في اليوم التالي من زيارة الحاكم والشيوخ الخمسة لِفندق شوفين وسويكا.. أتى شيمو وأعطى كمية كبيرة من الحجارة البنية لِسويكا، وكانت هذه الأموال من الكنوز التي اشتراها من شوفين، وكان قد اتّفق معه أن يأتيه بِالحجارة البنية بدل البرتقالية لذلك أخذ منه بعض الوقت لِتجهيزها، وفي نفس الوقت.. أعطى سويكا ألف حجرٍ بني آخر مقابل الحصول على حبّتَين من الأمل الأخير، إلا أنه في هذه اللحظة.. خرج شوفين من العزلة وأعاد الألف حجر إلى شيمو ثم قال

"ليس عليك الدفع الآن، فأنت عميلٌ خاص ولستَ مثل الآخرين، أتطلّع للتعامل مع متاجر الجواهر الثلاث في المستقبل"

اهتزّ شيمو فرحاً لأنه قد كسب علاقة جيدة مع شوفين من طائفة العقل الأرجح، غادر شيمو فقال شوفين

"هل دفعَت المبجّلة السامّة ؟"

هزّت سويكا رأسها وقالت

"سألتُ عنها فقيل لي بِأنها قد غادرَت منذ أيام ولم تعُد بعد"

أومأ شوفين ثم استشعَر المُحيط قبل أن يعبِس ويقول

"هؤلاء الملاعين يُحيطون الفندق بِهالاتِهم، هل يخافون مِن أن أهرب بأموالِهم ؟"

ابتسم بِخُبثٍ ثم أخرج كمية منَ الطاقة من يدَيه وبدأ يرسُم مصفوفة كبيرة على أرضية الجناح، عبست سويكا وقالت باستغراب

"هذه.. هي.."

ابتسم شوفين وأدخلها إلى عالمِه الفراغي وهو يقول عبر التخاطر

"اِعتني بِالبيضة جيداً ريثَما أُخرِجك مرة أخرى"

لم تعلم ما الذي سيفعلُه بدونِها، لكنها فهِمت بِأن شوفين لا يُريدُها أن تكون معه لِسببٍ ما، لذلك عادَت إلى رِفاقِها الذين كانوا ينظرون إليها باستغراب لأنهم كانوا قد شاهدوا عبر الشاشة جميع مغامراتِها في البراري ثم تحوّلها إلى زوجةٍ مُطيعة، هل كانت هذه هي سويكا التي يعرفونها أم هي شخص آخر تماماً ؟

أثناء ذلك.. حصل زِنهار على رسالةٍ خاصة عبر التخاطُر، قام مباشرة بِارتداء دِرعه وتجهيز أسلِحته وانتظر قُرب الشعلة الحمراء بِتعابير هادئة.

انتهى شوفين من رسم المصفوفة بعد ثلاث ساعات وأخذَت منه طاقة كبيرة، لكنه لم يكُن يفتقِد إلى الطاقة الآن بعد حصولِه على كل هذه الأحجار البنّية، والتي رمى أغلبَها في الوريد الروحي الأحمر في عالمِه الفراغي، انتهى من المصفوفة وكان الليل قد دخل، ابتسم وبدأ تفعيل المصفوفة مع كتمِ طاقتِها حتى لا يستشعِرها أحد من الخارِج، لذلك لم يعلم أحدٌ ما الذي يطبُخه لهم شوفين في السرّ، وبعد ساعة أخرى.. قام شوفين بإخراج مجموعة كبيرة من المواد المختلفة وبدأ يصقلها فوق المصفوفة.

...

في هذه اللحظة، كان يقف أربعةٌ من المُبجّلين فوق جبلٍ بعيد خارج مدينة روبيا، وكانوا ينظرون نحو المدينة من بعيد وكأنهم ينتظرون شيئاً ما، سأل أحدهم

"ألَن يخرُج من عُزلتِه قريباً ؟"

قهقه آخر وقال

"لا يهم متى سيخرُج، المهم هو الحصول على زوجتِه ذات القلب البدائي"

تفل ثالثُهم على الأرض ثم قال

"يجب ألا نفضَح أنفسنا حتى لا نُعاني من عواقب الإساءة إلى طائفة العقل الأرجح"

قال الرابع

"سنأخذُها ونختفي، لا يجب أن تعلم عشيرة بروكادا بِأننا من فعلها"

...

داخل فندق الإقامة المستدامة، كان أربعيني وخمسيني ينتظِران بِهدوء متى يخرُج شوفين، قال الأربعيني

"هل نستطيع حقاً كسب ودّ ذلك الفتى ؟"

رد عليه الخمسيني

"إذا لم يرغَب بالذهاب معنا إلى عشيرة الساق الحمراء فسنقوم بِنشر هذا التصوير"

وكان في يدِه حجر تصويرٍ عليه حادثة الحديقة والبيضة، ويُريدون تهديد شوفين بِه بعدما حصلوا عليه بِطريقة ما.

...

في القصر الحاكِم، انتهى الشيوخ من مشاهدة حادِثة الحديقة والبيضة فعبس الحاكِم ونظر نحو أحد الغرباء ثم قال له

"أبلِغ شيوخ عشيرة الأصبع السادس بِأن مدينة روبيا ستُرحّب بهِم وتمنحُهم جميع التسهيلات لِبدء مشاريعهم التجارية، كما أننا سنمنحكم جزءً من الغنائم، لكن هذا السلاح الغريب.. سيكون لنا"

أومأ الغريب باحترامٍ ثم انصرف لإبلاغ عشيرتِه، نظر الحاكم نحو الشيوخ وقال

"كيف سنفعل هذا ؟"

قال أكبر الشيوخ وأقواهُم

"سنُرافِقه للبراري ثم نُكمِل الخطة كما اتّفقنا عليها سابقاً"

كان أصغر الشيوخ وأكثرهُم دهاءً ينظر إلى سويكا التي كانت بالقرب من شوفين وهنا في الحديقة، ابتسم وقال بِخُبث

"خذوا ما شِيتُم من شوفين ولن أعترِض، لكني سأحصل على تلك الصغيرة لِنفسي، اتّفقنا ؟"

...

وبينما الجميع يرسمون خُططهم الخاصة.. شعر القاطِنون في الفندق بِشيءٍ غريب، حيث كانت تحوم رائحة خفيفة في الهواء ولا يعلمون مصدرَها، ومع أنها لم تُزعِجهم إلا أن الخبراء قد بدؤوا يتشاءمون منها، خاصة أن الرائحة قد انتشرَت بسرعة كبيرة وغزَت المدينة بأكملِها قبل أن تخرُج من أسوارِها، خرج الخبراء وبدؤوا يُحلّلون هذه الرائحة ويبحثون عن مصدرِها، إلا أنهم لم يستطيعوا اكتشافها، لكن الحاكم والشيوخ الآخرون كانت على وجوهِهم نظرات عابِسة، فجأة.. اسودّ وجه الشيخ الأكبر ونظر نحو الجِبال البعيدة، ركّز نظرَه لِبعض الوقت قبل أن يصرُخ بأعلى صوتِه

"وحوش ... عدد هائل من الوحوش"

ركّز الجميع استشعارَهم وبدؤوا يشعرون بِموجاتٍ من الوحوش القادمة من كل الجهات، ارتعَب الجميع وبدأ الشيوخ بِتوزيع القوات لِصدّ موجة الوحوش الهائجة، وقد فهِم الجميع بِأن الرائحة الغريبة هي التي جلبَت الوحوش بالتأكيد.

نظر الحاكم نحو فندق الإقامة المستديمة وصرخ

"هل يُمكِن بِأنه ذلك الوغد ؟"

انطلَق مباشرة نحو الفندق لإيجاد شوفين وجعلِه يوقِف مصدر الرائحة، إلا أنه في هذه اللحظة.. شعر بِشيءٍ يهزّ الفندق ويخترِق من السطح، نظر إليه فإذا هي عجلة عملاقة ذات مخالِب حادة، وقد تسبّبت بإحداث ثُقبٍ كبير في سطح الفندق، اختفَت عجلة التدمير فجأة قبل أن يصعد جسمٌ طائر من الفندق وترافِقَه ضحكة شريرة، دقّق الجميع أنظارَهم فإذا هو شوفين يركب الطيارة، ضحِك بأعلى صوتِه قبل أن يختار اتجاهاً عشوائية ويَطير إليه بِسرعة خارقة.

تجمّدت الدماء في عروق الحاكم وصرخ بِغضب

"لهذا كان يسأل عن العربة الطائرة ؟
لأنه يملِك واحدةً بينما لا نملِكها نحن ؟"

نظر مباشرة نحو الشيخ الأصغر والأكثر دهاءً، أومأ الشيخ الأصغر وقال

"سأُعيدُه مهما كلّف الأمر"

وفجأة.. خرجَت موجاتٌ من الرياح وأطلق الشيخ دِرعاً له جناحان كبيران قبل أن يطير في السماء ويتبَع خُطى شوفين، وفي نفس الوقت.. بدأ المقاتلون يتصادَمون مع موجات الوحوش الهائجة، وكان هياجُهم بِسبب الإثارة الجنسية التي تسبّبت فيها تلك الرائحة الغريبة، ما يعني بأن المقاتلين عليهِم الحذر من.. احم احم.

--------------
سؤال الفصل:
في رأيك.. ما الذي على المقاتلين الحذر منه ؟
من الانفلات الأمني مثلاً ؟
😂😂😂😂😂

#تحت_المجهر

2020/01/26 · 530 مشاهدة · 919 كلمة
simba
نادي الروايات - 2024