"لا تُزعِجي أتباعي أيتها العجوز المُنحرِفة"

تدخّل الشاب الثلاثيني بِالأبيض عندما كانت العشرينية الشيطانية تُزعِج داشاي، لوَت العشرينية الشيطانية رقبتَها ونظرَت نحو الثلاثيني قبل أن تسخَر منه

"أنظروا من يتحدّث، هل تشعُر بِالغيرة الآن ؟"

اقترَب منهما أربعينيٌّ لديه حاجِبان كثيفان وقال

"توقّفا عن العبث، هل هذه هي الصغيرة التي كانت معه ؟"

توقّفت العشرينية الشيطانية عن إزعاج داشاي فسقطَت أرضاً، وفجأة.. رفعَتها هالةٌ لطيفة وقرّبتها من الشاب الثلاثيني، نظر إليها بِلُطفٍ قبل أن يسألها

"ألَم يخرُج بعد ؟"

هزّت رأسَها ثم قالت بِحذر

"هل أنت هو السلف العظيم ؟"

ضحِك الشاب بِالأبيض ثم قال

"نعم، أنا هو مَن تُسمّونَه بالسلف العظيم، وهؤلاء هُم أسلاف العشائر الخمسة"

انحنَت نحوَهم باحترام وقالت

"لم يخرُج مُنذ دخل قبل أسبوع، وقبل الدخولِ كان يُغنّي ويقـ.."

رفع الثلاثيني يدَه وقاطعها

"لقد وصلَتنا التقارير بالفِعل، لكنّنا نرغَب بِسؤالِك عن شخصيّتِه، هل لديكِ أي مُلاحظاتٍ غريبة تتعلّق بِه ؟"

صمتَت قليلاً ثم ابتلعَت ريقَها وقالت

"في الظاهِر.. يبدو وكأنّه مجرّد شابٍّ مشلول في الخامِسة عشر مِن عُمرِه، لكنّه قويٌّ جداً ويستخدِم تقنياتٍ غريبة، كما يملِك سِلاحاً غريباً يبدو أقوى مِن أي سلاحٍ سماوي رأيتُه من قبل، لكن أغرب شيءٍ فيه هو أنه يستطيع استخدام الفراغ لِتخزين أتباعِه وإخراجِهم متى شاء"

نظر الستّة نحو بعضِهم البعض ثم قال الثلاثيني بِالأبيض

"حسناً، انتظري خروجَه ثم أخبريه بِأن الأسلاف الستة يرغبون بِالحديث معه"

قال هذا ثم ظهرَت عاصِفةٌ حولهُم واختفوا مرة أخرى تاركين داشاي في حيرةٍ مِن أمرِها لأنها لم تتوقّع أن يخرُج الأسلاف الستة مِن سُباتِهم لِأجل شوفين، وبعد ثوانٍ من اختفائهم.. ظهرَت ستّة أعلامٍ عِملاقة على جوانِب القمّة، وكلّ علمٍ كان يُطلِق هالةً قوية لإخافة الآخرين من الاقتراب، وإذا نظر إليها المُقاتلون مِن بعيدٍ فسيعلمون مباشرةً بأنها أعلام العشائر والطوائف الستّة الأقوى، ومع أن المقاتلين كانوا ساخطين على احتكار آثار تيرامورا إلا أنهم لا يستطيعون الاحتجاج، خاصة بعد اجتماع العشائر الستة واتّفاقِها.

...

مدينة تيسلي

زار حاكِم المدينةِ متجَر الجواهر الثلاث والتقى بالمدير سميتو، وبعد نِقاشٍ سريع.. قال الحاكِم وعلى وجهِه تعابير القلق

"إنها حالة مُتكرّرة ولا أعتقِد بأنها مجرّد صُدفة، هل يحدُث هذا في مدينَتي فقط ؟"

تنهّد سميتو وقال بِعبوس

"التقارير التي وصلَتنا تقول بِأن العديد من العشائر قد لاحظَت نفس الأمر، لكنهم لا يعلمون ما السبب"

قال الحاكِم

"أخبرني الكيميائيون والأطباء بأنهم لم يفهموا ما يحدُث وكأنه مرضٌ غريب"

...

مقر عبيد الذهب السائل

"سيد راصان، أنا لستُ بِخير، ساعِدني أرجوك"

كان راصان ينظُر بِوجهٍ أسود نحو الشيخ الأول لِمتجر أعلى جبل، وبعد إلحاح الشيخ الأول.. قال راصان بِنبرة مهزوزة

"أنـ..ـا مُصابٌ أيضاً، لقد شعرتُ بِنفس أعراضِك صباح اليوم"

اتّسعَت عينا الشيخ الأول وقال وكأنه يُريد البكاء

"ما الذي يحدُث بِحق الخالق العظيم ؟"

...

توالَت التقارير على قادة العشائر الصغيرة حول هذا المرض الغريب، لكن الأمر لم يستفحِل بعد لأنها كانَت مجرّد حالاتٍ فرديّة، كما أن الأمر لم يصِل بعد إلى العشائر القوية، لذلك لم يهتمّ أحدٌ بالأمر وكأنه مجرّد إشاعة، وفي هذه الأثناء.. كان شوفين بِالقرب من بُحيرة الماء المقدّس وكان لونُها قد تغيّر بِسبب اختفاء الطاقة مِنها وتلوّث مائها بِالشوائب، ومع أن الآخرين كانوا قد خرجوا من البُحيرة قبل أيامٍ إلا أن شوفين قد بقِي فيها لعِدّة أيامٍ أخرى، وهو السبب الرئيسي لِتغيّر لون البُحيرة لأنه قام بِغسل عالمِه الفراغي بِأكملِه من شوائب الطاقة الشيطانية التي اجتاحَته في السابِق.

خرج مِن البُحيرة أخيراً ثم أخرج البيضة التي تعتَني بِها سويكا وقال للخُنفس الذي بِداخِلها عبر التخاطُر

"أنت تأكُل كل شيء، أليس كذلك ؟"

ودون أن يُجيب.. قفزَت البيضة في البُحيرة وبدأ الماء المُتعفّن يختفي تحت دهشة وصدمة الجميع، عبس الشبح الأبيض وصرخ على شوفين

"إياك أن تقترِب مِن حصّة وريثَتي"

ضحِك شوفين ونظر نحو الشبح ثم قال

"لا تهتمّ يا صديقي، أو ربما عليك أن تهتمّ بِشيءٍ آخر في هذه اللحظة"

تغيّرت تعابير الشبح وهو ينظُر نحو شوفين المُبتسِم، وقبل أن يُدرِك.. كانت خيوط النور والظلام تُكبّل جسدَه وتخترِق هيئتَه الروحية، صرخ وهو يُحاوِل الإفلات إلا أن شوفين قد استخدم خمسة أنواعٍ من الخيوط حسب الطاقات الخمسة التي يملِكها، ما جعل إفلات الشبح الضعيف مُستحيلاً، توقّف أخيراً وقال بِتعابير الندم على ثِقتِه في شوفين

"هل هذا هو ما أستحِقُّه بعد كل ما فعلتُه لأجلِك ؟"

ابتسم شوفين وقال

"أنا لا أريد أذِيّتك، كل ما في الأمر هو أني لا أثِق فيك، لذلك.. إذا أردتَ أن تعيش حتى تُسلِّم إرثَك لِهذه الصغيرة فسيكون عليك أن تسمَح لي بِوضع ختمٍ على روحِك، وأنا أعِدُك بِأني لَن أُغيّر أي شيءٍ مِن قناعاتِك، كل ما أُريدُه هو أن تكتُم خبر لِقائِنا أو أي شيءٍ يتعلّق بي أنا أو رِفاقي"

صمَت الشبح طويلاً ولم يُجِب فأخرج شوفين قوّتَه الروحية الصفراء ثم قال

"في حالتِك هذه.. أستطيع وضع الختم عليك حتى دون مُوافقتِك، وحينها.. سأحرِمُك من قراراتِك وأجعلُك مُجرّد عبدٍ حقير"

ارتجَف الشبح وهو ينظُر إلى الهالة الصفراء، وبعد تفكيرٍ طويل.. تنهّد وقال

"سأسمح لك، وفي المُقابِل.. لا يجِب أن تتحكّم بي بأي شكلٍ من الأشكال"

أومأ شوفين وبدأ يضع عليه ختم الروح، وكان الأمر سهلاً بِسبب تفوُّقِه من حيث القوة الروحية، انتهى منه ونظر نحو صلجان ثم قال لها

"ودّعي مُعلّمَك ورِفاقك لأننا سنفترِق بعد قليل"

--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. ما هو هذا المرض الغريب الذي بدأ يجتاح العشائر الصغيرة وماذا يفعل بالمقاتلين ؟

#تحت_المجهر
--------------

صفحة الرواية على فيسبوك:
https://fb.com/MicroShowFine

2020/02/08 · 501 مشاهدة · 826 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024