"زوج وزوجة"

كلمتان من شوفين جعلتَا سويكا تنسى هوية الفتاة المتمردة وتعلَق في الأوهام، زوج وزوجة ؟
ما معنى هذا ؟

استدار شوفين وقال

"فقط تظاهري بأنكِ زوجتي، لكن.. إياك السب أو اللعن بين الناس، الفتاة يجب أن تكون رقيقة ولطيفة، هل فهِمتِ الوضع جيداً ؟"

صمتَت طويلاً قبل أن تقول

"هل كل ما علّمتَه لي كان مجرد لُعبة ؟
ألم تقُل لي بأن على الفتاة أن تكون قاسية وتشتُم الآخرين ؟"

اقترب منها وسحبَها نحو الطيارة وهو يقول

"أتمنى ألا تنسَي أي شيءٍ من ذلك، لأنك ستحتاجين إليه يوماً ما، لكن.. هل أنتِ على استعدادٍ لِتعلّم بعض الأشياء الجديدة ؟"

اتّسعَت عيناها وفهِمت أخيراً بِأنه لا يطلُب منها التخلّي عن نمط الفتاة المتمرّدة وإنما سيُعلّمها نمطاً آخر، ركِبت معه الطيارة ثم سألته

"هل ستُعلّمني كيف أكون.. زوجـ.."

احمرّ وجهُها ولم تُكمِل حديثَها بِسبب الخجل، ابتسم وقال

"بل سأُعلّمك كيف تحتالين على الناس"

أمسكها أمامَه ثم طار بالطيارة.

...

عشيرة الأصبع السادس

بعد أسبوع.. دخل أحد الأتباع على رئيس العشيرة ومعه رجلٌ مجروح بِشدّة، رمى الرجلَ على الأرض ثم قال

"سيدي.. هذا الشخص يقول بِأنه رأى شوفين والفتاة التي معه في حجر التسجيل"

نظر الرئيس نحو التافِه المجروح وسأله

"هل أنت متأكد بأنه هو نفسُه ؟"

ارتجف التافه المجروح ثم قال بِصعوبة

"لقد قتلا أصحابي وجرحوني، استطعتُ الهرب بِصعوبة كبيرة، لذلك أنا متأكد بِأنهما نفس الشخصين في حجر التسجيل"

سأله الرئيس مرة أخرى

"أين التقيتَ بهِما ؟"

قال

"كانا يتّجِهان نحو مدينة روبيا قبل أسبوع، يجب أن يكونا فيها الآن"

صمت الرئيس قليلاً ثم قال

"لا أحد يستطيع العبث مع مدينة روبيا، لكنّنا نملِك بعض الأصدقاء فيها، ستذهب مع رِجالي إلى حيث التقيتَ بهِما، وإذا كُنتَ كاذباً فلا تلُم غير نفسِك"

...

داخل فندقٍ فخم في مدينة روبيا، كانت سويكا أمام المرآة تتزيّن كما طلب منها شوفين، وقد لبِست فستاناً لا هو فاضح ولا هو مستور، ومع ذلك.. لم تكُن معتادة عليه، مرّ شوفين خلفَها وعانقَها من الخلف ثم قبّلها على خدّها، ارتجفَت قليلاً لكنها تمالَكت نفسَها لأنه كان يفعل بها هذا منذ أسبوع، ومع أن الأمر غريبٌ ومُقلِق إلا أنها كانت سعيدة لأنها ربما تكون قد وصلَت إلى غايةٍ دفينة في قلبِها، لكن المُخيّب للآمال هو أن شوفين لم يكُن يدفع الأمر لِيتحوّل إلى علاقة عاطفية، وهذا مُتوقّع مِنه لأنه أفهَمها جيداً بِأنهما يُمثّلان فقط.

كان شوفين يلبِس ثياباً بيضاء هذه المرة وقد ألغى التقنية التي تُغيّر لون شعرِه، لذلك كان شعرُه ذهبياً مع حواجِب رقيقة وأهداب طويلة، وهذا كان شكلَه الأصلي قبل أن يستحوِذ على الجسد، ولولا مُهمّته لما استخدم هذا الشكل المُخنّث، أمسَك يدَها وخرجا من الفندق، وكلما مرّا من مكانٍ إلا وانجذَب الناس لهما، وذلك لأن سويكا تملِك جمالاً خارقاً يجذِب الأنظار، وشوفين أيضاً يملِك وجهاً وسيماً، كما أن الاثنَين لا يزالان صغيران في السن ومع ذلك يتصرفان مثل الزوجَين، سألَته سويكا بينما يتجوّلان في الشوارع

"من أين سنبدأ ؟"

ابتسم بِخُبثٍ وقال

"سنجمع المعلومات أولاً، راقبي بِصمت، فدورُك لم يحِن بعد"

بعد عدّة جولات.. وصلا أخيراً إلى متجر الجواهر الثلاث، وهو أكبر متاجِر مدينة روبيا وكان قد استفسر عنه شوفين من موظّفي الفندق، دخل إلى المتجر وبدأ يستكشِف المبيعات ثم صعد إلى الأقسام التي لا يدخلها غير الشخصيات المهمة، استقبلته إحدى الموظفات باحترام وسألته

"سيدي.. كيف يُمكِنني مُساعدتُك ؟"

ابتسم بِطريقة مُنحرِفة وكأنه يُغازِلها ثم قال

"أنتِ جميلة يا آنسة، هل أستطيع اللقاء مع مُديرك ؟
لدي بعض الكنوز التي أرغب بِبيعِها"

احمرّ وجه الموظفة بِسبب وسامة شوفين وتغزُّلِه بِها، فجأة.. سحبَته سويكا وعبسَت في وجهِه، وكان هذا لِأنه طلب منها أن تفعل ذلك عبر التخاطُر، ابتسم وقال

"زوجتي غيورة بعض الشيء، لكنها لطيفة جداً، كما قُلت.. هل أستطيع الحديث مع مُديرك ؟"

أومأت الموظّفة بِرأسها ثم قادَته إلى قاعة الضيوف وطلبَت منه الانتظار، وبعد عشر دقائق.. أتى المدير واستقبَله باحترامٍ ثم سأله

"ما الذي يرغَب السيد الشاب بِبيعه ؟"

ظنّ المُدير بأن شوفين سيبيع تُحفة عائلية أو سلاحاً موروثاً لأنه يبدو مثل شابٍّ من عائلة غنية، ابتسم شوفين ثم قال

"كنوزي لا تسَع لها هذه القاعة، ومع ذلك.. يمكنني بيعها بِالتقسيط إذا لم يكُن لديكم ما يكفي من المال، لدي أسلحة حبوب دروع أعشاب تقنيات..، أريد بيع كل شيء، ولدي أغراضٌ أخرى صالحة للمزاد، هل لديك اهتمامٌ بِها ؟"

يعلَم شوفين بِأن الكنوز التي معه تتوقّف قيمتها في هذه الأراضي التي لا تزال بعيدة عن وسط القارة، وإذا لم يبِعها هنا فلَن تكون مُفيدة له بعد رحيلِه، كما أن هذا جزءٌ من الخطة حيث يرغب في كسب صداقة أصحاب متجر الجواهر الثلاث.

ابتسم المدير وقال

"ما دامت الأغراض التي معك قيّمة فنحن سنشتري كل شيء، المال ليس مشكلة أبداً"

قال شوفين

"لكنّي أريد أحجاراً بُنّية مُقابل كنوزي، فالأحجار البرتقالية ليست مُفيدة لي"

تُعتبر الحجارة البنية أكثر قيمة من البرتقالية حيث حجرٌ بني واحد يساوي ألف حجر برتقالي، وهي نادرة الاستخدام في أطراف القارة، بينما يتم استخدامها في وسط القارة حيث الحجارة الصفراء هي النادرة هناك.

صمت المدير طويلاً قبل أن يهزّ رأسه ويقول

"قد يأخذ توفيرها بعض الوقت لكنها ليست مشكلة، هل يُمكِنني التعرّف على السيد قبل بدء التجارة ؟"

أومأ شوفين وقال

"اسمي شوفين، وهذه زوجتي سويكا، نحن من طائفة العقل الأرجح"

وسسسسسس~

توقّفت الدماء في وجه المدير وكاد يتوقّف تنفّسُه عندما سمِع اسم طائفة العقل الأرجح، ما الذي يفعله شخصٌ خطيرٌ مثل هذا في مدينة روبيا ؟

--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. ما الذي يُخطّط له شوفين بادّعائِه بِأنه من طائفة العقل الأرجح ؟
أليس هذا خطيراً ؟

----------------------------
🔵 بالترتيب.. ألوان حجارة الطاقة، ألوان الأوردة الروحية، ألوان الروح:

الأبيض - الوردي - الأحمر - البرتقالي - البني - الأصفر - الرمادي - الأخضر - الأزرق - البنفسجي

2020/01/24 · 482 مشاهدة · 886 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024