31 - لقاء غير متوقع - صدفة؟

فوجئ الجميع ونظر ناحية الباب ، دخل شخص ذو درع فضية ولا يرى شكله أبدا .

نظر الجميع اليه ولم يعرفوا سبب تحطيمه الباب

دز دزز دزز دق!

جاء صوت اقدام من الطبق الثاني وصرخ :" اهربوا انهم الجيش-اععععه"

من صرخته كان قد مات قبل الظهور ، اهتاج الجميع وبدأ يصرخ هاربا وناجيا بحياته ، لم يفهم ويليام ما يحدث لكنه مما لاحظه وربط كل شيء معا في عقله حدد ثلاثة اسباب رئيسية

المجموعة هنا كانوا لصوصا او قاطعي طرق وناهبين للقرى الحدودية

أو انهم باعة غير مرخصين للعبيد

والاخير ان الجيش كان يقوم بالتجنيد الاجباري بتعسف وعنف وضد رغبات الاخرين .

دخل العديد من الجنود المدرعين حاملين رماح فضية حادة ، اما الاشخاص المخبولون الذين كانوا في الحانة شكلوا مجموعة دفاعية على شكل قوس ، وبدأوا باستخدام هجماتهم

لكن في لحظة قطعت رؤوسهم جميعا ورشت دماؤهم على الارض ، البعض مات وعينيه مفتوحتين ، البعض تناثر وريدهم وخرج من اعناقهم .

سقط صاحب الحانة على جاثيا على قدميه من الصدمة ، قام ويليام من مكانه ، الجنود وقائدهم ضربوا رماحهم الفضية بقوة على الارض الخشبية مما كاد ان يدمرها فهي كانت مهترئة بعد كل شيء

نظر ويليام إليه وهم بالمثل ، تقدم قائدهم الذي كان امامهم نحوه ، اما الجنود فهرعوا نحو الفتاة التي كانت على السلم المؤدي للاعلى و الفتيات الاخريات .

وصل المدرع امام ويليام و الرجل وقال :" لقد كانوا عصابة تقوم بخطف فتيات عاليات المقام ، اغلبهن سيدات راقية لعوائل نبيلة من الجان والبشر ، كانوا عصابة شهوانية ولقد خلصنا العالم من شرورهم "

قال ويليام مع ابتسامة :" اذن لما لا تخلصون العالم من شرور العوائل النبيلة التي تقوم بأخذ جميلات العامة وتلويثهن بأيديهم المتسخة والمليئة من مرق اللحم الذين لا يغسلونه "

قال صاحب الدرع :" كيف تجرؤ؟! ، لم نقتلكم لانه لم تكونوا على القائمة ، لذا افترضت انه كنتم مارين من هنا وحسب ، لذا لا تقم بجعلي اغير قراري واقتلك بسبب الاتهامات الباطلة-"

قاطعه ويليام مبتسما وقال :" كنت امزح وحسب"

هدأ الرجل واستدار نحو جنوده وقال :" حسنا اظننا انتهينا هنا ، سنتكفل بإرجاع الآنسات لديارهن آمنات ومعالجة جروحهن النفسية و الجسدية "

رحل الجنود و قائدهم ذاك ، ساعد ويليام الرجل على الوقوف ونظر اليه وقال :" سيتعين عليك ان تغادر هذا المكان ، لكن عليك ان تدفنهم، هل فهمت؟"

تمتم الرجل بصعوبة :" ولكن أين سأرحل؟ هذا كان منزلي-"

لم يكمل الرجل كلامه لانه رأى ويليام يخرج عملات ذهبية كان هنالك حوالي 60 عملة ، قام بتقديمهم له وقال:" خذ انها ستكفيك حتى تجد لك عملا اخر ، عندما تنتهي من جمع حقائبك احرق الكوخ و غادر من هنا الى أي مكان تريد"

أحس الرجل بطعم مالح ولزج في فمه ، لقد كانت دموعه و مخاطه يقطران ، لقد كان عليه ان يشاهد هذه المذبحة امامه ويواجه خوفه من الموت ، وبطبيعة الحال لن يبقى هنا بعد الان ستطارده الكوابيس في منامه .

لكن ازيح كل الثقل عن قلبه ، فقد قدمت له مساعدة من ويليام ، لن يقلق على المأوى والمشرب و المأكل حتى ولو كان في العاصمة أوراكون .

نظر ويليام نحو المذبحة التي كانت وقعت امامه وقال :" انها قوية حقا! ، تملك قطعة أثرية تمكنها من الاختفاء "

لم يفهم الرجل ما قاله ويليام ، لم يسأله ومسح دموعه ومخاطه وبعدها امسك بالعملات و قام بالصعود نحو الطابق الثاني من الكوخ كي يحزم حقائبه وبعدها يحرق المنزل ويغادر

غادر ويليام شمالا متبعا الطريق نحو مدينة كروستاس كي يعود للعاصمة ، الاشجار كانت على كل جانب من الطريق ، توقف هطول المطر منذ وقت ليس بطويل ، الطين كان يغطي الطريق .

لاحظ ويليام بقعا حمراء على الطين ، ظهر في مرأى عينيه دم من كثافته بدأ يتحول للون الاسود ، كان الدم بمحاذاة الغابة على الجانب الايمن

تابع ويليام الطريق سرعان ما رأى عربات متحطمة وجنودا مدرعين ميتين ، بعضهم كانت احشاؤه خارجة من بطنه ، والبعض قطعت رأسه مع الخوذة الفضية ، البعض فقد كل اعضائه ومات بسبب نقص الدم الحاد .

الفتيات التي تم انقاذهن لم يمتن بعد كنا مجتمعات وخائفات وينظر نحو الثلاثة الذين يتقاتلون في منتصف الطريق .

لقد لمح ويليام شخصا وكان يعرفه ، لقد كان تورتن من المنظمة شبيه الجرذ ، ما يزال يرتدي لباس السجن وحافي القدمين وكان اللعاب يسيل من فاهه ، والدماء تغطي ملابسه ويديه ، لم يستعمل تورتن طور الاندماج بعد

كان هناك شخصان اخران ، الاول كان قائد الجنود ذو الدرع الفضية، لكن كان هناك جرح خطير على صدره ، كان يخسر دمه بسرعة ربما قد يموت اذا بقي على هذه الحالة لاكثر من عشرين دقيقة اخرى

اما الشخص الاخر فكانت امرأة في العشرينات كانت جميلة ، كانت انثى من الجان بأذنيها المدببتين و اللتان تتجهان للاعلى كالسهم ، شعرها كان فضيا على شكل ظفيرة حصان للخلف ، عيناها زرقاوين ، وكانت ترتدي سروالا حريريا ابيض اضافة لسترة بيضاء علق عليها عقد ذهبي ، لكنه لم يكن ذهبيا الان بل احمر من الدم ، كانت مصابة بجروح في كاحلها و بطنها ، اضافة الى ان ملابسها ملطخة بالطين

كان الاثنان يقاتلان تورتن بينما هو يضحك ويستمتع بمنظرهما وهما يحاولان بأقصى ما عندهما .

واصل ويليام التقدم ، ووصل نحو الركام والقتلى ، ونظر للاناث اللواتي كن خائفات ويرتجفن ، واصل التقدم نحو المعركة في نصف الطريق .

قام تورتن بالابتسام ببرود وتوقف في نصف الطريق ، تراجعت الانثى و قائد الجنود وتنفسوا بصعوبة ، كان ظهرهم يواجه ويليام المتقدم .

قال تورتن بينما يبتسم واللعاب يسيل منه :" وحش وحش حقا ، كل هذا التطور في عام واحد ، ويليام!"

تفاجأ الاثنان بما كان يقوله تورتن ، فجأة تحدث ويليام من خلفهما كان بعيدا قليلا عنهما :" يبدو انهم لم يقتلوك بعد فشلك ، يبدو انه علي ان ابحث لكما عن مكان تتقاتلان فيه ، إيلور سيكون سعيدا"

بعد سماع صوت ويليام ، استدار الاثنان ونظرا الى مصدر الصوت ، لقد كان ذاك الشاب في الحانة .

بينما ينظران الى ويليام ، تحدث تورتن :" هيه ، اذن هل ستحاول ان توقفنا اليوم ايضا "

ابتسم ويليام وتساءل :" اوقفك؟! ، مالذي تعنيه ؟"

تورتن بينما يسيل لعابه :" الم توقفنا عندما كنا سنخطف امراء الجان-"د

قاطعه ويليام :" هااه ، ان كان هذا ما تقصد ، فقد شرحته لك مسبقا على ما اعتقد ، واجهناكم لانكم آذيتم إيلور"

ضحك تورتن بينما يبتسم ويسيل لعابه ويظهر لثته التي لم تحتوي على اسنان، ثم قال :" هيحيهه ، هكذا اذن، لكن أليس هناك تحالف بينكما الجان والبشر ، يالها من برودة تجاه حلفائك ويليام"

ابتسم ويليام ، وقال بغباء :" تحالف؟! ، هيه لم اكن اعرف بالمناسبة لقد وقعت في غرفة انتظار بعد خروجي مباشرة من قاعة القتال ذاك اليوم، وبقيت فيها لسنة كاملة ، اعذرني فانا اجهل اخبار هذه القارة بالكامل"

كان ويليام يتظاهر بالجهل ، فهو قد حصل مسبقا على فكرة عما يحدث في القارة حاليا ، لكنه لم يرد ان يتورط في أي حرب بهذه السرعة الا ان دعت الضرورة

قال تورتن:" اوه ، يا رجل سنة كاملة لوحدك ، يبدو انك ذقت الامرين ، لكن سماعك تقول ان لن تتدخل تريحني ، بقوتك هذه يجب ان اكون مستعدا لخسارة ذراع وساق كي افوز "

قال ويليام :" هيه، انت تضمن الفوز مبكرا، من يعلم قد ترتكب اخطاءا تكلفك حياتك مثل رفيقك ، لكن ليس اليوم ، فخصمك هو إيلور لذا تمسك بالحياة حتى تلتقي به ، أما بالنسبة لي فساعود للمنزل لارتاح"

واصل ويليام التقدم و مر من بين الانثى و المدرع ، وصل ويليام الى تورتن وقال :" هل صرت على شكل جرذ بعد القيام بعملية الاندماج ام مذا؟"

ابتسم تورتن وقال:" مذا لو؟"

ويليام :" كنت اخطط لتجربة الاندماج ، لكن لو كان يرد صاحبه قبيحا فأنا لا اخطط لفعلها "

ضحك تورتن وسال اللعاب من فاهه وقال:" انصحك بتجربتها ، انه الافضل ، كما قلت يمكنك الانضمام لنا متى تريد ويليام، اثق انك ستصعد في المناصب بسرعة "

ويليام :" ربما اذا ضاقت بي الامور يوما ، فسوف أزوركم"

تقدم ويليام نحو الشمال لكن جاءت صرخة من الخلف ، لقد كانت الانثى قالت:" يمكنني ان اشرح لك ما حدث !، لقد تحالفنا الجان والبشر تحالفوا ، ساعدنا الان فهذا داخل في اطار التعاون المشترك ، الذي خلفك هو العدو "

لم يستدر ويليام وقال :" تورتن انا اناشدك لتتركهم احياء ، هل ستمنح لي وجها وتدعهم ؟"

ابتسم تورتن وقال:" هاها ، جيد جيد ويليام لكن اخشى انه علي ان ارفضك "

قال ويليام :" اسمعتي؟ ، لقد فعلت كل ما في وسعي لكنه رفض ان يتخلى عن حيواتكم ليس لدي شيء اخر لفعله تجاهكم"

كان صاحب الدرع غاضبا وكان يريد القاء جل غضبه على ويليام ، لكن سرعان ما هدأته الانثى وقالت:" لا تغضب ألفوس ، اسمك ويليام ، اتعتقد انه بامكانك ان تمنحني انا لاناريا فورون وجها وتقوم بدفننا ؟"

ويليام:" لا استطيع-"

قاطعه تورتن :" القدر يريد ابقاءكم على قيد الحياة ، فجأة تغير هدفي ، ويليام لنلتقي مرة اخرى ، ستحدث معركة قريبا وانا سأكون حاضرا هنا ، يمكنك الحضور اذا رغبت في اختبار قوتك "

ويليام:" هووه ، هكذا اذن ، اسف فأنا سأخيب ظنك ، لا اخطط للدخول في أي حرب او اي معركة خاسرة، المنظمة تستعملكم كبيادق وحسب ، ولم يتحركوا بعد، توضح مصير القارة بالفعل لذا انت تعلم ما اتحدث عنه "

تورتن :" حاذق كعادتك حقا ، اذن انا سأغادر "

رحل تورتن مباشرة ، سقط المدرع على الارض مغشيا عليه ، استدار ويليام ونظر نحوهم مرة اخيرة وبعدها غادر

2021/08/28 · 101 مشاهدة · 1513 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025