الفصل 636: كشاف الدوري الرئيسي (2)
عقله كان مشغولاً بكل تلك المعلومات المفاجئة التي شرحت له للتو. في البداية شعر بعدم التصديق، ثم اشتعلت شرارة الحماس فيه كما لو أنه وجد كنزاً مدفوناً.
«سأحتاج لرؤية المزيد قبل أن أتمكن من تقديم تقييم دقيق.» صرح توني، لكن الانطباع الأول الذي تشكّل لديه عن كين كان إيجابياً.
«ههه، بالطبع.»
في تلك الأثناء، نسوا تماماً وجود "المبتدئ" الآخر، ستيف. اللاعب الذي كان يُعتبر صائداً في المدرسة الثانوية والذي كان قادراً على الإمساك بالكرات التي تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة بشكل مستمر، لم يكن من النوع الذي يُستهان به.
للأسف، لم يكن يتمتع بالكاريزما نفسها التي يمتلكها كين.
وبينما كانت الفرق تتبدل، استل توني حاسوبه المحمول من حقيبته، وتوجه إلى موقع "بيرفكت جيم".
«ما اسم هذا الولد؟»
«كين تاكاجي… لكن لا فائدة منه على الإطلاق هناك.» حذره لورنزو.
وبالرغم من أن ابن عمه لم يُفصّل أكثر، قام توني بكتابة التفاصيل ولاحظ بروز ملف تعريفي. لم يكن هناك صورة شخصية، ولكنه كان الاسم الوحيد الذي ظهر.
نقر توني على الملف، ليرفع حاجبه في حيرة.
«لا يوجد تقريباً أي شيء هنا…» قال بغضب متزايد.
«مم. ربما يمكنك النظر في إحصائياته في هذا البطولة حتى الآن.»
حول توني انتباهه مرة أخرى إلى الحاسوب المحمول، ووجد البطولة، ونقر عليها. سرعان ما تغير تعبير وجهه إلى الدهشة، كما لو أنه لم يصدق ما يرى.
«ما هذا بحق اليانصيب الخيالي؟!» صاح بدهشة وصدمة تامة.
«ERA صفر في 5 مباريات؟ هل يعني ذلك أنه قدم مباراة خالية من استقبال النقاط في كل مباراة؟»
«نعم، ظننت في البداية أنهم ارتكبوا خطأ. لكن يبدو أن هذا الولد يتفوق على مستوى المدرسة الثانوية حالياً.» قال لورنزو بابتسامة ساخرة.
«ولكن مع ذلك… نسبة الضربات التي تحولت إلى ضربات خروج 0.7؟ كأنما هو لاعب محترف يلعب ضد أطفال…» عبّر توني عن دهشته، غير قادر على قول أو فعل شيء.
على الرغم من أن العينة كانت صغيرة (5 مباريات فقط)، إلا أن الأرقام كانت مذهلة. خصوصاً وأنه يجب أخذ في الاعتبار أن العديد من المباريات كانت تُلعب في نفس اليوم، واحدة تلو الأخرى.
[ضربة قاضية]
وبينما كان الاثنان يتحدثان، استؤنف اللعب. المهاجم الذي يبدأ المباراة لفريق "الغلادييتورز" أرسل كرة إلى الملعب الخارجي، مما أتاح له الفرصة للتقدم إلى القاعدة الثانية بسرعة.
وبينما رفع توني نظره قليلاً، عاد انتباهه إلى الحاسوب المحمول. نظر إلى كل مباراة على حدة، متفحصاً إحصائيات كين الخاصة بالرمي بدقة متناهية.
«متوسط سرعة الرمي 98 ميل في الساعة… والحد الأقصى 102… هل هذا الولد بشري أم لا؟»
[ضربة قاضية]
المهاجم التالي تمكن من ملامسة الكرة، فأرسلها عابرةً فوق اللاعب القصير إلى الملعب الخارجي الأيسر. أصبح لدى "الغلادييتورز" عدّاؤون على القاعدة الأولى والثالثة وكانوا في موقع يسمح لهم بتسجيل النقاط في الشوط الثامن السفلي.
هذه المرة لم يرد توني على الإطلاق، فقد كان تركيزه ما زال منصباً على حاسوبه المحمول. شعر بلمسة من جانبه، لكنه تراجع متذمراً قائلاً: «أنا مشغول.»
«توني، ربما تود مشاهدة هذا.» قال لورنزو مازحاً.
«مم؟» رفع توني نظره، ليرى كين واقفاً في مربع المهاجمين، مستعداً للضرب.
«ماذا؟ ألا يوجد له ضارب مخصص؟» صاح توني، محتاراً؛ فقد كان ينظر إلى إحصائيات رمي كين، لكنه لم يحظَ بفرصة لرؤية إحصائيات ضربه بعد، مفترضاً أنه لن يضرب على الإطلاق.
قاوم توني الرغبة في النظر مرة أخرى إلى حاسوبه المحمول، مركزاً فقط على الشخصية الطويلة في مربع المهاجمين.
[ضربة]
«كرة.»
كانت الكرة الأولى خارج منطقة الضرب بمقدار قدم تقريباً، مما أدى إلى تركها بسهولة. عاد كين إلى وضعه واتجه برشاقة ليدوره قليلاً، كما لو كان يشجع الرامي.
ضاقت عينا توني، غير متأكّد مما يمكن توقعه. لم يكن متأكداً حتى من رقم الضرب الذي سيضرب به الآن.
بدأ الرامي في التجهيز، فأرسل كرة سريعة إلى داخل منطقة الضرب. بدا أن الكرة تنحني قليلاً إلى الداخل، مما يجعلها صعبة الإصابة دون التسبب في انحراف.
«هاف!»
كان جسد كين يتحرك بانسيابية كما لو كان آلة مُزيتة، إذ تكيف بسهولة مع ضربة الكرة الداخلية. وبحلول الوقت الذي وصل فيه المضرب إلى منطقة الضرب، كانت الكرة قد بلغت سرعتها القصوى.
[صوت تصادم عالٍ]
«طررررر…!»
رن صوت الجلد وهو يرتد عن المضرب الخشبي، مدوياً في أرجاء الملعب، وتبعه هتاف حماسي حيث تم إرسال الكرة بقوة هائلة إلى الملعب الخارجي الأيسر.
بدت الكرة وكأنها تسلك مساراً محدداً على الخط الخطي للملعب، فيما راقب الفريق المنافس بقلق على أمل أن تتحول الضربة إلى ضربة خارجية قبل أن تصل إلى القائم.
[صوت جرس ضخم]
ضربت الكرة العمود الخارجي، مسببةً صوتاً يشبه طرق الجرس. وهكذا، خفض لاعبو "تروتسكي" رؤوسهم، مدركين أن هذا الهوم رن الثلاثي كان على الأرجح يعني نهاية مسيرتهم في بطولة الـWWBA.
«يا الهي، هوم رن آخر لكين.» صرخ لورنزو، رغم أنه بدا غير مندهش تماماً.
التفت إلى ابن عمه، ليرى أن الجزء السفلي من ذقنه يقترب جداً من صدره. «أغلق فمك، ستجذب الذباب.» قال لورنزو، ضاحكاً.
غير أن توني لم يُعر اهتماماً، فقد كانت عيناه مثبتتان على شخصية كين وهو يتقدم حول القواعد. لاحظ الثقة والسهولة التي كان يتصرف بها، مما جعل الأمر يبدو وكأن هذا الولد ليس مجرد طالب في المدرسة الثانوية.
«هذا الولد مذهل…» فكر توني، ناسيًا أنه كان يشاهد بطولة للمدرسة الثانوية.
مع أنه كان يرى مجالاً كبيراً للتطوير، كان ذلك فقط إذا ما اعتبر كين كلاعب في السنة الثالثة من الجامعة. مجرد حقيقة أن مهاراته كانت مصقولة بهذا الشكل في سن المراهقة، أوضحت مدى موهبة هذا الشاب.
«مثير للاهتمام…» تمتم توني، وهو يحرك يده للحك على ذقنه.
«إذًا هو قد أثار انتباهك؟» سأل لورنزو بنبرة فاهِمة.
«مم. لست متأكداً بعد مما إذا كان جاهزاً أم لا.» تأمل توني.
ضحك لورنزو، «إذا كنت تفكر في تأجيل رصده إلى أن ينتهي من بضع سنوات في الجامعة، فسوف تتنافس مع الدوري بأكمله في المسودة. أفضل شيء يمكن لنا ككشافين هو الإمساك بموهبة مبكرة قبل أن يتمكن أي شخص من الإطاحة بها.»
اتسعت عيناي توني من الدهشة، ومع ذلك لم يزل غير مقتنع تماماً.