"لقد جاؤوا أخيراً"
انتبهَ الجميع وحدّقوا نحو نفس الاتّجاه إلا أنهم لم يشعروا بأي شيء، سأل زِنهار بِبعض الفضول
"مَن هُم ؟"
أجابه شوفين
"العقل الأرجح"
ارتجَف زِنهار وتغيّر لونُه وهو ينظُر نحو شوفين الهادئ، قامَت سويكا ووَقفت بِالقرب من شوفين ثم سألَته
"هل أتَت معهم تلك المعتوهة أيضاً ؟"
ضحك شوفين وقال
"هي لم تُسِئ إليك في ذلك الوقت وإنما كانت تُطبّق فقط ما طلبتُه أنا منها"
كان زنهار ينظر نحو شوفين وسويكا بِوجهٍ شاحب وكأن روحَه قد غادرَت جسدَه، وذلك لِأنهما كانا يتحدثان عن أفراد طائفة العقل الأرجح وكأنهم أشخاص عاديون، وما هي إلا دقيقةٌ واحدة حتى وصل وحشٌ طائر يُشبِه اليعسوب، وفوقَه كانَت داشاي مع ثلاثة شيوخ في قمة مرحلة المجال.
نزل الوحش فوق قِمة الجبل واقترَب الأربعةُ مِن شوفين فقالت داشاي باحترام
"التقَينا مرّة أخرى سيد شوفين"
أومأ شوفين برأسه ثم نظر نحو الشيوخ الثلاثة وقال
"هل ستلعبون معي أنتم أيضاً كما فعل الآخرون ؟"
قهقه أحدُهم ثم قال مازِحاً
"ليس بعد المجزَرة التي قُمتَ بها في الأمس"
قالَت داشاي
"لقد طلبتَ مني المجيء عندما أكون مُستعدّة، لهذا لم أعُد إليك حتى جلبتُ ثلاثةً مِن أعلى عشرين في تصنيف الطائفة"
أومأ شوفين بِرأسِه ثم قال
"سأدخُل في الموضوع مباشرة، أنا أبحث عن بعض الأغراض المسروقة من تلك الخزانة التي وجد فيها سلفكم نسخة الكتاب المقدس، وحسب كتاب التاريخ المجيد فالعشائر الخمسة هي التي فتحَت الخزانة وسرقَت مُحتوياتِها"
تقدّم أحد الشيوخ وقال
"أنا صولدي، الرقم 11 بين الأعضاء المائة في طائفة العقل الأرجح، هل يُمكِننا معرِفة علاقتِك بتِلك الخزينة ؟"
قال شوفين
"رأيتُها في الأحلام"
صمَت الجميع لأن جواب شوفين كان جارِحاً، لكنّهم لم يقولوا شيئاً لِأن القوي يَحقّ له قول وفِعل ما يشاء في عالمٍ تكون فيه القوة هي كل شيء، لذلك قال صولدي بعد صمت
"ما المطلوب منا مُقابل الحصول على الجزء الثاني من الكتاب المقدس ونُسخةٍ من كتاب التاريخ المجيد ؟"
قال شوفين
"الدعم الكامل لاسترجاع خمسةِ أغراض معينة من الخزانة، ويُمكِنكم الحصول على أي شيء آخر غير هذه الخمسة"
نظر الشيوخ إلى بعضهم البعض ثم قال صولدي
"هذا أمرٌ يحتاج إلى بعض الوقت لاستشارة أعضاء العشيرة، فقراراتنا يتم اتخاذُها بِالإجماع"
قطّب شوفين جبينَه ثم نظر نحو داشاي وقال بنبرة جافة
"هل أفهم بأنكم قد أتيتُم لِتضيِيع وقتي مرة أخرى ؟"
ابتلعت داشاي ريقَها فضحك شوفين ثم سألها ساخراً
"أم أن هؤلاء الثلاثة قد تبِعوك لِتجربة قوّتي ثم تراجعوا بعد سماعِهم بِالمذبحة التي قُمت بها ؟"
تغيّرت ملامِح الشيوخ وظهر العرق على جِباهِهم فاستدار شوفين وهو يقول
"سأعطيكُم فرصةً أخيرة، سأنتظِر ردّكُم في آثار تيرامورا"
قالت داشاي بِصدمة
"آثار تيرامورا ؟"
أومأ شوفين ثم قال
"يبدو بأن الخبر لم ينتشِر بعد، حسناً.. لقد عثرتُ على المفتاح السابع، أليس هذا هو المُتطلَّب الأخير لِفتح البوابة ؟"
نظرت إليه داشاي بِصدمةٍ قبل أن يقول أحد الشيوخ
"لقد وصلَتني بعض التقارير عن ظهور الضوء السابِع في البوابة، إذن فقد ظهر آخر المفاتيح فِعلاً"
أخرج شوفين قُرص العظم ثم سأل داشاي
"هل تعرِفين أين توجد آثار تيرامورا ؟"
أومأت بِرأسِها فقال
"إذن.. ستأتين معي"
قال هذا ثم لوّج بِيدِه وأدخل رِفاقَه إلى عالمِه الفراغي تحت صدمة الشيوخ، أخرَج الطيارة بعدَها ثم نظر نحو الشيوخ بِوجهٍ عابسٍ وقال
"لا تختبِروني أكثر مِن هذا"
اقترَب من داشاي وسحبَها مِن يدِها ثم طار بِها بعيداً، نظر الشيوخ في بعضِهم البعض ثم قال صولدي
"ربما يجِب علينا إخبار الرئيس هذه المرة"
قال شيخٌ آخر من الجانِب
"لكن الرئيس في عُزلة، هل يجب علينا إزعاجُه ؟"
قال صولدي
"شوفين هذا.. غريبٌ جداً، ألَم تشعُر بِـ طاقة الفراغ عندما أخفى أتباعَه ؟"
...
كانت داشاي أمام شوفين على الطيارة، وكانت حالتُها النفسية سيئة لِأن الأمر قد حدث بِسرعة كبيرة وكأن شوفين قد قام باختطافها، خاصة أنه كان يقِف خلفها ويُحيطُها بِذراعَيه، ولولا أنه عجوزٌ خبيرة لربّما كانت حالتُها أسوأ بِكثير، ومع خِبرتِها إلا أن حركة شوفين قد كانت ثقيلةً عليها وكأنه يتحرّش بِها، وبينما هي في صِراعِها الداخلي.. قال لها بِنبرة جافة
"أخبريني كل شيءٍ تعرِفينَه عن الخمس عشائر الأقوى"
--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. هل ستحدُث معركة قوية بين شوفين والعشائر الخمسة الأقوى بالقُرب مِن آثار تيرامورا ؟
#تحت_المجهر
--------------
صفحة الرواية على فيسبوك:
https://fb.com/MicroShowFine