لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

تضاعف الألم في الخلايا المصابة, وشعرت بأن عظامي تتحرك وتمزق لحمي من الداخل, جسدي بالكامل أرتجف وتدفقت الدموع بلا وعي من عيناي.

أخف بكثير من ألم التفكيك, ولكن الصداع لم يخدر تعابير وجهي وأفكاري لذا فقد أصدرت ردة فعل تلقائية.

مهما وصلت مستويات مقاومة الألم عند الأنسان, فبعد مرحلة معينة سيكون من المستحيل أجبار الجسد على عدم ابداء ردود فعل تلقائية.

هناك بالطبع أستثنائات مثل تخدير الجسد بطرق خارجية, مثل الصداع اللعين في حالتي.

ولكن الآن ذلك الصداع لم يشكل إلا الما أضافيًا زاد من معاناتي.

نظرت إلى وجه الفتاة أثناء العض على رقعة الجلد. "آة يا ريجيل… أن لم يساعدني هذا العلاج قد أقتلكِ حقًا.."

نعم انا اعرف هذه الفتاة… من سوء حظي حقًا أن القرية التي اختار رايكارد تدميرها هي قريتها - ريجيل…

سبب معرفتي لها ليس عبثيًا بالطبع, أنها أحد الشخصيات الرئيسية في هذا الجزء من اللعبة, بعد أن تهرب سيرافينا بطريقة ما تقابل ريجيل وتتعالج عندها.

لم أتوقع أن القرية التي أراد بالدور الهرب اليها هي بالذات قرية ريجيل… يا لها من صدفة مريضة مُقززة…

مرت أربعين دقيقة كما لو أنها دهر, تخدرت أسناني منذ فترة طويلة ولا يزال جسدي غير معتادًا على الألم, وأنتهى العلاج أخيرًا.

شعرت بقدرتي على تحريك ذراعي تعود مجددًا, وبلا وعي نهضت فورًا مفاجئًا ريجيل.

"ماذا تفعل؟! لا تزال هناك بعض الأجرائات الأضافية!"

حركت رأسي يمينًا ويسارًا, أعرف ما هي الأجرائات الأضافية ولا أملك نية للخوض فيها.

نظرت عبر باب الكوخ, لقد غربت الشمس قبل بضعة دقائق, أي أن بالدور على وشك تنفيذ خطة هروبه.

ذهبت نحو طاولة الأعشاب الخاصة بها بحثًا عن بعض الأوراق, ولكني لم أجد شيئًا.

"ماذا تفعل؟!" وضعت يدها على كتفي من الخلف, تذكرت أني خلعت قميصي الممزق ولكني لم أهتم.

أمسكتها من يدها وتوجهت نحو الخارج, حيث عثرت على بعض الرمل.

بدأت أكتب فورًا بعد أن أمسكت رأسها بيدي مثبتًا اياها, توضح الرعب على وجهها ولكني لا اهتم حقًا.

أنتهت فائدتها بالكامل بعد أن عالجتني.

"من أحضرني إلى هنا؟" كتبت بخط سيء على الرمل.

أستغرق الأمر منها بعض الوقت للقراءة والأجابة, أحتاجت الى تهدئة نفسها أولًا.

"عثر عليك أبي وأخي, هم من حملوك إلى الكوخ الطبي توًا. ورجاء أذهب لأرتداء الملابس التي احضروها لك, وتعامل بطريقة أكثر حضرية هناك أوراق في الداخل!"

فكرت قليلًا, ثم تركت رأسها ودخلت الكوخ, وُضعت الملابس في الزاوية دون أن انتبه.

قميص أبيض مصنوع من موارد رخيصة, ولكنه أفضل بكثير من ما حصلت عليه قبلًا.

ثم ذهبت نحو الطاولة الخشبية حيث كانت ريجيل, وجدتها اخرجت بعض الأوراق البدائية الغريبة وقلم.

جلست على الكرسي الوحيد وتركتها واقفة, ثم بدأت أكتب.

<هل هناك أسلحة؟>

تغير تعبيرها قليلًا, شعرت بها تتردد في الأجابة لذا فقد أوضحت سريعًا.

<جنود شيطانيين في الطريق.>

توسعت عيناها, وغطت فمها بيديها, شعرت بها على بعد خطوة من البكاء.

تفهمت مشاعرها, عثور قوات الشياطين على بشر في هذه المنطقة يعني زوالهم حتمًا.

عرفت عن قدوم جنود شياطين لسببين, أولًا يريد رايكارد أن يعرف ماذا سأفعل, وثانيًا ربما للحصول على المزيد من الأسرى لهواياته المريضة.

لن يأتي رايكارد بنفسه غالبًا, حيث أنه لا يستطيع أبطاء سيره إلى مدينة بريكس لأي سبب كان.

<لا وقت. سيأتون بعد غروب الشمس, قبل قدومهم ستأتي مجموعة من البشر.>

نهضت على الفور بعد كتابة ذلك, أمسكت كتفيها وساعدتها على المشي نحو مخرج الكوخ.

لا يوجد وقت لمواساة فتاة شابة, أريد الحصول على سلاح على الأقل.

أتمنى أن يكون بالدور قد أشفق كفاية على سيرافينا ليحضرها… ستكون عونًا كبيرًا لنا.

بدأت ريجيل تركض حول القرية وهي تصرخ بصوت عالي, منادية والدها وآخاها وأعمامها…

هذه القرية صغيرة للغاية, وجميع الموجودين فيها يعرفون بعضهم جيدًا, ريجيل وعائلتها يشكلون ربع الكثافة السكانية بنفسهم.

أولًا خرج أخاها ووالدها بسرعة ظانين أنها في خطر كبير, ثم بدأ الباقين يخرجون بعد ثواني قليلة, من عاداتهم يلزموا بيوتهم بعد غروب الشمس.

الآن وقد أزعجت ريجيل عادتهم, فيجب أن يكون هناك سبب مهم للغاية, وإلا فسوف تتلقى توبيخًا شديدًا.

لم تنتظر لوقت أطول, بمجرد أن خرج حوالي العشر أشخاص بدأت تشرح لهم الأمر, وأنا بالقرب.

أحضرت معي بعض الأوراق وقلم من الكوخ الطبي للتواصل.

"أنتِ جادة؟!" توسعت أعينهم, وأنحنت رؤوسهم بعد سماع كلامها, نظر أغلبهم إلى الارض بغير تصديق, وأندفع بعضهم ألي.

"هل أنت من أخبرها بذلك؟ أنت متورط بالتأكيد!"

حاول أحدهم لكمي حتى, ولكنه وجد نفسه أعمى فجأة وسقط على الارض, تجاهلته.

نظرت إلى أخ ووالد ريجيل, لقد حملوني إلى هذا المكان بأنفسهم, لذا فيمكنهم اثبات أني لست متورطًا.

ولكنهم…

"..."

"..."

لم يتحدثوا, أردت التنهد ولكني لم أستطع.

لو أني لا أزال املك قدرة الكلام, لقلت أي خطاب عشوائي لتشجيعهم والبدء بأستعداداتنا سريعًا, ولكن ذلك مستحيل.

خرج رجل كبير السن من أحد الأكواخ المحيطة, بالكاد أستطاع المشي. بدا أنه سمع ما قالته ريجيل توًا.

"أهدئوا بحق الخالق! جميعنا كنا نعلم أن مثل هذا اليوم سيأتي! لا تتركوا الذعر يتغلب عليكم, علينا المقاومة!"

بشكل غريب, هدأ الرجال الصاخبين وأنصتوا للرجل العجوز, أطاعوه تمامًا.

"ولكن يا أبي! كيف سنقاوم جنود الشياطين؟!" صرخ والد ريجيل بعد أن أستجمع شجاعته.

رفع العجوز عكازه وضرب رأس أبنه أثناء توبيخه. "عن طريق أستخدام الأسلحة التي جمعناها من الجثث, أستعدادًا لهذا اليوم!" أومأ الجميع برؤوسهم, وبدأوا السير فورًا نحو مخزن قريب.

فور فتح الباب, سقطت كومة من الأسلحة المعدنية, بعضها صدئ وبعضها في حالة ممتازة, أسلحة يمكن أن تعمل ضد الجنود العاديين.

سبقتهم جميعًا أثناء أخافتهم بطاقة الزين الخاصة بي, سأختار السلاح الأقوى بأنانيه, لا أهتم حقًا.

أمسكت فأسًا ضخمًا وبدأت أستخدمه لأخراج الاسلحة التي لا تزال عالقة داخل المخزن, هناك الكثير منها حقًا…

أن كان العجوز محقًا بقوله أن مصدر هذه الأسلحة هو جثث الجنود الموتى, فيجب أن تكون هناك بعض…

'نعم!' غمرتني السعادة عندما وجدت سيفًا خفيفًا صغيرًا, أشع بضوء أخضر خفيف يمكن ملاحظته بالكاد - دليلًا على انه أداة منخفضة المستوى.

ليس أفضل ما يمكن أيجاده, ولكنه يكفي حاليًا.

بعد أن تنحيت جانبًا أندفع بقية القرويين وأخذ كل منهم ما رآه مناسبًا, لا أعرف متى ولكن يبدو أن جميع الرجال قد تجمعوا الآن.

تذكرت هدف وجود رايكارد في هذه المنطقة, بناءً على ذلك أُخمن أنه سيرسل ثلاثة جنود على الاكثر.

أمامي أربعين رجلًا, أجسادهم عضلية للغاية ولكنها لا تكفي لخدش دروع الشياطين حتى, المعركة ستكون بائسة للغاية.

<من منكم يجيد أستخدام الأقواس؟> كتبت على ورقة أعطيتها إلى ريجيل, رأيت الكثير من أسلحة المدى البعيد ولكن لم يلتقطها أحد.

والجواب كان: لا أحد… هذا سيء نوعًا ما.

تنهدت وأمسكت قوسًا وبضع أسهم, لست خبيرًا أبدًا ولكني أجيد الأطلاق نوعًا ما.

جعلني أبي أتدرب على الرماية لبعض الوقت, عندما اكتشفنا أنها ليست مجال موهبتي تخلينا عنها سريعًا, ولكن الخبرة بقت.

والآن, حان وقت زيادة معنويات هؤلاء الرجال لمضاعفة قدراتهم القتالية… خطاب رجولي سيكون كافيًا عادة, ولكن ليس ممكنًا حاليًا.

فكرت ببعض الحلول السريعة, وخطرت على بالي فكرة غير واقعية, ولكن لا شيء غيرها.

توجهت نحو أقرب كوخ فيه سكان, أغمضت عيني قليلًا, ثم فتحتها بحزم لا ينتهي, لا مجال للتراجع الآن…

رفست الباب الخشبي كاسرًا أياه, ودخلت على الفور, الرجل صاحب هذا المنزل كان يختار سلاحًا عند المخزن, عندما رأى ما فعلت بدأ يركض نحوي وهو يصرخ.

تجاهلته ودخلت, حيث كانت هناك أمرأة وفتاة صغيرة, أبدو شريرًا رغم أني لا أنوي أيذائهم, ولكني لا اهتم.

مجرد مجموعة بيانات تشعر بالخوف من مجموعة بيانات أخرى, انا لست مثلهم… عن طريق التلاعب ببعض البيانات أستطيع ضمان نجاتي… وهذا ما سأفعله!

وصل رجل البيت نحوي من الخلف ومد يده ليمسك كتفي, تحركت جانبًا دون أستخدام مهارتي حتى, ثم كسرت أنفه بمقبض السيف.

حتى وأن كان مستواي منخفضًا لدرجة تبعث على السخرية, أنا مستيقظ وهو ليس كذلك, لا مجال للمقارنة.

مددت يدي إلى المرأة, التي أنصاعت خوفًا مني.

بدأت أمشي حتى اخرجتها إلى منتصف القرية, ذلك الرجل لا يزال يلتوي ألمًا داخل منزله.

ثم إلى المنزل التالي, والتالي والتالي…

بعد المنزل الرابع تقريبًا توقف الرجال عن محاولة أيقافي, حيث توضح أن ما أريد فعله هو أخراج النساء والأطفال إلى الساحة وليس أيذائهم.

"يا فتى! أن كنت تنوي جعلهم يشاركون معنا في القتال, فأنسى ذلك! نُفضل الموت!" أقترب أحد الرجال ضِخام البنية مني.

أومأت برأسي يمينًا ويسارًا, هذه ليست نيتي طبعًا… جعل الاطفال والنساء يشاركون في مثل هذا القتال لن يغير شيئًا.

أمسكت ورقة وأسندتها على ركبتي لأكتب عليها, ثم رفعتها.

<سيبقون في ساحة القرية, كلما أحسستم بالضعف تذكروا من الموجود خلف ظهوركم, وما الذي سيحدث أن تم تجاوزتكم!>

حرصت على أن يقرأ الجميع محتويات الورقة قبل أن أرميها, الحدث الرئيسي على وشك البدء.

من بعيد, أستطعنا رؤية مجموعة بشر تقترب, حوالي الثلاثة عشر شخص, وسيرافينا ليست معهم للأسف.

ليس مهمًا الآن… علي ضمان نجاتي قبل ذلك.

الدقائق التالية ستحدد الكثير…

====

لا تنسوا التعليق.

سيرفر نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/04 · 97 مشاهدة · 1375 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024