بالعودة لرين ترى أن ملامحه معقدة إلى حد ما فهو لايزال يحاول إستيعاب ما حدث, كل شيء كان سريعا بالنسبة له في اللحظة التي كان يظن فيها أنه قد مات يستيقظ ليجد نفسه في جسد أخر...في جسد شخص يمتلك عائلة

بعدما وصل تفكيره لهذه النقطة لم يستطع منع الإبتسامة على وجهه من الإتساع

برؤية الخادمة لبتسامته المريبة شعرت برعشة أسفل عمودها الفقري إلا أنها سريعا ما هدأت نفسها وبادرت في بدء المحادثة

"سيدي الصغير, إذا كان هناك أي أسئلة تشغل بالك فهذه الخادمة مستعدة للإجابة عليهم"

"آه أجل...أسف كنت غارقا أفكر بشيء ما"

"..."

بتذكرها إبتسامته هي حقا لاتريد أن تسأال

"حسنا, كبداية ما إسمك؟"

سألها وبتسامة خفيفة على ملامحه, ربما لأنها أفضل طريقة بالنسبة له لبدأ محادثة

"..."

إلا أن الخادمة بقيت صامتتا للحظة وتنظر له بستغراب

[يسأل عني أولا؟]

قد لا يكون هذا سؤالا غريبا بالنسبة له ولكنه كذالك بالنسبة لها...ربما بسبب كونها معتادتا على طبيعته السابقة

"هذه الخادمة المتواضعة إسمها أرييل شيفانكو سيدي صغير"

"أرييل إذن..."

"أجل سيدي صغير"

لم تعلم إذا كان يتمتم مع نفسه أو يسألها لكنها أجابت على أي حال

"حسنا...وماذا عني؟ ما إسمي؟"

سأل بعدما أخذ يحك رأسه بإحراج

[ألا يفترض أن يكون هذا سؤالك الأول؟]

قالتها الخادمة في نفسها بنبرة مستغربة وكأنها بدأت تشك في صحة العقلية لسيدها الصغير

"رين ريدليك"

"هاه؟"

"إنه رين ريدليك ياسيدي صغير"

برؤية ملامحه وكأنه لم يسمعها لم يسعها غير إعادت كلماتها بصوت أوضح

[ماهذا؟ رين؟ أشترك نفس الإسم مع صاحب الجسد السابق؟ هل هي صدفة؟]

قالها في نفسه بملامح جادة إلا أنه سرعانما أخذ يهز كتفيه غير مكثرث

[جديا...ما الذي أبالغ في تفكير بشأنه مجددا, في الوقت الحالي علي أن أعتبر نفسي محظوظا بسبب كوني لن أحتاج الإعتياد على إسم أخر]

"آه أجل بالمناسبة ماذا عن أمي"

سأل بينما تذكر والدته التي غادرت منذ قليل وبتسامة دافئة على ملامحه

"السيدة إسمها إيريكا ريدليك"

أجابت بنبرة فخورة نوعا ما

[إيريكا يبدو إسما ملائما لإمرأة جميلة وواثقة مثلها...أتسائل إذا كيف يبدو زوجهـ-... آه أجل زوجها وبالتالي أبي]

لاحظ فجأتا أن هناك فردا مهما من عائلته الجديدة غير موجود هنا لذا بادر بالسؤال

"بالمناسبة أرييل, أين هو أبي هل هو مشغول؟"

"...."

لم ترد بينما أخذت تنظر للباب بمعالم مرتبكة وكأنها قلقة من أن تكون سيدة المنزل قد سمعته, إلا أنه بعد تأكدها أن الأمر ليس كذالك تنهدت برتياح و إقتربت نحوه وأخذت تهمس بصوت خافت وحزين نوعا ما

"لا أعلم كيف أخبرك بهذا لكن...سيد المنزل قد مات في الحرب الأخيرة قبل 7 سنوات...نوعا ما السيدة لم تستطع تجاوز الأمر بعد لذا إذا كان ممكنا حاول ألا تذكرها بهذا..."

"آه..."

قالها رين بنبرة مصدومة لاشعوريا, نوعا ما كان هذا مفاجئا بالنسبة له كأنه رفع أماله لتتحطم مباشرتا أمام عينيه, الأمر تقريبا نفس ما حدث عند مركز الشرطة عندما كان يبحث عن عائله

برؤية الخادمة لصدمته أدركت أنها إرتكبت خطئا فظيعا, فبعد كل الشيء الشخص التي تتحدث معه هو إبنه فمن الذي لن يحزن لو علم أن والده قد فارق الحياة

[هل كان من الصواب إخباره ياترى؟]

قالتها الخادمة في نفسها بندم

"سيدي الصغير, أتفضل أن نتابع في وقت أخر؟"

سألت الخادمة بنبرة قلقة بسب كونها بدأت تشعر بالسوء

"لا أنا بخير...لنتابع.."

"كما تريد سيدي الصغير, أهناك شيء أخر تريد معرفته؟"

"بالمناسبة...من تلك العاهرة؟"

سأل بنبرة غير مبالية مما جعل الخادمة تشعر بالإحراج ظانتا أنه لايعلم معنى تلك الكلمة

[أشعر وكأنني غبية لقلقي عليه سابقا]

"الـ-المعذرة؟"

ببساطة لقد كان السؤال غريبا وعشوائيا لذا سألت مجددا لربما يوضح ما يريد

"أنت تعلمين...أمي قالت سابقا شيئا كـ 'بسب تلك العاهرة' أو ماشابه بعد إستيقاظي"

"آآآه, أنت تعني حول ما حصل قبل ثلاث سنوات مع خطيبتك"

"هاه؟ ماذا؟؟ خطيبتي؟؟؟"

[أنا أمتلك خطيبة؟]

"قبل ثلاث سنوات وبنية كسر خطوبتكما تحدتك خطيبتك في نزال"

"إذن ما تحاولين قوله هو أنني خسرت ضد فتاة أليس كذالك؟"

قالها بينما يتنهد بإحراج

"حسنا نعم, فالنتيجة كانت متوقعة... بما أنك لاتستطيع إستعمال السحر"

"هاه؟"

قالها بعدما سمع شيئا غير منطقي

"لقد قلت النتيجة كانت متوقعة بما أنك...."

أرادت إعادة كلامها إلا أنه قاطعها

"لا ليس هذا, السحر, ما الذي كنت تقصدين بهذا؟"

[هل يعقل أننا نقوم بخدع سحرية للجماهير كالتي كنت أراها على تلفاز؟...إذن هل فقدت وعيي من شدة دهشتي لثلاث سنوات؟ أو ماذا؟]

بقيت الخادمة تحملق في سيدها لمدة من الزمن وكأنها حائرة فيما تقوله قبل أن تسأل

"سيدي الصغير, فقط لأتأكد, هل تسألني عن مفهوم السحر؟"

نبرتها الجادة جعلت رين في حيرة

[ماهذا؟ ما هذه النظرات؟ لما تنظر لي هكذا؟ هل كان سؤالا غريبا لهذه الدرجة؟ بالأحرى نظراتها توحي أنني سألت سؤالا غبيا

[حسنا من يهتم, أنا ألعب دور شخص فقد ذاكرته لذا ليس مهما ما أسأله على ما أعتقد]

"أجل"

أجابها بعدما أمال رأسه مظهرا حيرته

"..."

لم ترد عليه, ليس السبب أنها لاتريد إجابته بل كونها لاتعلم كيف تفعل ذالك

أن تشرح ماهية السحر بالكلمات لشخص يجهله تماما هو أمر صعب جدا, هذا إذا لم يكن مستحيلا...الأمر وكأنك تحاول أن تقنع شخصا أعمى أن سماء زرقاء, أعني كيف له أن يعلم ماهو لون الأزرق أساسا إذا لم يره؟

وهذا تماما ماتخطط الخادمة لفعله, أن تريه

"سيدي الصغير لا أظن أن كلمات ستكون كافية لذا راقب جيدا"

بتعبير هادئ جمعت إصبعين من أصابعها مع بعضهم بينما تتمتم ببضع كلمات ثم أخذت تفرقهم مجددا ليحدث شيء جعل رين مصدوما

"زززززز"

فبين أصابعها الأن شرارات كهربائية خفيفة تصدر صوتا عنيفا وقويا

"تك"(صوت فرقعة الأصابع)

وبفرقعة خفيفة من أصابعها إختفت تلك الشرارات بلا أثر وكأنها لم تكن هناك أصلا

"وهذا يا سيدي صغير هو السحر, بل سحر الضوء بالتحديد..."

"هذا... لايصدق"

قالها رين بينما لايزال يحاول إستيعاب ما شاهده مقاطعا كلامها

[ما الذي حدث أمامي الأن بحق السماء؟ السحر؟ هذا كان هذا السحر؟ إذن أنا حقا لم أعد على الأرض... ظننت في البداية أنني في حقبة زمنية أخرى فقط بما أنني لم أرى أي أجهزة كهربائية في الجوار لكن على ما يبدو أنا حقا في عالم أخر]

"سيدي صغير؟"

نادت عليه بعدما رأته غارقا مع أفكاره

"أه نعم... لقد كنت أتسائل كيف تقومين بذالك, أيمكنك تعليمي؟"

قالها بنبرة متحمسة إلى حد ما

"سيدي الصغير أنا أعتذر إذا لم أكن واضحتا في كلماتي سابقا لذا سأعيدها... أنت لاتستطيع إستعمال السحر"

"...."

"أعتذر مجددا سيدي الصغير إذا كانت كلماتي قاسيتا أو فظتا تجاهك"

"لاحاجة للإعتذار, كل ما قلته هو الحقيقة فقط"

قالها بينما يتنهد بستسلام

[جديا ما فائدة الوجود في هذا العالم إذا كنت لاأستطيع إستخدام السحر؟ حسنا على الأقل أمتلك عائلة...]

"بالمناسبة أتستطيعين التوقف عن مناداتي بسيدي صغير هذا سيدي صغير ذاك الأمر يجعلني مرتبك قليلا نادني بإسمي فقط"

"لاأستطيع القيام بهذا سيدي صغير لذا من فضلك إعتد عليه"

ملامحها أظهرت أن هذا غير قابل للتغيير لذا قرر الإستسلام

"*تنهد* حسنا لنعد لموضوعنا الرئيسي"

"حسب ما قلته أنا لاأمتلك أي موهبة في سحر أليس كذالك؟"

"بالفعل سيدي صغير"

"بما أن الأمر كذالك, فلما قبلت نزالها؟...مهلا أيعقل أنني أملك قدرتا أخرى"

"لن أنكر وجود قدرة أخرى في هذا العالم سيدي الصغير أعتقد إسمها كان روح السيف أو ماشابه هي نادرة نوعا ما...لكن حتى هذه أنت لاتمتلكها"

ومجددا حطمت أماله

"إذن...إذن أنا لاأمتلك أي شيء..."

"حسنا...لاأستطيع إنكار هذا سيدي صغير"

[ألايفترض بها أن تقول شيئا مشجعا هنا؟ أليست قاسيةً قليلا؟]

"*تنهد*...بما أنني ضعيف كما تقولين, ما الذي جعلني أقبل بنزالها؟"

"الجواب على هذا السؤال يظل غامضا حتى بالنسبة لي سيدي الصغير...لكن بالعودة لشخصيتك القديمة أعتقد أن هذا الإختيار كان متوقعا منك"

"أتحاولين القول أنني كنت شخصا غبيا وغير مسؤول"

"لا أتذكر أنني قلت شيئا كهذا سيدي الصغير"

[هذه الخادمة...]

"حسنا من يهتم, الماضي يظل الماضي إذا تابعنا التعلق به لن نرى أبدا ما ينتظرنا"

قالها بنبرة مستسلمة وكأنه لم يعد يريد أن يسمع أكثر

"لقد أصبحت حكيما سيدي الصغير"

"شكرا أرييل"

"العفو سيدي الصغير"

بهذا إنتهت محادثثهما وغادرت الخادمة الغرفة بهدوء تاركتا رين غارقا وسط أفكاره

[ماذا الأن...أتسائل ما الذي سأفعله...]

[من كلماتها يبدو أن للقوة أهمية كبيرتا في هذا العالم...وهذا الجسد لايملك لا الموهبة في السحر ولا في الطاقة الأخرى أيا كان إسمها]

[نوعا ما أشعر وكأن حظي ذهب بأكمله لأجل حصولي على عائلة]

"*تنهد*"

[لاخيار إذن... سيتوجب علي العودة لما كنت عليه في عالمي السابق]

[العودة لفن البوابات ثلاث عشر]

×××××××××××××××××××××××××××××××××××

إنتهى الفصل الثامن ~~~

شكرا على دعمكم

تأليف satou

2018/07/17 · 1,580 مشاهدة · 1290 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024