"سأعطيكم فرصة واحدة للمغادرة، وإلا فلا تلوموني على قَسوتي"
قالت سويكا هذه الجملة الوحيدة وهي تُشكّل كرتَين من الطاقة على يدَيها، أمسَك شوفين بِكتِفيها وقال لها
"أصرخي"
اتّسعت عيناها وقالت باستغراب
"هاه ؟"
قال
"أصرخي عليهِم بأعلى صوتِك حتى يخافوا منك، اِلعنيهم أيضاً وقولي بعض الكلمات البذيئة"
ارتجفَت لأن شوفين يتحدث عن شيءٍ بعيد عمّا كانت تُركّز عليه، لكن شوفين كان مُصِراًّ حيث أضاف
"مثلاً.. قولي لهم: أهربوا الآن قبل أن أُخرِج أمعاءَكم مِن مُؤخّراتِكم اللعينة"
هااااااه ؟
صرخت من الفجأة لأنها لم تتعوّد على مثل هذا، وفجأة.. شعرَت بِضربة من يد شوفين على مُؤخّرتِها فاندَفعت للأمام وتناثَرت الطاقة التي كانت قد جهّزتها للهجوم، احمرّ وجهُها واستدارَت نحوَه لأنها لم تُصدّق بِأن شوفين سيقول أو يفعل شيئاً مثل هذا، لكنّه صرخ عليها قائلاً
"حمقاء ... لا تُبعدي أنظارك على العدو"
استدارَت بِسرعة لكن قطاع الطريق كانوا لا يزالون في أماكِنهم وتعلوا وجوهَهم الدهشة من هذا الحِوار الغريب، تفَل أحدهم على الأرض ثم قال
"أعتقِد بِأنه صار يُخرِّف بِسبب الخوف"
قال أقواهم
"أمسكوها واقتلوا ذلك المشلول"
وفي هذه اللحظة.. مدّ شوفين يدَه وأمسك سويكا مِن ظهرِها وكأنه خائف، حاوَلت التحرّر منه لأنها لن تستطيع القتال جيداً وهو يُمسِكها، صرخ عليها بقوّة
"طبّقي ما قُلتُه لك وإلا فلَن أطلِقك"
عبست وعضّت شفتها السفلى ثم أغلَقت عينَيها وصرخَت بأعلى صوتِها
"سأُخرِج أمعاءَكم مِن مُؤخّراتِكم اللعينة أيها الملاعين فاقدي الشرف، وجوهكم من القذارة وأجسادكم مثل الجثث العفِنة"
أنهَت اللّعن وبدأت تلهَث وكأنها كانت تجري منذ يومين، ضحِك شوفين ودفعها للأمام ثم قال
"حركة واحِدة، وإلا فأنتِ مُعاقبة"
عبسَت بِشدّة لأن شوفين كان يتصرّف بِغرابة، لكنها علِمَت بأنه يهدِف إلى شيءٍ ما، لذلك شكّلت كرتَين من الطاقة باستخدام تقنية الصف الراقِص، وفي لمحة عين.. ظهرَت مصفوفة واسِعة تحت أقدام الجميع، وقبل أن ينتبِهوا..
.:: سلاسل الطمر ::.
خرجَت العديد من السلاسل المصنوعة من الطاقة وقيّدت الجميع ومِن بينِهم الرئيس الذي كان في مستوى تألّق الطاقة الداخلية، حاول الجميع التحرّر إلا أن المصفوفة كانت تُقيّد طاقتهم بعض الشيء، لذلك لم ينجحوا في الإفلات، وبدؤوا يلعنون أنفسَهم بِسبب إهمالِهم، ولو كانوا مُركّزين لربّما كانوا سيتفادَون المصفوفة قبل الإمساك بهم.
تنهّدت سويكا ثم قالت
"ستدوم هذه السلاسل لِأقل من عشر دقائق، ما الذي ستفعله بهِم ؟"
اقترب منها شوفين وقال
"أنا ؟
لن أفعل لهم شيئاً، أنتِ من ستفعل"
ارتجفت قليلاً وقد بدأت تفهم ما يصبو إليه شوفين، خاصة عندما أخرج سيفاً وسلّمه لها ثم قال
"ما رأيُك أن تبدئي بِقطع أصابِعهم قبل قتلِهم ؟"
شعرَت فجأة بِالضعف في رُكبتَيها وكادَت تسقُط، وبِسبب مشاعِرها هذه.. فقدَت السيطرة على المصفوفة واختفَت سلاسل الطاقة فصار قُطاع الطرق أحراراً، غضِب الجميع عليها وانقضوا نحوَها هي وشوفين، ابتسم شوفين واستخدم تقنية الألف ظل فاختفى وظهر في مكانٍ بعيدٍ وترك سويكا وحدَها في مواجهة الجميع، ارتجفَت وسقَطت على الأرض عندما رأت عشرة خصومٍ أمامها بأعيُنهم الحمراء من الغضب، صرخ عليهم أقواهُم
"لا تقتلوها، سنجعلُها عاهِرةً لإمتاعِنا جميعاً"
اسودّ وجهُها عندما اقترَب منها ثلاثة منهم وحاولوا إمساكها، لكن..
.:: قاعة الخلاص ::.
نشر شوفين مجالَه المُزيّف وأرسل المئات من خيوط النور وقيّد بِها الجميع فصاروا مثل مسرح الدّمى، ابتلعَت ريقَها ونظرَت نحو شوفين، عبس في وجهِها وقال
"أنتِ مُعاقَبة، إذا أردتِ الإفلات من العقاب فعليك قتلُهم جميعاً، لا أهتم كيف تفعلين ذلك، المهم أن تقتُليهم"
حينها فقط.. علِم قطاع الطرق بِأنهم كانوا من البداية مجرد لعبة لدى شوفين، وهذه الفتاة يجب أن تكون تلميذتَه التي جلبها للبراري بِغرض تعليمها حول قسوَة الحياة، بدأ البعض فيهم يصرُخ ويترجّاهما لإطلاقهم، إلا أن شوفين لا يبدو مثل الشخص الطيب الذي قد يستمِع إليهم.
تراجعَت سويكا وبدأت تبكي لِأكثر من دقيقة، بعدَها.. مسحَت دموعَها ونظرَت نحو أقواهم بِحُرقة وغِلّ، رفعَت يديها وشكّلت مصفوفة تحت أقدامِهم ثم صرخَت بِأعلى صوتِها
"تُريدون جسدي أيها الملاعين عديمي الشرف ؟
إذن.. سأقتلكم بِأقسى طريقة مُمكِنة"
استجمعَت غضبَها وحُرقة الماضي الذي لا زال يُلاحِقها ثم قامَت بِتفعيل المصفوفة تحت أقدامِهم
.:: الحِمم المُباركة ::.
فجأة.. بدأت الأرض تحت أقدامِهم تذوب من شدّة الحرارة، لكن ذوبانَها لم يكُن سريعاً بِسبب قلّة الطاقة في ختم الصف الراقص على جبينها، وذلك لأنها تحتاج إلى تطويرِه مع الوقت مثل الوِعاء حتى يستطيع تخزين الكثير من الطاقة، وبِسبب هذا.. لم تتحوّل الأرض إلى حِممٍ قاتِلة بالسرعة التي تخيّلتها، ما جعل قُطاع الطريق يصرخون وهُم يحترِقون بِبطء، استمرّ هذا لِأكثر من نصف دقيقة قبل أن تنقض سويكا على شوفين وتسقُط على صدرِه وهي تبكي وتقول
"أقتلهم ... أنهِهم رجاءً ... لا تتركهم يتعذبون"
ابتسم شوفين ثم أرسل خيوط النور ودمّر قلوبهم، بعدها.. قام بإلغاء مصفوفة "الحِمم المُباركة" وقاد سويكا إليهِم ثم قال لها
"هل تستطيعين تخيُّل كيف سيكون حالُك الآن لو أمسكوا بِك ؟"
رفعَت رأسها ونظرت إليهِم قليلاً ثم قالت
"أنا.. لن أتردّد بعد الآن"
فرَك رأسَها ثم أبعدَها عنه وبدأ يُفتّشهم، وأخيراً وجد خاتم تخزينٍ عند أقواهم وكان فيه جميع كنوزِهم، رماه إلى سويكا وقال
"هذه جائِزتك الأولى، دعينا نبحث عن غيرِهم"
--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. هل سينجح شوفين في تحويل سويكا الهادئة إلى فتاة مُتمرّدة ؟