"زِنهار، اسمي زِنهار، ويعرِفني الجميع باسم المُبجّل الشمسي"
عرّف زِنهار عن اسمه ولقبِه، ثم بدأ يحكي عن نفسِه وتاريخِه حيث كان المبجّلَ الوحيد في المنطقة الشرقية، وفي يومٍ ما.. قام تلميذُه بِتثبيت سلاسل الذهب الحي عليهِ عندما كان يقوم بِعلاجِه من إصابة قديمة مثلما كان يفعل منذ وقتٍ طويل، وكان العلاج يتطلّب من زِنهار تركيزاً كبيراً بينما يقوم تلميذُه بعِلاجِه، ولم يشعُر بِنفسِه إلا وهو مُقيّد داخِل غرفة تدريبِه، وبعد بِضعة أشهُر.. قام بِتهريبِه من العشيرة إلى هذا الغار لأنه كان قد فقَد قوّته، ومن حينها وهو يزوره للاستجواب حول الخِزانة التي أخفاها عنه حسب اعتِقادِه.
فهِم شوفين قصتَه بينما كان سِلاحُه يلتهِم السلسلة الذهبية، وبعد أقل من ساعةٍ كان قد التهمها بأكملِها وصارت جزءً منه، ما يعني بأن السلاح قد استفاد من السلسلة لِتقوية نفسِه، استرجعَه شوفين ثم فحص الحالة الصحّية لِـ زِنهار وكان قد فقد قوته منذ أكثر من سبعين سنة، بالإضافة إلى الإصابات التي عانى منها قبل وبعد النكسة، توقّف شوفين عن فحصِه ثم قال له بجِدّية
"استطيع منحَك كنوزي حتى تستعيد قوّتك، لكن.. سيكون عليك أن تمنح لي أفضل منها"
أومأ زِنهار بِرأسه وقال
"بالتأكيد، هذا وعد"
قال شوفين
"أملِك حجارة برتقالية وحمراء، لكنها لن تُفيدك كثيراً، لذلك سأمنحُك طاقة نقية من وريدٍ روحي أبيض، لكن.. سيكون عليك مساعدتي للحصول على وريدٍ روحي مُلوّن"
صمت زِنهار قليلاً لأن إيجاد الأورِدة الروحية الملوّنة ليس بتِلك السهولة، لكنه ليس مستحيلاً أيضاً عندما يتعلّق الأمر بالعشائر، فعشيرتُه قد انقسَمت إلى العديد من العشائر وربما يكون بعضها يملِك وريداً روحياً مُلوّناً، وكل ما عليه فِعلُه هو أخذُه مِنهم، وإلا فسيجِد طريقة أخرى للوفاء بِما يطلبه شوفين، لذلك أومأ وقال
"سأحاوِل العثور لك على وريدٍ روحي أحمر، لكني لن أعِدك إلا بِوريدٍ روحي وردي اللون"
وافق شوفين ثم أخرج كمية كبيرة من الحبوب والأعشاب، قدّم له بعضاً من حبوب التقوية وكان تأثيرها عليه ضعيفاً بِسبب كونِه في مرحلة المجال، ومع ذلك كانت جيدة كبِداية، تناول بعض الأعشاب مباشرة بدون صقلٍ بينما كان شوفين يصقل له حبّة عِلاجية، استمرّ الاثنان في فترة العِلاج لأكثر من أسبوع، وعندما استقرّ وِعاء زِنهار.. قام شوفين بِوضع يديه على ظهر زِنهار وبدأ يُحوّل له الطاقة من الوريد الروحي، ومع أنه يعلم بأن هذا كان استنزافاً للوريد إلا أنه يُعتبر استثماراً جيداً، لذلك لم يبخَل عليه وهو يُحوّل له نِصف الوريد الروحي.
استغرب زِنهار من امتلاك شوفين لِوريدٍ روحي محمول معه، لكنه لم يستفسِر لأن الاستفسار عن أسرار التدريب أمر مُحرّم بين المتدرّبين، لذلك اهتمّ بِملء وِعائِه بِالطاقة النقية قبل أن يعمل على صقلِها مِن جديد حتى تتوافَق معه، وهذه العملية وحدَها أخذت عِدة أيام، وبعد انتهائه.. سأله شوفين
"مِن أين نبدأ ؟"
قال زِنهار
"يجب أن أزور خِزانتي، فقوّتي لا تزال ضعيفة لذلك سأحتاج إلى أسلِحتي الملكية وبعض الأدوية التي تركتُها لِمثل هذا اليوم، هناك بعض الأغراض المناسبة لك أيضاً"
خرج الاثنان واستخدم شوفين الطيارة تحت استغراب زِنهار وحسدِه لامتلاك شوفين سلاحاً أسطورياً مثل هذا، فعلى حد عِلم زِنهار.. لا يوجد أي سلاح إمبراطوري مقدّس في القارة، وإن وُجِد فسيكون مخفياً، وبالطبع.. استطاع زِنهار بخِبرتِه أن يكتشِف بأن سلاح شوفين ليس في كامِل قوّتِه، لكنه يبقى سلاحاً إمبراطورياً بعد كل شيء.
كان قطر الطيارة أكثر من مترين، حيث صار بالإمكان تغيِير حجمِها بعد استهلاكِها للسلسلة الذهبية، لكن سرعتَها قد قلّت عن العادة بِسبب الثّقل عليها، خاصة جسَد زِنهار الضخم مُقارنة مع شوفين.
استمرّ الاثنان بالطيران لأكثر من يومٍ وليلة حسب توجيهات زِنهار، وعندما كاد شوفين يتوقّف حتى لا يستهلِك طاقة سلاحِه.. ابتسم زِنهار وقال
"لقد وصلنا، خِزانتي موجودة في تِلك البُحيرة"
نزل شوفين بالقُرب من بُحيرة وردِية، قفز زِنهار داخِلها فتبِعه شوفين، غاص الاثنان حتى وصلا إلى القاع فقام زِنهار بِجرح يدِه ووضع دِمائه على صخرة كبيرة مليئة بالطحالب، فجأة.. ظهرت بوابة مكانية في الصخرة فدخلا عبرها، ظهر الإثنان داخل قاعة واسعة مثل المِرآب، ابتسم زِنهار بِسعادة وصرخ بِقوة
"لقد عُدتُ أخيراً"
سارع إلى رفوف الخِزانة وأخذ بعض الحبوب القوية وابتلعَها بِدون تفكير، التفَت إلى أسلِحته وأخرج سيفاً ضخماً ودِرعاً قوياً ثم قال بِتفاخُر
"هذه أسلحتي الملكية التي غزوتُ بِها كامل المنطقة الشرقية وقاتلتُ بِها مع المُبجّلين الآخرين"
ابتسم شوفين ولم يقُل شيئاً، ضحك زِنهار وبدأ يتفحّص جميع كنوزِه النادِرة من أسحة وأدوية وخرائِط.. وأخيراً، التفت إلى شوفين وقال له
"خُذ ما شِئت منها"
قال شوفين
"هل لديك حبوب قوية لِتسهيل الاختراق إلى مرحلة المجال ؟"
ارتجف زِنهار ونظر باستغراب نحو شوفين قبل أن يسأل
"هل يُعقل بأنك ستخترِق إلى مرحلة المجال ؟"
وِلادة مقاتِل في مرحلة المجال يُعتبر حدثاً كبيراً في القارة، لذلك سأل باستغراب لأن شوفين كان شخصاً غامضاً جيداً بالنسبة له، ابتسم شوفين وقال
"أريد الاختراق إلى مستوى تألق الطاقة الخارجية، لكن تدريبي فريدٌ من نوعِه وأحتاجُ إلى حبوبٍ أقوى من مستواي الحقيقي"
صمت زِنهار قليلاً وكأنه لم يُصدّقه، فامتصاص حبوبٍ قوية قد يتسبّب له بأضرارٍ تصِل إلى الشلل، وبعد صمتٍ قال
"نعم.. لدي الكثير من الأشياء هنا"
أشار إلى خِزانتِه وكانت مليئة بِالعديد من الأنواع، أخرج زِنهار صندوقاً مليئاً بالقوارير الطبية وقال
"هذه جميعها تحت مُستواي، لذلك لستُ في حاجة إليها"
بدأ شوفين يتصفّح الحبوب ويختار المُناسِبة له أو لرِفاقه بينما بدأ زِنهار بِسَحب الأغراض مِن هنا وهناك ويرميها في وسط القاعة وهو يقول
"خُذ هذه ... وهذه أيضاً ... وهذا ... هذه كلها لست بِحاجةٍ إليها"
نظر شوفين فوجد كميات ضخمة من الأسلحة الملكية المُنخفضة والتي تُعتبر تحت مستوى زِنهار، ومعها العديد من الأغراض الأخرى مثل الدروع والتقنيات وحتى الأغراض الحامِية من الهجمات الروحية، أومأ شوفين برأسِه وخزّن جميع الأغراض ولم يترُك سوى الأسلحة الملكية، أخرَج سِلاحَه وقال له
"هذه هديّتك"
اهتزّ السلاح وتحوّل إلى غُبار ثم أحاط الأسلِحة الملكية وبدأ يقتَات عليها، وكانت هذه أول مرة يأكُل فيها بعد عودتِه إلى شوفين، وذلك لأن شوفين لم يرغب إطعامَه الأسلحة السفلية الرديئة، ابتلع زِنهار ريقَه لأن هذه الأسلحة تُعتبر غالية ونادرة بينما شوفين يُطعِمها لسِلاحِه، لكن بالتفكير في أنه سلاحٌ إمبراطوري فهذا يشفَع له حتى وإن أكل أسلحة ملكية مُرتفِعة.
كان شوفين سعيداً لأجل سلاحِه، وكان سعيداً لأجل نفسِه أيضاً حيث كان قد اختار حبة من الحبوب الطبية التي أعطاها له زِنهار، شمّ رائحتها القوية ثم ابتلعَها، صرخ زِنهار عندما رآه
"لا.. إنها حبة الدوّامة السادية، وهي قوية جداً"
ابتسم شوفين واختار مكاناً للجلوس فيه ثم بدأ امتصاصها، عبس زِنهار وبدأ يُراقِبه دون تدخّل، استمر الامتصاص لِأكثر من ثلاث ساعاتٍ حتى ملّ زِنهار وبدأ يُنظّف خِزانته وأدواتِه، وبعد فترة.. شعر بِهالة عميقة تنبُع من شوفين، وبدا الآن واضحاً بأن شوفين في قمّة مستوى تألّق الطاقة الداخلية حيث لا يستطيع إخفاء تدريبِه وهو يخترِق، لكن كمية الطاقة التي قام بِتجهيزها للاختراق كانت ضخمة وعميقة، وهذا جعل زِنهار يرتجِف من هذا الوحش الجالِس أمامه.
استمرّ تجميع الطاقة من جسد شوفين قبل أن يُلوّح بِيده وتظهر كمية ضخمة من الحجارة الحمراء والبرتقالية، استغرب زِنهار أكثر عندما رأى بِأن شوفين كان يمتص الطاقة من الأحجار ويلفّ بِها جسدَه، اسودّ وجه زِنهار وقال بِصوتٍ مُنخفِض
"ما هذا الجنون، هل سيخترِق مباشرة إلى مُنتصف مستوى تألّق الطاقة الخارجية ؟"
يتكون تألّق الطاقة الخارجية من ثلاث مستويات وهي جمع وصقل وتحويل الطاقة الخارجية، ولأن شوفين خبير قديم فإن جمع الطاقة الخارجية أمرٌ سهل، وهو صعبٌ فقط على الجُدد حيث يتطلّب منهم الكثير من العمل للشعور بالطاقة الخارجية في أي شيء بين السماء والأرض ثم جذبِها نحوهم، لكن شوفين كان يفعل هذا حتى في بِدايات تدريبِه، لذلك قرّر الاختراق إلى المرحلة المتوسطة والتي يتم خلالها صقل الطاقة خارج الجسد وإعطائها صبغة شخصية حسب مهارات المتدرّب واختصاصه.
وبعد فترة من الزمن.. كانت الأحجار قد تحوّلت إلى غبار، وكان هذا يعني بِأن شوفين قد أفلس تقريباً، ودون خجل.. بدأ يسحب الطاقة مِن أغراض زِنهار في الخِزانة، اسودّ وجهُه وكاد يبكي من الألم، لكنه لم يفعل شيئاً حتى لا يعترِض الاختراق، وبهذا.. تسارَعت وتيرة الاختراق قبل أن تنطلِق دوامة من الطاقة حول شوفين، ابتسم وسحب الدوامة ثم فتح عينَيه، وكان قد اخترق بِنجاح.
--------------
سؤال الفصل:
هل سيكون من الأفضل لو كانت مستويات التدريب الفرعية بسيطة مثل [البداية، المُنتصف، القمة] بدل الفروع الحالية ؟
أعتقد أني سأبدأ بِهذا النظام من مرحلة المجال فما فوق، ما هو رأيكم ؟
مستويات التدريب الفرعية أقصد بها قول "منتصف مستوى تهيئة الوعاء" بدل قول "مرحلة توسيع الوعاء من مستوى تهيئة الوعاء"