"حسناً.. لا تقلقي يا راموليا، سأُفكّر في شيءٍ مُميّزٍ لأجلِك"

أومأت راموليا ولم تقُل شيئاً، لكنها كانت سعيدةً رغم ملامِحها الجليدية، ومع جمودِها.. إلا أن سويكا لن تُمرِّر هذا الأمر دون شغب، حيث وقفَت بين شوفين وراموليا وقالَت بِنبرةٍ مليئة بالتنمُّر

"أنا أُساعِدُه في التمثيل وحضانة البيضة مُقابِل الامتيازات التي أحصُل عليها، وأنتِ.. كيف ستدفعين ؟"

وراااف~

صفع شوفين رأسها رغم أنه كان بعيداً عنها، ضحِك وقال

"كوني حذِرةً يا سويكا، فأنا أستطيع اختراق الفراغ الآن"

رفعَت رأسَها وضحِكَت بِطريقة ارتِجالية وهي تقول

"بخِلاف البعض.. سأكون قادِرة على اختراق الفراغ بعد بِضعة أيامٍ من التدريب"

كان شوفين قد أعطاها مجموعةً من المصفوفات التي تتعامَل مع الفراغ، لذلك كانَت واثقةً جداً مِن نفسِها، إلا أن تعابير شوفين قد تحوّلَت إلى الجدّية ثم قال

"إياكِ أن تفعليها بِدون إعلامي، التعامُل مع الفراغ قد يُصبِح خطيراً جداً"

أوقفَت سويكا مزاحَها الثقيل وأومأت بِطاعةٍ قبل أن تلتفِت إلى إينجِه لإزعاجِه، وفي هذه اللحظة.. شعر شوفين بِشيءٍ غريبٍ في عالمِه الفراغي فجلس أرضاً وأغلَق عينَيه ثم دخل واقترَب من الوريد الروحي، وكان هُناك أرفود أيضاً يُراقِب هالةً قوية تنبعِث من وسط البُحيرة، ركّز شوفين استِشعارَه حول البيضة ثم ابتسم وقال

"كان الأمر أسرع من المُتوقَّع !"

ركّز على البيضة وتواصل مع الخُنفس عبر التخاطُر، إلا أنه لم يُجِبه، ومع أن الأمر كان يبدو عادياً بِسبب انشِغالِه إلا أن شوفين بدأ يُفكِّر في أمرٍ ما، وذلك لِأن قناة التواصُل المَبنيّة على العقد المُتساوي قد كانَت ضعيفةً جداً وتكاد تتلاشى، ما يعني بأن الخُنفس لن يكون مديناً لِشوفين بأي شيءٍ بعد أن يفقِص، وبِما أنه لا يُجيبُه فلا يُمكِنُهما تجديد العقد مرّة أخرى.

فجأةً.. بدأت البُحيرَة تموج بِقوّةٍ قبل أن تخرُج مِنها البيضة وكان لونُها قد تغيّر مِن الأسود إلى الذهبي، خرجَت وطارَت بِسرعةٍ خارِقة نحو مكانٍ بعيدٍ في العالم الفراغي الذي صار الآن أكبر بأضعافٍ من السابِق، عبس شوفين واستخدم قوّة عالمِه الفراغي للانتقال والظهور في طريق البيضة، وبِمجرّد اقتِرابِه منها.. بدأت هالةٌ ضبابية تتشكّل بينهُما، عبس شوفين ورفع طاقتَه إلى أعلاها ثم أخرج هالةً لزِجة من طاقة النور وأحاط بِها البيضة لأنها كانت تُريد الهروب عبر الفراغ، وإذا خرجَت من العالم الفراغي بِهذه الطريقة فلَن يستطيع شوفين معرِفة مكانِها أبداً، لذلك استخدَم كلّ طاقتِه لإيقافِها قبل أن يُغلِق النفق الفراغي الذي كانت قد بدأت تفتحُه.

كان شوفين هادئاً رغم صعوبة الموقِف، وفي لمحة عين.. أخرج طاقة الصف الراقص وبدأ يُشكّل مصفوفةً قوية لِسَجن البيضة، وأثناء ذلك.. سقطَت قِشرةٌ ذهبية من البيضة وظهر قرنٌ ذهبي صغير، وما هي إلا ثانيةٌ واحِدة حتى سقطَت قِشرة أخرى وظهر رأس خُنفساءٍ ذهبية، لكن.. وخِلاف المُتوقّعِ فقد لاحظ شوفين بِأن الخُنفس كان في لحظة ضُعفٍ لأنه يحتاج إلى التأقلُم مع العالم الجديد، ابتسم شوفين بِخُبثٍ وأخرَج سِلاحَه وجعلَه يُكبِّل الخُنفس بِما يملِك مِن قوّة، ودون تضيِيع مزيدٍ من الوقت.. أرسل شوفين موجةً روحية قوية جداً إلى روح الخنفُس حتى يضع عليه ختماً، لكن القوة الروحية للخُنفس كانت قوية جداً ولَم تسمَح لِشوفين بالمرور، بل وهاجمَت روحَه أيضاً فعبَس وتراجَع حتى لا يتأذّى.

أخيراً.. سقطَت قِشرة البيضة بأكملِها وظهر الخنفُس الرشيق، لكنّه كان مُكبّلاً بالسلاح وطاقة النور، ورغم تحرُّرِه إلا أن قوّته كانت لا تزال تحت المستوى، وهنا.. أتَت شوفين فِكرةٌ مجنونة، ومع خطورتِها إلا أنه لَم يرغَب بِتضيِيع الفرصة الوحيدة التي كانَت أمامَه، صرّ على أسنانِه ثم سحَب سِلاحَه وحوّله إلى سيف الريشة القاطِعة، ودون تأخير.. هجم على الخنفُس بِقوّةٍ كبيرةٍ صنعَت جُرحاً على بطنه، إلا أن الجُرح كان لا يزال غير كافٍ لِخروج دمِه، ما يعني بأن دِفاعه الجسدي لا يُمكِن مُقارنَتُه بِأي وحشٍ آخر، لكن شوفين لم يتراجَع وإنما صنع نُسخةً صغيرة من عجلة التدمير وضرب بِها الخنفُس الذي كان حجمُه مِثل القبضة، ولإنه كان مُحتجَزاً فإنه لم يستطِع الهروب من الهجوم.

استمرّت عجلة التدمير باختراق قِشرة الخنفُس لأكثر من دقيقة، وفي نفس الوقت كان الخنفُس يتأقلم مع العالم الجديد ويرفَع طاقته، لذلك زاد شوفين مِن حدّة الهجوم أكثر وأكثر حتى ظهرَت أول قطرةٍ من الدماء، ومعها.. ظهرَت ابتسامةٌ شيطانية على وجه شوفين وأرسل خيطاً من النور نحو الجُرح واخترَق بِه أحشاءه، ودون تأخير.. قام بِاقتِطاع جزءٍ صغيرٍ من سِلاحِه وأدخلَه باستخدام خيط النور إلى قلب الخنفُس، ولِأن سِلاحه يستطيع التحوّل إلى غُبارٍ فقد جعلَه شوفين يندمِج مع غِشاء قلبِه حتى صار جُزءً مِنه، ولن يُوقِف تضخّم القلب أو نُموَّه لِأنه سينمو معه.

كان الخنفُس في هذه اللحظة القصيرة ينظُر نحو شوفين بِحُرقة وغضب، ضحِك عليه شوفين ثم قال له

"قد لا أستطيع وضع ختمٍ على روحِك لأنك كائنٌ أصيل، لكن هذا لا يعني بأني لا أملِك طريقة أخرى لإخضاعِك، خاصةً بعد تفكيرِك في الهروب"

اهتزّ الخنفُس بِغضبٍ وبدأ يُصدِر صوت زَنزَنةٍ فقال شوفين

"حسناً، دعنا نُنشِئ قناةً للتواصُل عبر التخاطُر حتى أستطيع فهمَ ما تقول"

أرسَل شوفين قِواه الروحية إلا أن الخنفُس لا يزال يصدُّه، ابتسم شوفين ثم ضغطَ على قلب الخنفُس بالتحكّم في جُزء سِلاحِه فبدأ يتلوّى من الألم، وبعد ثوانٍ قليلةٍ سمح لِشوفين بإنشاء قناة التواصُل ثم قال بِنبرة حقودة

"هربتُ مِن عراب الخراب في الماضي لِأقع في يدِه مرّة أخرى، يبدو بأن حظّي قد انتهى منذ وقتٍ طويل"

كان الخنفُس يُخطّط للهرب منذ اليوم الأول الذي اكتشفَ فيه بِأن شوفين هو عراب الخراب الذي كانت العوالِم ترتجِف من اسمِه، وعِندما بدأت عملية الفقص.. وجد الخنفُس ثغرةً تجعلُه يتخلّص مِن العقد المُتساوي، لكن شوفين كان له بالمرصاد واستطاع الإمساك بِه في لحظة ضُعف، ابتسم شوفين وقال له

"وأين ستجِد رِفقةً أفضل من عرّاب الخراب ؟"

صمت الخنفُس قليلاً قبل أن يقول

"عُرِفتُ في أيامي الذهبية بِالجنون، لكن أفعالي لا تُساوي شيئاً مقارنةً مع ما فعلتَه أنت، فكيفَ أستمتِع برِفقتِك ؟"

ضحِك شوفين عالياً ثم قال

"أنت تعلم ماذا يكون سِلاحي هذا، صحيح ؟"

صمت الخنفُس طويلاً وهو ينظُر إلى الغبار الذهبي المُتجوِّل حول شوفين، ابتسَم شوفين وقال

"إذن فأنت تعلَم بأن الهروب بعيداً مع جُزءٍ مِنه داخِل قلبِك أو أي مثحاولةٍ لإخراجِه سيعني الموت حتى وإن كنتُ بعيداً عنك، أليس كذلك ؟"

كانت معرِفة الخُنفس كبيرة لذلك كان يعلَم بِأن سلاح شوفين يملِك وعياً خاصاً ويُمكِنه اتّخاذ القرارات حتى وإن كان صاحِبُه غائباً، لذلك قال

"أنا لا أفكّر في الهروب، لكن.. دعنا نُجدّد عقدنا المُتساوي"

ضحِك شوفين بِطريقة مُستفزّةٍ ثم قال

"ستُنشِئ عقداً مُتساوِياً مع سويكا، الخِدمة مُقابِل طاقة قلبِها البدائي، أما أنا فسوف تُنفِّذ أوامِري بِدون عقود، وستضع أوامري فوق أوامِرها"

صمت الخُنفس طويلاً فقال شوفين

"حسناً.. دعنا نُنشئ عقداً آخر، لكن شروطي ستكون مُختلِفةً هذه المرة"

سألَه الخنفس عن صيغة العقد فقال شوفين

"كما اتّفقنا سابقاً فأنا لن أؤذيك وأنت لن تؤذيني مهما كان نوع الأذيّة مثل إفشاء أسراري وإيذاء رِفاقي ومشاريعي ومصالِحي الشخصية، وأضيف بأني سأعطيك حصّةً مِن المكاسِب حسب الظروف وأنت لن ترفُض استخدام قوّتِك ومهاراتِك لِصالحي، وأيضاً.. ستمنَحني عشر قطراتٍ من جوهر دمِك ونُسخةً مِن ذِكرياتِك منذ وِلادتِك إلى الآن كما سبق واتّفقنا، وأنا سأسمح لك بالعيش داخِل الوريد الروحي في عالمي هذا، موافق ؟"

صمت الخُنفس طويلاً ثم قرّر الموافقة لِأنه لا يملِك خِياراً آخر، انتهى الإثنان من تجديد العقد ثم أخذ منه ذِكرياتِه وعشر قطراتٍ من جوهر دمِه، وأخيراً.. أطلق سراحَه فعاد إلى الوريد الروحي لاستعادة عافِيتِه وشِفاء جروحِه، كما أنه سيحتاج إلى وقتٍ طويل حتى يستعيد قدراتِه الأصلية التي يستطيع مِن خِلالها تهديد أقوى الدول، لذلك قد لا يظهر في أي وقتٍ قريب.

...

مرّت ثلاثة أسابيع أخرى.. قام شوفين خِلالها بِتوسيع عالمِه وإعادة تشكيلِه من جديد ولم يترُك فيه أية مبانٍ غير الخزانة ومنازِل رِفاقِه، أما المِساحات الشاسعة الأخرى فقد تركَها فارغةً وأدخل إليها آلاف الوحوش التي أمسكَها ريكو وزِنهار من الفراغ الذي دخلوا إليه، كما قامَت راموليا وإينجِه بِجمع عددٍ كبيرٍ من الأعشاب والنباتات وحتى الأشجار مهما كانت قيمتُها عاديةً لزِراعتها في العالم الفراغي، وهذا جعل العالم الفراغي يبدو مليئاً بِالحيويّة عكس السابق عندما كان مُدمّراً.

قام شوفين وسويكا بِإنشاء مصفوفةٍ مُعقّدة حول بُحيرةٍ كبيرة في الفراغ الذي كان يحكُمه أرفود، وبعد يومٍ كاملٍ من العمل.. تم نقلُ البُحيرة ودمجُها مع البُحيرة الصغيرة التي كانت في العالم الفراغي، ولم يكتفِيا بِهذا فقط وإنما قاما أيضاً بِنقل الكثير من الصخور العملاقة وكميةٍ كبيرة من التربة الصالحة للزراعة وعدداً كبيراً من أشكال الحياة المختلفة مثل الطيور والحشرات والفطريات.

صار العالم الفراغي الآن بِحجم عشيرةٍ صغيرة تتوسّطُه المنصة المُعلّقة في الهواء، وفي أحد جوانِب العالم الفراغي كانت توجد مساحةٌ تركها شوفين فارِغة عن عمدٍ وطلب مِن رِفاقِه ألا يقترِبوا منها مهما حدث لأنها قد تتسبّب في قتلِهم، لم يفهموا لِماذا وهو لم يشرح لهم أيضاً، لكنهم قرروا ألا يقتربوا منها أبداً، خاصة عندما رأوه يضع عليها مصفوفة مُعقّدة جداً.

انتهى شوفين من إصلاح عالمِه الفراغي وصار سقفُه مضاءً جيداً عكس السابق عندما كان مثل الدخان الرمادي، صارَت الطاقة مُشابهةً لتِلك التي في العشائر القوية وهذا كان صعباً على رفاقِه في البداية قبل أن يعتادوا عليها بالتدريج، وأخيراً.. وقف شوفين مع الجميع وقال لهم

"من اليوم.. سيكون أركادية هو اسم عالمي الفراغي حتى لا يعلم أحدٌ بِوجودِه، لِأن المُقاتلين في العوالِم الأخرى تكون لديهِم معرِفةٌ أوسَع مِن سكان هذا العالم المتدنّي، وقد يَستغلّون أي معلومةٍ للتخطيط ضدّنا"

سأل زِنهار

"هل سنُغادِر قريباً ؟"

أجابه شوفين

"أنا أنتظِر الفرصة المناسبة للعبور بِأمانٍ إلى عالمٍ آخر، ستُخبِرنا المصفوفة التي صنعتُها عندما يحين الوقت"

سألت راموليا أيضاً

"ما هي مستويات التدريب في العوالِم المتوسّطة ؟"

جلس شوفين على الأرض وقال

"مع أن العالم الذي سنذهَب إليه هذه المرة ليس مشهوراً بالقتال ولا يهتمّ بالتدريب كثيراً.. إلا أنه سيكون من الجيد الحديث عن مستويات التدريب المُتقدّمة"

جلس الجميع حولَه فبدأ يشرَح

"الطاقة في العوالِم المتوسطة أقوى وأكثر كثافةً من العوالِم المتدنّية، وفيها.. تُعتبر الأحجار الصفراء هي أقل عُملةٍ يُمكن التعامُل بِها، كما توجَد عملات أخرى مثل الحبوب الطبّية، وهذا سنتحدّث عنه لاحقاً لأنّنا سنتحدّث الآن عن مستويات التدريب"

تنهّد ثم أكمل

"مواليد العوالِم المتوسطة يولَدون عادةً في مرحلة التألّق لِأن أجسادَهم تكون أقوى مِن مُتدرّبي مرحلة البناء، لكن هذا لا يعني بِأنهم يبدؤون تدريبَهم من مرحلة التألق وإنما يعني بِأنهم سيتجاوزون مرحلة البناء في وقتٍ قياسي، مثلما حدث مع إينجِه الذي تجاوز مرحلة البناء في ثلاث سنوات، ولو أنه كان يتدرّب على عنصر الخشب وليس عنصر الأرض لكان قد وصل إلى مرحلة التألق في نِصف سنةٍ أو أقل"

نظر الجميع إلى إينجِه باستغرابٍ قبل أن يتذكروا بأنه ينتمي إلى عالمٍ عُلوي، واصل شوفين شرحَه

"بِسبب الموارِد القيّمة الموجودة في العوالِم المتوسّطة.. يصعد تدريب اليافعين إلى مرحلة الفراغ قبل سن السادسة عشر، وتسمى هذه المرحلة بِمرحلة الإعداد والتي تأتي بعدَها مرحلة التدريب، وهي مرحلة تحتوي على الكثير من المراحِل الأخرى، وهي بالترتيب.. متدرّب ثم سيادي وبعده ملك وإمبراطور وقدّيس..، وكل مرحلةٍ تتكوّن من ثلاث مستويات وهي [مبتدئ - متقدم - محترف]، وبالكاد تستطيع رؤية قدّيسٍ مبتدئ في العوالِم الوسطى لِأنها لن تستحمِل حضورَه، وإذا أراد البقاء فيها لِوقتٍ طويلٍ فسيتمّ طردُه مِنها رغماً عنه، وعليه أن يتحمّل حينها عواقِب الطرد حيث قد يُطرَد إلى مكانٍ خارِج العوالِم المعروفة ويضيع فيه للأبد"

كان الجميع يُنصِتون بِصمتٍ وكانت وجوهُهم تحمِل بعض السوداوية بِسبب ضُعف تدريبِهم، ابتسَم شوفين في وجوهِهم وقال

"كونوا مُطيعين وسأحصل لأجلِكم على موارِد التدريب التي مِن شأنِها رفع مُستوياتِكم في فترة وجيزة"

--------------
سؤال الفصل:

ما رأيك في المستويات بعد مرحلة الفراغ ؟

🔴 متدرّب

♦️ مبتدئ - متقدم - محترف

🔴 سيادي

♦️ مبتدئ - متقدم - محترف

🔴 ملك

♦️ مبتدئ - متقدم - محترف

🔴 إمبراطور

♦️ مبتدئ - متقدم - محترف

🔴 قدّيس

♦️ مبتدئ - متقدم - محترف

#تحت_المجهر
--------------

صفحة الرواية على فيسبوك:
https://fb.com/MicroShowFine

2020/02/09 · 523 مشاهدة · 1787 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024