لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

======

"ماذا تفعلين؟" سألتها أثناء النظر إلى عينها ووجهها المرتجف.

لم ترد علي فورًا, حيث مسحت دموعها, وهدأت أنفاسها ولكن بالكاد فقط, شككت للحظة أنها أُصيبت بصدمة نفسية.

أيلارا ذكية ومتلاعبة, ولكنها ضعيفة وحساسة للغاية في نفس الوقت, هدفها الأسمى هو الأمان في النهاية.

أمسكت يديها وأجبرتها على الوقوف كما لو أنها طفلة من نوع ما, ثم قربت وجهي من وجهها ملاقيًا أعيننا دون مسافة كبيرة.

"لماذا تلحقين بي؟"

شعرت بجسدها لا يزال يرتجف, ربما فقدان بصرها لم يكن سهلًا عليها أبدًا, أنها ليست قوية مثل باقي الشخصيات في النهاية.

وبما أنها بهذا الضعف وفي هذه الحالة الحرجة بالتحديد, سوف أستغل الموقف لأجعلها تنسى أي أفكار عدوانية تجاهي.

"أ-أسفة.." تحدثت وهي لا تزال ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

أنها لا تزال غير مدركة لما يحدث, لم تفكر جيدًا قبل أن تتحدث, تريد فقط أن ينتهي كل شيء.

"مثيرة للشفقة حقًا."

عندما تركز نظرها على وجهي, توسعت عينيها بشكل غريب, لقد غيرت وجهة نظرها مرة أخرى.

وهذه المرة ليس مجرد العمى.

أستطيع التحكم بوجهات النظر كما أريد بينما انا واقف في محلي, المشاكل تحدث حين أقاتل او اتحكم بأكثر من شخص.

وبالطبع يجب علي أستخدام كل قوتي العقلية لكي لا أبدي أرتعاش ملامحي.

وجهة النظر التي تراها الآن ليست عادية, أنها فوق المبنى الموجود جانبي, عشرات الأمتار في الهواء, المظهر من هناك مخيف للغاية.

ثم بدأت أُنزل وجهة النظر بمعدل سريع, بحيث بدا أنها تسقط فعليًا, وعندما اوشكت على الاصطدام بالأرض أعدت نظرها.

كدت ارتجف من تلك التجربة, ولكني امتنعت عن ذلك لأحافظ على موقفي الحالي.

أنطلقت صيحة أخرى منها, أعلى من السابقة وتحوي خوفًا أعظم.

كنت ممسكًا بوجهها وذلك السبب الوحيد الذي ابقاها واقفة, أفلتُّها على الفور لتسقط على ركبتين, وبدأت أمشي بعيدًا بسرعة.

لا اريد أن اتورط بمشاكل, سيأتي حشد إلى هنا قريبًا بسبب صيحاتها الغبية.

أبتعدت كثيرًا واقتربت من الوصول إلى الصيدلية, فعاد الصداع الذي كرهته بشدة, ولكنه أكد لي أن ايلارا استسلمت عن تتبعي أخيرًا.

تدمرت خططي لأستغلالها, ولكنها لن تزعجني مستقبلًا على الأقل… هذا مريح.

دخلت الصيدلية, طلبت أدوية قوية لعلاج صداعي, دفعت باستخدام مدخراتي المثيرة للشفقة وخرجت على الفور.

لا اتوقع الكثير من هذا الدواء حقًا, أخذته دون وصفة طبية ومن المحتمل أن لا يساعدني على الاطلاق.

ولكن ماذا افعل؟ لا يوجد وقت لأستشاره طبيب, وربما لن أمتلك هذه الأدوية بعد مساء اليوم على أي حال.

**

عدت إلى الغرفة, أول شيء فعلته هو تفريغ الأدوية على الأرض بجانب سريري.

العديد من المسكنات ومخففات الألم, وفي حال لم ينجح ايًا منها فهناك منومات ذات تأثير محدود.

بدأت بالمسكنات ومخففات الألم, لم يحدث أي شيء للأسف حتى بعد مرور ما يقارب الساعة.

شعرت بألم الجرح على جبيني يختفي على الأقل, ولكن الصداع أستمر بالأزدياد أكثر وأكثر.

أستسلمت للألم في النهاية, وأمسكت عدة حبوب منومة وشربتها في آن واحد, ثم رميت نفسي على السرير وأغلقت الاضواء.

اليوم سيكون صعبًا للغاية, أن لم أستطع تخفيف الألم سوف أنام..

يا ليتني لم احصل على تلك الذكريات..

يا ليتني كنت قادرًا على العودة والعيش كدمية في هذا العالم.

**

أنه ليس حلمًا!

لقد أكتشف مبرمجين اللعبة أني متمرد! شعرت بذعر شديد فور أستيقاظي, حيث شعرت بثقل على صدري منعني من الوقوف, وألم شديد في وجهي.

أكتشف المبرمجين أني تمردت, وها هم يحاولون قتلي بصمت!

شخص لا يرتدي إلا الاسود جلس على صدري وأستمر بلكمي مثلما اراد دون أن يتوقف, شعرت بالدم اللزج والدافئ يتدفق ويسقط على السرير ليبلله.

صداعي وصل إلى قمته, والألم كاد يتجاوزه حتى, أردت التحدث ولكن قبضة ضربتني وكسرت أحد أسناني جعلتني أخرس.

عندما تجاوز الألم الجسدي عتبة معينة ليتفوق على الصداع, شعرت بشيء ينكسر في عقلي, وفي الثانية التالية بدأ ألم الصداع يزداد ليعود أكثر ما يزعجني.

كما لو أنه مصمم ليكون أكثر ما يؤلمني, بغض النظر عن اصاباتي وما اشعر به…

"ضعيف جدًا, ماذا تعتقد أنك قادر على فعله بهذه القوة؟" تحدث الظل أثناء ارتداء مغير صوت.

أنه محق… انا ضعيف لا يمكن تغيير هذه الحقيقة, مجرد شخص بقوة متوسطة أراد تحدي مبرمجين هذا العالم!

كنت غبيًا! أريد العودة! سأعيش مع الصداع! لا أريد نهاية رابعة ولا اثبات أني لست دمية!

أريد فقط العودة إلى الماضي حيث كان بمقدوري عيش حياة عادية, وأقسى أحلامي هو أن أصبح مرتزقًا ذو راتب متوسط.

"ملاعين! أنتم من جعلني هكذا!" تحدثت بغضب على الرغم من اسناني المكسورة والدم الذي ملئ فمي.

كلام غير مفهوم نابع من مكان ليس العقل.

رفعت أصبعي الأوسط بلا وعي, توقف الرجل الظلي للحظة, ثم أمسك أصبعي وجعله ملتويًا بزاوية غريبة.

صررت على اسناني أكثر, وبلا وعي أستخدمت مهارتي.

وضع الظل يده الأخرى على عينيه, أستغللت ذلك لأدفعه جانبًا وتدحرجت لأسقط على الأرض.

شعرت بألم شديد بكامل جسدي, وبالكاد أستطعت المشي مترنحًا.

ألغيت أستخدام مهارتي وبدأت أركض نحو الباب مستعملًا <خطوة الريح>.

الباب مُقفل! أين المفتاح؟!

بدأت أفتش جيوبي بسرعة ويدي ترتجف, أستطعت سماع صوت الظل خلفي.

'وجدته!' شعرت بموجه من الرضى, أستطعت وضع المفتاح في الثقب على الرغم من أرتجافي وفتحت الباب.

ركضت على الفور لأهرب, ولكني أصطدمت بجدار… لا, أنه ظل آخر.

"1..2…3..4…5" خمسة ظلال شكلت دائرة حول الباب مانعين خروجي.

المبرمجين الملاعين! لقد حسبوا حسابًا لكل شيء.

الظل الذي اصطدمت به كان طويلًا وضخمًا للغاية, لدرجة أن رأسي وصل إلى صدره فقط, وضع يده حول عنقي ورفعني عاليًا, ثم رماني بقوة نحو الارض.

بدأت الظلال الخمسة تركلني من الجوانب حتى بدأت الدموع تتدفق من عيني, شعرت بظلم غير منطقي.

ثم توقفت أفكاري عندما فقدت الوعي…

====

لا أزال اشعر بالألم يحرق جسدي والغضب يخدر صدري, ولكن أول شيء لاحظته عندما استيقظت هو صداعي الذي وصل إلى مرحلة غير منطقية الآن.

وثانيًا الشعور بأن عظامي مثل الهلام, حرفيًا لم أستطيع إلا تحريك رأسي وأقدامي قليلًا.

ضربت الرياح جلدي بخفة ولكنها كانت مثل النار في حالتي هذه, صررت على اسناني من شدة الألم وبالكاد قمعت صراخًا.

بعد ثواني فقط, فشلت بدأت أصيح بصوت منخفض, وأنفاسي ثقيلة, عيوني تحرقني.

والصداع… الصداع لوحده جعلني اكاد اشعر بالجنون.

لم ادرك ذلك قبلًا, ولكن…

بدأ اليوم الأول من تعليم أكاديمية <االحصن> أخيرًا…

أولئك الرجال الذين ارتدوا ملابسًا سوداء ليسوا المبرمجين لحسن الحظ, بل حراس الأكاديمية.

تلك المعلومة لم تساعدني على الاطلاق في تحمل الألم.

"أنت! هل أستيقظت؟" سمعت صوت همس من الجانب فجأة.

نظرت اليه فوجدت رجلًا عجوزًا ذو لحيه بيضاء طويلة وبنية جسدية قوية, رأيت العضلات عبر ملابسه البالية.

توسعت عيني قليلًا عندما بدأت أخيرًا الاحظ موقعي.

كنا مرميين داخل عربة ضخمة حيث يوجد عشرات البشر المصابين الذين يبدون كالمشردين.

تمت تغطيه العربة من الجوانب بقضبان حديديه كما لو أنها سجن متحرك, مانعه أي شخص من الخروج.

نظرًا إلى الخارج عبر القضبان, أستطعت معرفة أن الشمس على وشك أن تغرب بالكامل ويفصلنا عن الليل دقائق فقط.

وحول العربة التي انا وعشرات البشر عليها, رأيت مشهدًا لا يصدق, كدت افتح فمي حتى.

'شياطين! شياطين حول العربة!'

شياطين مدرعه ومسلحه أحاطت العربة من جميع الجهات, هناك العشرات منهم على الأقل, ما يكفي للقضاء على قرى أو مدن صغيرة.

وبما أن مجرد بشر ضعفاء مثلنا على قيد الحياة وعلى متن هذه العربة, فهذا لا يعني إلا أشياء سيئة…

لن يقتلوني على الأقل, ولكني قد أتحول إلى عبد وهذا ما لا اريده بشدة.

عادت انظاري إلى الرجل العجوز, سألته عن ماذا يريد.

"يبدو أنك واعي حقًا! من حسن حظك أنك لم تنام أكثر!, هل تستطيع تحريك أقدامك؟"

نظرت إلى اقدامي, حاولت تحريكها ورفعها قليلًا.

يبدو أن حراس الأكاديمية ضربوا كل شيء فوق نصفي السفلي, تركوا لي أقدامي سليمة ولكن ذراعي اليسرى مكسورة بالتأكيد, واليمنى متورمة.

أشك بأن فكي قد كُسر أيضًا, بعضًا من أسناني سقطت, وأنفي بالتأكيد.

أيضًا, كتف يدي اليمنى المتورمة لا يبدو في محله.

"نعم, أنها ليست سيئة للغاية." أجبت.

"جيد! يبدو أن الشياطين قد فشلوا في تطبيق أحد الأصفاد الخاتمة بشكل جيد على أحد المستيقظين ولا يزال قادرًا على استخدام مهارته لرفعنا واخراجنا من هذا القفص!"

تجعدت حواجبي قليلًا, يبدو أن الأمل قد عاد ولكن هناك شيء غريب.

نظرت إلى الناس حولي, جميعهم مصابين بشدة, أشك بمقدرة واحد منهم على الهرب والنجاة لوحده في الغابات المحيطة بنا.

"هل تظن أن احدًا على متن هذه العربة سيكون قادرًا على النجاة في البرية؟!" شعرت ببعض الغضب, إلا يفكر هذا العجوز؟

أن حاولنا الهرب فسوف نموت بالتأكيد, وعرفت أن العواقب لن تكون هينة أن حدث ذلك.

أن أعمل تحت الشياطين لعدة اشهر ثم اجد طريقة للهرب هو الحل الأفضل.

"لهذا لن نهرب حتى مساء الغد, قد لا يكون الأمر واضحًا من وجهي ولكني جندي! لقد خسرت فقط في المعركة الأخيرة ضد الشياطين وأحتجزوني كأسير.

أستطيع التعرف على المنطقة المحيطة, أنها لمدينة بريكس التي أحتلها الشياطين منا قبل اشهر قليلة, مساء الغد سنكون قرب أحد القرى المحلية التي تحميها الطبيعة, لن يكون ايًا من هؤلاء الشياطين قادرًا على تتبعنا!"

هذا… خطة هذا العجوز الغبية تبدو ممكنة حقًا..كما أني سأستطيع الركض بسرعة عالية أن استخدمت <خطوة الريح>.

وبما أن الكثير سيهربون معي, فلا يجب أن اكون أسرع من الشياطين, بل من الناس الأخرين…

"لا تخبر احدًا عن الأمر, سوف نفعلها فجأة ومن يريد الذهاب معنا سيذهب!"

ألتوت حواجبي قليلًا, "أذًا لماذا تخبرني انا بالتحديد؟"

أبتسم العجوز, وبدأ ينظر الي من الاعلى والاسفل.

"كما قلت سابقًا, أنا جندي وأستطيع شم رائحة طاقة الزين عليك! تبدو قويًا, ولم يضع الشياطين قيودًا خاتمة عليك أي أنهم يجهلون كونك مستيقظًا.

أريدك أن تساعدني عندما يحين الوقت, وفي المقابل اعدك بمخرج من كل هذا, أنت تعلم ماذا سيحدث أن لم نهرب قبل الوصول إلى المدينة."

أومأت برأسي, ومددت يدي اليسرى المتورمة لأصافحه, من المفترض أن افعلها باليمنى ولكنها مكسورة الآن.

"بيرين ثورن."

"انا بالدور الجندي, أتشرف بمعرفتك."

====

الفصول بتصير حول هذا الطول.

2024/04/28 · 123 مشاهدة · 1523 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024