كان ويليام نائما في غرفته في الوقت الحالي ، بعدما وصل الى مدينة كروستاس ، توجه مباشرة الى فرع النقابة هناك واستعمل رماد الانتقال للذهاب نحو العاصمة أوراكون .
وصل ويليام الى العاصمة أوراكون ، بعدها توجه صوب منزله لم يجد احدا هناك ، لم يهتم كثيرا وراح لغرفته في الطابق الثاني و سقط نائما ليومين .
فتح ويليام عينيه وقام من على السرير ، أخذ ويليام حماما منعشا ،وارتدى ملابسه السوداء مرة اخرى ونزل الى الطابق الاول ، لم يتواجد أحد في المنزل .
توجه ويليام للمطبخ ، طبخ كل ما يعرفه وأكل حتى شبع ، بعدها صب بعض النبيذ وأخذ يحتسيه ، سرعان ما سمع دين دونغ! ، لقد كان جرس منزلهم .
أسرع ويليام نحو الباب وفتحه ، في خط نظره ظهر رجل عجوز يرتدي عباءة بيضاء كعادته تبدو مثل جلباب او شيء كهذا، لقد كان إيلور
ابتسم إيلور وقال :" مذا؟ أنت ما زلت حيا بعد كل شيء "
قال ويليام بتعبيرات باردة :" مذا؟ اكنت تعتقدني ميتا ؟ خسئت يا ايلور "
دخل الاثنان وجلسا في غرفة جلوس ، كانت الارائك رمادية اللون ، وطاولة زجاجية في الوسط مع الارضية الخشبية ، كان عىى الطاولة كأسان و زجاجة نبيذ احضرها ويليام .
قال إيلور :" ضوء التوسع ،يبدو انك تدربت بجد "
ويليام :" شهر اخر ، واصل الى ضوء العوالم "
لم يتفاجأ ايلور بما قاله ويليام، فان كان احد يستطيع فعلها فسيكون هو ويليام ، لذا فانه لن يتفاجأ حتى ولو كان ويليام حاليا في ضوء العوالم .
سأل ويليام :" بالمناسبة ، اتعرف أين هم ؟، لم اجدهم في المنزل عندما عدت قبل يومين لذا اعتقدت انهم خارجا وحسب، لكنهم ليسوا هنا حتى بعد اليومين"
أجاب إيلور :" انتقلوا من هنا لكنه مل يزال منزلكم بعد كل شيء ، يجب ان تعلم ان قدرة والدتك العلاجية قد جذبت انتباه العائلة الملكية وتمت دعوة أمك ووالدك وآشلي كي يسكنوا في القصر وتكون والدتك المعالجة الخاصة بالعائلة الملكية، اضافة لديهم مكانة مرموقة هناك"
ويليام :" اذن ، هل ذهبوا بملء ارادتهم او كانوا مجبرين على ذلك"
إيلور :" لا لا، ذهبوا بملئ ارادتهم انه سعداء هناك ، الاكثر سعادة بينهم هي آشلي اظنها على علاقة بأحد الكورز اسمه أوليفر "
ابتسم ويليام وقال:" هيه، يبدو ان ابتعادي عنهم لسنة كاملة قد ساعدها على تبين مشاعرها ، أخيرا احس ببعض الارتياح"
إيلور :" اذن الن تخبرني اين كنت؟"
ويليام:" لا شيء مهم فقط وقعت في غرفة انتظار ، انها نوع من الغرف مثل غرف الالغاز و القتال، عليك ان تنتظر هناك حتى يتم نقلك مرة اخرى، لن تعرف كم ستبقى هناك ، لحسن الحظ في سنة واحدة خرجت "
اومأ ايلور وقال:" هكذا اذن!"
قال ويليام:" لكن شيء مثير للاهتمام حدث قبل يومين!"
تسائل إيلور:" مالذي تعنيه ؟"
أجاب ويليام:" التقيت بغريمك تورتن ، كان يقتل في جنود الجان، لكنه ترك بعضهم احياءا ورحل بحجة تغير هدفه ، تحدثت معه قليلا وغادرت انا ايضا، سمعت منه انه متشوق لاكمال النزال معك"
صرخ إيلور وقام من مكانه "مذاااا ! ، تورتن! اتتلكم عن جد؟كيف -كيف فعلها ؟،كيف تمكنوا من الدخول؟"
تفاجأ ويليام بردة فعل إيلور ، إيلور العجوز البارد دائما ، كان يظهر مثل هذه الملامح، حتى ولو كان الامر متعلقا بتورتن لن يظهر ملامحا كهذه
تساءل ويليام بسرعة :" مالذي يحدث ايلور ، لما انت منفعل-"
هدأ إيلور قليلا وقال :" انا سأغادر بسرعة لاوصل هذه المعلومات ، لكن ويليام نسيت انت لا تعرف شيئا عن الحرب وكثيرا من الاشياء-"
قاطعه ويليام :" انا اعرف بالفعل كل شيء ، لكن ما لا اعرفه هو التغيير الذي حدث لك ، لما انت منفعل بهذه الدرجة ؟، ايصال المعلومات ؟ هاهاه ايلور منذ متى وانت تفعل هذا؟"
أجابه إيلور :" حسنا حسنا سأحدثك عن ما حدث بسرعة كي اغادر"
قال ويليام:" تحدث بعيدا"
قال إيلور :" تلك الاستاذة في يوم معركتك مع غوارد سجلت قتالك ، هناك معركة كبيرة على وشك الحدوث، لكن بسبب خسارتنا للكورز والجنرالات المتكررة ، بلل الجميع سراويلهم ، تناقص عدد المتطوعين للذهاب للمعارك ، أصيبت قوة ألارياس وألتير بركود وبرود على مستوى التجنيد "
قال أيلور مجددا:" لكن الامر تغير قبل ثلاثة أسابيع ، خرج الملك هيلور وملكة الجان في بث كبير على مستوى القارة مثلما فعلت تلك المنظمة ، وأظهروا تسجيل قتالك ضد غوارد ، وقالوا ان فتى في الخامسة عشر يمكنه هزيمة اشخاص في ضوء العوالم ، كانوا يظهرون بهذا ضعف قوة المنظمة ليقوموا باثارة حماسة المشاهدين "
قال إيلور :" ل نجحوا بخطتهم فبعد ذاك البث ، أقبل العديد من المغامرين و الاشخاص الاقوياء على نقابة المغامرين و فروعها ليشاركوا في المعركة القادمة "
صرخ ويليام :" مذاا ! ، اذن اذن الكل يعلم بشأن تلاعبي بالمانا الجوية أليس كذلك؟"
أجابه إيلور لكن بنبرة نادمة :" أجل - هذا صحيح لم نستطع ملاحظتها وهي تسجلك في ذاك اليوم "
ضرب ويليام يديه على الطاولة لكن سرعان ما هدأ
قال إيلور :" الملك السابق ليون يريد-"
قاطعه ويليام قائلا :" لا اخطط لهذا في أي وقت قريب "
ابتسم إيلور قائلا:" هذا ما ظننته ، اما بالنسبة لي فقد علم الجميع انني في ضوء السماء ،وتلقيت رسالة ملكية تطلب مني أن اصبح احد كورز المملكة ، لم اعلم ما افعله في ذاك الوقت ، لكنني قبلت المنصب مباشرة بعد علمي بانتقال عائلتك للقصر "
ويليام :" همم ، هكذا اذن اشياء كثيرة تغيرت ، ويبدو انك منسجم مع منصبك، لحسن الحظ وجدت ما تفعله في نهاية حياتك ، استمتع به وقم بتأديته على اكمل وجه، اعتقد انه لن نقضي وقتا طويلا مع بعض "
قال إيلور :" فقط لا تنساني وتتصرف ببرود تجاهي ، سأخبر عائلتك انك بخير وانك هنا ، ربما قد يزورونك، اضافة انت مرحب بك في القصر على ما اعتقد"
بعدها مباشرة غادر إيلور بسرعة ، الان عرف ويليام لما كان الجميع ينظر اليه بنظرة احترام عندما كان في كروستاس ، وعندما وصل الى النقابة ايضا ، يبدو انه اصبح مشهورا ، الى جانب انه من ورث سلاح هيلين الأثري "
أفكار ويليام كانت مختلطة ، لحد الان لم يعلم ما يجب عليه فعله، لكن فكر ويليام وقال:" مالذي يجب علي فعله؟ لما افكر في هذا من الاصل ؟ ، لن افعل اي شيء ، سوى عيش حياتي على طبيعتها ، سوف ألاحق طريق القوة فقط كضمانة على حياتي وحياة عائلتي "
قال ويليام:" اذا ساء الوضع اكثر من هذا، فسأنضم لتلك المنظمة واشترط منهم حماية عائلتي كشرط اساسي لانضمامي اليهم ، سيقبلون بها على الارجح "
قام ويليام من على مكانه وقال:" شهر واحد ، هذا كل ما احتاجه للوصول الى ضوء العوالم ، سأفعلها وبعدها سأوقظ ذاك الاحمق ان بقي مدة طويلة في ذاك الصحن فأخشى انه سيتجاوزني"
بدأ ويليام تدريبه مرة اخرى على طريق التأمل وحل الخبايا ، ما كان عليه ان يفهمه ويحله في طريقه نحو ضوء العوالم هو التزامن و تراكيب المانا .
حل لغزين في آن واحد كان صعبا للغاية ، وكان يحتاج للتركيز الكامل ، بالاضافة الى انه يجب ان يستعمل المانا ويجربها على انماط مختلفة ، مثل انه يعيد تركيب شيء محطم باستخدام المانا او انه يفككها بالمانا او يقوم بانشاء المادة انطلاقا من ذرة صغيرة .
اما بالنسبة للتزامن فلم يعلم ويليام بأي شكل قد يفيده، في الحقيقة هو لم يعلم أي شيء عنه سوى انه يتقدم فيه بسلاسة بدون معرفة طبيعته او شكله
بدأ ويليام تدريبه في المنزل ، لم يزعجه احد طول شهر ، وهذا ما دفعه للتساؤل ، احقا عائلتي لن تزورني رغم اختفائي عنهم لسنة كاملة ؟ ام ان ايلور لم يخبرهم عن عودتي؟ .
تغيرت نواة ويليام بشكل جذري ، سعة مكان المانا التخزينية زادت اضافة الى ان وقت استرداد المانا زاد ، احتياط المانا لديه ارتفع بشكل كبير ، حواسه تطورت لمستوى اخر ، ضوء العوالم
فجأة ! احس ويليام بشيء يتشكل داخل جسده ، لم يعرف ماهو لكنه يعطيه شعورا جيدا ، وكأنه خفيف للغاية مثل ريشة ، تذكر ويليام ان اللذين في ضوء العوالم يمكنهم الطيران
ما كان يمر به هو تحول في جسده يعطيه مقاومة للجاذبية ، اهتز قلب ويليان فرحا ، سيمكنه تجربة شعور الطيران ، لكن ليس في المنزل وليس في أي وقت قريب .
قام ويليام بتعديل حالته ، قص شعره امام المرآة ، لم يقصه بشكل كامل فقط قام بقص القليل ، استحم بعدها وأخذ يرى ان كانت هناك ملابس تناسبه في خزانته لكنه لم يجد شيئا، واكتفى بارتداء الملابس السوداء التي ارتداها سابقا ، كان قد غسلها مسبقا والان جفت، من الاصل كانت الملابس الوحيدة التي تناسبه، وضع بعض العطر الخاص به ثم خرج .
بدأ بالمشي وتفقد العاصمة واحوالها ، ولانه كان يعيش في مكان قريب من نقابة المغامرين، كانت الشوارع مملوءة بالمغامرين واشياء كهذه ، بعضهم يعلق اسلحة ضخمة على ظهره ،وبعضهم يحجب وجهه بقناع كي لا يراه احد ، والبعض يرتدي ملابس رسمية
كل المحلات والمطاعم والمقاهي قد تحولت لمحلات بيع الاسلحة و الدروع و زجاجات علاجية واكسيرات واشياء كهذه ، بيع هذا كان مربحا لصاحبه في ظل هذه الظروف ، كانت هناك بعض النظرات الموجهة لويليام وكانها لاحظت من يكون .
بدون ان يلاحظ ويليام شيئا، كانت قد قادته قدماه الى نقر نقابة المغامرين الاساسي ، كان المكان مكتظا بكل انواع الناس ، مغامرين يبحثون عن مكان لانفسهم في الحرب القادمة ، أبناء نبلاء جاؤوا ليتفاخروا امام الكل بملابسهم و ثروتهم ، الجان كانوا ايضا هنا بنسبة كبيرة .
جنود مدرعون كانوا يحرسون المداخل وينظمون مختلف الامور ويحافظون على التنظيم ، سمع ويليام مجموعة تتحدث أمامه عن الحرب ، قالوا ان المعركة التالية قد تحدث في غضون أيام معدودة
كان هذا قريبا للغاية ، فكر ويليام في نفسه وقال:" اذا علمت اين ستقع المعركة فلا ضير من الذهاب والمشاهدة ، مشاهدة معركة طاحنة بين جيشين ضخمين لن تتكرر دائما "
لم يعرف ويليام اي شيء ليفعله حاليا ، لذا قرر الذهاب وزيارة اكاديمية الموقر أوفر ، تحرك ويليام من مكانه نحو الاكاديمية ، وصل ويليام الى تلك البنايات الثلاث الكبيرة وذاك السياج الحديدي الذي يحيط بها ، كان بامكانه رؤية نافورة الحورية قبل الدخول من البوابة .
كانت الاكاديمية مزدحمة للغاية عن غير عادتها، الشيء الذي تغير هو ان الجان كانوا ضمن اراضي الاكاديمية ، الزي الموحد كان كما هو فقط تغيرت الشارة التي كان عليها حورية وقمر ، تمت اضافة جنية تدور حول القمر .
عندما اقترب ويليام من البوابة ودخل ، لاحظ ان تمثال الحورية على النافورة قد تغير ، فحتى هو كان على القمر جنية وكانها تطير حوله .
كانت نظرات البعض موجهة الى ويليام ، لكنه لم يلقي انتباها لها ، فهو كان يعلم انه سيحدث هذا ، تجول ويليام في حرم الاكاديمية ، فجأة ارتأى ان يدخل الى قاعة ، كان محتواها عن كيفية تغيير التعاويذ المنطلقة .
ما كان يقصده هو كيفية تغيير صيغة العنصر في الهجمة التي سبق واطلقتها
كمثال ، ان تطلق رمحا من البرق نحو عدوك وفي منتصف الهواء والطريق نحوه يتغير الرمح البرقي الى رمح من الجليد او الحديد او أي عنصر اخر.
فتح ويليام الباب ودخل ، كان هناك مكتب و أحيطت به طاولات خشبية للجلوس على شكل دائري ، أخذ ويليام جالسا في الاخير ، وكان هناك البعض من التلاميذ الذين يدونون الملاحظات التي يقولها الرجل العجوز الذي كان على المكتب
كان يرتدي قبعة كالسحرة ، رداءا ارجواني اللون ، لحيته كانت ناصعة البياض ، وعينيه نصف مغلقتين لم يرى لونهما ، اخذ ويليام يستمع لما يقوله العجوز ويصغي اليه .
مع انه كان عجوزا الا ان صوته قوي ، قال:" السر هنا لا يتعلق بمدى تحكمك بالمانا ، لقد رأيت اغبياء حاولوا فعلها وانتهى الامر بنتائج كراثية كادت ان تودي بحياتهم ، السر هو نفسه في الهجوم الذي اطلقته انت، اي تركيب المانا فيه "
قال ويليام في نفسه:" يتعلق بتركيب المانا ؟!"
تحدث العجوز مجددا :" عندما اتحدث عن تركيبة المانا داخل الهجوم ، فأنا أقصد هل العنصر متجانس أم لا ، فاذا كان العنصر المكون للهجمة هو نفسه في كل جزء من تلك الهجمة فيمكنك تغيير صيغة العنصر بسلاسة في الهواء ولا تحتاج الى تحكم دقيق للمانا لفعلها ، لكنك تحتاج لتحكم دقيق في المانا كي يكون العنصر المكون للهجمة يخلو من اي شوائب "
انصت ويليام بتعمن لما يقوله العجوز ، فما يقوله يطابق ما كان يتعلمه في ضوء التوسع لنواة المانا عنده ، تراكيب المانا، تذكر ويليام انه حل شيئا كهذا في خفايا تراكيب المانا والتزامن
قال العجوز :" اما بالنسبة للمتحكمين بالمانا الجوية فلا اعلم ان كانت لديهم طرق اخرى لفعلها ، هل يتقدم السير ويليام ويوسع معرفتنا ؟"
تفاجا ويليام ، فقد كان العجوز يتحدث اليه ، استدار الطلبة وتفاجؤوا برؤية ويليام ، ام يلاحظه احد منذ البداية ،فقد كانوا يعطونه بظهورهم ، اما الاشخاص على الجانب الاخر فاغلبهم كانوا يركزون مع شرح المحاضر العجوز لذا لم يلقوا لويليام اهتماما
ابتسم ويليام وقام من مكانه متجها نحو مكتب المحاضر ، كانت هناك مساحة بين المكتب و مقاعد الجلوس التي احاطته دائريا ، تلك المساحة كانت لاستعراض المهارات واعطاء أمثلة للطلبة
بينما كان الجميع يحدق به ، لاحظ ويليام بعض الوجوه المألوفة ، كانوا آلين و فريا و حتى آستن و ريموند اضافة لشوغر ، كان ويليام يعرف حول زفافهم من اجل التحالف وشيء كهذا ، مثل أن فريا تزوجت آستن و آلين تزوجت شخصا اسمه إيفور ولي عهد الجان ، كما انه بالفعل يعرف انهم ليسوا ابناء الملكة .
توقف ويليام في المساحة التي تفصل المكتب عن الكراسي الخشبية ، ونظر نحو العجوز على المكتب ، كانت النظرات موجهة نحوه .
قال المحاضر العجوز:" ياله من تطور عجيب ، علمت ان قتالك مع ذاك الزنديق كان قبل سنة ، في ذاك الوقت كنت في ضوء التجميع ، وها انت في ضوء العوالم ، هيهي يبدو انك تتدرب بجد"
صدم الجميع بما قاله العجوز ، فقوته الحالية تسمح له ان يقدم طلبا ليكون من الكورز ، حتى بقوته سيكون هناك طلب غير عادي عليه، فتى في السادسة عشر في ضوء العوالم لم يسبق لها مثيل ، لكن بالنسبة لشخص كويليام تلقى بركة السماوات فكيف لا يكون شخصا يتحدى القوانين.
قال العجوز مجددا:" لكن يبدو انك لست من النوع المتفاخر يا فتى ، فانت تعلم انه ينقصك الكثير او انك ما كنت لتدخل محاضرتي ، اذن بقدومك الى هنا ، فانت سترينا بعضا من تلاعبك بالمانا الجوية "
قال ويليام بتعبير بارد :" الامر كذلك ،فأنت من طلبت مني بعد كل شيء ، لكن دعني اوضح نقطة اساسية ، انا لا اتلاعب بالمانا الجوية، انها تحت سيطرتي الخاصة، افعل فيها ما شئت "
ما قاله ويليام صحيح ، حتى هو كان يعتقد فيما سبق انه يتلاعب بالمانا الجوية ولكنه بعد تدريبه اكتشف انها تحت سيطرته التامة .
(توضيح : سيظهر الاختلاف بين التلاعب بالمانا الجوية و كون المانا الجوية تحت سيطرته الخاصة في الفصول المقبلة في القصة لذا لا داعي لاطلاق احكام منذ الان)
ابتسم العجوز ، واومئ قائلا :" هكذا اذن "
لم يفهم الكل الاختلاف بينهما ، لكن اعتقد الجميع ان معرفتهم لا تمكنهم من معرفة ذلك ، لذا اكتفوا بالصمت ومراقبة ما سيفعله ويليام
تحدث ويليام :" في الواقع ما قلته يا محاضر متشابه بعض الشيء عما أفعله ايضا "
ظهر رمح جليدي في الهواء وكانه كان موجودا هناك بالفعل من الاول ، بينما يحدق الكل في الرمح الجليدي ، في غضون رمشة عين كان الرمح الجليدي قد اصبح رمحا برقيا بعدها في رمشة عين اصبح ظلاميا و ارضيا وحتى رمحا من الرياح و الضوء
قال ويليام :" انا افعلها كما اخبرتنا قبل قليل، لكن الفرق هو ان المدة لحظية ، ما يعني ان ردة فعل الخصم لن تجاري تغيرات احداث المعركة ، ولن يستطيع الدفاع عن نفسه ضد التعويذة ، وهذا ما يمنحه خيار واحد وهو الهرب بسرعة وتجنب الهجمة كي لا تصيبه عندها يعاود الهجوم"
قال ويليام مجددا :" وهنا يأتي الفرق التالي ، السرعة !"
اختفى من نظر الجميع وكانه لم يكن هناك وظهر في يد ويليام، انزلوا نظرهم نحو ويليام وكان الرمح اختفى من يده وظهر فوق تلميذ ذو شعر أسود ، كان الكل يبحث عن الرمح ولاحظه احد التلاميذ وراحوا ينظرونه لمكانه لكنه اختفى من هناك سلفا وعاد لمكانه الاصلي في الهواء
قال العجوز بنبرة تعجب :" أنا أرى ، هاها هذا حقا عجيب ليس كما نقوم به !، التلاعب بالمانا الجوية ، لا بل السيطرة على المانا الجوية يا لها من قدرة عجيبة حقا!
تفاجأ الجميع الحضور بما رآه حتى الامراء لم يستطيعوا اخفاء دهشتهم، ريموند الذي كان أعمى كانت ملامح الدهشة على وجهه ، كان ويليام يفترض ان هناك طريقة تمكنه من الرؤية .
تقدم ويليام لمكانه وجلس ، اما المحاضر العجوز فقد اكمل في شرحه انتهت مدة محاضرته وقام ويليام من مكانه مغادرا ، كان ويليام يود ان يزور اماكن اخرى في الاكاديمية ، بدأ بزيارتها واحدة تلو الاخرى ، فهو لم يستطع ان يدرس هنا لوقت طويل كالاخرين ، بقوته الحالية فهو لن يكسب شيئا من هنا .
لقد كانت الاكاديمية هي شيء ينتظره بعجل عندما كان في سنته الرابعة عشر، لكن تقدمه السريع كان كالسيف وقطع كل آماله بان يحظى بحياة شيقة في الاكاديمية و يحصل لنفسه على حبيبة او اصدقاء او يتبارى مع ابناء النبلاء المغرورين ويغيظهم .
خرج ويليام من الاكاديمية ورأى مطعما راقيا في الجهة المقابلة ،
كان المطعم مبنيا بزجاج صلب وبراق ، هناك بعض القطع الخشبية بين كل صفيحة زجاج مما اعطاه منظرا غريبا قليلا ، لكنه كان تحفة حقا ، هذا المطعم لم يكن هنا من قبل مما يعني انه بني في السنة المنصرمة وحسب ، بالاضافة لم تتواجد لافتة تدل على اسم المحل او لاي عائلة ينتمي .
قام ويليام بقطع الطريق الدائري الذي تمر منه العربات نحو المطعم ، دفع ويليام بابا زجاجيا ودخل ، لم يحتوي الطابق الاول على أي شيء سوى طباخين و العاملين هناك ، كان مطبخا ، لاحظ ويليام سلما زجاجيا يصعد للاعلى ، قام ويليام بالصعود مباشرة بعد رؤيته للسلم .
صعد ويليام الدرجات ، وفي نظره حطت طاولات زجاجية وكراسي من نفس الزجاج البراق والصلب ، كان هناك البعض يتناول غذاءه بالفعل ، الجدران كانت مثل الخارج زجاج صلب وبراق لكنه ليس شفافا .
تقدم ويليام وجلس قرب الجدار الزجاجي ، مباشرة بعض جلوسه على الكرسي ووضعه ليديه على المنضدة الزجاجية، جاء صوت منها :" سيدي شرفتنا اليوم، اتساءل مذا تود ان تتناول ؟، اتريد ان نعرض عليك قائمة بما نقدمه"
لم يتفاجأ ويليام بهذه الطرق العصرية وأجاب :" لا داعي ، فقط اجلب لي طبقكم الرئيسي و بعض النبيذ الفاخر اضافة الى اطباق لحم تكون شهية "
قال الصوت:" حسنا كما تحب سيدي امهلنا عشر دقائق وحسب "
اختفى الصوت ،وظهرت بعض ملامح التفاجؤ على وجه ويليام ، عشر دقائق لانهاء كل ما طلبه لقد كان سريعا بعض الشيء ، انتظر ويليام بينما يحدق في الحضور .
مرت العشر دقائق بينما يحدق في اللذين يأتون واللذين يغادرون ،اتى شخصان ذو بذلة سوداء يحملون اطباقا وسينية عليها زجاجتي نبيذ و زجاجة ماء اضافة للكؤوس ذي الاحجام المختلفة، اما الاطباق تحتوي على اللحم المفروم عصارته ولحم مشوي ، اللحم المشوي ما يزال نيئا قليلا من الداخل مما يمنحه ذاك المذاق الغريب في لسانك ، رائحة اللحم العبقة اجتاحت أنف ويليام وكان يتوق لتذوقها ، الطبق الرئيسي كان على شكل أرز تم تتبيله بالتوابل وفوق صدر دجاج مفروم ، اضافة لملعقتين و شوكتين وحتى سكينتين فضيتين .
قام بالرجلان بتقديم الطعام لويليام على المنضدة الزجاجية
غادر الرجلان مباشرة بعد تقديم الطعام ، أمسك ويليام بالشوكة و السكينة وقال " شكرا على الطعام"
فجأة جلس شخص على نفس منضدته ، لقد كانت آلين