17 - الأمير الثالث عشر رايكارد

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

بدأت أتكلم مع بالدور قليلًا لتضييع الوقت, حاولت فهم موقفي الحالي منه.

يبدو اننا في منطقة معينة موجوده خارج حدود المجال البشري, لا تزال القوات البشرية موجودة ولكن بقلة فقط.

السبب هو انتشار الشياطين بشكل لا يصدق هنا ووجود اماكن أخرى يجب التركيز عليها عسكريًا أكثر.

هناك حرب بين كتيبة بشرية خاصة تدعى 'الأنصال' وبين كتيبة شياطين أخرى.

بمعنى أني رُميت وسط حرب غير معترف بها في ارض لا تملك حكومة, والمطلوب هو أن انجو.

وهذا كله مجرد اختبار لعين لأكاديمية الحصن اللعينة من أختيار المدير لوسيوس الملعون.

عندما انتهى حوارنا الصغير المثير للشفقة, لاحظنا اخيرًا توقف سير العربات, لقد حل الليل تمامًا.

قال بالدور أن فرقة الشياطين التي احتجزتنا تتوقف طوال الليل للحصول على راحة, وهو الوقت الوحيد الذي نحصل فيه على الطعام يوميًا.

دخل شيطان ضخم الجثة فجأة, لون جلده أحمر بالكامل وخرج نصف قرن كبش من جبهته, أرتدى درعًا فضيًا وأمسك عربة فيها صحون عديدة.

بدأ يضع الصحون على الأرض كما لو أنه يرميها, الطعام عبارة عن مياه فيها عظام.

ما هذا؟!! أيفترض أن نعيش على هذا فقط؟!

'أنهم يجوعوننا عمدًا لكي لا نفعل أي أشياء قد تسبب لهم صداعًا.'

أردت الأقتراب أكثر لألقي نظرة أوضح على الطعام, لاحظ الشيطان ذلك وامسكني من كتفي المكسور بقوة.

توسعت عيني من شدة الألم المفاجئ, ولكني كبحت صراخًا بالكاد, هل فعلت شيئًا خاطئًا؟ ولكن الجميع ساروا نحو الصحون حتى بالدور! لماذا امسكني انا فقط؟!

رفعني في الهواء مما زاد الضغط على يدي أكثر, ثم رماني فوق كتفه كما لو أني كيس طحين.

شعرت ان لكمه شديدة أصابت معدتي, خرج كل الهواء داخل جسدي وقطر لعابي على الأرض.

"تبدو نشيطًا للغاية, الأمير أراد شخصًا كهذا." تحدث بصوت عميق لا مثيل له, وخرج من القفص بينما لا أزال على ظهره.

رأيته وهو يغلق الباب, قابلت نظراتي عيون بالدور الذي لم يهتم بي حتى, بل كان يشرب حساء العظام بجشع.

هذا سيء…

صادف أن توقفت العربة قرب أرض جبلية فيها بعض المساحات المسطحة, أنشغل اغلب الشياطين بتشييد خيام للنوم فيها, وأشعلوا نيرانًا للرؤية والدفئ.

على بعد مئتين متر تقريبًا من القفص, وعمق منطقة الخيام هذه, برزت خيمة معينة أكثر من غيرها.

ضخمة للغاية ومصنوعة بأتقان, كما أن قمتها مصبوغة بلون أحمر غامق, وبرز منها علم شيطاني.

شعرت بالطاقة المشؤومة حول الخيمة, جعلتني اريد الهرب فورًا, ولكني رأيت حول الأربعين شيطانًا يسدون الطريق, أضعفهم أقوى مني في هذه الحالة.

قال هذا الشيطان الوقح أن الأمير أراد شخصًا ذو طاقة, هل يقصد أنه هناك أمير شيطاني في هذا المكان؟

لا اظن أنه غبي بما فيه الكفاية ليطلق على قائد فرقة عادية اسم 'أمير', لا بد من وجود شيء مميز فيه.

في هذا الجزء من اللعبة, يتم أعطاء اللاعب خيار ساحة الأختبار التي يريد الأنتقال اليها, وفقط واحدة من الساحات تملك أميرًا شيطانيًا.

وصادف أيضًا أن النجاة في تلك الساحة هي… الأصعب! حتى على اللاعب بنفسه !

توقف الشيطان أمام مدخل الخيمة الذي غُطي بالقماش, وتحدث بصوت عالي.

"سيدي! لقد عدت!"

مرت بضع ثواني من الصمت المطلق, أزداد توتري في كل لحظة.

"أدخل." أنتشر صوت هادئ يقشعر له البدن, بدأت أدرك الكابوس الذي وقعت فيه الآن.

توسعت عيناي أكثر وأكثر, وبدأت أقدامي ترتعش, ليس بسبب صوت او هالة الشيطان في الداخل, بل لأني عرفت هويته.

كيف لا افعل؟ وهو الشرير الأول للعبة؟

الشرير الأول الذي يتعين على سيرافينا التغلب عليه في أختبار الحصن الأول لهذه الساحة, لماذا انا من أواجهه الآن؟!

الأمير الثالث عشر لجنس الشياطين, أمير…

أبن مباشر بيولوجي لملك الشياطين, رايكارد أيفريثينق.

دخلنا إلى الخيمة أخيرًا, أنزلني الشيطان إلى الأرض ووجهني نحو رايكارد.

أستطعت رؤية الخيمة, كانت مضاءة بضوء اصفر بسبب النيران, وُضع غطاء من الفرو الفاخر المضاد للحريق على الأرضية.

الخيمة خاليه تمامًا من الأثاث الحقيقي, حتى الأمير نفسه جلس على الأرض وسط مشهد مرعب.

الأمير الثالث عشر السادي بشكل لا يصدق, مهووس تدريب يبلغ من العمر 14 سنة فقط ولا يزال غير ناضج تمامًا, ولكنه قوي لدرجة تبعث على السخرية.

ليس طويلًا بالنسبة للشياطين, 160 سنتيمتر فقط, جلده أبيض مائل للوردي مثل البشر تقريبًا, وشعره أسود وصل حتى شحمة أذنه.

ملامح وجهه طفولية بوضوح, ولكني لم أرى إلا السادية والوحشية فيها, لم أستطع التركيز إلا على عيونه الحمراء القرمزية كما لو أنها قطرتين من الدم.

أرتدى ملابس سوداء فاخرة, وفوقها معطف أسود آخر, مما اضاف مظهرًا فخمًا لدرجة لا تصدق.

وأخيرًا, برزت من شعره ثلاث قرون سوداء مثل قرون الكبش, ضخمة وتلتف بشكل دائري حول بعضها.

وما ارعبني أكثر من مظهره هو ما يوجد حوله.

رأس بشري عشوائي مرمي في زاوية الغرفة, يلعب بعيون في يديه كما لو أنها كرات, منطقة عشوائية صُبغت بالأحمر, وتدلت أمعاء من الأعلى.

تم ربط قدم لأمرأة بتلك الأمعاء, ورأسها في يد الأمير الأخرى.

بمحيط مثل هذا, ما هي ردة الفعل التي يجب علي أبدائها؟

عندما كاد جسدي يفقد الوعي من شدة الضغط, شعور غريب برز في عقلي.

صداعي وصل إلى مرحلة مجنونة جعلتني انسى الرائحة الدموية للحظة.

'لماذا اهتم حتى؟ هؤلاء الناس مجرد دمى في لعبة غير مهمة, أقل أهمية مني انا حتى…

هذه الدماء مجرد تصاميم رخيصة من أستوديو عشوائي, والألم الذي أشعر به الآن لا يملك تأثيرًا على الاطلاق.'

بدأت أعود إلى عقليتي ببطء, أختفى كل الخوف وحل محله الهدوء البحت, هدوء لدرجة أن يد الشيطان على كتفي لم تعد تزعجني بتاتًا.

'كيف اخر ج من هذا الموقف؟'

تركني الشيطان أخيرًا وخرج من الخيمة, مما ابقاني انا فقط مع الأمير رايكارد.

"أنت مريض للغاية." أبتسم رايكارد عندما تلاقت عيوننا.

لم أفهم كلامه, "الجميع يبدون أي نوع من ردود الفعل, سواء الضحك بيأس أو البكاء, لا شيء محدد حقًا.. لماذا لا تفعل المثل؟" أبتسم قليلًا وهو يتحدث بهلجة لعوبة مستفزة.

"قدرتي هي التفكيك والتجميع, أستطيع جعل أي شيء يتحول إلى غبار, ثم جعل الغبار يعود إلى حالته العادية, على سبيل المثال…" بدأ يشرح لي مهارته لسبب ما.

رفع رأس المرأة عاليًا, ثم أستخدم مهارته.

في اللحظة التي تليها انفجر الرأس كما لو أنه قنبلة, وطارت الدماء في كل مكان وحتى على ملابسه.

ثم فرقع أصابعه, وبدأت الأعضاء المرميه حول الخيمة بأكملها تتجمع معًا, حتى شكلت جسد أمرأة بشرية سليمة.

"أن لم يتم تأكيد عملية التفكيك فلن يتعرض جسد الهدف للضرر, أي أن هذه البشرية لم تمت على الرغم من تقطيعي لها, وهذا لأن حياتها لم تُزهق منذ البداية, ولكن أحزر ماذا؟"

بدأت المرأة تصرخ, وعيونها برزت كما لو أنها على وشك الخروج.

ثم أنفجر جسدها مرة أخرى ولطخ الخيمة كاملة, سقطت كمية كبيرة من الدماء على ملابسي, وهبطت مقلة عين أمامي.

رائحة الدم زادت صداعي أكثر واكثر.

"... أهدافي تشعر بالألم أثناء تحقيق تلك العملية, أي أني أستطيع تفكيكهم وأصلاحهم كما اريد, سيشعرون بالألم ذاته في كل مرة ولن يموتوا ابدًا."

أستمرت نبرة صوته تتغير كلما تقدم في الشرح أكثر, كما لو أن النشوة والحماس تسيطر عليه.

أنه سادي بالمعنى الحرفي, مصدر سعادته الأكبر يكمن في تعريض الأخرين للألم.

"لماذا تشرح؟" سألته بهدوء, لا أزال انظر نحو مقلة العين التي تتحرك تحتي.

المرأة لا تزال حية في هذه اللحظة, تشعر بالألم وتسمع حوارنا.

"لأني أُحب رؤية المقاومة في أعين أهدافي!" وقف رايكارد وهو يبتسم من الأذن إلى الأذن, وعيونه واسعة للغاية كما لو أنه تحت تأثير مُخدر.

"عندما أشعر بالملل من هدفي الحالي, أحزر ماذا افعل؟"

لا أزال انظر نحو مقلاة العين, بالكاد شعرت بأي شفقة او حزن, أنها مجرد نص برمجي فلماذا أكلف نفسي بأي شيء من اجلها؟

اوه صحيح, أنه يسألني.

"تؤكد عملية التفكيك, وتقتل هدفك. ولكن هذا يبدو مملًا للغاية لك." حاولت مسايرته في الكلام أثناء التفكير, يجب أن اجد مخرجًا.

"بالضبط! قتلهم ببساطة ممل للغاية!" أرتفع صوته بشكل غريب ورفع أصبعه عاليًا نحو السماء, بدأ غاز أحمر غريب يخرج منها.

الطاقة التي تمتلكها جميع المخلوقات الحية تُسمى الزين (Zen), ولها ثلاثة اشكال.

1- الشكل الصلب وهو الأفضل في الهجوم والدفاع.

1- الشكل السائل وهو المتوسط في كل شيء.

3- الشكل الغازي وهو الاكثر مرونة.

يملك رايكارد الشكل الغازي الأكثر مرونة مثل سيرافينا, بينما املك انا الشكل السائل الأوسط.

أنتشر الغاز الأحمر الخاص به وأتخذ شكل مئات الخيوط, وبدأ يجمع كل الأعضاء المنتشرة مثل مكنسة كهربائية.

ثم أخرج من جيبه علبة تخزين ليست ضخمة للغاية. عندما تجمعت جميع أعضاء المرأة فوقه بدأ يستخدم التفكيك مرارًا وتكرارًا.

ثم تحولت إلى مجرد لطخة من الدم, ووضعها في علبة التخزين ورماها جانبًا.

"بما أنها ستبقى على قيد الحياة وتشعر بالألم, أضعها في علبة تخزين وأدفنها في مكان عشوائي, ستموت بعد عدة أيام بسبب تأكيد المهارة تلقائيًا .

وفي حالتها هذه, فأنها ستشعر بكل ثانية أن جسدها يتقطع مرارًا وتكرارًا."

بدأ رايكارد يمشي نحوي, وعندما أقترب مد يده نحوي ببطء, متوقعًا نوعًا من المقاومة.

لا يوجد أي مهرب, لا استطيع التفكير بأي شيء, فعلت ما اقدر عليه.

أستخدمت مهارتي عليه, لم يتوقع كوني مستيقظًا مثله لذا لم يستطع الرد, توقف مكانه ببساطة غير مدركًا لما يحدث.

أردت الركض والخروج من الخيمة, ولكني رأيت سابقًا ظل ضخم عبر القماش, لن أستطيع الأبتعاد بمقدار خطوة واحدة حتى.

أستخدمت خطوة الريح للتحرك سريعًا, سقطت على ظهري وحركت أقدامي بكل القوة التي املكها لتوجيه ركلة أصابت وجه رايكارد.

وبالطبع… لا فائدة..

ركلتي التي وضعت كل قوتي الحالية فيها لم تحرك رأس رايكارد ولو بمقدار شعره, بل انا من شعرت بالألم كما لو أني ركلت جدارًا معدنيًا.

"قلت أني أحب المقاومة, ولكن ليس بحيث تضع قدمك على وجهي." برزت العروق على جبهته.

لا أزال استخدم مهارتي, ولكنه لم يحتاج إلى النظر ليمسك قدمي.

<تفكيك>

كدت افقد الوعي من شدة الألم.

====

2024/04/29 · 129 مشاهدة · 1498 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2025