92 - الصاعقة الخرساء

"اسمي شوفين، وهذه زوجتي سويكا، نحن من طائفة العقل الأرجح"

ارتجف مدير المتجر وسأل بِتردّد

"هل للسيد شوفين والسيدة سويكا غرضٌ من المجيء إلى مدينة روبيا ؟"

تنهّد شوفين وهز جسدَه وكأنه يشعر بالملل ثم قال

"خرجتُ من العزلة وبدأت التجوال بحثاً عن المتعة، مازحتُ بعض العشائر هنا وهناك، تزوجتُ في طريقي من أجمل فتاة، والآن أبيع كنوزي، هل في الحياة أفضل من هذا ؟"

قال كلِمته الأخيرة وأطلق موجة من القوى الروحية فشعر المدير بالارتجاف والبرودة رغم أنه متدرب في منتصف مرحلة التألق، انتقل المدير في جزءٍ من الثانية إلى صحراء جليدية لا نهاية لها قبل أن يعود من الوهم الذي صنعه شوفين، ورغم أنه مجرد جزء من الثانية فقد قضى المدير أكثر من ساعةٍ في الجليد، وذلك لأن الهجوم الروحي يستهدِف الإدراك، والزمن في الإدراك يسير بِسرعة كبيرة جداً، مثلما يحدُث عندما تُفكّر في آلاف الأمور في لحظة من الزمن وتستذكِر ذكريات الطفولة وتاريخ الأمم وغيرها بينما أنت تتحدث مع الشخص الذي بِجانِبك، لذلك تقوم هجمات الروح باستغلال قوة الإدراك لِصنع أوهامٍ طويلة في لحظاتٍ قصيرة جداً لِدرجة أن سويكا لم تشعُر بأي شيء.

علِم المدير مباشرة بِأن شوفين ليس بالشخص العادي، لذلك تنهّد ثم أخرج رمزاً ذهبياً وقال

"أنا خادِمك.. شيمو، أتمنى أن تقبل مني رمز الشخصيات الهامة حتى تتمكن من الدخول والخروج متى شئت إلى متجر الجواهر الثلاث، نحن مُجرّد فرعٍ صغير وهذا الرمز مفيدٌ لك للحصول على التخفيضات في جميع فروعِنا"

أمسك شوفين الرمز ثم قال بِكسل

"هل يوجد هنا بعض الكيميائيين الخبراء ؟"

تهلل وجه شيمو وقال

"يوجد ثلاث كيميائيِين محترفين في مدينة روبيا، هل يحتاج السيد إلى من يصقُل له حبوباً معينة ؟"

سأل شوفين مرة أخرى

"وماذا عن أسياد المصفوفات وصقل المعادِن ؟"

استغرب شيمو قبل أن يقول

"لدينا خبراء من الدرجة الأولى، هل يحتاج السيد شوفين إلى شيء منهم ؟"

ابتسم شوفين وقال

"أريد تحدّيهم في الساحة العامة، هل تستطيع تنظيم بعض التحدّيات خلال الشهر القادم ؟"

ارتجَف شيمو وأراد ضرب رأسه بالجِدار، وهل يخرُج أفراد طائفة العقل الأرجح إلا لِتحدّي الآخرين ؟

استجمَع قوّته وقال

"بالتأكيد، سأتواصل معهم وأرسِل لك الخبر إذا أخبرتَني عن مكان إقامتِك"

أخبرَه شوفين عن الفندق الذي يُقيم فيه ثم دخل معه إلى مكانٍ واسع وأخرج جِبالاً من الأغراض التي لا يحتاج إليها لِيتم تقيِيمها ووَضع أسعارٍ مناسبة لها، لم يهتم شوفين بالأسعار لأنه يملِك فكرة حول السعر التقريبي، لذلك أخرج بعض الأغراض الأخرى وقال

"هذه عشرة حبوب من نوع الانصهار الخماسي، وثلاثون من التأسّل الرجعي، وسبعون من ريح الاستقراء"

أخرج أغراضاً أخرى وبدأ يشرَح ماذا تكون، وأخيراً.. قال

"أرغب بِبيعها في المزاد، هل لديكم مزادٌ قريب ؟"

أومأ شيمو وقال

"لدينا مزاد شهري في مدينة روبيا، ويصدُف بِأن دورة هذا الشهر سيتم تنظيمها الليلة وسأضع هذه الأغراض فيه، يُمكنك الحضور إذا كانت لديك الرغبة في المشاركة"

أخرج شيمو ورقة عبارة عن نشرة إعلانية وسلّمها إلى شوفين ثم قال

"هذه هي السلع الرئيسية في المزاد"

أمسكها شوفين وبدأ يقرؤها ثم همهم

"لديكم سلاح ملكي مرتفع، هذا مثير للاهتمام"

واصل القراءة بينما كان شيمو يَبتسم، اتسعَت عينا شوفين وقال

"بالإضافة إلى السلاح الملكي.. أنا مهتم أيضا بِجوهرة الصاعقة الخرساء وحبة الصعود الفجائي ودرع القـ.."

نظر نحو سويكا وقال بِابتسامة واسعة

"عزيزتي.. هذه ستكون مفيدة لِزيادة تدريـبك"

أومأ شيمو بِسعادة لأنه حصل على عميل مثير للاهتمام، قام شوفين وغادر تاركاً خلفَه جميع كنوزِه، وأخذ معه بِطاقةً نقدية من شيمو للمزايدة بها وكان فيها مليون حجر برتقالي، حيث كانَت كنوزُه تساوي أكثر من ذلك بِكثير.

...

بعد ساعات.. اجتمَع أغنياء مدينة روبيا والعشائر المجاوِرة لها، امتلأت قاعة المزاد بالأشخاص العاديِين أيضاً والذين أتوا لِشراء الأغراض العادية، جاء شوفين أيضاً مع سويكا وتم الترحيب بِهما بِحرارة، دخل الاثنان إلى قاعة الضيوف المهمين وبدأ المزاد، لم يهتم شوفين بالمواد العادية لأنها موجودة في أماكن أخرى، لذلك استرخى شوفين حتى قال المسؤول

"ننتقل الآن إلى العروض الخاصة، المزايدة ستكون بِالحجارة البرتقالية، وأوّل عرضٍ لدينا هو.."

بدأت العروض وبِيعَت أغراض شوفين التي منحَها للمزاد، لم يهتم شوفين لِما يحدُث حتى وصل المزاد إلى العروض الرئيسية والموجودة في النشرة الإعلانية التي استلَمها سابقاً من شيمو، وكان عددُها عشرة أغراض، قدّم المسؤول العرض الأول قائلاً

"العرض الأول هو دِرع القوام الساحر، وهو مُخصّص للإناث ويمنحُهن الحماية من الهجمات الروحية والجسدية من متدرّبي قمة مرحلة التألق، وفي نفس الوقت يزيد نسبة جمالِـهن، تبدأ المزايدة من ثلاثة آلاف حجر برتقالي"

بدأت المزايدة على الفور وكان بعض المزايدين من قاعات الضيوف المهمين

"ثلاثة آلاف وعشرة أحجار برتقالية"

"ثلاثة آلاف وعشرين"
...
استمرّت الزيادة بالعشرات لِبعض الوقت حتى وقفَت المزايدة على ثلاثة آلاف ومائة وسبعين، انتظَر المسؤول قليلاً قبل أن يبدأ العدّ

"واحد، اثنان، ثلا.."

فجأة.. قاطعَه صوتٌ مِن إحدى القاعات

"ثلاثة آلاف وخمسمائة"

نظر الجميع نحو هذا الشخص الذي أضاف أكثر من ثلاثمائة حجر دون داع، وكان هذا هو شوفين وبِجانبِه سويكا الجميلة، بدأ الناس يتساءلون عمّن يكون لكنّهم لم يهتموا كثيراً لِأن الحدَث كان عادياً.

استمرّ عرض الأغراض الأخرى حتى وصلوا إلى آخر ثلاث عروض وقال المسؤول

"هذه جوهرة الصاعقة الخرساء، صالحة لِتخزين جميع أنواع الطاقة وبِكمية لا نهائية، يتم استخدامُها عادة في إدارة المُنشآت الآلية وفِخاخ المواريث وغيرِها، وصاحِبها يحتاج إلى المال لذلك يبِيعها في هذا المزاد، وإلا فهي ستُباع بأسعار أعلى في وسط القارة، على أي حال.. نبدأ من عشرة آلاف حجر برتقالي"

قهقه شابٌّ يلبِس الأخضر من إحدى الشرفات وقال

"هذه مفيدة جداً لِعشرتي.. عشيرة بروكادا، أنا أدفَع أحد عشر ألفاً، أتمنى أن تدَعوني أحصُل عليها"

ضحِكت شابةٌ مُغرِية من شرفة أخرى وقالت

"ألا تعرف عشيرة بروكادا آداب المزاد ؟
من يدفع أكثر يحصُل على ما يُريد، عشيرتي الساق الحمراء تدفع اثنتي عشر ألفاً"

حمحم خمسينيٌّ وقال

"مدينة روبيا تحتاج إليها أيضاً، سأدفَع خمسة عشر ألف حجر برتقالي"

استمرّت العطاءات حتى استقرّت على ثلاثة وثلاثين ألف حجر برتقالي، توقّف المُزايِدون لأنهم يُريدون شراء السلاح الملكي الذي وُضِع كعرضٍ رئيسي، لذلك أرادوا الحفاظ على أموالِهم، بدأ المسؤول يعُدّ مرة أخرى حتى كاد يُنهي المزايدة، إلا أن شوفين قد قاطعَه قائلاً

"خمسون ألف"

--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. لماذا يحتاج شوفين إلى جوهرة الصاعقة الخرساء ؟

2020/01/25 · 476 مشاهدة · 950 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024