"هذه جائِزتك الأولى، دعينا نبحث عن غيرِهم"
عبسَت سويكا قليلاً عندما قال شوفين بأنه سيبحث عن قطاع طرُقٍ آخرين، لكنها هزّت رأسَها ولم تعترِض، أكمل حديثَه قائلاً
"لكن أولاً.. أخبريني ما الذي تعلّمتِه من حادِثة اليوم"
رفعت رأسها وقالت
"أني يجب أن أكون قوية ؟"
أومأ بِرأسه ثم قال
"ثم ماذا ؟"
قالت
"أن التردّد في القتال ليس جيداً ؟"
صمتَت قليلاً ثم أكملت
"وأن اللعن والصراخ..
همممم.. أنا لا أفهم هذا، لماذا علي اللعن والصراخ أثناء القتال ؟"
ابتسم وقال
"هذا ما يجِب على الفتاة أن تفعله حتى يخاف منها الرّجال، وإلا فسيعتقِدون بِأنك خائفة"
أومأت بِرأسها ثم قالَت بِبراءة
"هكذا.. إذن !!"
أخرج الطيارة وسحبها إليه قائلاً
"دعينا نذهب"
ركِبا الطيارة وطارا بعيداً.
...
داخل العالم الفراغي، كان زِنهار، ريكو، راموليا وأرفود يُشاهِدون عبر الشاشة، عبس زِنهار وسأل راموليا
"ما الذي يفعله ؟
لِماذا يُفسِد أخلاق هذه الفتاة ؟"
هزّت راموليا رأسها ولم تقُل شيئاً لأنها خافَت مِن أن يكون ما ستقوله تحريضاً ضد شوفين، أجاب أرفود مكانها قائلاً
"السيد حكيمٌ جداً، وكل أفعالِه يكون خلفَها غرضٌ بعيد لا يستطيع أمثالُنا رؤيتَه"
كان أرفود مُخلِصاً جداً، لذلك كان يستغلّ أي فُرصة للتطبِيل لِسيده، بعدَها.. قالت راموليا
"بِقدر ما أكره الاعتراف بِهذا إلا أنها الحقيقة، وكلّما تصرّف بِطريقة غريبة إلا وظهرَت نتيجة أفعالِه لاحقاً"
نظر إليها أرفود من الأعلى بِوجهِه الصبياني قبل أن تتلألأ عيناه، لا يعلم إذا كانت راموليا تتحدث عن قناعاتِها أم تُطبّل لِشوفين بسبب الخوف، لكنه سعيدٌ لأنها لم تعُد تعترض على أفعال سيدِه مثل السابق.
تنهد زِنيار ثم قال
"ربما يُعلّمها أساليب الحياة القاسية لأنه يُخطّط للتخلي عنها ؟"
قال ريكو بسرعة
"أو ربما سيتخلى عنا ويأخُذ معه سويكا ؟
فهو الآن قريب من مرحلة المجال ونحن بعيدون عن مستواه"
قالت راموليا
"هذا النقاش لن يُفيد أحداً، سأرجِع للتدريب"
قالت هذا ثم غادرت بينما ينظُر إليها ريكو من الخلف، هل حدث معها شيءٌ جعلها تتغيّر إلى هذه الدرجة ؟
...
بعد شهرين، فوق جبلٍ نائي، يُمكِن سماع الصرخات من بعيد
فتاة صغيرة: "توقّف أيها المنحرف القذِر، سأقطع لك صانِع الأجيال وأضعُه في فمِك"
أحدهم: "أرجوك يا آنسة، أنا آسف، أنا لن أفعـ... آآآآرغ"
فتاة صغيرة: "انتظِر يا صاحب الأنف الأعوج، سأقليك على نارٍ هادئة وأُطعِمك للكِلاب"
أحدهم: "لا لا أيتها السيدة الصغيرة، أرجوك لا تفـ.... آآآآرغ"
فتاة صغيرة: "وأنت.. إلى متى ستنتظِر قبل أن تَقلَع عينَيك ؟"
أحدهم: "أنا لا أستطيع فِعلهآآآآرغ ... اللعنة عليك، لقد اقتلعتِ عينيّ"
فتاة صغيرة: "هاهاها هذا رائع، أين كُنتُ أعيش قبل هذا، اللعنة عليكم أيها المنحرفون"
أحدهم: "أهربوا ... إنها فتاة متوحّشة"
أحدهم: "مَن قال لي أن أنظُر إليها بِشهوانية، اللعنة على عيناي"
تنهد شوفين وهو ينظر إلى سويكا التي كانت تلبِس ملابس صبي شقي ولا تبدو كأنها فتاة أبداً، معطف جلدي أسود، سروال أسود قصير، قفاز واحد، قبعة شمسة سوداء، وتصرفات وحشية، أليس هذا كافياً ؟
تساءل شوفين وقرّر بِأن الأمر يكفي إلى هذه الدرجة، ومع أنه هو من اشترى لها هذه الملابس وشجّعها على أن تُصبِح مُتمرّدة إلا أنه يجب أن ينتقِل إلى الخطوة القادمة، لذلك نزل إليها وقال لها
"هذا يكفي، دعينا نُغادِر"
نظرَت إلى قطاع الطرق الهارِبين وأرادَت قتلَهم أيضاً، لكنها تنهّدت وقالت
"لقد لقّنتُهم درساً سيجعلهم يتبوّلون في ملابِسهم كلما تذكّروا ما حدَث"
ورآآآآف~
سقطت صفعة على رأس سويكا فطارَت قُبعتها بعيداً، نظرَت نحو شوفين باستغراب وتظلُّم فرمى عليها فستاناً جذاباً وقال
"لا يجب على الفتاة أن تتلفّظ بمِثل هذه الكلمات القذرة أو تلبِس مثل هذه الملابس الصبيانية، البِسي هذا الفستان"
استغربَت لأن شوفين كان يُناقِض نفسه ويُريدُها أن تتخلّى عن كل ما كان يُعلِّمه لها خلال الشهرَين المُنصرِمَين، صرخت عليه بقوة
"لماذا أيها الوغـ.."
ورآآآآف~
نزلَت صفعةٌ أخرى على رأسِها ثم قال لها
"نحن لم نعُد نصطاد قطّاع الطرق الآن، توجد عشيرة كبيرة أمامنا، ويجب علينا الدخول إليها بِهوية أخرى"
عبسَت ثم سألت
"أي هوية ؟"
ضحك وقال
"زوج وزوجة"
--------------
سؤال الفصل:
اللعنة.. ما الذي يفعله بِـ سويكا الرائعة ؟
--------------
ملابس سويكا