"يقول بِأنه سبق ورآك في عالم الجمرة الخبيثة"

قطّب شوفين جبينَه وركّز قِواه الروحية على ختم الروح الموضوع على سويكا، وبِهذه الطريقة.. صار يستطيع التواصل مع البيضة عبر العلاقة الدموية بين سويكا والمخلوق الغريب داخل البيضة، حينها.. سمِع البيضة تقول

"في البداية.. لم أعرِف مَن تكون، لكني تذكّرتُ بَصمة هالتِك الروحية بعد تحوّل شعلتِك الروحية إلى اللون الأحمر، لابد بأنك أنت هو عرّاب الخراب الذي رأيتُه في عالم الجمرة الخبيثة قبل زمنٍ طويل"

رفع شوفين البيضة وقال

"أنا لا أذكرك، أين رأيتني بالضبط ؟"

قال المخلوق الغريب

"رأيتُك وأنت تُدمّر جيوش تحالف روانما، هربتُ مُباشرة من عالم الجمرة الخبيثة عندما رأيتُ وحشيّتك، وبعد فترةٍ من الزمان.. سمِعتُ بِأنك قد دمّرت ذلك العالم بأكملِه، أنت قُدوتي يا رجل"

ضحِك شوفين بِغضب لأنه لم يتوقّع أبداً أن تجمعَه الصدفة مع مثل هذا الوحش الغريب، لذلك قال بِنبرة مُخيفة

"بِما أنك تعرِف كل هذه الأمور فهذا يزِيد إصراري على وضع ختمي على روحِك"

قال المخلوق

"للأسف.. هذا لن ينفَع لِأني مخلوقٌ أصيل مِثلك"

عبس شوفين وصمت طويلاً فقالت سويكا

"ما معنى مخلوق أصيل ... وما هو العقد المتساوي ؟"

نظر إليها شوفين وقال

"بعض الأمور سيكون من الأفضل ألا تعلميها في الوقت الحالي، أما العقد المتساوي فيَعني بِأن لا أحد من الطرفَين يستطيع خِيانة الآخر، لكن.. لا أحد أيضاً يستطيع التحكّم في الآخر، أي أن كل طرفٍ ستكون لديه إرادتُه الخاصة"

تدخّل المخلوق الغريب قائلاً

"أنا لن أتخلى عن مثل هذه الفتاة اللطيفة، سأكون رفيقها على الدوام، لكني ضعيف جداً وأحتاج إلى الخروج مِن هذه الشرنقة"

صمت شوفين قليلاً ثم سأله

"كيف وصلتَ إلى هذا العالم المُتدنّي ؟
وما هو شكلُك الأصيل ؟"

تُعتَبر المخلوقات الأصيلة فريدةً عن غيرِها، مِنها ما هو بشري ومنها أجناسٌ أخرى مثل الجان والغيلان وأطفال الغابة، ومنها طبعاً ما يكون على شكل وحشٍ من نوعٍ مُعيّن، لذلك سأل شوفين عن شكلِه الأصيل، أجاب المخلوق

"أنا خنفساء متحولة، أما كيف وصلتُ إلى هنا فأنت مَن أخرجني مِن مكاني، أنا لم أزُر هذا العالم من قبل، وآخر ما أتذكّره هو أني كنتُ في عالمٍ أوسط ودخلتُ إلى فراغٍ طبيعي للسبات"

قطّب شوفين جبينَه وبدأ يفكّر في ذلك الفراغ الطبيعي حيث كان أرفود، ومِمّا قالَه الخنفس فيجب أن يكون ذلك الفراغ متّصلاً بِعالمٍ آخر من العوالِم الوسطى، لكن هذا ليس وقت التحقيق معه وإنما سيترُك الأمر إلى وقتٍ آخر، نظر إلى البيضة ثم سأل الخنفس عن شيءٍ مُختلف

"هل لديك ذِكريات لِما قبل الولادة ؟"

قال الخنفس

"ماذا تقصِد ؟"

هزّ شوفين رأسه وغيّر الموضوع

"لا شيء، أخبرني.. هل ستكون مُطيعاً إذا ساعدتُك ؟"

قال مباشرة

"أنا مولع بِهذه الفتاة ولا أنوي العبث معها"

ابتسم شوفين نحو سويكا ثم قال للخنفس

"حسناً، دعني أُقيم عقداً مُتساوياً معك"

جرح شوفين أصبعَه وأخرَج قطرة دمٍ ثم وضعها على البيضة وضخّ طاقتَه الروحية، وعكس المألوف.. قام المخلوق هذه المرة بالسماح لِطاقة شوفين ودمِه بالدخول إلى روحِه، وما هي إلا بِضع ثوانٍ حتى انتهى العقد بينهما، حينها.. أشار شوفين إلى حوض الدم وقال

"سأستخدِم هذه الدماء لزِيادة قوتي، وهذه العملية ستجعل عالمي الفراغي مليئاً بالهالة الشيطانية، لذلك لن تستطيع سويكا البقاء فيه، أما أنت فستبقى مع نسختي الروحية داخِل الحوض، وسأمنحُك عشرة في المائة من الدماء مقابِل السماح لي بالوصول ذكرياتِك مُنذ وِلادتِك إلى اليوم"

اهتزّت البيضة وقال الخنفس

"جيد، أنا موافِق"

يُعتبر العقد المتساوي مُلزِماً لِجميع الاتفاقيات التي تَتم بِالرضا بين الطرفَين، وبِما أن الاتفاق كان أن يمنَح شوفين عشرة في المائة من الدماء مُقابل ذكرياتِه فيجِب على الطرفَين الإيفاء بِالاتفاق، وإلا فإن الطرف الخائن سيُصاب بِجروح خطيرة في روحِه.

قام شوفين بإخراج سويكا ثم صنع حاجزاً فوق الحديقة حتى لا تتأثر الأعشاب بِالهالة الشيطانية، بعدَها.. أخذ شوفين بيضة الخنفساء ودخل بِها إلى الحوض وبدأ يستخدِم تقنية شيطانية غريبة لإثارة الدماء فبدأت هالةٌ شريرة بالتصاعُد، وكانت أكثر شراًّ من الهالة التي تصاعدَت من سفيار أثناء اختِراقِه، تدخّل الخنفس قائلاً

"عرّاب الخراب يُريد تحويل تدريبِه إلى المسار الشيطاني ؟"

عبس شوفين وقال

"هويتي الحقيقية يجب أن تبقى سرّية مهما حدث، لا أسمح لك بإخبار أحدٍ عنها، موافق ؟"

قال الخنفس مباشرة

"موافق، أنا أصلاً لا أريد صنع عداوة معك"

أومأ شوفين بِرأسه ثم قال

"أنا لن أتحوّل إلى المسار الشيطاني، راقِب بِصمتٍ وسترى ما الذي أفعلُه"

...

خارج العالم الفراغي، فتح شوفين عينَيه ووَجد سويكا بِالقرب مِنه، ابتسمَت وسألَته مباشرة

"عرّاب الخراب وتدمير العالم.. يبدو بأن تاريخَك ليس بسيطاً"

لوى شوفين فمَه وربّت رأسها ثم شرح

"ذلك العالم كان مُخصصاً لصِناعة الأوبِئة القاتلة، لذلك تخلّصتُ منه وقضيتُ على رُعاتِه، إنه شيءٌ أنا أفتخِر بِه"

ابتسمَت بِسعادة ثم سألَت مرة أخرى

"ما معنى مخلوق أصيل ؟"

قال

"مخلوقات نادرة جداً ولم يتبقَّ منها سوى القليل، ستعرفين عنهم يوماً ما، أما الآن فدعينا نُخطّط كيف نسرِق أموال هذه العشيرة ؟"

--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. ما هو المخلوق الأصيل ؟

#تحت_المجهر
--------------

صفحة الرواية على فيسبوك:
https://fb.com/MicroShowFine

2020/01/28 · 534 مشاهدة · 760 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024