لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

درج رمادي بدا أنه يصل السماء, خروجه من العدم أبقى الانطباع عالقًا في عقلي لوقت طويل.

رغم ظهوره للتو, بدا كما لو أنه هناك منذ الأزل, تداخلت الأحجار مع الأرض بشكل طبيعي, ولم تتساوى الدرجات جيدًا, كما لو مضت آلاف السنين منذ بنائه وقد بدأ يتهالك بالفعل.

فرقع السياف أصابعه مجددًا لتشتد الرياح. "الإختبار الثاني بسيط جدًا بطبيعته." تحدث دون أن ينظر لي. "عليك أن تصل إلى القمة فقط, دون أن تسقط طبعًا."

عضضت شفتي قليلًا وأنا أنظر إلى الدرج, قد يبدو هذا اختبار توازن - ما امتاز به -, ولكنه ليس كذلك مطلقًا.

هذه الرياح ليست مزحة, تستطيع رفع الأشخاص بوزن تحت ال 100 كيلوغرام, ناهيك عني… الشخص الذي فقد 13 كيلوغرام من وزنه بسبب تعديلات أمير شيطاني مجنون.

ولكن حتى مع ذلك, فإن التحدي لا يزال ممكنًا للغاية بالنسبة لي طالما ركزت كفاية.

وهنا تكمن مشكلة أخرى.. بالطبع, كيف يمكن لأي شيء لعين أن يكون سهلًا؟

بمجرد أن أصعد درجة واحدة, شدة الرياح حولي ستجعل رؤية أي شيء مستحيلًا.. لن أعرف أن كنت على وشك السقوط حتى.

أمسكت السيف الذي اخذته من قرية ريجيل باليمنى, وذلك الذي حصلت عليه من السياف باليسرى, ربطتهم معًا بقطعة ملابس قديمة.

بالطبع لن أجتاز هذا الدرج دون وسائل غش مثل هذه… ولن يوقفني السياف على أي حال.

"أذهب بالفعل.." ركلني بخفة من الخلف مما أجبرني على مشي بعض الخطوات لتفادي السقوط.

عضضت على لساني, نظرت إلى الخلف نحوه دون إخفاء الغضب والضغط اللذين شعرت بهما.

"لا تظهر هذه النظرات لي كما لو أنك مراهق يمر بمشاكل منتصف العمر, أبدأ بالفعل." استمر بالسخرية مني دون اهتمام.

أنا لست شخصية رئيسية.. لن أكسب شيئًا إن غضبت وأصبحت هائجًا… لن أحصل على قوة شيطانية مفاجئة ..

استجمعت نفسي ومشيت ببطء منزلًا رأسي وظهري, شدة الرياح ليست متساوية بالطبع, فهي شديدة اكثر عند الجزء العلوي من الجسم للمساهمة أكثر في إفساد التوازن.

أنزلت رأسي قدر المستطاع ومشيت مثل نوع غريب من الزواحف, ربطت قطعة القماش حول معدتي وتركت السيوف تتدلى على الجانبين, أمسكت المقابض واستخدمت كل قوتي لغرسها قدر الإمكان.

السيوف ليست مصممة لاختراق الحجارة, ولا أملك القوة اللازمة لأستخدامها مثل أدوات تسلق, ولكن الاحتكاك بينها وبين الدرج يساعدني كثيرًا.

أيضًا, إن مال جسدي كثيرًا وكنت على وشك السقوط, سأشعر بأن السيف يطفو في الهواء مما يعطيني الوقت الكافي لإنقاذ نفسي والابتعاد.

باختصار, سأعرف إن كنت أسير عند حافة الدرج أو في المنتصف عن طريق السيوف.

بهذا وفرت على نفسي عناءً تعلم فنون تعزيز حواس لعدة أشهر أو ما شابه, اللاعب يبقى هنا لثلاثة أيام في اللعبة.

***

مرت ربع ساعة, لا توجد أي إشارة على انتهاء الأمور بعد, صعدت تسعين درجة بمعدل واحدة كل عشر ثواني. قد تبدو الوتيرة بطيئة للغاية ولكن هذا أسرع ما لدي..

الرياح تحاول قذفي نحو كل الجهات باستمرار,

أحد التحديات الإضافية في هذا الإختبار هو استحالة التنفس, مما يعني أن اللاعب يحتاج إلى الانتهاء في أقل من ثلاث دقائق.

وبفضل رايكارد الملعون, استطيع التخييم والنوم هنا إن أردت. لا يعني كلامي هذا أني سامحته على ما فعل.

أدركت أفكاري بعدما صعدت خطوة إضافية.

'اللعنة على رضاك… أفكارك ليست مهمة حتى..'

لا استطيع أدخال الفخر إلى رأسي فقط لأني أنقذت قرية ريجيل وقتلت بعض الشياطين, سأندم أشد الندم إن فعلت ذلك.

لا يجب أن أنسى حقيقتي… الفرق الوحيد بيني وبين الشخصيات تحت سيطرة اللعبة هو أني مُدرك لحقيقتي الوضيعة.. لحقيقة أنني عبارة عن مجرد أكواد برمجية, والحل الوحيد لإنقاذ نفسي من ذلك هو تغيير مسار العالم..

خطوة أخرى…

أنا لست الشخص الوحيدة الذي يملك معلومات متفوقة.. أنا لست الشخص الوحيد المُدرك لكم هو صغير في هذا العالم..

خطوة أخرى.

قد لا أكون الأقوى, ولا الأسرع, ولا الأذكى..

مهارتي ليست الأفضل, طاقتي متوسطة في أحسن الأحوال, أتقاني للسيف ليس كافيًا لذكره في ملف تعريفي حتى.

خطوة أخرى.

رغم كل ذلك, لا أزال مؤمن بأنني قادر على تغيير مسار عالم كامل…

اشتدت قبضتي على مقابض السيوف. هل أنا قادر على ذلك فعلًا؟'

شعرت بطعم سيء في فمي, بصقت لأرى سائلًا أحمر للحظة قبل أن يختفي وسط الرياح.

خطوة أخرى.

لسبب ما, تذكرت وجه جنية الرياح في هذا الوقت بالذات, الرغوة تخرج من فمها.. لهاث متوسل هو كل ما سمعته وهي تنظر ألي.

عيونها سوداء مثل الليل, ودمعت دمًا. الألم الذي شعرت به لتدخل تلك الحالة لا يُمكن تخيله على الأرجح.

و بالتفكير أن أول ما قالته بعد التعرض لذلك هو: "ل-لن تتحمل!". شيء يتعلق بي.

مثير للسخرية… حقًا.

خطوة أخرى.

'مقدرتي على تغيير العالم أم لا ليست النقطة اللعينة!' صررت على أسناني, كنت لأصرخ لو استطعت.

لو أمتلكت دمًا, لنبض قلبي بقوة. هل سيكون ذلك بتوتر؟ خوف؟ حماس؟

لا يهم حقًا…

أنا لا أفعل هذا من أجل تغيير العالم… لا استطيع خِداع نفسي بقول أني أملك هدفًا نبيلًا كذلك..

خطوة أخرى.

لو كنت كذلك, وذلك هو هدفي الحقيقي, لتركت سيرافينا تموت على يد رايكارد ببساطة, ولكني لم أفعل.

نفاقي يبرز ببطء..

ولكن ما هو هدفي؟ شعرت بضباب غريب في عقلي. سببي أناني بالتأكيد لا شك في ذلك..

خطوة أخرى.

سأفعلها.. لا أهتم حتى.

إن كنت سأموت, فسوف أعرف أنني لم استسلم لحقيقية كوني مجرد دمية وضيعة..

تذكرت اللحظة التي تعرضت فيها للتفكيك أول مرة, وعلى الرغم من تعطل قلبي شعرت بقشعريرة شديدة.

'الموت.. كيف سألقاه؟'

حركت رأسي يمينًا ويسارًا لإيقاف هذه الأفكار عند حدها.

خطوة أخرى.

سأفعلها بغض النظر عن الحقيقة.. بغض النظر عن أنانيتي. سأفعلها من أجلي.. لست خائفًا من الاعتراف بالأمر.

جنية الرياح لا تهم, رايكارد لا يهم, السياف اللعين بالأسفل لا يهم, ريجيل وقريتها كاملة لا تهم..

سأفعلها.. سأفعلها.

تسارعت خطواتي. أصبحت أكثر تهورًا.

سأفعلها من أجلي.. أنا فقط!

رفعت رأسي ببطء, ازداد تأثير الرياح علي وأصبح الحفاظ على توازني صعبًا. لا أهتم بذلك..

سبب رفع رأسي ليس دراميًا في الواقع, بل مجرد أن عمودي الفقري على وشك الخروج لافتعال مشاكل معي, كما أني اقتربت من النهاية أخيرًا.

خطوت الخطوة الأخيرة, نظرت إلى الأسفل نحو السياف الملعون, أصبح خط بصري واضحًا الآن.

قمت بإشارة يد لطيفة نحوه, وأكملت سيري.

الإختبار الثاني ساعدني على توضيح بعض الأمور مع عقلي..

ما أفعله من أجلي أنا.. أنا وحدي.

وعلى الرغم من أني لست الاقوى ولا الأذكى ولا الأمهر, فإني الوحيد الذي يُدرك كمية وضاعة هذا العالم…

أباطرة المجتمع؟ مخلوقات أسطورية؟ ملوك شياطين؟

عندما يستخدم مبرمج عشوائي أكبر همومه هي أسعار الوقود زر الحذف, فإن الجميع متساويين.

المشاعر والألم.. والمتعة الرخيصة. كلها مجرد نسخ مزيفة.

وأنا.. أريد تجربة المنتج الأصلي..

أنا الوضيع, اكره الناس الذين تسببوا بوجودي وأجبروني على تقبل حقيقة وضاعتي.

أنا أفكر.. لذا فأنا حي.

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم, لمن يريد تلقي أشعارات عند نزول الفصول..

2024/06/18 · 81 مشاهدة · 1057 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024