تم أصلاح الفصل السابق, أذا قرأته قبل نزول هذا الفصل راجعه لأنه كان مُكرر..
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
========
"ما رأيك؟" سألتني أيلارا ونحن لا نزال جالسين, وسيرافينا لا تزال تُفكر بشكل مشوش.
"سنعاني كثيرًا في هذه الأكاديمية, لن ينجو الكثير." أعطيتها القليل من المعلومات الواضحة, تنهدت ثم نهضت.
"أتعرف أي شيء؟" نظرت سيرافينا الي بطرف عينها, لم يبدو عليها أي توقع.
"ودعي كل ما هو عزيز عليكِ اليوم, ستفقديه لوقت طويل." بعد أن قلت ذلك, بدأت أمشي خارجًا من القاعة.
سمعتها تقول: "لا املك أيًا من ذلك." ولكني لم أهتم على الاطلاق. لا وقت لدي لمجاراة مراهقة مصابة بالأكتئاب.
سيرافينا آرين, قبل بدء الأختبار الأول في حصن, ما هي إلا طفلة تحمل رشاشًا.
لن تنضج بشكل كامل حتى ذلك الحين.
ولهذا أعتدت على تجاهلها حاليًا, ولكني سأمتنع عن ذلك مستقبلًا.
"مهلًا مهلًا!" بينما ذهبت سيرافينا لفعل أشياء أكثر أهمية, لا تزال أيلارا تحاول الألتصاق بي, غالبًا لأستخراج المزيد من المعلومات.
"من اين تعرف كل هذا؟ وهل تعرف المزيد؟"
تنهدت, وقلت: "أنها مجرد معرفة عامة, أُرجح انكِ أسنتجتِ نفس الشيء عند سماع خطاب المدير." شاهدت عيونها تصبح ضيقة قليلًا مع مرور كلامي.
"بالفعل, ولكن أتظن أنه سيصل إلى درجة القتل حقًا كما قال؟ هناك ورثة تجار أغنياء وعوائل ملكية ضمن صفوف الطلاب, اليس تعذيبهم بذلك الشكل مخالفًا للقوانين ومهينًا للعوائل؟"
ركزت على سؤالها قليلًا, ثم أجبت: "النتائج هي ما يهم, أنظري إلى أحصائيات الحرب منذ أن أصبح ذلك الرجل مديرًا, لقد زادت أنجازاتنا بمعدل صاروخي, والفرق بيننا وبين باقي الأجناس يبدو غير قابل للسد الآن. كما أن الأهم هو… الملوك الحاليين جميعهم أما درسوا مع لوسيوس, أو كانوا تلاميذًا له."
بمجرد أن سمعت أجابتي, توقفت أيلارا عن السير خلفي. أعطيتها ظهري وأكملت المشي.
أستخدمت مهارتي لألقاء نظرة عليها دون الألتفات, ورأيت الأبتسامة التي توقعتها.
لقد وضعت عيونها علي بالفعل, سازيد من أهتمامها قدر أستطاعتي, ثم سأقلب الأمر عليها في الوقت المناسب…
تحاول التلاعب بي, وانا أملك ملف شخصيتها كاملًا في عقلي, أنها سخيفة حقًا..
فتحت باب شقتي ودخلت, خلعت ملابسي وأستحممت على الفور, ثم لبست شيئًا مُريحًا أكثر.
اليوم سأحظى بأخر قدر من الرفاهية لوقت طويل, وذلك لأن لوسيوس على وشك كسر حوالي العشرين قانون وحرماننا من جميع الحقوق الأساسية عند حلول الليل.
ولذلك السبب, سأستمتع كما لو أن هذا آخر يوم من حياتي… أو هذا ما اردته.
كلما أردت أن أرتاح, واجهت نفس المشكلة التي عجزت عن الهرب منها مهما فعلت.
"أنا شخصية غير مهمة في عالم غير مهم داخل لعبة غير مهمة, شيء وظيفته جعل اللعبة أكثر واقعيه, تم أعطائي في ملف اللعبة أحد الأصوات الأفتراضية العشوائية, ورسم وجهي عبر مُصمم عشوائي, وقصة عائلتي كاملة كُتبت في غضون عشرين ثانية على يد ذكاء صناعي ما.
معاناتي, دمائي, أراداتي, حزني وسعادتي وغضبي ويأسي, خوفي وتوتري, جميعها عبارة عن مُركبات مشاعر عشوائية تم تحمليها في ملف الشخصيات الغير قابلة للعب, الغرفة التي انا فيها الآن أستغرقت وقتًا في التصميم أكثر مما اخذت انا وعائلتي كاملة منذ جدي الأول. ورداء الحصن المُعلق هناك أستهلك ميزانية أكثر مني وجميع الطلاب الغير رئيسيين مجتمعين.
المياه التي لا استطيع العيش بدونها هي مجرد حُزمة رخيصة من الموارد التي تم شراء ملكيتها ببساطة وتحميلها في محرك اللعبة دون أي تصميم."
مر اليوم كاملًا هكذا…
حاولت أن أمضي وقتي على الهاتف, ولكني وجدت نفسي أسرح دائمًا في تخيلاتي المشؤومة.
كُتب, أستحمام, قراءة, مشاهدة مقاطع, النظر من النافذة, النوم فوق الخزانة, أعادة ترتيب الغرفة, التجول في الخارج…
فعلت كل شيء خطر على عقلي, ولكني وجدت نفسي غير قادر على التركيز أبدًا.
هذه الأفكار لا تغادر عقلي إلا في حالات قليلة, وهي عندما أتصرف بأي طريقة تدعم مساعي, وهو تحقيق النهاية الرابعة.
عندما أُخطط, أُحلل الشخصيات الرئيسية, او أتدرب لأجعل نفسي أقوى… تتوقف الأفكار المشؤومة.
بشكل غريب, عندما اتحدث مع الشخصيات الرئيسية فإني أنسى مؤقتًا أني مجرد شخصية غير قابلة للعب, وكذلك الأمر عند التدريب.
ولكن عند التحدث مع شخصيات أخرى غير قابلة للعب مثل جدي او أبي عبر الهاتف, فإن تلك الأفكار تتضاعف كلما اطلت وقتي معهم.
كما لو أن عقلي يرفضهم, يرفض فعل أي شيء لا يتضمن التأثير على الشخصيات الرئيسية.
هل هذه برمجة شخصيتي؟ هل برمجني مطورين اللعبة لأفكر بهذه الطريقة؟
هل يُفترض بي التصرف والتفكير هكذا؟ ام أني متمرد؟ هل تم التخطيط لتمردي الآن؟
أن قفزت في هذه اللحظة من فوق المهجع, فهل سيكون ذلك مُخططًا له؟ هل سيكون متماشيًا مع برمجة العالم؟
لقد مضى الوقت ولم أقفز, أي أن القفز لم يكن متماشيًا مع برمجة العالم.
لو أني قفزت للتو وقتلت نفسي لتمردت وخرجت عن برمجة العالم, ولكني لم أفعل, أي أني مبرمج.
ولكن أن قفزت الآن, فهل سيكون مُخطط له أم لا؟
وضعت يديّ على رأسي, وضربته بالحائط مرة, ثم مرة أخرى وأخرى وأخرى…
شعرت بالصداع الشديد, وقبل أن الاحظ تدفقت الدموع من عيناي, هل هو الألم؟ ام الصداع؟
ذهبت لغسل وجهي, لقد تمزق الجلد في جبيني وأصبح أحمرًا للغاية, مسحته بورقة معقنة.
ثم أرتديت ملابسي العادية, ووضعت قبعه على رأسي لأخفي العلامة, وخرجت لأحصل على بعض الأدوية لعلاج الصداع.
أستمر تزايد هذه الافكار, الأمور بقيت على هذا الحال في الأيام السابقة ولم تخف إلا عندما رأيت الشخصيات الرئيسية اليوم.
كيف يمكن علاج هذه المشكلة؟ هل سأبقى هكذا طوال حياتي؟
فكرت في حلول.
تتوقف الأفكار عندما أتدرب بشكل جدي, وعندما أتواصل مع الشخصيات الرئيسية بأي طريقة.
فهل يجب أن اتواصل مع الشخصيات الرئيسية طوال الوقت, أم أتدرب حتى ينام جسدي رغمًا عني؟
توقفت فجأة في منتصف الطريق, كنت على وشك الوصول إلى المجمع التجاري الموجود داخل الحصن للحصول على دواء, ولكني لاحظت أن الصداع قد أختفى.
الأمر غريب حقًا, حيث أنه تمامًا كما قلت للتو, لا يختفي إلا عندما انخرط مع أحد الشخصيات الرئيسية بأي شكل من الأشكال, او عندما اتدرب بشكل جدي.
والآن لم أكن أتدرب…
توقفت للحظة واحدة فقط, ولكني أستمررت بعدها على الفور, شخصية رئيسية تراقبني.' تيقنت من ذلك, لذا فقد أستمررت بالمشي بوتيرة أبطأ قليلًا لكي لا يشك المتتبع.
راودتني الشكوك, هل هي سيرافينا؟ أم أيلارا؟ لا تبدو الأولى من النوع الذي يفعل ذلك, والثانية قد تفعلها…
أستخدمت مهارتي على نفسي, وتمامًا كما تعمل كاميرات المراقبة, بدأت اشاهد واحلل كل زاوية من كل طريق حولي.
مشيت ببطء شديد لكي لا أخطئ وأسقط, لم يمر وقت طويل حتى أصبت أخيرًا وعثرت على الهدف.
ذلك كان صعبًا نوعًا ما بسبب أزدحام الحصن في هذا الوقت, ولكن مظهر مراقبي مُلفت قليلًا.
'أنها ايلارا.' كما توقعت تمامًا.
أخذت منعطفًا غير متوقع, وأنتظرتها حتى تأتي أثناء مراقبتها من وجهة نظر معينة.
ثم عندما تبعتني وظهرت عند زاوية تقريبًا, أستخدمت مهارتي عليها, وأصبتها بالعمى المؤقت.
"ماذا تفعلين؟" سألتها. كنت قادرًا على تجاهلها وأكمال مسيرتي إلى الصيدلية, وهذا ما خططت من الأساس لفعله.
ولكني قررت في النهاية أن لا افعل, وذلك لكي لا اعطيها أي معلومات عني, أن أدركت حقيقة مواجهتي لبعض المشاكل الصحية, فقد تستطيع أستخدام الأمر ضدي أو بيع المعلومات لشخص قد يفعل.
أيلارا ذكية ومتلاعبة للغاية, ومن المؤكد أنها ستستطيع أستخدام ذلك بطريقة تفيدها وتضرني.
وهكذا علقت في هذا الموقف, وجهًا لوجه. نحن الأثنان مصابين بالعمى بسبب تأثير المهارة, ولكني كنت قادرًا على التحرك بشكل أفضل منها.
سقطت على الأرض فور أن فقدت بصرها, وبدأت تخدش وجهها بذعر شديد, وصيحات ذعر منخفضة هربت من فمها.
تركت اظافرها علامات حمراء بارزة عندما مرت فوق جلد وجهها, وأتسخت ملابسها بغبار الارضية.
لم أطل الأمر عليها, حيث كان الصوت مثيرًا للشفقة ومزعج للغاية, لذا فقد أزلت تاثير المهارة.
كُنت واقفًا بينما هي على ركبتيها. تدفقت الدموع من عينيها وهي تنظر إلى الاعلى, ألي.
نظرت إلى الأسفل, نحوها.
=====
المقدمة أنتهت تقريبًا.