فن البوابات الثلاث عشرة هو في الحقيقة إسم لكتاب غريب كان قد وجده رين بالصدفة...أو بالأحرى سرقه

عند بدايته في عالم الإجرام وبالتحديد عند مداهمة أحد منقبي الآثار في الصين وجد بحوزتهم كتابا غريبا

لم يكن الكتاب مميز الشكل أو حتى مزخرفا بالذهب...الغريب بشأنه هو أن جميع منقبي الآثار ذاك اليوم حاولي الهروب به فقط, دون أن يبدو ولو أدنى إعتبار للتحف الثمينة المرصعة بالذهب التي كانو قد وجدوها معه

لقد كان أمرا غير منطقي لرين حينها

وبالطبع بسبب فضوله حول تصرفاتهم وأيضا محتوى ذالك الكتاب لم يسمح لأحد بالهروب

وأخر ما كان يتوقعه بعد الحصول عليه هو أن يجده يشرح طريقة تدريب غريبة

الإحباط

هذا ما شعر به رين مع قليل من الغباء لأنه أتعب نفسه في مطاردتهم لأجل شيء تافه

هكذا سماه حينها

لكن فعلا, لايمكنك الإستخفاف بفضول البشر

بعدما أخذ معه الكتاب وفي وقت فراغه أخذ يتفقد محتواه وفي نفس الوقت أخذ يحاول التدرب على حسب توجيهاته

في البداية لم يكن يتوقع شيئا منه حقا, لقد كان يقوم بذالك كنوع من التسلية وتضييع الوقت

لكنه لم يحتج الكثير من الوقت ليغير رأيه تماما ويعلم إلى أي درجة كان ذالك الكتاب خطيرا

..................................................................

<عودة للحاضر>

[مر أسبوعان بلمح البصر]

[أصبح بإمكاني الأن الوقوف والتحرك بشكل طبيعي إلى حد ما, وفي ظل هذا الوقت تمكنت من معرفة بعض الأمور عن هذا العالم]

[كبداية علمت أنني في دولة إسمها أركانيا... حسنا, لكن بدل دولة يدعونها مملكة]

[لا أزال لم أفهم التفاصيل جيدا لكن على مايبدو هذه المملكة يحكمها شخص واحد, الملك أو إمبراطور كما يسمونه... نوعا ما الأمر مشابه للقرون الوسطى]

[أعتقد أن إسمه الكامل هو لوسيان أركان]

[آه, وأيضا على مايبدو هو يملك إبنتا خلابة الجمال أو ماشابه... في الحقيقة هذه معلومة لم أسأل عنها لكن على ما يبدو أنها على طرف لسان الجميع بما أنني حصلت عليها]

[حسب ما سمعت, بسبب جمالها أو ربما مكانتها تسابق الجميع لطلب يدها للزواج لكن طلباتهم باءت بالفشل بعد رفض حاد من الإمبراطور...أنا جاد, فعندما أقول الجميع فهذا يشملني أيضا]

[أعلم أعلم, الأمر كان مفاجئا بالنسبة لي أيضا]

[على ما يبدو صاحب الجسد السابق قام بشيء غبي كهذا بالرغم من إمتلاكه لخطيبة بالفعل]

[بصراحة أنا لا أعلم كيف كان يفكر ولاأريد أعلم أيضا]

[في نهاية الأمر ربما عدم إمتلاكي لذاكرته قد تكون أحد النعم من السماوات]

[على أي حال لم تكن هذه معلومتا مهمة]

[في ظل 14 يوما هذه.... الشيء الذي كان يهمني ولم أتمكن من معرفة جوابه هو

لماذا لم تزرني أختي الصغيرة بعد]

[هل تكرهني يا ترى...]

[هذه الفكرة ظلت تراودني مرارا وتكرارا لدرجة أنني أكاد أقتنع بها]

[بصراحة لم يكون بالأمر المفاجئ بعد سماعي كل تلك الإشاعات عني...حتى أنا بدأت أكره نفسي بسببها]

"*تنهد*"

[هل من الطبيعي أن يكون هذا النوع من التوتر بين الإخوة؟]

"سيدي الصغير هل أنت بخير؟"

بعدما سمعته يتنهد مرارا وتكرارا قررت الخادمة السؤال للتحقق إذا ما كان هناك ما يزعجه

"حسنا أنا.."

"باااام" (صوت فتح قوي)

قبل أن يتمكن من إنهاء كلامه قاطعه صوت قوي بعدما فتح الباب على مصرعيه

"سمعت أنك قد إستيقظت أخيرا أيها القمامة"

بالنظر لصاحب الصوت...لقد كانت فتاة...فتاة جميلة بالتحديد بعمر يناهز العشرين أو تاسعة عشر بشعر أسود قصير حتى كتفيها وعينان بنفسجيتان حادتين تنظران له بزدراء, ترتدي لباسا من قطعة واحدة ينتهي إلى حدود ركبتها يظهر وشمين غريبا الشكل على كتفيها

"..."

لم يرد عليها وظل يحدق نحوها بملامح فارغة

[من هذه الفتاة الأن؟ حسب الخادمة أنا أملك أختا واحدة وهي أختي الصغرى ولا أظنها خادمة من أسلوب حديثها هذا]

[همم..إذن أحد أصدقائي؟ لكن حسب علمي أمي قد وافقت على إبقاء خبر إستيقاظي سرا]

"..."

"ما الأمر لما لاترد؟ هل أكل القط لسانك"

قالتها بنبرة غاضبة معها نوع من سخرية

"..."

ومجددا لم يرد عليها إلا أنه إلتفت للخادمة بجانبه لعلها توضح له هويتها

بعدما رأت الخادمة أن سيدها الصغير إلتفت نحوها تأكدت أنه حقا لم يميز الفتاة أمامه

بتنهيدة خفيفة مع نفسها تقدمت

"آنسة لاتينا, سيدي الصغير مازال مشوشا قليلا بعد إستيقاظه من غيبوبته"

"أرجو أن تعذريه فلربما لم يتعرف عليك"

"لم يتعرف علي؟ أهذه مزحة؟ هذا هو عذره الأن؟"

"؟" (رين)

"أيها اللعين, لاتعبث معي"

أصبحت ملامحها أكثر غضبا

"ثلاث سنوات وأنا أنتظر هذه اللحظة"

"ثلاث سنوات وأنا أنتظر اللحظة التي سأكسر فيها وجهك"

"والأن تقول أنك لاتتذكر"

"..." (رين)

[شيء ما يخبرني أننا لم نكن متوافقين]

قالها رين في نفسه بينما لايبدو مكثرثا بغضبها

[دعني أستغلها في تذكيرك إذن]

قالتها وبتسامة خبيثة على وجهها

"شووووو" (صوت حفيف الرياح)

بدأت الرياح تتحرك بشكل خفيف في الغرفة وتجتمع في يدها

"أوووه هل هذا هو السحر مجددا؟"

برؤية رين لحركة الرياح الغريبة لم يستطع منع معالم الدهشة من الظهور على وجهه

لقد كان الأمر يشبه مشهدا في أحد الأفلام الخارقة للطبيعة

"توقفي"

قالتها الخادمة بنبرة باردة بعدما تقدمت أمام رين

"أرييل تنحي عن طريقي, ألا تدركين إلى أي درجة دنس هذا القمامة إسم العائلة؟"

"والأن يدعى أنه لايتذكر؟"

"لايغتفر"

"أنسة لاتينا, أتفهم شعورك تماما لكن سيدي صغير لايزال يتعافى, سأقدر حقا لو إحترمت نفسك قليلا بينما أنت في هذا المنزل...هذا إذا ما لم تريدي مني إبلاغ سيدة المنزل عن تصرفاتك"

"أرييل...أنت...تهددينني؟"

قالتها بنبرة غير مصدقة, لربما لأنها مقربة منها؟ هكذا فكر رين

"هذه الخادمة لاتتجرء, لكن تبقى مسؤوليتي في إبلاغ السيدة عن كل ما يحصل في هذا المنزل"

أما بالعودة لرين فقد قرر عدم التدخل بينهما بما أنه لا يزال لايعلم شيئا عن هويتها غير إسمها

وأيضا لانه يبدو كعرض لاتراه كل يوم

"تشيييه"

بفرقعة من لسانها توقفت الرياح وإلتفتت الفتاة نحو الباب بملامح غاضبة

"نقاشنا لاينتهي هنا, تذكر هذا جيدا أيها القمامة"

قالت جملتها بغضب بينما تغادر مع الباب

[هوووو~ هل تدربت على هذا ياترى؟ يبدو كمشهد تراجع في أحد الأفلام]

[لربما تملك موهبتا فطريتا في الثمثيل]

قالها رين في نفسه بإعجاب لدرجة أنه شعر أنه لربما يجدر به التصفيق

"سيدي الصغير هل أنت بخيـ.."

لم تستطع الخادمة إكمال جملتها بعدما إلتفتت نحوه, و ظلت تحدق فيه بغرابة

فقد كان رين جالسا يحتسي الشاي الذي كانت قد أحضرته سابقا منذ من يعلم متى, وكأن كل ما كان يحدث لاشأن له فيه

[جديا هل هو بخير؟]

لو كان هذا هو سيدها الصغير السابق لربما كان قد تبول في سرواله من شدة الخوف بالفعل, أو يرتجف في الركن كالفأر

"ماذا؟ أتريدين إحتساء الشاي معي؟"

بعدما رأى أنها تحدق فيه أشار لكرسي أمامه بينما يدعوها

"*تنهد* لما لا"

ردت عليه بنبرة مستسلمة

بطبيعة الحال في العادة لايسمح للخادمة أن تجلس في نفس الطاولة مع سيدها...لكن رين لم يكن يكثرث لتلك الأمور لذا كان يدعوها مرارا وتكرارا حتى قررت في نقطة ما الإستسلام

"سيدي الصغير كم مرتا على إخبارك أنه غير مسموح للخدم بالجلوس مع النبلاء, لو سمع أحد في الخارج عن هذا سيظنون أنك هدف سهل"

قالتها بينما تصب لنفسها كوبا من الشاي ثم جلست على كرسي مقابل له... يبدو وكأنها إعتادت على الأمر بالفعل

"وكم مرتا أخبرتك أنني لا أكثرث, وأيضا لا أحد يعلم أنني إستيقظت حتى فكيف سيعلمون عن شيء تافه كهذا؟"

"هذا الشيء التافه كفيل بجعلك أضحوكتا في مملكة بأكملها ياسيدي الصغير"

"ألست مشهورا على أنني كذالك بالفعل؟"

"*تنهد*"

تنهدت بستسلام ثم أخذت رشفة من كوبها

"لندع هذا الأمر جانبا, يبدو أن هناك أمر لم تخبريني به بعد"

قالها رين بينما ينظر للباب حيث خرجت تلك الفتاة

"همم؟ آه أجل,أنت لاتتذكر الأنسة لاتينا...إنها إبنة عمك"

[آه قريبتي إذن؟...لقد نسيت أن هناك هذا النوع الأقرباء بحكم أنني لم أمتلكهم سابقا]

[إذن ليس غريبا كونها تعلم أنني إستيقظت بما أنها جزء من عائلتي]

بينما رين مشغول بتفكيره بادرت الخادمة بالحديث مجددا

"لاتينا إنها... ليست شخصا سيئا, هي وخطيبتك كانو أصدقاء مقربين جدا بالأحرى كانو أشبه بأختين"

"كانو؟"

"أجل بعد سماعها بما حدث لك, ذهبت في موجة من الغضب تطرق باب منزلها بسبب قلقها عليك...لو لم يتم إيقافها من طرف الحراس لربما كانت قد قتلتها, وهذا بالطبع قبل حتى أن تصل الأخبارك لوالدتك"

"بالنظر للأمر مجددا... لقد حدث الكثير حينها"

إستندت على الكرسي بظهرها بينما بدى وكأنها تتذكر الماضي

"إذن فهي شخص طيب القلب... فقط تحاول أن تبدو قوية"

قالها بينما يبتسم

"حسنا... لا أعلم بهذا الشأن, فأنا لم أقل أنها طيبة القلب...قلت فقط أنها ليست شخصا سيئا"

"...."

[هذه الخادمة]

"على أي حال سيدي الصغير... مارأيك في جولة حول المنزل"

"همم؟"

"من يعلم فلربما يساعدك هذا في تذكر شيئا ما"

"حسنا...تبدو فكرتا جيدة"

"إذن أين تريدنا أن نبدأ"

قالتها بنبرة متحمسة

برؤية حماسها شعر أن هنالك أمر خاطىء لكنه بلع شكوكه ورد عليها ببتسامة خفيفة

"سأدع الأمر لك"

...................

"آحمم آحم... هنا الحديقة الرئيسية حيث توجد مجموعة متنوعة من الأزهار والنباتات والأشجار وما شابه"

"....؟"

"هنا المطبخ حيث يعد الطعام الذي تأكله"

"....؟؟"

"هنا الصالة الرئيسة حيث يجلس الضيوف أو أيا كان"

"....؟؟؟؟؟"

"هنا المرحاض حيث...."

"توقفي...فقط توقفي"

قاطعها بنبرة منزعجة بينما يفرك حاجبيه

"ما الخطب سيدي الصغير "

سألت بنبرة حائرة

"بل ما خطبك أنت وشرحك هذا, لقد فقدت ذاكرتي وليس عقلي"

"ما الفرق؟"

قالتها بينما تهز كتفيها بحيرة

"...أنت تستمتعين بهذا أليس كذالك؟"

"لا أعلم ما الذي تتحدث عنه سيدي الصغير"

قالتها بينما تدير وجهها

"جديا هذه الخادمة..."

..................................

بعد إنتهائه من جولته أو على الأقل هكذا كانت تسميها الخادمة, قرر رين العودة إلى غرفته... بمفرده

بينما يلتفت مع الرواق كاد يصتدم بشخص ما, إلا أن ذراعيه تصرفا بسرعة لإمساك ذالك الشخص قبل الإصتدام وأوقفه

"أه"

بالنظر لمن كان سيصتدم به أطلق رين صوتا متفاجئا

شعر أصفر قصير وبنية صغيرة وعينان حمراوتين

بالفعل, لقد كانت أخته الصغرى شيلي

[أنا حقا لم أتوقع مقابلتها بهذه بهذه السرعه]

[لكن هذا ليس مهما الفرصة أمامي الأن, يجب على الأقل أن أستغلها جيدا]

[أولا دعنا نعطي إنطباعا إيجابيا]

"شيلي هل أنت بخير"

قالها بنبرة دافئة بينما يمسكها من كتفيها

كان يحاول قدر الإمكان تقليد أحد الأفلام الدرامية التي شاهدها في عالمه السابق

"هاه؟"

بسماعها ذالك الصوت المألوف ينادي بإسمها...صوت لم تسمعه منذ سنوات, إرتجفت

غير مصدقة أذنيها رفعت عينيها المصبوغتان بالدم لتنظر في وجه صاحب الصوت

"..."

إرتجفت مجددا

كان بإمكان رين الإحساس برتجافها لكن هذه المرة كانت أقوى, حتى أنه لاحظ تكون دمعتين في حافتي عينيها

ارتباك

شعور لم يشعر به رين منذ فترة طويلة

[ماخطبها؟ لما تبدو خائفة؟, هل قمت بشيء خاطئ ؟]

خبرته في الأفلام درامية لم تساعده في هذه اللحظة

في النهاية لم يجد ما يفعله غير تركها والتراجع للخلف بخطوة من أجل الإفساح المجال لها كي تهدأ

لكن بعدما رأت أنه تركها إستجمعت شجاعتها وإلتفتت ركضا في الإتجاه المعاكس

"مـ-مهلا-..."

[آه...لقد هربت]

بدت وكأنها أرنب صغير يهرب من وحش مخيف

[إذن في نهاية الأمر...هي حقا تكرهني]

وضع يده في وجهه بينما يتنهد بهذه الكلمات

في الواقع كنت بالفعل أتوقع هذه النتيجة

لكن وحتى وأنا أتوقعها مازل الأمر محبطا

"ريييييين"

صوت جامح مألوف نادى بإسمه...وقد كان آت من نفس الإتجاه الذي هربت إليه أخته الصغيرة

رفع رأسه ليكتشف أن صاحب الصوت هو نفس الفتاة التي إقتحمت غرفته سابقا...لاتينا

××××××××××××××××××××××××××××××

تأليف : satou

2019/02/22 · 1,266 مشاهدة · 1704 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024