20 - مهمة من الأمير الشيطاني

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

سألت نفسي سؤالًا, ما هو صوت فقدان الأمل؟

أعني, عندما يفقد المخلوق آخر آماله, ما هي الأصوات التي يسمعها؟

السؤال يبدو غريبًا, وسبب تفكيري فيه هو أني عرفت الأجابة اليوم.

بالنسبة لي, هو الصوت الصادر من فتح بوابة السجن الصدئة هذه.

دخل نفس الجندي من الأمس, تقدم نحوي دون النطق بأي كلمة, ضغط على يدي بقوة ورماني فوق كتفه مثل كيس طحين, ثم خرج من العربة على الفور.

اللعنة… اللعنة.. اللعنة!

لماذا يجب أن يأخذني الآن؟ لماذا لا يصبر يومين أخرين حتى يصل أنزعاجي من فقدان الأوكسجين إلى قمته؟

توقف الجندي عند مقدمة الفرقة الشيطانية, بما أن الليل لم يحل بعد لا توجد خيمة لدخولها.

على عكس المؤخرة, لم يكن الجنود هنا يمشون على ارجلهم, بل فوق نوع غريب من الحيوانات التي تشبه السحالي.

الشياطين ليسوا متقدمين تكنولوجيا مثل البشر او الأقزام, ولكنهم أفضل بالتأكيد من العفاريت, أنهم مثل البشر في القرن الثامن عشر أن صح القول.

جلس رايكارد فوق سحلية ضخمة لونها أسود بالكامل, لم يحتاج إلى امتطائها مثل الأحصنة لذا فقد أكتفى بالجلوس متربعًا, وأطاعت السحلية أوامره بدقة.

أسند جانب رأسه على يده, من الواضح أنه يشعر بالملل, ربما تم أحضاري لهذا السبب.

بدأ الجندي الذي حملني يزيد سرعته حتى أصبح جانب سحلية تمامًا, لا أزال انا على كتفه, نظرت بشكل جانبي إلى رايكارد وتلاقت أعيننا.

رأيته وهو يبتسم, كما لو أن الملل قد أنقرض في عالمه.

"هل تتسائل عن سبب أحضاري لك؟"

لم أرد.

"آه… لا صوت لك صحيح. حسنًا سأدخل في صلب الموضوع." أستقام ظهره وواجهني تمامًا.

"سأرسلك في مهمة قريبة وسهلة للغاية… لا داعي للخوف منذ أنها شيء يستطيع أي مستيقظ فعله تقريبًا."

بدأت أركز أكثر على كلامه, ما هي خطة هذا الشيطان المجنون, هل سيسمح لي بالذهاب حقًا؟

لا يمكن أن يكون واثقًا من عودتي…

"وردتني بعض الأنباء المضحكة عن خطة معينة أنتشرت بين القليل من السجناء, عن الهرب باستخدام قدرة مستيقظ نسي جنودي تقييده جيدًا."

توسعت عيني, وهربت القوة من وجهي, شعرت بالأنهيار تام.

فهمت الآن ما يحدث…

لا يمكن أن تتسرب تلك الخطة على الاطلاق… أن كان بالدور صادقًا فهناك ثلاث اشخاص فقط يعرفون عنها.

بالدور, انا وذلك المستيقظ الذي سيساعدنا على الهرب, لا يعرف أي شخص آخر عن الخطة.

انا بالتأكيد لم انطق كلمة واحدة, ولا يملك بالدور ولا المستيقظ أي سبب لأفشاء تلك المعلومات.

الجميع يعرف أن الجحيم فقط هو ما ينتظرنا أن وصلنا إلى مدينة بريكس الشيطانية, حتى لو انصعت وخدمت الشياطين بطاعة لن يتغير ذلك.

توسعت ابتسامة رايكارد كثيرًا لحظة ادراكي الحقيقة.

نعم… رايكارد اللعين تعمد عدم تقييد ذلك المستيقظ جيدًا, وربما أكتشف الخطة بالفعل عن طريق وضع كشافة للتنصت حول العربة.

من يضع كشافة للتنصت عند عربة مساجين؟ لا أحد! ولكن رايكارد فعل!

لقد تلاعب بنا عمدًا لنسج تلك الخطة…

والآن… ما هي المهمة التي سيرسلني لفعلها؟ لا يمكن أن يكون شيئًا جيدًا..

"يجب أن اعترف, مقاومتك للألم الجسدي لا يعلى عليها, ربما انت أفضل من رأيته حتى من تلك الناحية, حتى الألم الأسوء لك وهو الأختناق, يبدو بعيدًا عن التغلب على عقلك.

ولكنك بشري في النهاية, وقد رأيتك تضحي بالكثير ليلة أمس لأنقاذ تلك الفتاة.

فكرت في البداية أن اجبرك على قتلها بنفسك ولكني كررت ذلك السيناريو المبتذل كثيرًا لدرجة أني أشعر بالملل منه الآن, لذا اريد منك فعل شيء آخر."

سيتكلم أخيرًا… كدت اغفو من المقدمة الطويلة.

"ستذهب إلى تلك القرية وتقتل كل من فيها. بالطبع هناك حول المئة لذا لن تستطيع اللحاق بالجميع أن ركضوا. بسبب حدود جسدك, لذا سأعطيك شيئًا ما.

أو بالأحرى, سآخذ منك شيء ما."

أفلتني الجندي فجأة ورماني نحو الارض, توقفت سحلية رايكارد وكذلك فعل جميع الجنود في الخلف.

نزل ووضع راحة يده فوق رأسي بعد أن خلع قفازه.

"سأفعلها في أي لحظة."

عظيم, نوع آخر من التعذيب النفسي, سيضع يده فوق رأسي لمدة طويلة ولن اعرف متى سيفجر جسدي.

حسنًا سأتماشى معه, أستخدمت خطوة الريح على الفور لسحب نصل الجندي خلفي, ووجهته نحو رأس رايكارد.

"هم؟!" تغيرت تعابير وجهه قليلًا, ولكنه أستطاع الرد في النهاية كما هو متوقع.

أظافر يده السوداء أزدادت حجمًا فجأة بمعدل غير منطقي, وأستطاعت أيقاف النصل, ولكني لم أنتهي.

أندفعت إلى الامام مارًا عبر ساقيه ثم قفزت فوق سحليته, ومررت سيفي عبر رأسها.

أن كنت تريد اللعب معي, سألعب معك.

رفعت أصبعي الأوسط عندما سقطت السحلية السوداء أرضًا, وكذلك فعلت إنا معها.

توسعت عيون رايكارد, ولكنه ابتسم بعدها.

"رائع."

هذا ما قاله قبل أن يظهر أمامي بسرعة غير منطقيه, وصفع رأسي بقوة, ثم تفتت جسدي.

ربما مرت عدة دقائق, ولكني شعرت بها دهورًا.

في النهاية, أُعيد تجميع جسدي, وهذه المرة فقدت شيئًا اضافيًا.

جسدي خالي من الدم تمامًا… رايكارد اللعين…

عندما فقدت رئتي شعرت أن هناك حجرًا ضخمًا في صدري, والآن الشعور لا يمكن وصفه.

شعرت بشيء غريب على جلدي, بدأت أنسى مفهوم الحرارة والبرد, حتى أن شيئًا في عقلي انهار.

"هل تعلم لماذا يعتبر الناس القلب مركز المشاعر على الرغم من أنه ليس كذلك؟" سألني بينما لا أزال احاول أستيعاب التغيير في جسدي.

"المشاعر تأتي من العقل وهي ليست بالأشياء التي يمكن الشعور بها بشكل مباشر.

عندما تصاب بالحزن او الندم على سبيل المثال, تشعر بثقل في قلبك أليس كذلك؟ وعندما تكون سعيدًا تزداد نبضاته.

بأختصار, القلب هو التمثيل الجسدي للمشاعر, بدونه لن تستطيع فهمها حقًا, سوف تشعر بها ولكن لن تميزها, السعادة ستكون مثل الحزن, والرحمة مثل الغضب, والعكس صحيح.

وبما أن وظائف الدم عندك في حالة معلقة أيضًا, لن تشعر بالتعب أبدًا, ولكن عليك تذكر شيء مهم."

رفع رايكارد يده, وجاء حوالي العشر جنود مشكلين دائرة حولي.

"أولًا الأوكسجين والآن الدم, أنت تعلم أن مفهوم الطاقة اللانهائية امر مستحيل اليس كذلك؟ كيف يستطيع جسدك ان يبقى حيًا دون أي نوع من الطاقة؟

سأجيبك, أن لم أعيد لك أعضائك في غضون شهر, ستموت فعليًا دون أي فرصة للعودة, الآن أذهب, تعال إلى مدينة بريكس عندما تنتهي من مهمتك."

بدأ يمشي بعيدًا, حصل على سحلية أخرى وأكمل سيره كما لو أن شيئًا لم يحدث.

إما الجنود حولي… رفع أحدهم قدمه وأنزلها على معدتي.

أوسعوني ضربًا أكثر من ما فعل حراس الأكاديمية حتى…

ثم بعد ربع ساعة تقريبًا من اللكم والركل العشوائي, وبعد تكسر عظام قدمي ويدي بالكامل, وتشوه وجهي, رموني في مكان عميق داخل الغابة.

رايكارد اللعين…

بدأت أُفكر في خطة انتقامي من الآن…

=====

2024/05/02 · 109 مشاهدة · 999 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024