"سيكون الأمر صعباً، لكني سأعتمِد على هديّتِك يا أجريس"

كان شوفين ينظُر إلى عشر زُجاجاتٍ كبيرة من السمّ الموسوم والذي يُعتبر أحد السموم القاتِلة، لكنّه يحتاج إلى الكثير من العمل لِاستخراج جوهرِه الصالح للاستخدام، ومع ذلك.. كان شوفين يُفكّر في استخدامِه بِطريقةٍ أخرى، وقبل أن يبدأ.. أخرج سِلاحَه وحوّله إلى نمط البيت الآمن، ليس لحِمايتِه من الهجمات الخارجية وإنما لحِماية الآخرين من أي تسرُّبٍ للسم الموسوم.

ابتلع شوفين ريقَه وقرّر الاعتماد على وِعائه المُعالَج بالزئبق الأخضر، بالإضافة إلى جسدِه الذي يتأقلَم مع جميع أنواع السموم بعد استهلاكِه لِحبة المليون سمّ التي صنعها بِنفسِه ثم حبة الحياة السعيدة التي تركَتها له أجريس، لذلك أخرَج طاقتَه الشيطانية وبدأ يستوعِب بِها السم الموسوم بِهدوء، حيث قرّر دمج السم الموسوم مع طاقتِه الشيطانية بِسبب تقارُب الاثنَين، ومع أن السم لا يُعتبَر عنصراً قريباً من الظلام إلا أن الطاقة الشيطانية تستطيع احتِواءَه، وهذا شبيهٌ بِالتعديلات التي قامَت بِها طائفة الدين المتين عِندما صنعَت ثلاثة أنواعٍ من الطاقة الشيطانية، وكان النوع الثالِث مُعالَجاً بِالسموم.

ابتسم شوفين بعد نجاح الخطوة الأولى حيث لم يتضرّر وِعاؤه، لكن هذا لم يستمِر طويلاً حيث بدأت موجةٌ من الألم تجتاح جسدَه، لكنّها ليسَت من السم نفسِه وإنما بِسبب تصادُم المزيج الجديد مع النور المقدّس، وهذا جعل شوفين يَزيد مِن تركيزِه على وِعائه حتى يجعل جميع العناصِر مُتعايِشةً فيما بينها، وهذه العملية تحتاج إلى استخدام النور النقي والظلام النقي كونَهما أصل جميع الأنواع الأخرى.

بعد ساعةٍ من العمل.. استطاع شوفين جعل جميع الطاقات مُستقرّةً في وِعائِه، لكنّه اضطُرّ لِخَفض مُعدّل دمج السمّ الموسوم مع طاقتِه الشيطانية، ما جعل العملية تأخُذ أكثر مِن يومٍ وليلة حتى ينتهي مِن إفراغ جميع الزجاجات، ومع انتهاء العملية.. إلا أنه لن يستطيع استخدام الطاقة الشيطانية لِبعض الوقت لِأنه يحتاج إلى تجرِبتِها على بعض الوحوش أولاً حتى يعلَم بِآثارِها.

بقي يومٌ آخر على المسابقة، لذلك بدأ شوفين في إنهاء أعمالِه الأخرى حيث دخل إلى المنطقة الفارغة في أركادية وأخرَج صناديق المادة السوداء التي لم يعرِف موظّف المتجر ماذا تكون، ابتسم وهو يُخرِج العديد من الموادّ الأخرى ثم بدأ التصنيع، في البداية.. وضع المادة السوداء في حوضٍ كبير وأفرَغ عليها برميلاً مليئاً بِسائلٍ غريبٍ اشتراه من نفس المتجر وعِدّة موادّ أخرى، ترك الحوض ثم أخرَج بعض الموادّ المألوفة التي قام بِاستخدامِها عندما صنع قنابِل النحلة المُتفجّرة، وذلك لِأنه كان يصنَع نسخةً أكثر فتكاً من النسخة الأولى.

بعد عِدّة ساعات.. كان قد ملأ حوضَين إضافِيَين أحدُهما مليء بِسائلٍ أزرق والآخر أحمر اللون، بعدَها.. بدأ يمزِج معهما السائل الأسود باحتياطٍ كبير وبِمقادير مُحدّدة حتى لا تنفجِر عليه، وأثناء عملية الدّمج.. كان يَحقِن المادّتَين في الكُرات الزجاجية التي كان لا يزال يملِك العديد مِنها، وأخيراً.. حصل على كميةٍ كبيرة من النحلة المتفجّرة والتي رُبّما تستطيع إيذاء #ملك_مبتدئ، لكنّه لن يتأكّد مِن قوّتِها الحقيقية ما لم يُجرّبها ضد أحدِهم على أرض الواقع.

بعد انتِهائه من صنع النحلة المتفجّرة.. بدأ يصنَع محلولاً جديداً بِمجموعةٍ مُختلِفة من العناصِر، وكانت تنبعِث منه رائحةٌ كريهة لا تُحتمَل، لكن شوفين كان يبتسِم بِسعادةٍ وهو يصنعُه لِأنه قد يجلُب له ما سيكون إحدى أقوى أوراقِه الرابِحة في المستقبل، انتهى مِن الخلطَة ثم بدأ يملأ بِها العديد من الزجاجات الصغيرة، وأثناء ذلك.. سمِع صوت زنزَنة يأتي مِن بعيد، رفع رأسَه وابتسم لِأن القادِم كان هرقل، ويبدو بِأنه قد استطاع شمّ الرائحة الكريهة وعلِم ماذا تكون فأتى للاستفسار.

وصل هرقل ونظر إلى الحوض والزجاجات قبل أن يقول

"ستذهب للصيد ؟"

أومأ شوفين ثم قال

"توجد صحراء مليئةٌ بالترفاس الوحشي، هل تُريد الذهاب ؟"

أجاب هرقل مباشرة

"بالتأكيد"

ضحِك شوفين ثم سألَه

"ولِماذا قد آخذُك معي ؟"

صمت هرقل قليلاً ثم قال

"دعني آخُذ معي رِيكو لِتقوية نفسِه، وسأقوم بحِمايتِه في المُقابِل، موافِق ؟"

يُعتبَر الترفاس الوحشي مِن أفضل الأغذِية التي تُقوّي الوحوش، لذلك يرغَب هرقل بِالذهاب حتى يحصُل على وجبةٍ مُحترمَة، هزّ شوفين رأسَه ورفَض قائلاً

"هذا ليس مُقابلاً يَليق بي أو بِك"

صمت هرقل طويلاً هذه المرّة قبل أن يقول

"سأُساعِدُك في الصيد"

فكّر شوفين قليلاً ثم ابتسَم وقال

"بالإضافة إلى ريكو.. ستأخُذ معك سويكا و إينجِه أيضاً لِتجرِبة الحياة، وستقوم بحِمايتِهم مع خمسة رفاقٍ آخرين بينما أذهب أنا للصيد، وسيكون عليك إطعام ريكو مِن الترفاس الوحشي الذي تجمعُه، موافق ؟"

استخدم شوفين صيغة العقد المتساوي حتى يُجبِر هرقل على الطاعة بِمجرّد أن يُوافِق، ومع أن الأمر كان مُزعِجاً لِـ هرقل إلا أنه وافق في النهاية، ابتسم شوفين بِسعادةٍ لأنه سيكون حراًّ أثناء الصيد ولن يكون قلِقاً على رِفاقِه أو فريقِه الجديد، لذلك قال

"أخبِر الجميع بِالاستعداد للذهاب بعد بِضع ساعات، واشرَح لهُم خطورَة الوضع أولاً حتى يعلموا ما الذي ينتظِرُهم"

...

بعد بِضع ساعات.. خرَج شوفين مِن غُرفتِه وكان باهان قد جهّز الجميع للمُغادرة نحو أرض المسابقة، لكنّه لم يلتقِ مع باهان وإنما تحدّث مع راموليا عبر التخاطُر وطلب منها إخبار باهان بِأن شوفين سوف ينتظِرُهم في الخارِج، وبعد نِصف ساعةٍ أخرى.. كان باهان قد اجتمَع مع شوفين، لكن تعابيرَه كانت غريبةً لِأن شوفين لم يكُن وحدَه، ابتسم شوفين وقال

"هؤلاء رِفاقي، سنأخُذهم معنا للاستمتاع في رِحلتنا"

عبس باهان عندما استكشَف قوّة الجميع، حوّل نظرَه نحو شوفين ثم قال

"هذه ليست مجرّد رِحلةٍ للمُتعة، فالوضع قد يكون خطيراً في الداخِل"

أومأ شوفين ثم قال

"لا داعي للقلق عليهِم لِأنهم أقوى مِمّا يبدون"

كان الجميع ينظرون إلى رِفاق شوفين، فبِالإضافة إلى راموليا.. كانت سويكا وإينجِه في مرحلة التألّق، ومثل هذه المرحلة ليسَت شيئاً يُذكر في العوالِم المتوسّطة، لكن شوفين كانت لديه أسبابُه الخاصة لإخراجِهم ووَضعِهم في مثل هذا الضغط، وذلك لأنهم كانوا قد تناولوا حبوب رفع المستوى قبل أيام، وليس عليهِم الآن سوى الوقوع تحت الضغط والخوف حتى تتسارع عملية الاختراق.

نظر باهان إلى إينجِه الصغير واللطيف، ثم إلى ريكو الذي كان مجرّد وحشٍ ضعيف، وأخيراً إلى سويكا التي كانت غاضِبةً على شوفين بِسبب تجاهُلِه إياها في الأيام الماضية، خاصة أن شوفين لم يعتذِر لها كما كانت تتوقّع وإنما تصرّف معها وكأن شيئاً لم يحدُث، رفعَت سويكا رأسَها عندما نظر إليها باهان فلاحظَت تغيّر تعابيرِه، اعتقدَت في البداية بِأنه قد اكتشَف قلبها البدائي، إلا أنها شعرَت بِهالةٍ مُتوحّشةٍ تنطلِق مِن حقيبتِها حيث كان هرقل، ومع أنها هالةٌ خفيفة إلا أنها كانت مثل نيّة القتل الخاصة بِـ شوفين، وهذا جعل باهان مرعوباً وقرّر بِأن يثِق في شوفين وألا ينتقِص مِن قدر رِفاقِه، خاصةً أنه لا يعلم ما الذي تحمِلُه هذه الصغيرة في حقيبَتِها.

تقدّم شوفين مع رِفاقِه نحو فريقِه من أبناء داوفين، وفي مكانٍ قريب.. كان يقِف رافين مع الثمانية الآخرين حيث استطاع جمعَهُم بِطريقةٍ ما، لم يهتمّ بهِم شوفين لِأنهم ليسوا مِن فريقِه، ورغم أن نوايا رافين بِجمعِهم كانت واضِحةً له إلا أنه كان يتصرّف بِطريقةٍ عادية وكأنّه ليس معنياً بِالأمر، خاصة أن أغلبهُم كانوا يُركّزون أنظارَهُم على جمال سويكا بعد افتِتانِهم بِـ راموليا في وقتٍ سابِق، قدّم شوفين "إخوتَه" لرِفاقِه وكان قد أخبرَهُم عن مسألة التبنّي قبل وصولِهم، وبعد التعارُف.. قادَهم باهان إلى ساحة الانطلاق.

في الساحة.. كانت العديد من القِوى مع يافِعيها، وكان بعضُهم يملِكون وحوشاً قتالية واستكشافية، وآخرون كانوا يركبون وحوشاً طائرة، وهذا جعل الساحة مليئةً بِالفوضى ولا يستطيع أحدٌ رؤية الآخر، لكن.. وفي هذه اللحظة.. عبس شوفين و باهان ونظرا في نفس الوقت إلى اتّجاهٍ مُعيّن، انتبه باهان بأن شوفين شعر أيضاً بِنيّة القتل الخفية التي استهدفَتهُم، لذلك قال

"يبدو بِأن الأمور لن تكون سهلةً عليكم، أتمنى مِنك حِماية الأطفال.. سيد شوفين"

سمّاهُم باهان بِالأطفال لِأنه كان يُفكّر منذ أيامٍ بأن شوفين لا يُمكِن أن يكون طفلاً كما يبدو مِن شكلِه، ابتسم شوفين ثم قال بِصوتٍ سمِعَه الجميع

"سأحمي فريقي بِكلّ قوّتي، أما الآخرون فلا أضمَن لك سلامتَهم"

--------------
سؤال الفصل:
الكل ذاهبون لِجمع الترفاس الوحشي، و شوفين هو الوحيد الذاهِب للصيد، في رأيك.. ما الذي سوف يصطادُه ؟

#تحت_المجهر
--------------

صفحة الرواية على فيسبوك:
https://fb.com/MicroShowFine

2020/02/14 · 514 مشاهدة · 1200 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024