لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
====
تحول جسدها إلى رقعة دموية صغيرة, أخرج علبه ووضعها فيها.
"لن اقتلها, لكني سأبقيها معي تحسبًا."
شعرت بمشاعري تنهار, لا أستطيع تركها تموت او تفقد قدراتها القتالية, ذلك سيدمر كل شيء اريده!
"أتعلم ماذا…" وضع يده على ذقنه كما لو أنه فكر بخطة عبقرية.
"سوف أبقي العلبة معك, يمكنك رؤية لطخة الدم هذه يوميًا كما تريد, عندما تشك أنها ستموت من الجوع أعدها لي." رمى العلبة نحوي, أمسكتها على الفور.
سيرافينا داخل هذه العلبة… أنها تشعر بالألم الذي شعرت به توًا, وتعاني من مصير يجتاز الموت سوءً.
"ولكن!" أرتفع صوت رايكارد فجأة. "يمكنني أن اعيدها لك بشرط أن تجيب على بضعة أسئلة بصراحة!"
تجعدت حواجبي قليلًا.
"عقد ملزم؟! هل انت جاد؟" أنه في الواقع يعرض توقيع عقد ملزم معي.
العقود الملزمة هي تمامًا كما يوحي أسمها, عقود لا يمكن مخالفتها.
أنه يعرض علي اعادة سيرافينا مقابل أن اجيب على اسئلة.
أومأت برأسي, "أقبل."
شعرت في تلك اللحظة أن عشرات السلاسل الغريبة تحيط جسدي, وبعضها قلبي.
ساتمزق إلى اشلاء أن كذبت عليه الآن.
هذا هو أول عقد ملزم أوقعه… يا له من شعور, ويا لها من ظروف.
***
في خيمة رايكارد, وضع الجنود كرسيًا له بينما وقفت انا امامه, والعلبة الدموية معي حتى الآن.
"أولًا, ما هي أكبر مخاوفك؟"
كما توقعت تمامًا, سوف يستخدم العقد ضدي, نظرًا إلى طبيعته القاسية فهو لا يريد شيئًا أكثر من كسري عقليًا.
"أكبر مخاوفي هو العالم المزيف, بصورة اوضح, أخاف من أن اكون انا مزيف, وأنت مزيف, الفتاة في هذه العلبة مزيفة, وكل شيء مزيف." أجبته بصراحة.
رأيت جبينه يتجعد قليلًا.
"انت من النوع الذي يفكر بأشياء كبير أذن… هذا لن يعمل. أخبرني بأكبر مخاوفك التي لا تتعلق بالعالم المزيف."
بدأت أُفكر.
"لنقل… المواقف التي اكون عاجزًا عن التحكم بحياتي او سلامتي فيها."
ضرب ذراع الكرسي مصدرًا صوتًا عاليًا.
"أخبرني بأكبر مخاوفك التي استطيع استخدامها ضدك!"
همم..
"لا أريد." أجبته ببساطة.
العقد الملزم ينص على أني احتاج إلى الاجابة بصراحة, ولكني لا احتاج إلى الاجابة في حال لم أرد ذلك.
"من النوع الذكي هاه؟" ضحك رايكارد. "أستطيع أستغلال الثغرات وتحويل حبيبتك إلى غبار مجددًا بعد أن اعيد تجميعها."
نعم… لقد تلاعبت به ليقول هذا عمدًا.
لا يوجد ما يضمن أنه سيلتزم بكلمته بعد أن ينتهي تأثير العقد, لذا فيجب أن أُلزمه بعقد آخر من صُنعي انا.
"سوف أجيب على كل اسئلتك بصراحة, ولن امتنع عن الاجابة ابدا, في المقابل لا تحولها إلى غبار مجددًا."
عقد ملزم آخر.
"لا." رفض رايكارد بشكل قاطع.
"وماذا افعل أن هاجمتني بعد أن اعيدها؟ لن اكون قادرًا على استخدام قدرتي ضدها. يجب أن اعترف, أنها قوية قليلًا."
اللعنة!, لقد أكتشف الثغرة.
"حسنًا أذًا… لن تستخدم مهارتك عليها إلا في حال هاجمتك هي اولًا بأي طريقة." صححت العقد.
"نعم. أوافق."
عقد ملزم آخر تم بيننا, والآن يجب أن أجيب على جميع أسئلته.
"والآن, ما هي اكبر مخاوفك التي استطيع استخدامها ضدك؟"
"العجز التام."
توسعت ابتسامة الأمير الشيطاني.
"ما هو أكثر ألم تكره التعامل معه؟"
كرهت كل لحظة مرت الآن…
"الأختناق او الألم طويل الأمد بحيث أكون عاجزًا عن فعل أي شيء فيه."
بمجرد أن انتهيت من الأجابة, رميت العلبة إلى رايكارد, الذي فتحها على الفور ووضع يده في الداخل.
وبيده الأخرى أمسك معطفه الأسود, "كمعروف أخير مني سوف أستر صديقتك هذه."
<تجميع.>
توسعت لطخة الدم فجأة لتكشف عن جسد سيرافينا, وضع رايكارد معطفه حولها فورًا, ثم اخرج سلسلة معدنية من مكان معين وربطها بها قبل أن تستعيد وعيها.
"يبدو أنها فقدت الوعي من الصدمة." شرح رايكارد أثناء رمي جسدها بعيدًا إلى زاوية عشوائية في الخيمة كما لو أنها كيس قمامة.
"الآن…" تحدث ببطء أثناء توجيه راحة يده ببطء نحو وجهي.
لم أستطع إلا أن اغلق عيني, لا أريد حتى تخيل مقدار الألم الذي سأشعر به تاليًا…
وكما توقعت, تحول كل شيء إلى اللون الأسود, وشعرت بألم التقطيع مرة أخرى.
كما لو أني أزحف فوق ملايين المسامير الحادة, أو يتم تقشيري مثل الجبن المبشور.
أستطيع الشعور بجسدي كاملًا, أعيني, أعضائي, أطرافي… وكل شيء فيها هو الألم فقط.
ثم جاء الجزء الأصعب, وهو الصداع, زاد لدرجة شعرت فيها بالشلل.
شعرت بسنين تمر, وفي النهاية جسدي تجمع مجددًا, والألم أختفى بمعدل سريع للغاية.
ولكني لا أزال اشعر بحرقة في صدري وعنقي, حاولت أن اقول شيئًا او اصرخ ولكني لم أستطع.
شعرت بوخز غريب في أذني, ثم أختفى فجأة وعاد كل شيء كما كان.
أول شيء رأيته عندما فتحت عيني هو رايكارد, وبيده أمسك رئتي بينما تدلت فوق الارض…
اللعين…
"أجساد البشر مثيرة للأهتمام بالتأكيد, الأوكسجين هو حرفيًا الوقود الرئيسي لكم, بدونه لن يعمل العقل, والخلايا ستضعف, وستتأثر حواس البصر والسمع. ولكنك الآن على قيد الحياة دون طريقة للتنفس, وهذا بسبب قدرتي."
نظرت اليه بغير تصديق, حتى انا لم اتوقع حدوث هذا, أردت فتح فمي لأتكلم ولكني لم أستطع, اُصبت بالذعر واردت التنفس ولكني لم أستطع مرة أخرى.
ماذا يحدث؟! وضعت يدي على عنقي وضغطت عليها, ولكني لم اشعر بأي شيء.
"انت الآن في حالة مُعلقة بسبب تأثير مهارتي, أي أن خلاياك لن تصبح أضعف, ولن تفقد بصرك وسمعك, وسيستمر عقلك بالعمل, ولكن شعور الأختناق هذا لن يختفي أبدًا."
صررت على اسناني بقوة, ثم نظرت إلى رايكارد وهو يرمي رئتي نحو مكان عشوائي.
"وبالطبع, لن تحصل على تلك الرئة مجددًا, ستكمل حياتك هكذا دون أي قدرة على الكلام, ولكن في المقابل لن تحتاج إلى تنفس وسيقل التعب الذي تشعر به من الأعمال الجسدية, ألست كريمًا للغاية؟"
لم أرد عليه, لا أستطيع ولا أريد على أي حال.
الوضع الحالي سيء للغاية لدرجة لا يمكنني أن اصفها حتى.
لاحظ رايكارد ذلك فأبتسم, أقترب مني حتى فصلت بيننا عدة امتار فقط, ثم بقوة شديدة ركل وجهي.
فقدت الوعي, آخر ما سمعته لم يكن جيدًا ايضًا.
"لن تشعر بأي شيء حاليًا, ولكن الشعور بالأختناق سيزيد بلا أي حدود, أريد رؤية وجهك بعد أيام من الآن.."
***
فتحت عيني بسرعة في لحظة أستيقاظي, أستطعت رؤية الشمس في منتصف السماء, وجدت نفسي داخل عربة الأسرى نفسها.
نظرت إلى جانبي, فوجدت بالدور. يبدو أن رايكارد قرر أعادتي على الأقل…
لم يمر الكثير من الوقت قبل أن اشعر بحرقه غريبة في حلقي, مهما حاولت بلع لعابي لم أستطع تخفيف الأمر.
يبدو أني اصدرت بعض الضجة لا وعي, حيث نظر بالدور نحوي وأكتشف أستيقاظي.
عندما وجدني اضع يدي على عنقي, ربما ظن أني مصاب بالعطش وسلمني صحنًا كان جانبه.
"لقد تركت هذا لك من الأمس يا فتى, لم أكن متأكدًا من عودتك ولكنك فعلتها حقًا, أول بشري أستطاع العودة بعد التعرض لنزوات الأمير الثالث عشر!"
لم أهتم بكلمات بالدور العجوز, أخذت حساء العظام وشربته كاملًا على الفور, وصل عطشي إلى مستوى مخيف فعلًا.
خفت حرقة حلقي, ولكني لا أزال اشعر بأن كمية مخيفة من الحجارة موجوده في صدري, وأرتعشت أطراف جسدي بطريقة غير منطقية.
شعرت بأنزعاج غير منطقي, ولم أستطع التركيز مهما فعلت, أشعر برغبة شديدة للتنفس ولكني لا أستطيع مهما حاولت.
هذا لا يعتبر ألمًا لذا لم يزداد الصداع لحسن الحظ, أنتظر في الواقع…. بذكر الأمر, لماذا لا اشعر بالصداع؟
بدأت أنظر حولي بشكل سريع, تجاهلت بالدور ووقفت لألقي نظرة أوضح. وما توقعته كان حقيقة.
سيرافينا كانت فاقدة للوعي في زاوية العربة, مقيده بسلاسل فولاذية عديدة, لا تزال ترتدي معطف رايكارد.
على الرغم من الشعور الرهيب الذي شعرت به من فقدان رئتي, لا يزال أفضل بكثير من ذلك الصداع المزعج…
حاولت أخذ نفس عميق بلا وعي ولكني فشلت مجددًا,
حسنًا… هذا مزعج أكثر من ما توقعت..
"بذكر الأمر, لقد أخذوك وأعادوك دون تقييدك, الم يكتشفوا أنك مستيقظ؟" سألني بالدور.
أشرت إلى عنقي, ثم لوحت برأسي يمينًا ويسارًا.
يبدو أنه أدرك الأمر.
"أخذوا صوتك منك… وحشيتهم لا تعرف حدودًا حقًا!"
رأيت بعض القلق في عينيه, لم أهتم.
عدت للجلوس على الارضية, وأشرت الى قضبان المعدنية, ثم الغابة القريبة.
"نعم سنفعلها مساء اليوم, أخذوا منك صوتك ولكن هذا لا يعني شيئًا, لا تزال مشاركًا أليس كذلك؟" سألني.
أومأت برأسي, فقدت رئتي ولكني سأفقد حياتي أن اطلت بقائي أكثر, يجب أن اتقبل الواقع وامضي قدمًا…
صررت على اسناني قليلًا وانا انظر إلى سيرافينا, لو أنها لم تضع نفسها في ذلك الموقف من الأساس…
ما كنت لأوقع ذلك العقد وأفقد صوتي لولاها, والآن اشعر بأكثر شيء مزعج مر علي في حياتي كاملة.
الأختناق ليس مؤلمًا ولكنه كابوس حقًا, الأمر أشبه بلعنة من نوع ما.
وضعت يدي على وجهي, شعرت ببقايا الدم لا تزال هناك, أنفي كُسر وبعض أسناني فُقدت, ولكن أطرافي عادت إلى طبيعتها على الأقل.
لم تعد يدي مكسورة, وأستطيع القتال بقوتي كاملة الآن خاصة انهم لم يقيدوني مثل سيرافينا وباقي المستيقظين في العربة.
ما تبقى هو أنتظار غروب الشمس… سأهرب اليوم بلا شك.
=====
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.