خطة ليون في اخفاء حقيقة أن الآنسة لافرتين هي من تم اختطافها باءت بالفشل، فسرعان ما انتشر أرجاء المملكة أن الأميرة السابقة بحوزة هؤلاء المختطفين، وان لم يدفع الحاكم ثمن أفعاله فانهم لن يبقوا الأميرة السابقة على قيد الحياة. معظم الناس لم تفهم، الأميرة السابقة؟ لكن مضمون الرسالة وصل صاحب الشأن ألا وهو ... الحاكم.
الحاكم أصبح في وضع حرج، فما ان كشف ستار الأميرة السابقة حتى يكشف عن جميع جرائمه، بعضهم أخذ يتساءل عن تلك الأميرة، وآخرون أخذوا يتساءلون عن شرعية الملك الحالي، ما جعل الشكوك تهز بعض الموالين، وأخذت المعارضة الصامتة تستعيد شجاعتها من جديد.
روهان نفسه لمعت في عقله الكثير من التساؤلات، عن مدى مصداقية تلك الاشاعات، هل كانت الأميرة السابقة مختبئة في الأكاديمية الملكية طوال هذه المدة؟ لم بقي الحاكم متستراً عليها اذاً؟ لكن هل عليه كابن للحاكم أن يصدق تلك الاشاعات؟
الأجواء في الخارج ليست على ما يرام، المعارضة أخذت بالاشتعال، وبعضهم رفعوا اللافتات في وجه القصر الملكي بكل جرأة يطلبون تفسيرات من الحاكم. كم سيسوء الوضع؟
كاد روهان يستنكر الأمر، لولا أن أتى مارون بذلك التقرير:
- رأيت الحاكم يخرج من قصر الدوقة لافرتين الليلة الماضية.
- الليلة الماضية؟
- أجل.
قطب روهان حاجبيه في شك وريبة، ثم تساءل:
- لماذا؟ بينما يستطيع أن يذهب إليها على العلن؟
هز مارون كتفيه، حتماً هو لا يعلم، لكنه لم يستطع أن يطلب من أتباع روهان الاقتراب أكثر ومعرفة ما يجري؛ لأنه سرعان ما سيكتشفهم. وبهذا يصبح روهان في خطر!
ولكن إلى أي مدى تلك الاشاعات صادقة؟ بعد أن أعلن المختطف عن نفسه تكشف على الملأ كل شيء. إنه سيراف اليد اليمنى للحاكم الحالي، بعد أن ساعده على أخذ العرش رماه كأي قطعة قمامة، ونتيجة لذلك ها هو الآن يقود مجموعة من البحارة مثيري المتاعب بحثاً عن الرزق. واليوم أتى ليأخذ انتقامه، بعد حصوله على تلك القطعة النادرة التي يملكها الحاكم سيزعز كيانه كما أعطاه هذا الكيان.
كيف لا؟ وهو يعرف ما بينه وبين الحاكم، كل شيء كان من أجل الاكسير، تلك العملة النادرة تلك الفتاة الوحيدة المتبقية من تلك العائلة والتي تحتفظ بالاكسير داخل رأسها، إن قطع هذا الرأس الجميل فهو قطع رأس هذه المملكة بالكامل.
أراد روهان أن ينكر ذلك أيضاً، ربما هو شخص يريد التحريض على العائلة المالكة، ما الذي يثبت صدق كلماته؟
حين حضر الاجتماع الملكي، بدا والده مغموماً، لكنه حين سأله عن رأيه، قال روهان بكل وقار:
- ما دمت ولدت برابطة الدم هذه، فأنا لن أصدق ذلك الرجل، وسأفعل أي شيء لآتي برأس هذا الرجل إلى هنا.
ابتسم الحاكم ابتسامة خافتة، يبدو أن ما أراد أن يصل إليه قد تحقق، الولاء المطلق لذلك الشاب هو حتماً ما يحتاج إليه، لكن اللورد جون لم يكن راضياً. أن يكون حول الحاكم الكثير من الأعداء بدأً من الممالك الأربعة المجاورة إلى بعض الأشخاص الذين يدعون ارتباطهم بهذا الملك؟ كم رطلاً من اللون الأسود يدهن ماضي هذا الحاكم؟
يظن الحاكم أن بارسال شخص من أتباعه لانقاذ الفتاة، أو بالأحرى لحل قضية الأكاديمية سيؤكد للعامة أن ما يقوله هذا الرجل المزعوم غير صحيح، ولكنه غفل عن أمر واحد، ألا وهو الأمير أنيس ولي العهد!
في الجهة الأخرى من المملكة الشمالية، يجلس أنيس في غرفته المكتبية، لا يعرف إن كانت تلك الأخبار ستسعده أم ستجعله حزيناً، قبل بضع أيام رآى التعاسة في وجه شقيقته، وها هو يتركها لتخطف من قبل أحد أتباع هذا الحاكم القدامى. إن تحرك لانقاذها فهو يعلم أن ذلك سيزيد الشك في أمر الحاكم، وسيقف الشعب معه، الأمر الذي يسعى إليه، ولكن هل حقاً يستطيع الحراك؟
أليست شقيقته التي تم اختطافها، أليس من البديهي له أن يتحرك، ولكن أليس يعني ذلك أن عيون الحاكم ستعود لتراقبه كونه أعاد قوته العسكرية مجدداً، وإلا كيف استطاع ذلك؟ الحاكم بالتأكيد لن يبقى ساكناً حتى يشل ولي العهد من جميع الجهات، وبالتالي يضمن العرش لأتباعه، سواء روهان أم لوكاس، وكون لوكاس لم ينضج بعد، فالعرش أصبح على طبق من ذهب لابنه روهان.
لكن الحاكم لا يستطيع ارسال روهان أيضاً، إنه يخشى أن يلعب ذلك الرجل بعقله، ويخبره بأمور ليس بحاجة لسماعها، هو تعمد احضار روهان إلى القصر بعد تعليه العرش بفترة من الزمن ليضمن ولاءه، فهو ليس بحاجة لمعرفة بماذا لطخ والده يديه كي يعتلي العرش ما دام يسر له الطريق ليخلفه عنه، أليس كذلك؟
إذاً من سينقذ الفتاة؟ القائد ليون؟
الوضع في أقصى حالات التأزم، ان تركوا الفتاة تموت بعد أن أعلن ذلك الرجل مزاعمه فبالتأكيد سيثور الشعب على اهمال الحاكم، وكون الحاكم يعرف تماماً هوية تلك الفتاة يجعله يجلس على كرسي من الأشواك. لماذا من بين جميع الفتيات في الأكاديمية هي من كانت الضحية؟ كان يمكن أن يرسل أي أحد، إن أنقذها أنقذها وإن لم ينقذها فهو فعل ما يستطيع فعله، ثم يمكن حل المسألة بهدوء.
- آه!
تنهد الحاكم بتعب، وهو يجلس على كرسيه قبالة النافذة:
- هل أنت راض عن ذلك يا أنيس؟
كان بإمكانه لوم أنيس بفعل ذلك ليحرجه، لكن أنى له ذلك بعد نفيه وسحب قوته العسكرية، سيقف العامة في صفه بالتأكيد، ويتهم الحاكم بالافتراء ولوم الآخرين. كما أن الفتاة وقعت بين يدي أحد أتباعه القدامى، هو حتماً ليس متيقناً من ذلك، ولكن بعد معرفة العامة هوية ذلك الرجل، فكيف سيكون موقفه أمامهم لانكاره ذلك فحسب دون دليل؟
ولكن ...
الشخص الوحيد المتأذي من كل ذلك ... هي نورس القابعة في تلك الغرفة المظلمة تستنشق رائحة الموت بالتدريج!
...

2019/11/08 · 337 مشاهدة · 837 كلمة
بيان
نادي الروايات - 2024