لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

"103-104…"

عددت ببطء وحذر أثناء التقدم, وسرعان ما وصلت إلى هدفي.

صخرة ضخمة بشكل لا يٌصدق صُنعت على يد الطبيعة أنتهى بها المطاف هنا.

حجم هذه الصخرة الأجمالي نفس حجم بيتي في الغرب, ربما أكبر قليلا.

<في النقطة التي تتكثف فيها الأعشاب والطحالب الغريبة ضع كف يدك وضخ أي كمية تريدها من طاقة الوعي>

تذكرت التعليمات التي كانت في اللعبة, وسرعان ما وجدت البيئة حولي تتغير بمعدل سريع.

"كهف مخفي يمكن الكشف عنه بتلامس جسدي بسيط, يا للأبتذال."

أختفى ضوء الشمس بسرعة ووجدت نفسي في كهف غريب, نظرت ورائي ورأيت ممرًا يمتد إلى ما لا نهاية.

نظرت إلى الأمام, وقابلني نفس الشيء.

من ليس له أطلاع عما يحصل حاليًا قد يصيبه الهلع, ظنًا منه أن الخروج بات الآن مستحيلًا.

ولكن الامر في الواقع أبسط بكثير.

<أغمض عينيك وأركض بأقصى سرعة>

لا أعرف كيف يفترض على اللاعبين أن يعرفوا هذه المعلومة, ولكني وجدتها في ذكريات المخرج الرئيسي.

على الرغم من أني أعرف ما يجب فعله, إلا أني وجدت صعوبة نوعًا ما في الحركة, ليس أن شيئًا معينًا أجبرني على التوقف… بل لأن عقلي أصيب بصدمة أخرى.

المشهد هذا من حولي يعني شيئًا واحدًا فقط..

الذكريات التي حصلت عليها ليست وهمًا… أنها حقيقية تمامًا ودقيقة أيضًا..

دمر هذا الكهف آخر أمل لي بأن تلك الذكريات ليست حقيقية, وأني لست مجرد حشو في لعبة ما.

كبحت حزني بكل ما قوتي, ولكن ملامح وجهي لا تزال تتجعد بشكل غير طبيعي.

عيوني أصبحت رطبه نوعًا ما, ولكني لم اتجاوز تلك المرحلة.

"يجب علي أن أتحرك.."

أغمضت عيني, هدأت من نفسي ورتبت أفكاري, ثم ركضت.

ركضت… ركضت… ركضت..

أستمر الامر لأقل من دقيقة, وفيها فكرت بالعديد من الأشياء.

'لا يهم.. يجب علي أن اكمل ما بدأته على الأقل..'

أخذت نفسًا عميقًا عندما توقفت, وفتحت عيني.

كنت واقفًا وسط دائرة غريبة.

أحاطت بي تسع ألواح حجرية من جميع الجهات, حتى من الخلف وباقي أماكني العمياء.

أضائت الألواح بترتيب معين في اللحظة التي فتحت فيها عيني, عندما يختفي ضوء الأولى تضي الثانية, ونفس الشيء يستمر.

أنتهت العلمية بأكملها في ثلاث ثواني.

لذا, كل ثانية كان يجب علي حفظ ترتيب أضاءة ثلاث الواح حجرية.

هذا الأختبار هو من أجل تفحص القدرات العقلية ومدى تركيز الشخص الذي يخضع للأختبار.

سوف يقوم اللاعبون بالبحث عن الترتيب في أحد المتصفحات في النهاية…

من حسن حظي أن ترتيب الأضاءه ثابت لا يتغير, لذا فأستطيع فقط وضع نفس الترتيب الموجود في ذكريات مخرج اللعبة.

[9-5-6-4-7-1-3-2-8]

بعد نقر اللوحات بهذا الترتيب المحدد ثم سحبها إلى الأسفل, أندمجت مع الارض بشكل سريع.

الارض كانت تعج بالطين اللزج, والمنطقة حولي مليئة بالأشجار بشكل عام.

بدأت مخلوقات غريبة تخرج من الارض فجأة

, خضراء مثل الأعشاب, وهشة مثلها أيضًا.

أي شخص حول المستوى 10 مع قدرة متوسطة يستطيع القضاء على الكثير من هذه المخلوقات.

بما أن هذه الأعشاب أعتمدت في الواقع على الرؤية كوسيلة للتحرك بشكل مناسب والهجوم, فقد كانت في نطاقي بالفعل.

مهارتي تعمل على عدة أبعاد, ربما تكون <طبقات> تسمية أفضل.

الطبقة الاولى: رؤيتي العادية.

الطبقة الثانية: رؤية الهدف العادية.

الطبقة الثالثة: رؤية الهدف التي تم التلاعب بها.

لكي تؤثر قدرتي على الخصم, يجب أن يكون موجودًا في نطاق نظري العادي (الطبقة الأولى).

يبدأ عقلي وقتها في تجاهل الطبقة الأولى الخاصة بي, ويركز تمامًا على الطبقة الثالثة كما لو أنها رؤيتي العادية.

بالنسبة للطبقة الثانية (رؤية الهدف العادية), يتم تجاهلها تمامًا.

تحركت مخلوقات العشب ببطء نحوي, تلاعبت بمن كان في المقدمة بشكل سريع وجعلته يسقط.

تعثر كل من كان خلفه في تلك اللحظة, ووقعوا على الارض.

التلاعب بوجهة نظر وحش واحد جعلت أربعة منهم شبه عاجزين عن القتال.

أخرجت سكين المطبخ التي وضعتها معي سابقًا وبدأت أنتف رؤوسهم بشكل سريع.

ميزتهم الوحيده هي أعدادهم وأسنانهم الحادة, كل شيء آخر فيهم هش وضعيف للغاية.

أن لم يحيطوا بي في الوقت ذاته فلن يهزموني أبدًا.

بمجرد أن يسقطوا على الأرض, يصبحون مثل الحشرة التي تواجه صعوبة في النهوض بعد سقوطها.

عندما تسقط هذه المخلوقات, أقوم بطعنها ونتفها بأسرع ما لدي, سرعان ما هزمتهم.

هذا الأختبار ليس لتحديد القوة بوضوح, الوحوش ضعيفه جدًا.

الأختبار الأول: ضخ الطاقة في جدار الكهف.

الهدف من هذا الأختبار هو التأكد من أن الشخص الذي دخل لديه كمية عادية من طاقة الوعي على الأقل.

الأختبار الثاني: أختبار الذاكرة.

كما يوحي الأسم, هذا الأختبار لضمان أن الشخص لديه تركيز وقدرة حفظ أعلى من المتوسط, وربما ذكاء من نوع ما.

الأختبار الثالث: مواجهة وحوش ضعيفة.

لست واثقًا من هدف هذا الاختبار بالتحديد, ربما لكي أعرض مهارتي لمن بنى هذا الأختبار في المقام الأول؟

أذن فإن الأختبارات الثلاث تتحقق من الأمور التالية:

1- الممتحن يستطيع أستخدام

طاقة الوعي.

2- قدرات الممتحن العقلية أعلى من المتوسط.

3- عرض مهارة الممتحن الفطرية.

من الواضح أن أمام هذه الأختبارات الثلاث معنى عميق, ولكن من المخيب للأمال أن مبرمجي اللعبة لم يفكروا بهذه الأمور.

مجرد الغاز ووحوش عشوائية… هل هذا يعني أن العالم يحاول أعطاء معنى للأفعال العشوائية التي يقومون بها؟ أم كل هذا مجرد صدفة؟

يبدو أني أصبحت مهووسًا في التفكير بأمور كهذه.. أمور لا ينبغي للشخص أن يفكر فيها أبدًا..

نظرت إلى الضوء الذي خرج من شجرة قريبة, مصدر ذلك الضوء كان لفتاة ذات هالة خضراء مشتعلة.

كانت مذهلة, شعرها أخضر كنيرانها, وطارت فوق الارض بسنتيمترات قليلة.

الهالة حولها نقية للغاية, وشعرت بهواء نقي للغاية يغطي الكهف.

كما لو أن الطبيعة بحد ذاتها تجسدت أمامي..

'مجرد شخصية مُبرمجة بإرادة مفروضة عليها, مجرد بيانات عشوائية في قرص حفظ عشوائي يستريح فوق مكتب ما..'

لم أستطع أن أوقف نفسي, منذ تلك الحادثة وأنا أفكر هكذا كلما رأيت شخصًا.

الأشخاص في الأكاديمية, الأشخاص في الشارع والقطار… وحتى رؤوساء المجال البشري وأقوى المخلوقات الموجودة على وجه الكوكب.

كلها فقدت هيبتها ومكانتها أمام طريقة التفكير هذه, 'مجرد مجموعة بيانات.'

بغض النظر عن الطريقة التي ظهرت أمامي بها, مهما كان حضورها مؤثرًا..

نفس حضورها ومظهرها في اللعبة, تطابق مثالي… حركتها وتعابير وجهها…

كل شيء مثل ما تم عرضه في اللعبة, مُبرمجة مسبقًا..

أقتربت المرأة ببطء نحوي, ومدت أصبعها السبابة نحو جبيني.

بعد أن تفعل هذا, من المفترض أن تعطيني الحركة الاولى من <جسد الريح>.

يمكنني أن أخرج بعدها وأفعل ما أريد فعله.

لا اعرف السبب وراء نقرة الجبين حقًا, أضافها مخرج اللعبة لإضافة الغموض والدراما على اللعبة.

لا سبب, فقط شيء لكي يستمتع به اللاعبون..

فجأة, تغير تعبير الأمرأة, بدا كما لو أنها رأت كابوسًا مرعبًا.

سقطت على ركبتيها, وأمسكت عنقها بيديها الأثنتين, بدأت تخنق نفسها.

تحولت عيناها إلى اللون الأسود كما لو أنها تعرضت لسم ساحق, وبدأت تبكي دمًا.

تدفق سائل أخضر غريب من زوايا فمها, ثم تحول إلى رغوة كثيفة.

بدأت تختنق, سقطت وظهرها على الأرض.

بقيت يدها اليسرى على عنقها, واليمنى نحوي طلبًا للمساعدة… لا بل شيء آخر.

على الرغم من كل الألم الذي شعرت به بوضوح, كان في عينيها شيء آخر غير الرهبة.

شيء من الفضول.

سمعت صوت طفيف يخرج من فمها في تلك اللحظة, "ل-لن تتحمل…!!"

أنفجر جسدها على شكل طاقة بعدها, وتبعثرت في كل مكان.

نظرًا إلى أن شكلها لم يكن مصنوعًا من لحم ودم, لم تكن هناك أي مخلفات سوى ملابسها وثلاث بطاقات.

لم أمسك البطاقات, كل مشغولًا بفعل شيء أكثر أهمية.

ضحكت مرة, ثم مرة أخرى.

"لم يحدث هذا في اللعبة!, لقد أحدثت تغييرًا"

مات مخلوق قوي وعظيم أمامي للتو, مخلوق يحمي البشرية منذ بداية وجوده.

يجب أن أشعر بالأسى على وفاة هذا المخلوق, ولكن فرحة تغيير شيء ما في العالم لأول مرة أثرت علي أكثر.

"انا أستطيع!"

====

2024/04/25 · 164 مشاهدة · 1180 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024