لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

"أنت! لقد هربت حقًا! ولكن كيف!" أمسك العجوز بالدور أكتافي, ثم تركني على الفور بعد ملاحظة الجو الكئيب.

"آه.. أسف بدوت وقحًا, أعني.. أنا سعيد لنجاتك!" بعد أن اعتذر بدأ ينظر حوله.

"ماذا يا رجال؟ ما هذا الجو؟ لقد عدت إلى القرية سليمًا! ومعي مستيقظ مستعد للمكوث!" تحدث بصوت عالي وهو يشير إلى شخص وقف خلفه تمامًا.

أرتدى ملابسًا سوداء ممزقة مصحوبة برداء أسود متسخ, تجاوز طوله المتوسط, وغطى فمه بيده اليمنى.

نظرًا إلى ملامحه ووجهه بشكل عام, يمكن معرفة أنه حول الثلاثينات من عمره, بدا كئيبًا للغاية بأنفه الطويل والبثور تحت عيونه, بالإضافة إلى شعره الأسود المتسخ والطويل.

أذًا فهذا هو المستيقظ الذي ساعد بالدور ومن معه على الهرب, أتمنى أن يكون قويًا.

نظرت إلى الذين جائوا, جميعهم في أوضاع سيئة للغاية, مجروحين في كل مكان يمكن رؤيته.

فقط بالدور وهذا المستيقظ قادرين على المشاركة في القتال على ما يبدو… لا بأس.

أغمضت عيني وبدأت أستخدم مهارتي للنظر حول الأشجار البعيدة, حللت كل زاوية ممكنة, ثم فتحت عيني.

أشرت بيدي ليتنحوا جانبًا, ثم وضعت سهمًا على القوس وجهزته.

ثبتت ذراعي, نظرًا إلى عدم أحتياجي للتنفس وجدت نفسي ثابتًا أكثر من المعتاد, والأطلاق أسهل.

أفلت السهم فورًا, مر جانب رأس بالدور والمستيقظ, وضرب شجرة بعيدة, 'سُحقًا… أخطأت الهدف.' حاولت التنهد بلا وعي أثناء النظر إلى الأشكال الصخمة التي كانت مختبئة خلف الشجرة.

أراد بالدور أن يوبخني على رمي السهم, ولكن المستيقظ بجانبه أجبره على الصمت وأشار نحو الشياطين.

أظلمت تعابير الجميع, خاصة القرويين الذين صدقوا كلامي أخيرًا, وبالدور الذي ظن أنه من أحضر الشياطين إلى قريته.

تكشفت أشكالهم, مجرد أثنين لحسن الحظ, ليس ثلاثة كما توقعت.

ولكن على الرغم من قلة أعدادهم, إلا انهم أقوياء للغاية, بالطبع لن يرسل رايكارد الاضعف لتتبع أثنين من المستيقظين.

أجسادهم ضخمة, وأرتدوا دروعًا غطت أجسادهم كاملة عدا وجوههم, تجمدوا مكانهم لثانية, ثم انطلقوا بسرعة غير منطقية نحونا.

نظرت إلى القرويين خلفي, الآن… كيف ستكون ردة فعل مجموعة البيانات الغير مهمة هذه؟

أرتجف بعضهم, كادوا يفلتوا سيوفهم ويندلعوا للهرب, متمسكين بأدنى أمل للبقاء على قيد الحياة.

أنا متأكد بنسبة 100% أن ذلك ما كان سيحدث لولا أخراجي للنساء والأطفال للمراقبة, كيف يمكنهم الهرب أمام عيونهن؟

كلما رأى أحدًا منهم والدته أو أخته أو أبنته خلفه, يفكر تلقائيًا بما سيحدث لو هرب وترك الشياطين تتجاوزه, ثم يشدون قبضاتهم على أسلحتهم.

فتح الأول فمه, وأطلق صرخة أخرج فيها الخوف والتوتر, طغت الشجاعة على خوفهم وبدأوا جميعًا يصرخون بصوت عالي.

أبتسمت, هذا هو التأثير المطلوب.

شددت يدي على القوس وبدأت أتراجع فورًا, في نفس الوقت تجاوزني حشد القرويين الراكض وأحاطوا بالشياطين.

حاولت أطلاق الأسهم من بعيد, ولكن القرويين الذين شكلوا دائرة حول الشياطين جعلوا الأمر صعبًا.

"آه… اللعنة على جميع الشياطين! لا حل سوى القتال!" سمعت صوت بالدور والأخرين خلفي, أمسكوا أسلحة من المخزون وركضوا بدورهم نحو الجنديين.

بالدور كان جنديًا قاتل ضد الشياطين قبلًا, لذا أتوقع منه الكثير.

أستخدمت مهارتي لألقي نظرة أوضح على ما يحدث بين صفوف القرويين. شكلوا تشكيلًا دائريًا حول الشياطين وأصبحت السماء هي المسار الوحيد للرؤية.

أمسك الشيطان الأول ساطورًا ضخمًا بيد واحدة, ولوح به بكسل شديد قاتلًا ثلاث أشخاص في ثانية واحدة.

رذاذ الدم كان ينطلق نحو السماء, ثم يهبط على رؤوس الجميع مثل المطر, ومع تراكم الجثث أصبح الأمر كارثة فعليه.

مددت راحة يدي قليلًا, فهبطت بضعة قطرات حمراء لزجه عليها, لم أعرف بماذا أفكر في هذه اللحظة.

صررت على اسناني, وضعت القوس جانبًا وشددت قوة أمساكي للنصل الصغير, ركزت قدر الأمكان وأستخدمت <خطوة الريح.>

أقتحمت فتحة صغيرة عثرت عليها بين الناس, خطوت على الجثث العديدة ثم قفزت, وجدت نفسي خلف أحد الشياطين تمامًا.

كما لو أنه يملك عيونًا في ظهره, أستطاع بشكل غريب أن يلتف ليقابلني, وحرك سيفه العظيم ليقطعني إلى نصفين.

لكن… <التلاعب بوجهات النظر.> فقد توازنه فجأة, وهبط نصله العظيم بعيدًا عني, ولكنه أستطاع وضع يديه المحمية بالصفائح أمام وجهه في اللحظة الأخيرة.

ضرب سيفي المتوهج يده, مسببًا جرحًا سطحيًا فقط, ثم حاول لكمي ولكني هبطت أرضًا بالفعل.

مررت سيفي على الفور بين دروع ساقيه, مخترقًا ركبته تمامًا, ثم تراجعت على الفور.

حاول أن يركلني ولكن الألم تعاون مع مهارتي, مجبرًا أياه على السقوط أرضًا.

بالكاد صدق القرويين حولي ما رأوا, أستغلوا الفرصة ممسكين بأسلحتهم المثيرة للشفقة, وقفزوا فوق الشيطان دفعة واحدة.

ولكن…

أنطلق الزين الخاص به, مصبوغًا باللون البرتقالي الفاتح الجميل, وأنفجر مثل قنبلة من نوع ما, محولًا جميع القرويين فوقه إلى قطع لحم متناثره.

سقطت الأطراف المتعفنة جانبي, ولكني تجاهلتها, ذلك الأنفجار كاد يشملني, من حسن الحظ أني تراجعت بالكاد.

نظرت نحو الشيطان الأخر, كان بالدور يتعاون مع المستيقظ ضده, أشغلوه جيدًا مما أبقاني لوحدي ضد هذا الجندي.

سقط على ركبه واحدة بسبب إصابته, وتدفق دم أخضر من وجهه مثل الشلال, وصُبغ درعه الفضي بدماء أعدائه.

الشياطين مخلوقات غريبة, يملكون ألوان دم مختلفة, أشكال مختلفة وألوان مختلفة وأحجام مختلفة…

كما لو أنهم أنحدروا من عشرات المخلوقات.

أخذت نفسًا عميقًا, لقد أستخدمت مهارتي قبل قليل لأفقاده التوازن, وقبل كل محاولة للهجوم او الدفاع, كنت ألغي المهارة لأستطيع التحرك جيدًا.

بمستوى أتقاني الحالي, هذا هو كل ما أستطيع فعله…

أيضًا, جسدي يؤلمني لدرجة غير منطقية, ريجيل لم تنتهي من علاجي بالكامل وهذه هي النتيجة.

ولكن ذلك الشيطان عاجز عن الحركة حاليًا… أمسكت القوس الذي رميته سابقًا, وسحبت الوتر للخلف بكل قوتي.

عندما أنطلق السهم, لوح الشيطان بيده جانبًا وأستطاع أيقافه بطريقة ما, سحبت الوتر مرة أخرى, وأستخدمت مهارتي هذه المرة.

لن يستطيع الصد بنفس الطريقة.

هذه المرة, أستخدم الزين الخاص به للصد, يبدو أنه يملك النوع الصلب - الأقوى هجوميًا ودفاعيًا.

أن أقتربت منه سأموت, ولا توجد طريقة لقتله من بعيد, لذا فقد قررت دعم بالدور والمستيقظ من مكاني.

مددت يدي بلا وعي نحو الشيطان الأخر, وسحبت منه بصره فورًا.

القرويين الذين لم يموتوا حتى الآن بدأوا برمي أسلحتهم على الشياطين الأثنين, بعضهم أمسك رماح حرب طويلة وبدأوا بطعنهم من بعيد.

المستيقظ الذي احضره بالدور ليس قويًا, ولكنه ليس ضعيفًا أيضًا, يملك كمية زين أكثر مني بكثير, ونوعه هو السائل مثلي.

مهارته هي أطلاق رصاصات مصنوعة من الزين على ما يبدو, أسرع وأقوى بكثير من الأسهم, أفضل بكثير من مهارتي…

في غضون ربع ساعة فقط, كنا قد أنتهينا.. سقط الشياطين أرضًا, وما تبقى من القرويين أستلقوا متعبين.

أستخدمت مهارتي للتحقق من عدم وجود المزيد, ولكن الزين الخاص بي أنتهى وسط عملية الفحص.

بطريقة ما, أستطعنا القضاء على جنديين شيطانيين, ولم أتعرض لأي أصابة… هذا مذهل حقًا.

ولكن على الرغم من ذلك, مات ست وثلاثين رجلًا, والمشترك بينهم هو أنهم جميعًا قُطعوا إلى عدة أجزاء, لم يتم العثور على جسد كامل أبدًا.

جمع الرجال المتبقين الجثث, ووضعوها فوق أوتاد خشبية.

الجو كان حزينًا وثقيلًا لدرجة غير معقولة, أستطعت الشعور هذا حتى مع تبلد جسدي, وتعابير بالدور المثيرة للشفقة أوضحت المزيد.

"لماذا تحرقون الجثث؟" سأل المستيقظ بأستغراب, العادة هي أن يتم دفنهم.

"يبدو أنك قد أتيت إلى ساحة المعركة هذه مؤخرًا." قال بالدور بمزاج سيء, وأكمل: "أحد قادة الشياطين الذين أحتلوا مدينة بريكس يملك قدرة السيطرة على الجثث, أن أردت خروجهم من القبور في ليلة عشوائية, يمكنك دفنهم دون تحويلهم إلى رماد على الأقل.

الأمر مُهين للغاية.. ولكن لا حل." تنهد في نهاية كلامه.

بقيت صامتًا رغمًا عني, حدقت في الدخان يتصاعد إلى السماء, عجزت عن شم رائحة الخشب المحترق والجثث, ولكني استطيع تخيلها.

المزاج المحيط سيء للغاية, صوت البكاء هو ما يمكن سماعه فقط, خاصة من الأطفال والنساء, الذين فقدوا أبنائهم وأزواجهم وآبائهم.

وبعض الرجال أنفجروا حزنًا عند رؤية أقربائهم يموتون بمثل تلك الطرق المؤسفة.

لا بأس لو انهم ماتوا بشجاعة, حيث اعتادوا على خسارة الناس بالفعل, ولكن..

لقد ماتوا جميعًا بشناعة, مُقطعين إلى أجزاء…

مشهد محزن يُقطع القلب, أردت أن أهتم, ولكني لم أستطع.

مهما حاولت أن أهتم وأحزن معهم, فإني لا أستطيع إلا أن أفكر بهم كمجرد بيانات عشوائية, على الاكثر وسائل لدعم سير الأحداث.

عندما فجر ذلك الشيطان عشرات الرجال أمام النساء والأطفال, عادة كنت سأنهار عصبيًا, ربما أتقيأ أو أصاب بالغثيان, ولن أستطيع النوم أبدًا لعدة ليالي.

ولكن الآن, كما لو أن مجموعة نمل قد ماتت, وليس رجال أرسلتهم انا بنفسي للقتال..

نظرت إلى رئيس القرية العجوز, الذي بدأ يمشي نحوي.

"شكرًا لك على كل ما فعلت, من تحفيز الرجال إلى أعلامنا بقدوم أولئك الملاعين!" كان يتحدث وعيونه حمراء مُبلله, ولكنه لم يبكي.

لم يستطع هذا أن يشارك في المعركة نظرًا لكبر سنة, لذا فقد بقي مع بقية كبار السن في الخلف.

أومأت برأسي, وتجاهلته. أحاول التفكير حاليًا بخطة للحفاظ على حياتي, سأكون مجبرًا على العودة إلى رايكارد في غضون شهر…

لا أستطيع أن اشغل نفسي بالحزن.

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/05 · 100 مشاهدة · 1359 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024