لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

أول أفكاري عند الأستيقاظ كانت لعن هذا الصداع الذي لم يعطيني ثانية راحة واحدة. ثم بدأت أنظر حولي.

بشكل غريب, لم أجد نفسي في الغابة محيطًا بالأشجار مثل السابق, بل داخل مبنى أظنه كوخًا خشبيًا, تم وضعي فوق سرير وغطاني وشاح أبيض قماشي من أقدامي وحتى وجهي, تمامًا كما يتم تغطية الأموات.

أستطعت رؤية أني في الكوخ عن طريق أستخدام مهارتي, ووجدت فتاة شابة واقفة عند الباب تنظر إلى الخارج.

لاحظت أن أطرافي الأربعة لا تزال تؤلمني, ولكني أستطيع تحريكها على الأقل قليلًا, حاولت أبعاد الوشاح الأبيض عن وجهي, أسغرق ذلك وقتًا طويلًا.

أستطيع تحريك ذراعي ولكن بصعوبه شديدة, كل حركة تصدر ألمًا وتستهلك جهدًا كبيرًا, وفي النهاية وجدت أنه حتى حمل الوشاح الأبيض مهمة مستحيله تمامًا.

رجال رايكارد الملاعين… لقد بالغوا كثيرًا في ضربهم… أستسلمت في النهاية عن محاولة رفع الوشاح, وقررت ترك ما يحدث للطبيعة.

سمعت فجأة صوت خطوات مسرعة جواري, وقبل أن الاحظ رُفع الغطاء وأستطعت رؤية ما حولي باستخدام عيوني فقط.

رفعت الفتاة الشابة الوشاح بيد, وغطت فمها بيدها الأخرى, والنظرة على وجهها توحي بالصدمة التي تشعر بها.

"أ-أنت.. حي؟!"

على الرغم من أنها رأتني أتحرك وأنظر اليها, إلا أنها لا تزال غير مصدقة, لا ألومها..

لم أهتم بالأجابة على أي حال, أومأت برأسي ببساطة, ثم أرحت رأسي وبدأت أفكر.

يبدو أن رجال رايكارد رموني في منطقة قريبة نسبيًا من القرية المقصودة, وإلا لما عثر علي شخص ما وأحضرني إلى هنا.

بالطبع لم انهض بتلك الأصابات وأمشي لوحدي إلى قرية لا اعرف موقعها الدقيق…

أيضًا, كيف يتوقع مني أن أدمر قرية كاملة في شهر وأنا مُصاب بهذا الشكل؟ أن تركت عملية علاجي تحدث بطريقة طبيعية فسأحتاج إلى بضع أشهر وربما نصف سنة.

اردت أن اتنهد ولكني لم أستطع, فتحت عيني مرة أخرى بعد أن شعرت بألم حاد تحت ظهري.

"بسرعة! أنقله إلى غرفة العلاج سآتي حالًا!" سمعت صوت الفتاة الشابة وهي تصرخ بقلق, جاء رجلان دون أن انتبه وحملوني.

أخرجوني من الكوخ وانا انظر, أستطعت رؤية محيطي الآن, هناك عشرات المنازل, أطفال يتجولون ويلعبون, بعض النساء متجمعات في زوايا معينة يتحدثن عن مواضيع عشوائية, وكبار السن يراقبون أبنائهم وأحفادهم.

أجواء سلمية للغاية, لم أستطع الاستمتاع بها لوقت طويل للأسف, حيث وضعني الرجال سريعًا في كوخ آخر.

على عكس السابق, كان هذا مرتبًا ونظيفًا, وأستطعت رؤية الكثير من الأعشاب المخزنة جيدًا فوق طاولة خشبية.

وضعوني على سرير صلب آخر ووقفوا حولي, حاولوا التحدث معي بضع مرات ولكني لم أُجيب ابدًا.

"من اين اتيت؟" , "هل انت مستيقظ فعلًا؟" , "كيف نجوت من تلك الأصابات؟" , "هل تستطيع التحدث؟"

تجاهلت كل الأسئلة منذ أني لا استطيع الأجابة عليها, كنت لأكتب على ورقة ولكني لا استطيع حمل قلم الآن للأسف.

مرت بضع دقائق ودخلت تلك الفتاة الشابة أخيرًا, ألقيت نظرة أوضح على شكلها.

أنها قصيرة نوعًا ما, فوق ال160 سنتيمتر بقليل, ولكنها تبدو معتدلة عند النظر إلى متوسط الطول لبقية القرويين.

شعرها أشقر متسخ, أو هكذا كان ولكنها غسلته توًا, يبدو أنها تقصه كثيرًا حيث لم يتجاوز مؤخرة عنقها.

عيونها خضراء غامقة, ووجهها غير ناضج نوعًا ما بما أنها لا تزال شابة على الارجح.

لم تساعدني هذه المعلومة على الأطمئنان بما أنها طبيبة هذا المكان على الارجح, ولكني لا استطيع أن اشكي.

كما أني اعرفها من ملفات اللعبة…

طالما اتلقى ادنى رعاية طبية فأنا سعيد..

أحضر الرجال كرسيًا لها, جلست عليه بعد جمع بعض الاعشاب من فوق الطاولة.

قربت رأسها من رأسي كثيرًا, ثم نظرت إلى عيناي وأنفي وصدري. "لا يخرج هواء من فمك, ولا يتحرك صدرك. كيف لا تزال معنا في هذا العالم حتى؟" سألتني ولكني لم أجيب.

"لا أنفاس لك, بالطبع لن تقدر على الكلام, ولكن هل تستطيع سماعي؟"

حاولت أن أومأ برأسي قليلًا على الرغم من الألم.

"جيد, هذا سيسهل الأمور كثيرًا. سأشرح لك أولًا, أنا مستيقظة بقدرة متوسطة على العلاج, ولكنها ستكون مؤلمة كثيرًا.

لهذا السبب سأستخدم بعض البراهم الطبيعية لتخدير عضلاتك وأعصابك بالكامل, لن تكون التجربة ممتعة أبدًا ولكن عليك التحمل."

أومأت برأسي مرة أخرى, بدأت أعتاد على هذا.

أبتعدت عني بعدها وذهبت إلى الطاولة الخشبية, أستخدمت مهارتي لألقي نظرة على ما تفعله.

وضعت بعض الأعشاب غريبة المظهر معًا في وعاء خشبي نظيف, ثم أضافت مسحوق لامع غريب وبدأت تسحق كل شيء بعصى خشبية صغيرة.

بالطبع لن تملك أدوات تخدير متطورة وفعلية في مثل هذا المكان النائي… سيكون عليها أستخدام بعض المواد المشبوهة.

في غضون ثلاث دقائق فقط, تحول ذلك الخليط إلى معجون أخضر متوهج لم أرى مثله قبلًا.

أقتربت مني مجددًا وجلست على المقعد.

"يمكننا أن نفعل هذا!" تقدم الرجلان فجأة وتحدثوا بصوت عالي, أحمرت وجوههم قليلًا.

"لا. هذا المعجون ضار للغاية على غير المستيقظين, لا اريد مرضى آخرين." رفضت بشكل قاطع وأرسلتهم إلى الخارج.

"سأناديكم أن أردت مساعدتكم مرة أخرى. في الوقت الحالي هل يمكنكم أحضار ملابس جديده له ؟ شكرًا." أغلقت باب الكوخ على الفور.

ثم عندما عادت, فعلت شيئًا فاجئني قليلًا.

"ذراعيك وأكتافك مكسورة بالكامل, وكل شيء تحت ركبتك كذلك." شرحت أثناء خلع القميص الممزق.

ثم أحضرت قطعة قماش بيضاء كبيرة وأستخدمتها لتغطيتي ولكن ترك أكتافي ويدي مكشوفة.

وضعت أصبعين في المعجون, وبدأت تضعه مكان الكسور, فهمت أخيرًا سبب وصفها للتجربة بأنها 'غير سارة.'

أنها غير مؤلمة بتاتًا ولكن الشعور غريب, أنه مثل التعرض للجوع المستمر ولكنه صادر من الكتفين بدلًا من المعدة.

ثم بعد دقيقة تقريبًا, بدأ المعجون يغوص في جلدي, وشعرت كما لو أني لا أملك اكتافًا بعد الآن.

خدرني ذلك المسحوق لدرجة أني لم اقدر حتى على تحريك أصابعي, أو على الأقل هز يدي قليلًا.

شعرت بنعاس شديد أيضًا, ولكني قاومت.

لا أريد أن انام مرة أخرى.

بعد أن انتهت من أكتافي ويدي أخيرًا, رفعت أكمام بنطالي حتى الركبة, وتكشف منظر مرعب.

أستخدمت مهارتي بالطبع للرؤية بمنظورها, صرت على اسنانها قليلًا وأجبرت نفسها على الأستمرار.

أقدامي مصبوغة بمزيج من اللون البنفسجي والأزرق, شيء لا يمكن رؤيته إلا في أسوء الحالات.

دون طرق أستثنائية للعلاج لن يعود جسدي كما كان أبدًا, أتمنى أن تكون قادرة على علاجي ولو قليلًا.

عندما لمست أصابعها المنطقة المتورمة, أرتعاش أنتشر في جسدي كاملًا جعلني أريد أن اتنفس بشدة, ولكني لم أستطع.

أرتفع الصداع مع الألم, ولكنه لم يصبح شديدًا مثلما يحدث عندما يستخدم رايكارد مهارة التفكيك علي, مما جعلني لا أزال قادرًا على التعبير عنه.

ولكن عند تذكر ألم التفكيك… يبدو ما اشعر به الآن سخيفًا للغاية, سخيف لدرجة جعله يبدو جيدًا نوعًا ما.

سرعان ما أعتدت على الألم.

ثم لاحظت شيئًا غريبًا, وجهة نظر الفتاة بدأت تركز على وجهي.

"هل فقدت قدرة الشعور على الألم؟" سألت بنبرة غير مصدقة, حركت رأسي إلى اليمين واليسار قدر أستطاعتي.

بالطبع أستطيع… الألم يأتي من الأعصاب وليس الدماء او الأوكسجين…

على الرغم من أن الأعصاب لا تزال بحاجة إلى الدم وبعض الأشياء للعمل بشكل طبيعي, إلا أنه كما قال رايكارد: انا في حالة معلقة.

مما يعني أن وظائف الدم الضرورية لأبقائي على قيد الحياة ثابته دون أن تتغير, لا تهبط ولا ترتفع.

بالطبع سينتهي هذا بعد شهر نظرًا إلى استحالة وجود شيء مثل الطاقة اللانهائية, ولكن هذا هو وضعي حاليًا.

قدماي في حالة أسوء بكثير من أكتافي وذراعاي, لذا فقد أستغرق المعجون وقتًا أطول بكثير للعمل.

عرفت الفتاة بطريقة غريبة ان المفعول بدأ تأثيره دون قولي لها, مدت يديها نحوي في نفس الوقت.

"آسفة ولكني لا أملك المزيد من المسحوق الرمادي, لم أتوقع علاج مرضى مستيقظين لذا لم أجمع الكثير منه. أستطعت تخدير الاعصاب جزئيًا, ولكن العملية ستكون مؤلمة للغاية.

حتى أن كنت قويًا نفسيًا, أقترح عليك أن تستخدم هذه…"

أخرجت رقعة جلد صغيرة وحشرتها في فمي, "عُض عليها بكل قوتك, لا يوجد طريقة أخرى للأسف."

بمجرد أن انتهت من الكلام بدأت ذراعيها تتوهج بضوء أخضر ساطع للغاية, قبل أن أُقدر جماله طغى الم غير منطقي على جسدي.

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/03 · 104 مشاهدة · 1230 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024