30 - سؤال أخير ! - هل لديكم القوة للهرب؟

فتح ويليام الباب الخشبي ، وظهر في مدى بصره بعض الاشخاص الجالسين في الطاولات الصخرية المستديرة ، كانت هذه الطاولات مخلوقة من عنصر الارض ، لقد كانوا بشرا وليس جانا لهذا فرح ويليام .

لكنه سرعان ما رأى بعضا من الجان لقد كانوا اناثا ، بعضهن ذو ثياب ممزقة ، عرف ويليام انهن اما عبدات او انهن يعملن هنا كمومس لاشباع رغبات الرجال .

بعضهن شقراوات والاخريات ذو شعر اسود أو بني ، أمام سلم كان يؤدي للاعلى كان هناك رجل مفتول العضلات ذو بشرة سوداء ومان أصلعا كان يرتدي غطاءا رماديا على نصفه السفلي ، اضافة الى صيحات " آه آه " كانت قادمة من مقدمته .

وقف الرجل ولف الغطاء عليه وتسلق السلم للاعلى ، ربما كانت هناك غرف في الاعلى حيث سيلبس ثيابه ، انزلت تنورتها مباشرة بعد ذلك وكانت الدموع على خديها ، بعض الدم كان على الدرج ، لقد تم أخذ عذريتها من قبله .

فتاة ذو شعر أشقر كالاخريات لكن بشرتها كانت بيضاء ناصعة كما انها جميلة ، براءتها و شرفها وعرضها قد انتهكا ، مذا ستفعل حيال هذا ؟ ، لا شيء .

ويليام لم يكن يفهم في هذه الاشياء ، وخاصة ما يعنيه الشرف عند الفتيات ، فعذريتها كانت شيئا لا تريد ان يلمسه أحد غير ذلك الذي تتزوجه او تحبه ، اما اغلب العاهر*** و المومس ، كانوا اشخاصا اما تعرضوا لصدمة وتحولوا الى ذاك الشأن ، ام انها فقدت عذريتها عن نفس الطريقة واتبعوا ذاك الطريق

لم يزعج ويليام نفسه بها ، واغلق الباب خلفه ودخل وجلس على طاولة وحيدة في الخلف ، كانت رائحة المكان كريهة بعض الشيء ، مثل رائحة دار دعارة ، تعود ويليام على الرائحة قليلا .

فجأة وقف امامه رجل في منتصف العمر ، كان نصف شعره قد تساقط ، ارتدى بعضا من الثياب الممزقة الغير متناسقة ووشاح احمر على عنقه

تحدث الرجل :" سيدي اتحب ان-".

قاطعه ويليام قبل ان يكمل :" لدي نبيذي ، لذا يمكنك ان المغادرة سأدفع لك مقابل الجلوس هنا "

رمى ويليام عملتين ذهبيتين للرجل امام انظار الكل ، بهتت الالوان من على وجه الرجل وأمسى شاحبا ، لم يصدق كانت عملتان ذهبيتان ، حاول الرجل قول شيء لكنه لم يستطع ، قال ويليام :" مذا الا تريد اخذها ؟"

تحدث الرجل :" لا لا - انا بالطبع اريد-اقصد نعم شكرا سيدي على سخائك"

أخذ الرجل العملتين وكان ما يزال يحدق في ويليام بعينين كبيرتين ، لقد أخرج ويليام نبيذا وكأسا زجاجيا فخما ، كان النبيذ عتيقا للغاية ، كانت هذه اخر زجاجة له مما سرقه من الحفلة التي اقامتها عائلة مايبورن.

انظار كل من في الحانة كانت متجهة نحو ويليام ، خمر مدخن ل100 سنة من بحق الجحيم لا يريد تجربة شربه ؟ ، عند فتح الزجاجة فاح عبيق النبيذ في المكان صب ويليام كأسا لنفسه وبدأ احتساءه ، طعمه اللاذع والحلو يداعب لسانه وكل جزء من فمه حتى معدته .

قال ويليام :" اعتقد انني قمت بالدفع لك وأكثر فلما أراك لا تزال واقفا امامي؟

مباشرة بعد سماع صوت ويليام ستفاق الرجل من دهشته واعتذر وعاد بسرعة لمكانه ، ما يزال البعض يحدق بويليام وهو يحتسي امامهم تلك الزجاجة التي كانت مقدسة لاعين بعضهم .

الجميع اعتقد ان ويليام كان شخصا نبيلا مر من هنا أو انه مغامر مخضرم ، لم يجرؤوا على النظر اكثر له .

مر بعض الوقت وانتهى ويليام من شرب الزجاجة ورماها على الارض ، كانت بعض القطرات ما تزال داخل الزجاجة ، بدأ الكل يتدافع عليها ، ونجح رجل مفتول العضلات في الحصول عليها وتذوق قطرات منها وكاد يجن جنونه.

فكر ويليام في نفسه :" ما احتاجه حاليا هو معرفة مكاني الحالي ، اضافة الى انني منت منعزلا عن العالم ولم اعد عالما باخبار القارة ، سأنادي على مالك الحانة ذاك وسأرى ان كان يملك بعضا من المعلومات"

ضرب ويليام يده على الطاولة ببطئ كي يسمعه صاحب الحانة ، لكنه لم يعتد على قوته بعد مما تسبب بتحطيم وتفكيك نصف الطاولة وسحقا لغبار ، كما كان قويا؟ ، هذه هي الافكار التي راودت الحضور في هذه الحانة

وصل المالك على عجل بملابسه الممزقة والغير متناسقة وقال:" سيدي- لم يكن هناك حاجة - اقصد اسف سيدي مذا تريد من شخص متواضع مثلي ؟"

قال ويليام :" اجلس !، لدي بعض الاسئلة التي اود طرحها "

جلس الرجل على عجل وكان يحدق في ويليام بعينيه .

سال ويليام :" أين نحن الان؟" ، اجاب الرجل :" نحن بالقرب من مدينة كروستاس "

شعر ويليام بالراحة فمدينة كروستاس كانت تابعة لألارياس كانت مدينة حدودية مع ألتير

ويليام :" أخبرني أبرز الاحداث التي حدثت في هذا العام الذي مضى!"

تغيرت نظرة الرجل الى ويليام ، كانت نظرة متشككة وصدمة وقال:" احقا انت لا تعرف- اقصد حسنا حسنا سيدي سامحني على -"

قال ويليام :" اذن حدثت امور كبيرة ، لا تعتذر انا كنت معزولا عن العالم لفترة، لا تسأل حولي كثيرا ما عليك هو ان تجيب وحسب "

اوما الرجل برأسه ، كان دليلا على انه قد فهم ما قاله ويليام له

ثم قال الرجل :" أبرز الاحداث اذن ، لنعود قبل 10 أشهر من الان ، خبر قد زلزل القارة وهو تحالف بين ألارياس وألتير ، وكان هذا التحالف عن طريق زواج الاميرتين فريا و ألتير من الاميرين للجان إيفور و آستن ، لم يعرف العامة ما السبب من هذا التحالف ، فالدول كانت على خلاف مع بعضها "

ما قاله الرجل لم يفاجئ ويليام ، ففي عقله كان يتصور ماهو اكبر .

قال الرجل مجددا :" لكن بعد ثلاث اشهر من التحالف ، ظهرت العائلتين الملكيتين في بث ضخم على المملكتين شرحت فيه ما حدث"

بعد قوله لهذا ، لاحظ ويليام ان الرجل كان يرتعد قليلا ، لكن سرعان ما قام الرجل بجمع شتات نفسه

ثم قال:" ذكر الملك هيلور سبب التحالف كان بسبب الاجتياح الضخم الوحشي لمملكة الاقزام، تم اجتياح مملكة الاقزام بالكامل من طرف الوحوش لكن الوحوش اختفت في لمحة بصر من المملكة ،وقال الملك هيلور أن هناك منظمة سرية او ما شابه ذلك تتحكم في الخيوط وتحاول السيطرة على القارة ونحن وجيراننا الجان سنكون التاليين ، لذا وجب علينا التحالف في وجه هذه الطاغية "

ما قاله الرجل حرك ويليام قليلا ، ففي حساباته كان يعتقد ان مملكة الاقزام دورودريا تستطيع ان تصمد لأربع سنوات قبل السقوط لكن سقوطها في خمسة أشهر ، اليس هذا مستبدا لحد كبير ؟

بينما كان ويليام يراجع كل شيء و ينشئ احتمالات مستقبلية واصل الرجل حديثه :" بالعودة الا ما قاله الملك هيلور ، اذكر انه ذكر ان مملكة الاقزام قد تعاونت مع الاعداء وتحالفت معهم للقضاء علينا لاحكام سيطرتهم على ارضنا ، وان دورودريا ستسخر كل جنودها في صالح الاستيلاء على أراضينا "

ويليام :" لا تفسر كثيرا اذكر النقاط المهمة ، ولو حتى كعناوين "

اومأ الرجل برأسه كدليل على فهمه ثم قال :" بعدها بشهرين ، حلت اول معركة ، حيث شارك فيها اثنان من الكورز وجنرال من الجان ، وقد ربحنا فيها ، بعدها أقيم حفل خطوبة بين ولي عهد ألارياس ليون و أميرة من الجان اسمها شوغر "

تذكر ويليام اسم شوغر ، لقد كانت الفتاة التي رفضها في الدانجون، علم ويليام ان هناك شيء اعمق من التحالف خلف قضية الزواج هذه والان حفل خطوبة ، ما يعني ان اهدافهم الحقيقية كانت ابعد من طرد المحتل من اراضيهم

تابع الرجل حديثه :" بعد الخطوبة ، بدأت المعارك على الحدود ، المملكتين بدأت في التجنيد الاجباري بحجة الخدمة الوطنية والدفاع عن ارضنا، طبعا لاقت اقبال المواطنين والمغامرين على حد سواء ، فالكل كان مستعدا للموت في سبيل وطنه "

لاحظ ويليام ان الرجل بدا يشد قبضتيه ، لكنه تابع ببطئ :" في تلك المعركة الطاحنة راح ضحيتها اكثر من 2000 ضحية من جنودنا ، ومات اثنان من الكورز لحسن الحظ لم يكونوا كورز من الاربعة المميزين"

تساءل ويليام :" الاربعة المميزين؟"

أجاب الرجل بسرعة :" اهاا سيدي ، الاربعة المميزون هم الكورز سيليا و اوليفر و نارين و نورن ، لقد كانت هناك اخبار تقول عن خيانة الكورز وعائلاتهم لالارياس من قبل ، وتمت ابادتهم مع عوائلهم ، بسبب قلة الثقة الموضوعة في الاشخاص ، قرر الملك هيلور تشكيل الاربعة المميزون ليكونوا قدوة للكورز الاخرين ، ما يعني انهم نالوا ثقة الملك"

اومأ ويليام وقال :" هكذا اذن!، يمكنك ان تتابع "

تابع الرجل بصعوبة :" بعدها تلك المذبحة في حقنا ، حل الرعب على العديد من المتبرعين مما جعلهم يتراجعون عن كل ما قالوه وانسحبوا من الجيش ، لكن تم قتلهم باعتبارهم خونة لبلادهم ، واداروا ظهورهم لما تعانيه بلادهم"

قال ويليام:" قلت لك لا تفسر ، فقط بشكل ملخص "

اعتذر الرجل وواصل :" بعدها شاركت ألتير و ألارياس في حرب مشتركة ضد العدو و ربحنا ، لكن خسر الجان جنرال مهما لهم، انتقاما لخسارتهم ، قاموا بخوزقته وتقطيعه وتعذيبه وكل هذا تم بثه في كل ارجاء القارة ، هذا كل ما حدث منذ ذاك الوقت، كما سمعت ان هناك معركة وشيكة دامية "

سأل ويليام :" لم تخبرني ما نوع الجيوش التي استخدمها العدو"

اجاب الرجل :" جنود الاقزام اضافة الى الوحوش ، الغريب ان الوحوش لم تهاجم الاقزام ، كان البعض يفر من المعركة ويترك مجموعته لتواجه الخطر وحدها "

سأل ويليام مجددا :" اليست هناك أي شائعات حول قادة كتائبهم ، مثلا كالذين قتلوا الكورز هل تعرفون شيئا بشأنهم؟"

أجاب الرجل وهو يضع سبابته على ذقنه:" هممم! ان كان هذا ما تقصده فنعم ، هناك اشخاص اثاروا الشبهات ، الاحياء الذين نجو من الحرب قالوا ان هناك اشخاص يرتدون ملابس تشبه ملابس السجناء"

لم يتفاجأ ويليام فهو يعلم هذا مسبقا ، لكن ما فاجأه هو لباس السجن ، بتذكر ما قاله تورتن في ذاك الوقت ، كان قد قال انه ليس سوى شخص صغير من المنظمة وقد يقتلونه لانه لم يأتي لهم بالامراء

مما يعني ان الذين يلبسون لباس السجن لم يكونوا سوى اعضاء او يجب ان نقول بيادق في خطة مؤسسي تلك المنظمة ، ما يعني ان المنظمة ما تزال تلعب معهم وحسب ولم تستخدم أي جنرال او اي شخص قوي لحد الان .

استنتج ويليام افتراضيا أن التحالف بين ألتير و ألارياس يعلمون بهذا مسبقا، هذا ان كانت لديهم معلومات مسبقة عن ما قاله ويليام لهم .

تحدث ويليام :" لدي سؤال أخير !"

قال الرجل :" قله سيدي وان كانت لدي معرفة حوله سوف اخبرك"

قال ويليام:" هل لديكم القوة للهرب ؟"

فوجئ الرجل بما قاله ويليام ، بووووم! تحطم الباب الخشبي الخارجي

2021/08/26 · 102 مشاهدة · 1650 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025