61 - سلاح إمبراطوري مقدس

"لقد وصلنا"

بِهذه العبارة.. افتَتح شوفين حديثه وهو في النفق الدّودي الذي يقود نحو القارة العظمى، انتبه الشيخ وتجمّدت ملامِحه لأنه هو نفسه لا يستطيع معرفة اقتراب نهاية الطريق مع أنه استخدم هذه البوابة عدة مرات.

بعد خمس دقائق.. ظهرت نهاية البوابة وكانت مليئة بِطاقة ضبابية، خرج الشيخ أولاً ثم تبِعه شوفين، وكان الآخرون خلفهم بِأكثر من دقيقة، نزل شوفين في مقرّ إحدى العشائر التي ترعى البوابة لأنها متّصلة بِكثير من الجزر الأخرى وتُفتح على الدوام، وكل جزيرة لديها موعدٌ خاص بها لِفتح البوابة.

تحرّك شوفين مباشرة نحو الأمام للخروج من مُحيط العشيرة، لكن الشيخ الأكبر ناداه من الخلف

"هل يرغب السيد شوفين أن يُرافقني في رِحلتي ؟
لابد أننا سنُواجِه بعض الأرباح في الطريق"

واصل شوفين طريقه ولم يلتفِت إليه وإنما رفع يده وقال

"أحب السفر وحيداً"

نظر إليه الشيخ من الخلف حتى اختفى، عبس وتغيّرت ملامِحه إلى كُرهٍ شديد، لكنّه لا يملك القوة للانتقام من الإذلال الذي رآه منه، لذلك انتظر وصول الآخرين حتى يجِد من يُسافِر معه، وبعد أكثر من دقيقة.. وصل سكدير وتصفّح الأرجاء قبل أن يسأل الشيخ

"هل غادر شوفين ؟"

أومأ الشيخ وأشار إلى المكان الذي سلكَه، عبس سكدير وانطلق خلفه بِسرعة، لكنه عاد بعد دقيقة وهو يهزّ رأسه، اقترب منه الشيخ وسأله

"يبدو أن بينكما حساباً غير مكتمل"

قال سكدير وهو يصر على أسنانِه

"لن أرتاح حتى أنال منه، قد أكون أضعف منه لكني الآن في أرضي"

اتّسعت عينا الشيخ وبدأ يسأله عن أصولِه، وبعد تبادل الحديث لِبعض الوقت.. قال الشيخ

"طريقنا واحد، هل تريد مرافقتي وتبادل المعلومات حول شوفين هذا ؟"

...

بعد نصف يوم، وصل شوفين إلى جبل مليء بالأشجار العملاقة، كان لا يزال جريحاً ويحتاج إلى مكانٍ آمن للراحة، لذلك اختار مكاناً مليئاً بالوحوش للاختباء فيه حتى لا يُزعِجه أحد، ومع ذلك.. كانت أمامه مهمّة أخرى قبل الدخول في عُزلة، صعد فوق شجرة عالية في بداية الغابة ثم دخل عالمه، استقبله الجميع إلا سويكا التي لا زالت في راحةٍ بِسبب جُرحِها العميق قبل ثلاثة أيام، سألته راموليا بِفضول

"هل وصلنا ؟"

كانت الشاشة قد توقّفت عن إظهار الصور لأكثر من نصف ساعة لذلك لم ترَ ما حدث، أومأ بِرأسه ثم أشار بِيده فظهر فيها ذلك السلاح الغريب على شكل مكعّب، وكان قد خزّنه مباشرة داخل الوريد الروحي حتى يستعيد طاقته، نظر إليه بِكثير من العاطفة فبدأ يهتزّ وكأنه سعيد، جلس أرضاً ثم أخرج كومة من الحجارة البرتقالية ووَضع المكعب عليها وهو يقول

"استمتِع جيداً، سيكون عليّ إعادة صقلِك مرة أخرى"

قالت راموليا باستغراب

"لماذا يهتزّ هكذا وكأنه يتجاوَب معك ؟"

تساءل أرفود بعدها مباشرة

"هذا السلاح.. له وعيُه الخاص ؟"

لم يُجِبهُم شوفين وإنما واصل تغذيته فبدأت الحجارة تتفتّت بِسرعة بِسبب سرعة سحب طاقتِها من ذلك المكعّب الصغير، وبعد دقائق.. أخرج شوفين كومة أخرى وواصل تغذيته، استغرب الجميع من كرَم شوفين على هذا السلاح الغريب، لكنهم لم يسألوا مرة أخرى بِما أنه لا يُريد الإجابة، وبعد نصف ساعةٍ كان قد صرف عليه أكثر من ألف حجر برتقالي، رفعَه أخيراً على يدِه وقال

"أعِدك أن أمنحك جبلاً من الحجارة البنفسجية في المستقبل"

اهتزّ المكعب مرة أخرى بِسعادة فزادت حيرة الجميع، تجرّأت راموليا وسألته وكأنها تُعاتِبه

"هل يستحقّ هذا الشيء التافه كل هذه الموارِد ؟"

رفع شوفين رأسه ونظر نحوها فارتجفت لأنه كان غاضباً بِسبب جملة واحدة، تمالك شوفين نفسه ثم تنهّد وقال

"هذا الذي تصفينه بالشيء التافه هو أعزّ عندي منكم جميعاً، وأكثر ولاءً من أي شخص آخر"

قال هذا ثم واصل تغذِيته، ابتلعَت راموليا ريقها ولم تسأل مرة أخرى، وبعد أكثر من نصف ساعة.. قام شوفين نحو النار البيضاء وقال للمكعّب

"آسف لأن النار هنا ضعيفة جداً، لذلك سأقوم بِتغيير بعض السِّمات فقط ولن أُعيد صقلك كلياً حتى أجد ناراً أقوى"

وضع المكعّب مباشرة داخل النار فتضخّم حجمُه ثم تفتّت وصار مثل حبّات الرمل، بدأ شوفين صقل السلاح وبدَت الجدّية على ملامِحه لذلك لم يُزعِجه أحد، وبعد أكثر من ساعة.. شعر باقتراب بعض الوحوش الصغيرة من الشجرة التي جلس عليها في الغابة فالتفت إلى راموليا وقال لها

"خُذي ريكو وصلجان لحِماية جسدي، لم أعتقِد أني سأتأخر هنا لذلك لم أجلِس في مكانٍ آمن"

أخرج الثلاثة ثم واصل الصقل، في البداية كان يعتقد بأن العملية ستأخذ ساعتين أو ثلاث، لكن بسبب ضُعف النار البيضاء.. سيكون عليه قضاء يومٍ كامل إن لم يكُن أكثر.

كان أرفود يُراقب من بعيد ما كان يفعله شوفين، وكان تركيزه الأكبر على السلاح الغريب لأنه لا يتذكّر بأنه قد سمع من قبل على شيء مثله، وبعد مرور يومٍ ونصف.. بدأ شوفين يضع اللمسات الأخيرة على عملية الصقل، انتهى منه وجعلَه يخرُج من النار البيضاء، مدّ يده وبدأ يُداعِب الحُبيبات الذهبية قبل أن يقول

"لقد نقصت قوتك كثيراً، سنعمل على تطويرك مِن جديد، لكنّك على الأقل تستطيع إفادتي في هذه القارة"

حامت حوله الحُبيبات الذهبية ثم بدأت تتجمّع حتى صارت مثل كرة صغيرة، وفجأة.. تحوّلت إلى نور ذهبي ودخلَت عبر جبينه، ارتجف أرفود وصاح

"سلاح إمبراطوري مُقدّس ؟"

كان أرفود يملك بعض المعلومات حول الأسلحة الأسطورية، وما أظهره هذا السلاح كان مُتوافقاً مع الوصف في ذاكِرته، لذلك صاح، نظر إليه شوفين وقال

"نعم، هذا ما تُطلِقونه عليه في هذه الأرض"

تجمّد أرفود عندما فهِم بأن شوفين ليس من هذه الأرض، لذلك سأل مرة أخرى

"لقد تعافيتُ في الأيام الماضية واستعدتُ بعض الذكريات بِخصوص هذه القارة، هل ترغب بِقراءتِها ؟"

أومأ شوفين وقال

"واصِل تعافيك جيداً، سنتحدّث عن ذكرياتِك لاحقاً، وإذا كان هناك شيء مُستعجل فتواصل معي عبر التخاطر"

قال هذا ثم خرج إلى حيث راموليا، فتح عينَيه وهو على الشجرة وكان ريكو هو الوحيد معه، سأله عن راموليا فأجاب

"لقد سمعنا صوت طفلٍ يصرُخ قبل قليل فذهبتا للاستكشاف"

--------------
معلومة سريعة:
التعليق والإعجاب يزيد من عدد الفصول وجودتِها

--------------
الفصل القادم صادم جداً 😱😳
خسِئتَ يا شوفين 😢

2020/01/18 · 546 مشاهدة · 900 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024