121 - من سيغادِر معي ؟

"حمقى"

بعد عِتاب سويكا.. صمت الجميع وبدؤوا يُعالِجون أنفُسهم، ولِحسن الحظ أن أغراضَهم وخواتِم التخزين الخاصة بهِم قد كانَت في حجر التخزين المُدمج مع جسد ريكو، لذلك لم تُؤخَذ مِنهم أغراضُهم وأموالُهم، خاصة أن ريكو قد تمّ التعامُل معه وكأنه حيوانٌ أليف، بل وقد حاول البعض استِمالته بالطعام والحبوب الطبّية لعلّه يتخلى عن ولائه لِراموليا، إلا أن جميع مُحاولاتِهم قد فشِلت لذلك تم تقديمُه للمُحاكم قبل أن يُنقِذه شوفين مع الآخرين.

استمرّ الجميع في صمتِهم حتى الصباح، وكان شوفين قد استردّ عافِيتَه بين أحضان سويكا، فتح عينَيه ونظر إليها فابتسمَت بِسعادةٍ وبدأت تسألُه عن حالِه بِنبرة تغزُّلية، ومع أن الأمر كان يبدو عادياً للجميع إلا أن راموليا كانت تشعُر بِأن شيئاً ما قد تغيّر بين الاثنَين، خاصة أن شوفين كان يبدو ألطفَ معها من السابق، لكنها لم تقُل شيئاً لأنها لا تدري كيف سيتفاعل معها شوفين وما إن كان قد سامحها أم لا يزال غاضباً عليها.

عدّل شوفين جلوسَه ونظر نحو الجميع قبل أن يُسارِع إليه إينجِه ويُعانِقَه بِسعادة وهو يقول

"لقد جعلتني أقلق عليك كثيراً أخي شوفين، كيف حالُك الآن ؟"

ابتسم شوفين وربّت شعر رأس إينجِه ثم قال

"استِخدام عالمي الفراغي عن بُعد كان مُغامرةً كبيرة، لذلك صرفتُ الكثير من قوّتي الروحية حتى لا تحدُث أية مشاكِل وأنتُم تنتقِلون إليه، لكني الآن بِخير"

أبعدَ عنه إينجِه ثم وقف واقتربَ من الآخرين، نظر نحو زِنهار ثم أومأ بِرأسِه نحوَه، نظر نحو صلجان وريكو لِبعض الوقت قبل أن يستدير نحو راموليا ذات الملامِح الجليدية، ابتسم نحوَها ثم قال

"لقد ازدادَت قوّتُكم يا رِفاق، إينجِه قد اخترق إلى بِداية مستوى تألّق الطاقة الخارجية، وراموليا في قمّة نفس المستوى، ريكو أيضاً قد اخترق إلى مرحلة التألّق.. هل واجهتُم بعض الحظوظ ؟"

قالت راموليا

"لديهِم موارِد جيدة وهناك الكثير من الضغوط في المدرسة الخارجية، لكن.. لماذا كانوا يبحثون عنك وكيف عرفوا بِأننا على علاقة بك ؟"

قال بِوجهٍ عابِس

"أعتقِد بأنه ذلك الشيخ الأول من متجر أعلى جبل، لأنه الوحيد الذي يعلم علاقتي بِك"

شرح لهُم بعض ما جرى له مع ذلك الشيخ وعبيد الذهب السائل ثم التفتَ إلى زِنهار وسأله

"هل تعلم شيئاً عن آثار تيرامورا ؟"

هزّ زِنهار رأسَه بِالنفي لأنه ليس من الأراضي الوسطى، ضمّ شوفين شفتَيه لِبعض الوقت قبل أن يقول

"يجِب علينا جمع المعلومات عنها، سيكون هذا آخر شيءٍ أفعلُه في هذا العالم قبل المُغادرة"

قال زِنهار بِصدمة

"هل يُعقل بأنك قد اخترَقتَ إلى مرحلة الفراغ ؟"

ضحِك شوفين وهو يهزّ رأسَه جانبياً ثم شرح

"لا زِلتُ في مُنتصف مرحلة المجال، لكني أملِك بعض الحِيَل للمُغادرة من العوالِم المُتدنّية"

ابتلَع زِنهار ريقَه عندما علِم بأن شوفين قد صار في نفس المُستوى الذي هو فيه، ولأنه يعلَم وحشية شوفين فهو لم يجرؤ على تخيّل الوضع الذي سيكون فيه إذا دخل معه في قتالٍ مثل السابق، ابتسم وقال

"هل ستأخُذ معك رِفاقك ؟"

نظر شوفين نحو الجميع وقال

"لن أُجبِر أحداً على القدوم، حتى أنت يا إينجِه رغم أنك لا تنتمي إلى هذا العالم"

قال إينجِه وسويكا في نفس الوقت

"سأذهب معك"

أومأ شوفين بِرأسِه مع ابتسامة سعيدة لأنهما الأكثر أهمية في فريقِه، فإينجِه سيجعلُه يدخُل إلى شجرة العالم وسويكا تقوم بِتدجين البيضة والخُنفس الذي يسكنها، نظر نحو راموليا فقالت بِهدوء

"سأذهب أيضاً، لم يعُد لديّ ما يربِطني بِهذا العالم على أي حال"

قال ريكو

"لقد وعدتَني بِبعض الأمور ولا أراك قد وفّيت بِها، لذلك سأتبعُك أينما ذهبت"

التفتَ شوفين نحو زِنهار وصلجان فقال زِنهار

"كُنتَ قد وعدتني بِتقنيةٍ أصِل بِها إلى مرحلة الفراغ، لذلك لا يوجد فرقٌ كبير، خاصة أني لا أستطيع المُغادرة حتى أضمَن استقرار تدريب تلميذتي"

أومأ شوفين ثم أخرَج مجموعةً من الحبوب الطبية وأعطى واحِدة لِكل واحدٍ منهم دون أن يشرح لهُم مفعولها، نظر نحو إينجِه وسأله

"أين هو قوسُك ؟"

أخرج إينجِه قوسَه وكان لا يزال يسكُنه أرفود، خرج أرفود وألقى التحية على شوفين ثم عاد إلى العالم الفراغي، بدأ شوفين بِتجرِبة مهارات إينجِه في الرماية قبل أن يأخُذ منه القوس ويقول

"بِما أنك قد وصلتَ إلى هذا المُستوى بِقوسٍ عادي فقد حان الوقت لاستخدام قوسٍ أفضل"

اتّسعَت عينا إينجِه وقال بِنبرة حماسية مَمزوجة بِبعض الخوف

"هل حان الوقت لاستخدام جوهرة الروح الخاصة بأطفال الغابة ؟"

كان شوفين قد أخبرَه بأن أطفال الغابة يملِكون جوهرة الروح والتي يستخرِجونها ويصقلون مِنها أسلِحتهم، ابتسم شوفين وقال

"أنت لا تزال ضعيفاً جداً، واستخدام جوهرة الروح الخاصة بِك الآن يُعتبر مجرّد تبذير"

قال هذا ثم أخرج مُكعباً أخضر اللون وقال

"هذا معدِن العشب الحاد ويتعامل مع طاقة الخشب بِطريقة لا مثيل لها، أستطيع صقلَه لأجلِك مثل أي قوسٍ آخر، لكن.. إذا صقلتَه أنت فسيكون أفضل بِكثيرٍ لأنه سيندمِج مع وِعائك ويصير جُزءً من جسدِك"

أعطاه المُكعّب ثم لمَس جبهتَه ومرّر له بعض المعلومات قائلاً

"هذه بعض المعلومات حول طريقة صقل معدن العشب الحاد باستخدام طاقة الخشب، بالإضافة إلى بعض المعلومات حول أشهر الأقواس في العالم، يُمكِنك مُراجعة خصائصِها لِصقل قوسٍ مُناسبٍ لك"

اقترَب من زِنهار ومدّه بتِقنيةٍ خاصة فتغيّرت تعابيرُه لأنها كانت تقنية قوية ومُناسِبة له، وهي بالفعل تستطيع رفع تدريبه في أقل من عشر سنوات كما أخبرَه سابِقاً، ما يعني بأن شوفين قد أوفى بِوعدِه له، أما تلميذُه سفيار فقد كان هو السبب في أنه لا يزال على قيد الحياة لأنه اعترض طريق شوفين ولم يدَعه يقتُله.

انتهى شوفين من زِنهار ثم نظر نحو ريكو، نظر إليه طويلاً ثم قال

"كم قطرةً يجِب أن تُعطيني من جوهر دمِك بعد هذا الغياب الطويل ؟"

عبس ريكو وتراجع للخلف فضحِك عليه شوفين وسألَه

"هل حقّقتَ أي تغيِيراتٍ في مهاراتِك الفطرية ؟"

قال ريكو

"ليس ما وعدتني به، لكني اكتسبتُ بعض القدرات الجديدة، خاصة على صعيد الـ.."

صمت ريكو عِندما رأى شوفين يستدير وينظُر إلى مكانٍ بعيد، تقدّم شوفين للأمام قليلاً ثم قال

"لقد جاؤوا أخيراً"

--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. من هُم الذين جاؤوا ؟

#تحت_المجهر
--------------

صفحة الرواية على فيسبوك:
https://fb.com/MicroShowFine

2020/02/05 · 574 مشاهدة · 912 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024