67 - منظمة الكلاب الضالة

"حسناً، لِنذهب ونرى كيف تبدو هذه العشيرة"

لا يعلم شوفين من أين يبدأ في القارة العظمى بعد أن اكتشف بأن خِزانته قد تمّ نهبُها، ومع أن كتاب التاريخ المجيد قد ذكر الأطراف الرئيسية التي نهبَت الخزانة إلا أنه لا يستطيع الذهاب إليهِم بِقوّته الحالية، لذلك لا يملك مكاناً يبدأ منه في القارة، وبدل أن يقصِد مكاناً عشوائياً.. قرّر أن يزور عشيرة الرمح الشمسي، وإذا كانت بعيدة فسيمرّ بِبعض العشائر الأخرى.

لكنه لن يغادر مباشرة لأن أمامه مهمة أخيرة حيث خرج من الأرض وسحب سلاحه للتدرب عليه، قام بِتحويله إلى عجلة ذهبية ذات شكل مخيف، وجّهها نحو الأمام فصنَعت طريقاً عبر الأشجار والصخور، وأينما أراد أن تذهب فستذهب بِمجرد فكرة واحدة، وبعد بضع دقائق كان قد دمر منطقة واسعة، وهذه القوة تستطيع تهديد جميع مستويات مرحلة التألق، لذلك ابتسم بِسعادة وهو يسترجِعها.

قام بِتحويل العجلة إلى سيفٍ ذهبي لامع، نظرة واحدة على السيف تجعل الروح تهتز خوفاً بسبب الهالة الحادة التي ينشرها رغم أنه رقيق ونصلُه يُشبه ريشة طائرٍ كبير، وكان هذا السيف مخصصاً للهجمات المادية والروحية في نفس الوقت، أما لِماذا اختار أن يكون شكلُه مثل الريشة فهو لأنه كان يستخدِم نفس السلاح كسيفٍ عادي في الماضي، وهو لا يُريد تركَ أي ثغراتٍ يُمكِنها أن تتسبّب في التعرّف على هويتِه الحقيقية، أمسكه شوفين ولوّح بِه هنا وهناك وكان بارعاً في فنون السيف رغم أن جسدَه لم يتدرّب عليها، وبعد بِضع تلويحات.. ابتسم شوفين بالرضا لأن تأثيره قد كان أكبر من المُتوقّع.

بعدها.. قام بِتحويله إلى درعٍ يحميه وكان يستطيع حماية جميع الجهات أو جهة واحدة فقط حسب رغبتِه، وكانت أشكال الدروع التي يتحول إليها مختلفة حسب التصاميم التي حولها إليه شوفين خلال عُزلته التدريبية، ما يعني بِأنه يملك الآن ورقة رابحة لا يشق لها غبار في الدفاع والهجوم والقتال المباشر.

نظر إلى الغابة المدمرة والوحوش التي كانت تهرب منه فقرّر بِأن الغابة ليست جيدة للتدريب، لذلك رمى سلاحه أرضاً فتحوّل إلى منصة دائرية قطرها متر واحد، وكان هذا هو الشكل الرابع للسلاح رغم أنه قرر في السابق تشكيل ثلاثة أشكال فقط، وذلك لأن الشكل الرابع لا يحتاج إلى الكثير من التطوير في المستقبل لأن لديه مهمة واحدة فقط، ابتسم وقفز على المنصة فارتفعَت به عالياً قبل أن تتحوّل إلى ضوءٍ مثل السراب.

في وقت سابق.. قام شوفين بتشكيل العجلة وسماها عجلة التدمير، ثم شكّل سيفاً وسماه الريشة القاطعة، وأخيراً قام بِتشكيل الحاجز وأطلق عليه اسم البيت الآمن، وبعد انتهائه من تشكيلها.. قام بِتشكيل منصة الطيران وأطلق عليها اسم الطيارة، وكانت سرعتها كبيرة جداً.

تعتمد جميع الأشكال الأربعة من السلاح على الطاقة للعمل، ويُعتبر مخزون الطاقة للسلاح خرافياً لدرجة أنه يُمكنه امتصاص الوريد الروحي الذي يملِكه شوفين في وقتٍ قصير، لذلك يحرِص شوفين على تغذيتِه جيداً بِسبب قيمته الرائعة، ومع ذلك.. إذا حدث وانتهى مخزون طاقة السلاح فيمكن لِشوفين أن يمدّه بِطاقته الداخلية، وهذا سيعتمِد على كمية الطاقة التي خزّنها شوفين في وِعائه.

لا يخطّط شوفين لإظهار السلاح إلا في الحالات الضرورية، وذلك لأن سلاحاً مثله سيجلُب الجشعين من كل مكان، وحتى المنصة الطيارة ستجعل الأقوياء يرغبون في الحصول عليها لأنها وسيلة رائعة للطيران، لذلك لن يقوم شوفين بإظهارِها حتى يستكشِف القارة التي لا يعلم عنها الكثير ولا يعلم نوع الأسلحة والأدوات التي يملكونها لأنه لم يعِش هنا قديماً وإنما مرّ عبرها بسرعة للبحث عن مكانٍ صالحٍ لإنشاء خزينتِه قبل التوجّه عشوائياً إلى دولة روسكيا لبِناء مكانٍ آمن والاختباء فيه.

اتّجه شوفين نحو المكان الذي تُشير إليه أداة التوجيه الخاصة بِصلجان، لكنه لن يذهب إليها مباشرة وإنما سيتوقّف في البراري للتدريب على أشكال السلاح الخاص به، وإلا فإنه لن يتعوّد عليه، وبعد بِضعة أيام من الطيران.. توقّف في وادٍ عميق تُحيط به جِبالٌ عملاقة، استكشَف المكان وكان هادئاً نسبياً، لكنه وجد آثاراً تدلّ على مرور بعض الوحوش العملاقة والخطيرة.

كانت مهمة شوفين حالياً هي التدرّب على الأشكال الأربعة للسلاح، وفي نفس الوقت سيُحاوِل الضغط على نفسِه حتى يفتح أمامَه باب الاختراق إلى مستوى تألّق الطاقة الخارجية من مرحلة التألق، حيث يعلَم شوفين بأن التعرّض للضغوطات والدخول في معارك حياة أو موت تكون جيدة للاختراق عندما تفشل الموارِد في ذلك، لذلك سيكون جيداً أن يلتقي بعض الوحوش القوية رغم أنه لا يزال على حواف القارة ولا توجد وحوش قوية جداً.

أخرج الريشة القاطعة وبدأ يتدرّب على حركات السيف حيث يُعتبر فناًّ بِحدّ ذاتِه، لكنّه لم يتدرّب على أي تقنية مخصصة للسيف لأنه يملِك تقنية النور المظلم والتي تُعتبر أفضل بِكثير من تقنيات نية السيف، لأن هذه الأخيرة يُمكن اكتشافها بِسهولة إذا كانت قوى الروح جيدة، فمع أن نية السيف تُعتبر هجوماً خفياً إلا أنها مجرد طاقة في النهاية، عكس النور المظلم الذي تندمج طاقتُه مع ضوء النهار وظلام الليل، وذلك لأنها أصلاً مبنية على تقنيات الاغتيال.

أثناء تدرّبه.. كان شوفين يُطلِق هالته الروحية على شكل دائرة نصف قُطرها ثلاثة أميال، ويستطيع اكتشاف أي حركة مهما كانت صغيرة في هذه الدائرة، وما كان لِيستطيع استكشاف مثل هذه المساحة الكبيرة لولا تعافي قواه الروحية بعد استهلاك المئات من طحلب الانبعاث ومحار الروح القرمزية، كما أن روحه قد تعزّزت بعد استهلاك القوة الروحية للطفل حديث الولادة، ومع ذلك.. لم يكُن سعيداً لأنه في آخر مرة زار فيها القارة العظمى كان يستطيع استكشافها بِأكملها في لمحة عين مع أنه كان مجروحاً أصلاً.

بعد أسبوع من التدريب على الريشة القاطعة، حقّق شوفين غرضَه أخيراً وصار يستطيع توجيه هجمات بعيدة المدى بِنفس طريقة نية السيف، لكن هجماتِه ستكون غير مرئية تقريباً لأنها تستخدم النور المظلم، ابتسم بِسعادة وحوّل السيف إلى عجلة الدمار ثم بدأ يتدرّب عليها، وغرضُه النهائي مِن العجلة هو جعل هجومِها كبيراً لِدرحة هدم قلعة كاملة بِضربة واحدة، ومع أن الفكرة النظرية كانت واضحة في ذهنِه حيث سيجعل العجلة تستخدِم النور المظلِم لزِيادة طول مخالِبها.. إلا أن التطبيق كان صعباً ويحتاج إلى الكثير من التركيز.

ومع ذلك سيقضي شوفين ما يلزم من الوقت للتدرب عليها لأنه كان يكتسب الكثير من الفوائد، فمثلاً.. تدريبُه على الريشة القاطعة قد جعلَه يصنع هجماتٍ شبيهة بنية السيف، وهذا النوع من الهجمات يستطيع تنفيذه الآن حتى من دون سيف، أي مباشرة عبر تلويحة من يدِه يستطيع إطلاق نية سيف قوية، ورغم أن قوّتها لا تصل حتى إلى عشرين في المائة من قوتها باستخدام السلاح.. إلا أنها تبقى تقنية جيدة لِتنفيذ الهجمات البعيدة.

بالتدرب على عجلة التدمير.. لاحظ شوفين بِأن مستقبلها مع النور المظلم سيجعل السلاح أقوى مِما كان عليه في الماضي، طبعاً بعد تعافيه واسترجاع قوته السابقة وليس وهو في حالة الجفاف التي هو فيها الآن.

سبب اختيار شوفين لِعجلة التدمير هو أنه لا يملك الآن أية أسلحة دمار شامل مثل تلك التي كان يمسح بها العشائر في لمحة عين، لذلك يجب عليه تطوير سلاحه القديم والوحيد الذي بقي معه، ريثما يجد أسلحتَه الأخرى بِالطبع، فهو لا ينوي ترك لُصوص خِزانته ينجون بِفعلتهم، لكنه لا يريد أن يتم اكتشافه بأنه هو صاحب الخزانة، وإلا فإن الكلاب الضالة التي تخدم قادة كوكب الأرض سيقومون بِالبحث عنه بغرض تدميره، ولأنه لا يزال ضعيفاً فإن لِقاءه الآن مع أضعف واحد من الكلاب الضالة يعني شيئاً واحداً فقط وهو الموت.

الكلاب الضالة هي منظمة اغتيال، لكنها لا تقوم بِتجنيد المقاتلين مثل أي منظمة أخرى وإنما تقوم بِنشر معلومات المطلوبين عبر الكثير من العوالِم وتضع على كل مطلوب جائزة مناسبة، وهذا ما يجعل المقاتلين يعملون لِصالحها بالمجان رغبة في الجائزة، ودائماً ما تكون مع الجائزة الرئيسية جائزة فرعية أصغر منها وهي مخصصة لِمن يبيع الأخبار حول الشخصية المبحوث عنها، لذلك يستطيع الجميع العمل لصالح منظمة الكلاب الضالة حتى وإن كانوا ضعفاء ومنبوذين.

لا تملك منظمة الكلاب الضالة مؤسسة معروفة أو مكاناً تتواجد فيه، وكل عروضِها وجوائزها تتم عبر العشائر والطوائف القوية التي تثق فيها، لذلك يصعُب التخلّص منها ومن إزعاجِها، وحتى شوفين في عزّ قوّتِه لم يستطِع معرفة من يكونون أو أين يختبؤون، لذلك لا يُريد التورّط معهم وهو ضعيف، وسيفعل المستحيل حتى لا يعرِف أحدٌ بِشأن جسدِه الجديد.

استمرّ شوفين في تدرّبه على السلاح حيث قام أيضاً بِتجربة الدرع الذي أطلق عليه اسم البيت الآمن، وقد كان التدرّب عليه أسهل من عجلة التدمير والريشة القاطعة، وفي الأخير.. قام شوفين بِتحويل السلاح إلى نمط الطيارة وبدأ يرسم عليها مصفوفة خاصة تُعطيها ميزة الانتقال الآني في محيطٍ لا يتجاوز العشرين متراً، ومع أن الانتقال الآني يستهلك الكثير من الطاقة إلا أنه جيد للمناورة والتهرّب من الهجمات القوية.

يختلف الانتقال الآني من منطقة لأخرى، حيث أن الطاقة التي استخدمها شوفين للانتقال من دولة روسكيا إلى دولة سمريان لن يستطيع نقله سوى إلى نصف المسافة هنا على حواف القارة، أما في وسط القارة فربما لن تنقُله لأكثر من مائة متر، وذلك بسبب قوة الهالة المُنبعِثة من منتصف العالم حيث تشترِك جميع العوالم في هذه الخاصية ويكون مركزها دائماً هو المكان الذي تكون فيه كثافة الطاقة أعلى من أي مكانٍ آخر.

في هذه الأثناء.. توقّف شوفين فجأة عن التدريب وخزّن السلاح ثم نظر نحو اتّجاهٍ مُعيّن، وذلك لأنه قد استشعر وحشاً قوياً يجري بسرعة كبيرة نحوَه، استشعر قوة الوحش وكان بالفعل في أعلى مرحلة من مستوى تهيئة الوعاء، أي أنه على بُعدِ خطوة واحدة من الاختراق إلى مرحلة التألق، لكنه كان يبدو وكأنه يهرب من شيءٍ ما، لذلك استعدّ شوفين لأي شيءٍ مُفاجئ.

بقي شوفين في مكانِه حتى وصل الوحش وكان حَشرِياً يُشبِه العثة، لم يخَف من شوفين عندما رآه لأنه كان يُخفي تدريبه، لذلك اتّجه نحوه وفتح فمه حتى يألكه ويستعيد بعضاً من طاقتِه، ابتسم شوفين بسعادة لأنه أحسّ بِأن الوحش يملِك جوهرة في داخِله، وقبل أن يصِل إليه الوحش.. أرسل شوفين خيط النور وكان أقوى بِكثير ممّا كان عليه سابقاً، اتّجه الخيط مباشرة إلى جبهة وحش العثة واخترقها ودمّر أعضاءه الداخلية، وقبل أن يسقط.. أرسل شوفين ثلاث خيوط أخرى واخترق بها جسده في ثلاث مواضِع مُختلفة، وقبل أن يسقط الوحش.. كان شوفين قد حصل منه على الجوهرة الوحشية وجوهر الدم وخزّنهما مباشرة دون حتى إخراجِهما لأنه يستخدِم خواصّ التخزين عبر خيوط النور والظلام.

استعاد خيطان فقط وبقي الخيط الثالث داخل جسد وحش العثة، وكان يجمع السمّ الذي في أسنانِه حيث يُعتبر من أقوى السموم، وبعد الانتهاء.. سحب الخيط الثالث وتراجع إلى المكان الذي كان يتدرّب فيه سابقاً وكان قد قتل وحشاً في قمّة مستوى تهيئة الوعاء بِسهولة كبيرة، وذلك بِسبب الفارق الكبير بين تدريب الاثنين، دون الحديث عن مهارة شوفين في تنفيذ الهجمات.

أثناء تراجُع شوفين.. أحس بِضيوف آخرين وكان عددُهم يتجاوز العشرة، وكان بينهم اثنان في قمة مستوى تهيئة الوعاء، وشخص آخر في بداية مرحلة التألق، والآخرون جميعُهم في بداية ومُنتصف مستوى تهيئة الوعاء، اختار شوفين صخرة وجلس عليها في انتظار وصولِهم وقد فهِم بأنهم هم من جرح وحش العثة، وبعد لحظات.. وصلت المجموعة وكان في المقدّمة رجل أربعيني ومعه شاب وفتاة في الخامسة عشر أو نحو ذلك، وخلفَهم مجموعة من الشباب والفتيات في نفس العمر.

بمجرّد وصولِهم.. وقعت أعينهم على الوحش الميت وشوفين الجالِس على صخرة بعيدة، عبس الشاب في المقدّمة وهو يتصفّح الوحش قبل أن يقول

"لا أستشعِر جوهرة الوحش"

كان هذا الشاب مُتبختِراً في مشيتِه ويلوي الحديث وكأنه يتصنّع الحِكمة، وكان يخطِف النظرات باستمرار نحو الشابة التي كانت معه في المقدّمة، عبس الأربعيني أيضاً قبل أن ينظُر إلى شوفين ويقول

"ليس هذا فقط، لقد فقد الوحش جوهر الدم أيضاً"

كانت الفتاة تنظر إلى الوحش بِنظراتٍ لطيفة ثم اقتربَت منه وكانت تلبِس فستاناً أبيض وعلى شعرِها بعض ماسكات الشعر الذهبية، استدارت نحو أكبرِهم وقالت

"معلّمي، كيف اختفَت الجوهرة دون تشريح الوحش ؟"

كان المعلّم ينظُر باستغراب نحو شوفين الذي كان جالساً على الصخرة يتأمّل وعيناه مُغمضتَين ولم يهتم لهم وكأنهم مجرد حشرات، ابتلع المعلّم ريقه عندما لاحظ حجم الدمار الذي لحِق بالوادي وعلِم بِأن شوفين قد كان يتدرّب هنا، استدار وقال لِتلاميذه

"دعونا نُغادِر هذا المكان"

استغرب التلاميذ من هذا القرار المفاجئ وهُم الذين تعِبوا في تتبّع هذا الوحش لأكثر من ساعتَين، فهِم الشاب المُتبختِر ما يحدُث فصرخ عالياً

"كيف نُغادِر قبل أن نسأله عمّا حدث ؟"

كان شوفين يبدو أمام الشاب مثل شخصٍ غير مُتدرّب، لذلك احتقَره وهو ينظُر إليه، وقبل أن يمنعَه المعلّم.. كان قد انطلق نحو شوفين حتى وقف أمامه وقال بِنبرة مُتعالية

"أنت.. أخبرني بسرعة، ما الذي حدث لهذا الوحش ؟"

فتح شوفين عينَيه بِبطء وقال بدون مُبالاة

"أزعجَني فقتلتُه"

عبس الشاب وصرخ بأعلى صوتِه

"هذا الوحش لنا، أعِد جوهرة الوحش الخاصة به وسأتغاضى عمّا حدث"

ظنّ الشاب بِأن الوحش قد مات لِوحدِه لأنه لا يملِك جروحاً جديدة غير التي تسبّبوا هُم بِها، وأن شوفين قد استغلّ الأمر وأخذ الجوهرة والآن يكذِب عليهِ بِادّعائِه بأنه هو الذي قتله، لكنّه لم يُفكّر كثيراً حول كيفية استخراج الجوهرة دون تشريح رأس الوحش.

أغلق شوفين عينَيه مرة أخرى وقال بِكسل

"يبدو أنك أيضاً تُريد إزعاجي"

كان هذا تهديداً صريحاً لأنه سبق وقال بأن الوحش أراد إزعاجه فقام بِقتلِه، لذلك احمرّ وجه الشاب وأراد الانقضاض عليه، إلا أن المعلّم الأربعيني كان أسرع من تلميذِه حيث وقف بينه وبين شوفين، نظر إليه مُباشرة وقال باحترام

"أنا أعتذر لأني لم أُعلّم تلميذي جيداً، أتمنى أن تعذِر جهلَه"

صمت شوفين ولم يُجِبه، استمرّ في صمتِه فقال الأربعيني

"حسناً، نحن لن نُزعِجك أكثر"

استدار وجرّ تِلميذه نحو باقي التلاميذ، استغرب الشاب من تصرّف مُعلّمه مع هذا الشخص الضعيف، إلا أن المعلّم قال

"التسرّع سيجعلك تفقِد حياتك يا حنجير، إنه ليس شخصاً نودّ أن يكون عدواًّ لنا"

رمش حنجير مرّتين قبل أن ينظر إلى شوفين من جديد، لكنّه لم يستطِع رؤية أي شيء مُختلِف فيه، فهل يمكن أن يكون مُعلّمه قد أخطأ هذه المرة ؟

توجّه المعلّم مباشرة نحو الطريق الذي أتوا منه وكانوا قد ضيّعوا الكثير من الوقت في مطاردة العثة المتوحّشة، وأثناء مغادرتِهم.. توقّفت الفتاة وقالت

"لماذا لا ندعوه للذهاب معنا بِما أنه قوي ؟"

--------------
معلومة سريعة:
التعليق والإعجاب يزيد من عدد الفصول وجودتِها

--------------

وحش العثّة

2020/01/20 · 546 مشاهدة · 2130 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024