في مكان أخر وبالضبط أمام محل أنيق الهندسة تملئه روائح الأعشاب الطبية العطرة, رجل عجوز يقوم بإغلاقه بينما يهمهم مع نفسه بسعادة.

العجوز كان له شعر أبيض طويل ينساب بين كتفيه ووجه مجعد حفرته السنين إلا أن الإبتسامة العريضة على وجهه تجعله يبدو أصغر سنا

"هوهوهو...أخيرا سأرى الأميرة الجميلة مجددا"

"أتسائل يا ترى لو أني تزوجت في شبابي لربما أنا الأن أملك إبنة ظريفة وجميلتا مثلها"

نظر للسماء بينما يتخيل كلماته

"لا...ما الذي أفكر به؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا"

"جميع أطفال هذه الأيام مشاغبون يتصرفون وكأنه لايوجد غد, لو كانت لي إبنة لربما هي أيضا لن تكون بستثناء"

"أما الأميرة فمختلفة...لا أعني بذالك جمالها بل شخصيتها"

"أنا حقا معجب بشخصيتها الهادئة, بالرغم من مرض جسدها الذي لاعلاج له حتى الأن, بالرغم من أنها تعلم أنها لن تعيش طويلا إلا أنها دائما تبتسم وكأنها لاتعاني من أي شيئ كأنها لاتهتم, لكنني متأكد أنها تفعل هذا فقط كي لاتقلق والدها ومن حولها"

"شخصيتها حقا تذكرني بأمها...الملكة, وقع هذا الإسم كان يناسبها تماما وكأنه وجد لأجلها فقط"

"السبب في قولي 'كانت' هو أنها رحلت, لقد غادرت هذا العالم بسبب مرضها"

*تنهد*

"لكن من كان يتوقع أن إبنتها ستصاب بنفس مرضها بعد رحيلها, منذ موت جلالتها أصبح الملك حزينا ويائسا يلعن السماء كل يوم يستيقظ فيه وكأنه لايزال يأمل أن يستيقظ يوما ما ويجد زوجته بجانبه وكأن مايعيشه الأن مجرد كابوس"

"وفي النهاية إكتشف أن إبنته أصيبت هي كذالك, العديد من الناس قالو أنه عقاب من السماء وأخرون قالو أنه سم دس لهم من دون أن يعلمو..تعددت الأراء والإشاعات دلخل القصر"

"في موجة من الغضب أمر الإمبراطور بقتل جميع الخدم في القصر, إلا أن إبنته وقفت في طريقه ومنعته من ذالك, أمام إبنته التي كانت ثمرة حبه مع زوجته العزيزة لم يجد غير الإستماع لطلبها وتهدئة غضبه"

بعد ذالك اليوم أصبح جميع الخدم مدينين لها بحياتهم ووفيين لها

"*تنهد* أريد حقا علاجها...لا, بل أنا بالتأكيد سأفعل, لن أسمح بتكرار ماحدث لجلالتها, لابد من وجود علاج ما وسأجده, لن أستسلم"

"إذا كانت السماوات حقا ترغب بموتها فأنها سأذهب بكل سرور ضد هذه سماوات"

قالها في نفسه بينما شكل قبضتا في يده

'جدي الطبيب'

تذكر شيئا فجأتا ليبتسم بسعادة مجددا

"يجب أن أسرع...يجب أن أسرع"

"غاااااااغ!"(صوت الغراب)

ما إن أنهى قفل متجره حتى لفت إنتباهه غراب أسود متوجه نحوه بسرعة جنونية...إلا أنه توقف بسلاسة وحط على كتفه

"همم؟؟ رسالة؟"

أخذ ورقتا مربوطتا مع قدم الغراب

الورقة كانت تحمل شعارا أحمر مكتوب عليها إسم واحد

<ريدليك>

"آه...لماذا يإلهي..."

ما إن قرأ الإسم حتى تجمدت ملامحه وأصبح وجهه شاحبا وإزداد شحوبا مع قرائته للرسالة

"هذا سيء! هذا سيء!! هذا سيء!!!...هي..هي تستدعيني؟ لماذا؟ هل يعقل أن إبنها قد مات؟"

"أجل هذا ممكن...ففي أخر فحص له كان في حالة خطرة لكنني لم أتجرأ على إخبارها بذالك...كان واضحا أنها لن تتقبل الأمر, وربما كانت لتقتلني مباشرتا...ليس الأمر وكأنني أخاف الموت, أنا فقط أخاف الموت على يدها...تبا هي قاسية جدا الإنتحار أرحم بكثير من الوقوع في يدها"

أخذ يرتجف

"ماذا أفعل؟ أهرب؟ أجل هذه هي سأهرب, لكن إلى أين؟ حتى الإمبراطور لن يحميني منها"

"تبا تبا تبا, كل هذا خطئي, كان علي الهروب بعد أخر فحص لذالك الفتى اللعين, لكن أنا هو الغبي أنا هو الأحمق كنت أريد القيام بزيارة أخيرة للأميرة قبل المغادرة أردت رؤية إبتسامتها لأخر مرة... لكن الأن, لقد فات الأوان...و..."

"هممم؟"

أدرك أخيرا أنه كان يمشي بدون أن يدري

"آه... أين أنا الأن؟ على مايبدو من شدة توتري أخذت أمشي بدون أن أشعر"

إلتفت حوله ليجد نفسه يميز هذا المكان وخصوصا هذه البوابة ضخمة التي الأمامه المنحوتة عليها

>عائلة ريدليك<

أخذ يرتجف بشدة وهو يقرأ الحروف المقوشة على البوابة

"لاااا! لااااااا!! لاااااااااااااا!!! هل هذا حلم؟ لابل كابوس... من بين جميع الأماكن في هذه المدينة لما أتيت إلى هنا؟ هل خرفت بحق الجحيم؟, لاوقت لهذا يجب أن أبتعد بسرعة, يجب أن أهرب..."

ما إن إلتفت مستعدا للهرب حتى سمع صوتا خلفه

"لقد كنا في إنتظارك سيدي الطبيب, من فضلك إتبعني"

بدون الحاجة للإلتفات عرف صاحب الصوت مباشرتا, فهذه ليست أول مرة يأتي فيها إلى هنا

لقد كانت الخادمة الشخصية لسيدة المنزل وإسمها أرييل

[لقد إنتهيت, أنا رجل ميت لقد حفرت قبري بيدي...آآآه لقد كانت حياةً طويلة وجميلة, لم أكن لأمانع العيش لوقت أطول قليلا]

بالرغم من أنه يشعر برغبة في البكاء إلا أنه لم يظهر ذالك أو ربما فقط لم يتجرأ على ذالك

"آآحم آحم أجل قودي الطريق من فضلك"

.....................

داخل الغرفة كان كل من الفتى والأم يحدقان ببعضهما بصمت, لم يجد رين شيئا يفعله غير الإبتسام لهذه الأم الحنون لكن داخل نفسه

[اللعنة! اللعنة!...ماذا أفعل؟ هذا سيء أنا لاأملك أي ذكريات تخص صاحب الجسد السابق, لا أعلم حتى ما كان إسمه]

[إذا تصرفت بطريقة غير معتادة أمامها ستبدأ بالشك وربما حتى الإبتعاد عني]

[حلم العائلة هذا قد يتدمر بمجرد زلة لسان]

[لابد أن أفكر بشيء ما فكر فكر فكر... ماذا أفعل؟ لابد من شيء ما...مهلا, هذه هي...ماذا لو...]

حول ملامحه لملامح قلقة وأخذ ينظر للأم وكأنه متردد لقول شيء ما

"ما الخطب بني؟ أهناك مايزعجك؟ أخبرني بما تريد..."

قالتها بنبرة قلقة وحنونة بينما تنظر في عيناي إبنها

"في الحقيقة, لا أعلم كيف أقول هذا لكن...أنا...أمي أنا....أنا...أنا لاأتذكر.. شيئا"

قالها بينما يرتجف وكأنه خائف ثم أخذ يمسك رأسه

"هذا مخيف جدا أمي...من أنا؟ أشعر وكأنني لست موجودا, وفي كل مرة أحاول التذكر...لافائدة, لاشيء, كل شيء ضبابي...أمي, أنت أمي أليس كذالك!؟ ما الذي يجب أن أفعل؟"

قالها بعدما رفع رأسه

"آه....."

ظهرت الصدمة والقلق على ملامحها وعانقته بقوة لعلها تخفف عنه قلقه

"لابأس لاتقلق, أنت إبني وستظل كذالك لاشيء سيغير هذا...حتى إذا ما لم نتمكن من إستعادة ذاكرتك, سنصنع معا الكثير والكثير من الذكريات لنعوضها, لذا لاتقلق...حسنا؟"

"...."

لم يرد عليها بل أماء برأسه قليلا مظهرا أنه صدق كلامها

[فيوووه يبدو أنني نجحت... بهذا مهما كانت تصرفاتي في المستقبل سيفترضون أن سبب في ذالك يرجع لذاكرتي المفقودة]

[لكن حقا...هذا الشعور الدافئ هو الأفضل, شعور شخص يهتم لأمرك]

"دق! دق! دق!"

صوت طرق مفاجئ كسر الصمت والجو العاطفي بين الأم وإبنها

"أدخل"

قالتها الأم بنبرة باردة

ومباشرتا بعد ذالك دخل رجل عجوز بخطوات بطيئة وهادئة تحيطه هالة نبيلة كأنه لايوجد مايهز مشاعره...لكن داخل نفسه

[ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟؟ ماذا أفعل؟؟؟...مهلا هناك نافذة, لربما أتمكن من الهرب من خلالها و... لا لا لا هذا لن ينفع فهذا هو طابق الثاني كان سيكون أفضل لو كان الطابق السادس أو السابع بهذا كنت سأتمكن من الهرب للموت مباشرتا]

حول نظره من نافذة أمله إلى السرير ليتجمد بعد رؤيته لفتى بشعر طويل جالس عليه وينظر نحوه بملامح فارغة

[هاه؟ ماهذا؟ حي؟ ومستيقظ أيضا؟, كيف هذا؟ هذا مستحيل, في أخر فحص كان واضحا أنه يحتضر]

غير مصدق ما يراه أسرع ليتأكد من نبضه وتنفسه

[هو على مايرام...هو حقا على مايرام]

لتبدأ الدموع تنزل من عينيه كالشلال

صدمة...لم يفهم أحد مايجري

"ما الخصب أيها الطبيب؟...لماذا تبكي؟"

سألت الأم بحيرة مع قليل من القلق خوفا على حالة إبنها بل حتى الخادمة مثلها لم تجد ماتفعله غير وضع ملامح قلقة على وجهها

"أنا...أنا فقط سعيد لأجل إبنك...لقد مرت ثلاث سنوات...وأخيرا.."

قالها بينما يحاول إيقاف نهر الدموع بكلمات متقطعة

بسماعها جوابه نظرت الأم للخادمة التي بجانبها وإبتسم كلاهما وكأنهما فكرا بنفس الشيء

[يبدو أنه حقا طبيب حقيقي, يسعد لشفاء مرضاه]

أما بالنسبة للطبيب فهو يمر بحالة عاطفية حادة

[أنا حي...يالهي أنا حقا حي, ظننتها نهايتي, ظننت أنني سأموت هنا, شكرا شكرااا أيتها السموات لشفقتك على عجوز مثلي, أعتذر إذا كنت قلت أنني سأذهب ضدك سابقا لقد كنت مخطئا أنا أسف....لكن ثلاث سنوات لقد مرت ثلاث سنوات بحق السماء, أخيرا سأتخلص من معاناتي مع هذا الفتى اللعين وهذه العائلة مشؤومة أخيرا سأستعيد حريتي]

بعد لحظات من البكاء هدأ مشاعره ومسح دموعه ليعود إلى وجهه الهادئ المعتاد ثم أخذ يداعب لحيته

"آححم آحم...بالرغم من أنه إستعاد وعيه لايجب أن تتركوه يتحرك كثيرا نظرا لجسمه الضعيف سيكون من الأفضل لو بقي في السرير لمدة أطول قليلا, ربما يومان أو ثلاثة...وأيضا أكثرو من الأطعمة سهلة البلع مثل الحساء..."

"حسنا...هل سمعت ماقاله"

قالتها الأم بعدما إلتفتت للخادمة أرييل

"بالطبع سيدتي...سأتأكد من كل شيء بنفسي"

إنحنت قليلا وهي تقولها مظهرتا إحترامها

"بما أنني إنتهيت هنا, سأستأذنكم"

قالها الطبيب بينما يحاول التسلل للخارج

"حسنا, لكن إنتظرني خارجا للحظة...أريد الحديث معك على الإنفراد"

قالتها الأم بنبرة هادئة لكن كلماتها جعلته يبلع ريقه بصعوبة

"آه...حسنا"

"إذن أرييل, بهذه المناسبة السعيدة قومي بدعوة الجميع, الليلة سنقوم بمأدبة كبيرة إحتفالا بشفاء إبني"

قالتها بينما تنظر للخادمة وإبتسامة ساحرة على وجهها

"سمعا وطاعة سيـ.."

"لااا!!"

قبل أن تكمل الخادمة كلامها قاطعها صوت بارد بعد الإلتفات وجدت أنه سيدها الصغير

قبل أن تقول أي شيء بادرت الأم بالسؤال

"ما الخطب إبني...ألاتحب فكرة الوليمة"

[أتمزحين!؟ وليمة في حالتي السخيفة هذه؟ أتريدين جعل إبنك أضحوكتا ترفهين بها الضيوف أو ماشابه؟...لكن لا لاأستطيع قول هذا مباشرتا على الأقل علي تحريف الكلام قليلا]

"أمي أنا فقط...لاأظنها فكرتا جيدة..."

قالها بصوت خافت بينما أحنى رأسه للأسفل وكأنه متوتر

"إبني لاحاجة للتوتر, أنا والدتك ألست كذالك؟ أخبرني السبب وسأحترمه"

قالتها بنبرة قلقة حتى أنها أخذت تنظر للخادمة لعلها تلمح الإجابة من عندها

"الأمر هو...أعني.. فقط أنظري إلى جسدي لاأستطيع حتى النهوض من السرير بدون مساعدة, لاأتذكر شيئا لاأفهم أين أنا ولامن أنا ولاكيف يفترض بي التصرف, والأن أنت تقولين أنك تخططين لدعوة أناس أخرين إلى هنا, أشخاص لاأميز الصديق من الغريب منهم...هذا...هذا فقط مخيف...ما الذي يفترض بي فعله حينها...أشعر وكأنني سأكون أضحوكتا في أعينهم.."

صمت

لم تجد الأم ماتقوله...لكنها لبتأكيد تألمت, لم يكن السبب كلماته بل كونها أدركت أنها كانت غير مسؤولة ولم تضع إعتبارا لمشاعر إبنها بالرغم من أنها تعلم حالته

"أنا...أنا أسفة إبني...بالرغم من أنني أعلم...قمت...أنا حقا أم فظيعة ألست كذالك"

ظهرت ملامح متألمة ومتأسفة على ملامحها وكأنها ترى أنها لاتملك الحق في الإعتذر

برؤية رين لملامحها عرف أن الأمر سيسوء إذا تابع الأمر على هذا المنوال...لذا وضع على ملامحه إبتسامة طفولية وبريئة وقال بصوت دافئ

"لا..أمي أنت لست كذالك... أنا أعلم أنك فعلت هذا لأجلي لأنك تهتمين بأمري...لذا لاتقولي عن نفسك هكذا...قد لاأتذكر أي شيء لكنني حقا أشعر بالألم في صدري عندما أراكي حزينة هكذا"

بسماعها كلماته إهتزت مشاعرها وقفزت تعانقه مجددا بينما أخذت الدموع تتساقط من جديد

"آآآآه إبني...أنت لطيف جدا...أشعر أنني لاأستحق إبنا مثاليا مثلك"

....

[جديا ألا تبالغ هذه الأم في ردة فعلها قليلا...أو هكذا تكون جميع الأمهات ياترى؟...حسنا, مهما يكن أنا لاأكره هذا]

قالها في نفسه بينما تغلغل شعور دافئ في صدره وكأنه يريد الإنفجار لم يجد غير الإبتسام وهو يتحسس صدره

فجأتا لفت إنتباهه شخص ما يتلصص من المدخل

لقد كانت فتاة صغيرة لايبدو أن عمرها يتجاوز التاسعة بشعر ذهبي قصير وعينان حمراوين كالدم

بعدما لاحظتها الأم إبتسمت بحنان ونادت عليها

"شيلي هيا أدخلي وحيي أخاك الكبير"

"...."

بعد رؤيتها أنه تم ملاحظتها أظهرت ملامح متوترة ثم أغلقت الباب وهربت

"آآآه....يبدو أنها ماتزال خجولة كالعادة لذا إعذرها, سأسحبها إلى هنا لاحقا"

قالتها الأم بنبرة محرجة قليلا

"أختي الصغيرة!؟"

سأل رين وكأنه يريد التأكد بنبرة متحمسة بينما لمعت عيناه فلطالما أراد أخا أو أختا أصغر منه

"آه أجل...إنها أختك الصغيرة شيلي"

لتوها تذكرت مجددا أنه فاقد ذاكرته لتتنهد داخل نفسها

[لايتذكر أخته الصغيرة أيضا]

"حسنا سأعود بعد قليل...يمكنك سؤال الخادمة أرييل عن أي شيء تريد معرفته عن الماضي"

بهذه الكلمات الأخيرة خرجت من الغرفة

..........................

في الخارج حيث ينتظر الطبيب كان ينظر للمخرج وكأنه يتمنى أن يركض نحوه

"أعتذر على التأخير أيها الطبيب"

بينما كان غارقا في التفكير أتاه صوت من خلفه ليلتفت ببتسامة خفيفة على وجهه تخفي قلقا وخوفا عميقا

هذا لأنه أدرك أن صاحبة الصوت هي سيدة هذا المنزل

"لاداعي للإعتذار سيدتي...إذا كان هناك شيء ما أستطيع المساعدة فيه فهو شرف لي"

"حسنا...أردت فقط أن أسألك بشأن إبني"

قالت بنبرة هادئة وقلقة في نفس الوقت

"إبنك الأن في صحة جيدة جدا لقد أوضحت ذالك قبلا و.."

"ليس هذا ما اعنيه..."

قاطعته قبل أن يكمل كلامه وأكملت بملامح قلقة وجادة

"بل هناك مشكلة أخرى تقلقني...إنها تخص ذاكرته, على ما يبدو هو لايتذكر شيئا, أهناك حل ما؟"

"ذاكرته؟ أتعنين أنه فقد ذاكرته؟"

قاله بنبرة متفاجئة

"أجل... لم أرد أن أسألك أمامه كي لاأحبطه بجواب لايريد سماعه"

فكر الطبيب مع نفسه لفترة بصمت كأنه كان يستجمع شجاعته لقول شيء ما

"لكن سيدتي مع كل إحتراماتي وأتمنى ألا تفهمينني خطئا, ألا تظنين أن الأمر هكذا أفضل؟"

"ماذا!؟"

قالتها بنبرة غاضبة بعدما رمقته بنظرة حادة مما جعل عرقا باردا ينزل من ظهره إلا أنه تمكن من المحافطة على هدوئه بصعوبة وأكمل موضحا

"أعني ألاتظنين أن حالته هذه هي هدية من السماء لتعالجي بها أخطاء الماضي"

فهمت تماما ما يعنيه بالماضي إلا أنها رمقته بنظرة حادة ثم أخذت تفكر مع نفسها

[الماضي هاه...أعتقد أنني نسيت أمره بسبب ثلاث سنوات الأخيرة هذه]

بعد فترة من الزمن إبتسمت

"لربما أنت محق!"

بسماعه جوابها تنهد برتياح...لو أنه قبل بعمل معالجة ذكرياته لربما سيبقى مرتبطا بهذه العائلة لثلاثة سنوات أخرى... وهو بكل تأكيد لايريد هذا

"حسنا يمكنك الذهاب الأن, وأيضا...لاتخبر أحدا بخبر إستيقاظ إبني...إذا وصلت ولو إشاعة لأذني فعلم أنك لن تلوم غير نفسك!"

قالتها بنبرة تهديدية بينما تحدق نحوه بنظرات حادة وبتسامة تنذر بالسوء

"إذا كانت هذه رغبتك فلن أتجرأ على ذالك!"

قالها بنبرة محترمة بعدما إنحنى قليلا...لأنه يعلم تمام اليقين أنها لاتمزح

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

شكرا على دعمكم

تأليف satou

وجائزة أفضل ممثل تذهب ل....

صوتو ب

1 للعجوز

2 لرين

هاهاها أمزح فقط وأعتذر على التأخير

2018/03/24 · 1,334 مشاهدة · 2079 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024