنها تحدق بي..

====

2024/04/28 · 100 مشاهدة · 790 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024