26 - مبارزة تحت أشجار الخريف.

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

======

تحت شجرة ضخمة تأثرت أوراقها بشدة الخريف, وقف رجل طويل محتميًا بظلها.

بدا كل شيء حوله سلسًا بشكل غريب, من إيماءات رأسه, أو حتى عيونه عندما ترمش, كما لو أن كل شيء يفعله ينسجم جيدًا مع العالم.

إنه مختلف عن جنة الريح تلك التي أخذت جسد الريح منها… هذا الشخص أقوى, أذكى, وأكثر حكمة..

"عرف عن نفسك." أمرني بصوت قوي وتعابير هادئة.

في نفس الوقت, تسارع تساقط أوراق الشجرة البرتقالية لتصنع ساحة حولنا, عرفت أن التراجع الآن لم يعد خيارًا.

أشرت إلى عُنقي وحركت رأسي يمينًا ويسارًا, كيف أُجيب عن سؤاله دون أوكسجين حتى؟

"أعرف أنك عاجز عن الكلام, ذلك هو أول ما لاحظته عنك." تحركت الرياح حوله بقوة لدرجة أنها أصبحت مرئية, خطوط خضراء شبه شفافة.. استطعت ملاحظة مدى خفتها من مجرد النظر.

شعرت ببصري يصبح ضعيفًا للحظة, ثم عاد كما كان.

في يده ظهر سيف آخر, خفيف مثل ذلك الذي يملكه القتلة, بحيث يمكن استخدامه للقطع بأسرع طريقة.

رمى السيف نحوي لأمسكه, نظرت إلى الحافة الفولاذية المشرقة, والمقبض الأخضر المغطى برائحة العشب.

شددت قبضتي عليه وتقدمت أكثر نحو الأمام.

بعد هذه اللحظة, ما ينتظرني هو أما النصر أو الهزيمة, لا شيء آخر. والهزيمة تعني الموت في هذا المكان.

هدأت عقلي, وركضت نحوه بكل السرعة التي يستطيع جسدي إبدائها. سقط سيفي من الأعلى بشكل عمودي فوق رأس الرجل.

صد سيفي بلا أي عناء, ثم تراجع خطوتين ووجه ركله جانبية, ذقني هو الهدف.

'عند الدخول إلى هذا المكان في اللعبة, يتم عرض مشهد سينمائي للاعب وهو يُقاتل هذا السياف.'

فكرت وأنا أنزل رأسي في آخر لحظة لتجنب تلك الركلة. 'إن أديت نفس تلك الحركات تمامًا, فسوف أحصل على نفس الردود منه.. أي أنني استطيع النجاح رغم أفتقاري للمهارة الحقيقية!'

على الرغم من الفارق الشاسع بيني وبين اللاعب, إلا أن ذلك لا يعني شيئًا منذ أن هذا المحارب يستخدم قوة مطابقة لخصمه فقط.

أي أن حركاته - على الرغم من مدى سرعتها - قابلة للتجنب, لو لم يكبح هذا الرجل قوته فحتى سيرافينا الآن لن تهزمه.

عند النظر إلى هرم القوة للمخلوقات الحية حاليًا, فإن هذا الرجل موجود في النصف تقريبًا, ربما أقل أو أعلى بقليل, أي إنه ليس النخبة حتى.

ولكن في هذا الوقت والمكان, حتى شخص متوسط يعتبر القمة…

مرت دقيقتين تقريبًا, من المفترض أن تكون نهاية القتال قد اقتربت الآن.

"حركاتك ليست أصيلة." تحدث الرجل بهدوء فجأة, وفي نفس اللحظة غير مسار سيفه في منتصف الهواء.. ما هذه المناورة بحق..

لقد اكتشف ما يحدث… ولكن كيف؟

لم أشعر بالخوف ولم يرتجف جسدي - فقلبي ليس موجودًا -, في آخر لحظة استخدمت مهارتي.

لم أجعله أعمى فذلك لن يؤثر عليه, بل جعلته يراني يساره تمامًا. تحرك سيفه قليلًا ولم يقطعني إلى نصفين على الأقل…

'هذا مؤلم..' صررت على أسناني, أول ردة فعل لجسدي كانت أخذ نفسًا عميقًا لتسهيل التعامل مع الألم, ولكن ذلك مستحيل..

نصف أُذني قد قُطعت, ولسبب ما الألم أكثر بكثير من ما يفترض أن يكون عليه.

سقطت على ركبة واحدة, جسدي يرتجف كثيرًا, لا أملك أدنى فكرة عن ما يحدث...

"الهواء يدخل عبر جروحك, يعبث في جسدك. ما هو شعورك؟"

أنزل الرجل جسده قليلًا ليجلس على مستواي, ملامح وجه تبدي أنه مهتم برؤية ردة فعلي. لماذا جميع من أحتاج إلى مقابلتهم مختالين للغاية؟ أردت أن أبكي, ولكني لم أستطع..

شعرت بغضب شديد, صررت على أسناني أكثر وشددت قبضتي حول السيف. <خطوة الريح.>

تحرك سيفي بسرعة هائلة نحو رأس الرجل, كان منشغلًا للغاية بتحليل ردة فعلي, لدرجة أنه بالكاد انتبه في الوقت المناسب.

لو أنه لم يقمع قوته إلى مستواي لأستطاع الرد.. هذه هي نتيجة الغطرسة.

"هاه… هذا.." وقف سريعًا, ونظر إلى ما سقط في يده. "قطعت أذني؟" تجمد وجهه قليلًا.

بالطبع, لم يستطع سيفي قطع رأسه بما أنه استخدم كل قوته للدفاع عندما استوعب ما يحدث, ولكنه كان قد خسر أذنه بالفعل في ذلك الوقت..

أن قطعت نصف أذني, فسوف أقطع أذنك..وغد لعين! لا يزال الألم مستمرًا, أردته أن يتوقف لذا فقد استمررت بمحاولة قطع رأسه بلا توقف.

لم أستطع التفكير بشكل سليم في مثل هذا الوقت, وهذا واضح من تعابير وجهي. لو لم أخسر الأوكسجين لتم سماع صوت مُثير للشفقة على الأرجح..

فرقع الرجل أصبعه لتتجمع الرياح حولي وترفعني, أجبرني على الوقوف باستقامة وشعرت بالألم يتوقف اخيرًا.

بدأت أهدأ ببطء, واستوعبت كل ما حدث للتو. 'إنه مجرد شخصية غير مهمة… مجموعة بيانات.. عندما يقوم الكلب بفعل سيء, فلا يجب الغضب منه لأنه ليس عاقلًا..' غاصت نظراتي في عيون الرجل, 'هذا الرجل أدنى من الكلب حتى..'

"استطعت جرحي.. هنيئًا لك." أبتسم, تغيرت الهالة حوله كليًا الآن.

"رغم أنك لست موهوبًا على الإطلاق كما أردت. إلا أن مخالفة القواعد التي وضعتها بنفسي غير ملائم. كما أني لن أنتظر مئة سنة أخرى." تنهد وأخرج لفيفة من حقيبة جانبية صغيرة, ووضعها في يدي.

في اللحظة التي لمست فيها اللفيفة اختفت فورًا, وشعرت بمعلومات لا تنتهي تدخل عقلي.

تمامًا كما حدث مع <جسد الريح.>, بطاقة أخرى قد انضمت إلى المجموعة…

[ Wind Slashing | قطع الريح]

مهارة سيف واسعة للغاية, واسعة لدرجة أنها قادرة على أن تكون فن قتالي بحد ذاتها في بعض الحالات.

كما يقول اسمها, فإن مستخدمها يحصل على تلويحة تستطيع قطع حتى الرياح عندما يُتقن البطاقة كاملة, وذلك ليس التأثير الوحيد.

تعزيز سرعة النصل, حدة النصل, ثبات المقبض في يد المستخدم, وقوة الضرب, تعزيز فعالية القطع والطعن لدرجة غير معقولة…

الكثير من التأثيرات المُفيدة..

راقبت السياف وهو يرفع يده ببطء ليضعها على جبيني تمامًا كما فعلت جنية الرياح سابقًا, شعرت ببعض الأمل, هل سيموت مثلها لأحصل على كل ما يملكه؟

من المؤسف أنه توقف فجأة في اللحظة الأخيرة, وأبتسم بدفئ كما لو أنه لم يُعذبني قبل ثواني.

"أظن أنني لن افعلها… لا أريد رؤية ذكريات شخص مثلك.."

"الإختبار الثاني, الخروج الآن ليس خيارًا." فرقع أصابعه لتشتد الرياح أكثر, انشقت الأرض وخرج منها درج ضخم مصنوع من الحجر.

سيكون هذا أصعب..

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/06/14 · 70 مشاهدة · 940 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024