34 - إيلور ينقذ الموقف - توهج ومستقبل مظلم

| بعد اسبوعين |

جثث متراصة على الارض ، رياح تعصف محملة بالغبار ورائحة الهزيمة ، دروع وسيوف وسكاكين وكل انواع الاسلحة ملقاة على الارض.

الليلة الماضية كانت الارضية كلها مصبوغة باللون الاحمر ، لكن تراكم الجثث في ساحة المعركة ادى الى عدم ظهورها لكن مل يزال يمكننا رؤية الدم المتخثر على الدروع والجثث

رسميا : تحالف ألتير والارياس خسروا هذه المعركة ايضا

لكن انظروا للجانب المشرق فهم لم يخسروا الحرب .

من يضحك اخيرا ، يضحك كثيرا

فمن سيضحك أخيرا ؟.

===| داخل غرفة الاجتماعات الراقية |===

جلس الكورز اضافة لاعمدة دولة ألتير ، ولا ننسى الشخصيات الرئيسية ، ملوك الدولتين ، واختصاصيين في مجال الحروب

كانت حالة طارئة ! بالطبع كانت كذلك ، اكان هناك عاقل سيعتقد انهم تجمعوا لحفل شاي في ظل هذه الظروف؟

اعصاب الجميع كانت مشدودة ولم يتحدث احد ، لو تحدث شخص واحد بكلمة ليست في مكانها حتى ولو كان غرضها تلطيف الجو ، فكان سيقتل بالتأكيد .

لكن اهذا ينطبق عليها ؟!

ضحكت ملكة الجان فايوليت قائلة :" هههه ! مثير للاهتمام"

اكثر من كانت اعصابه مشدودة ليسوا الكورز وليس هيلور ولا احد اخر سوى الملك السابق ليون

حيث وبخ فايوبيت بعد ان حطم قبضة على الطاولة :" يا فتاة ! ما المضحك عانينا من خسائر ضخمة هذه المرة فأي اعصاب لديك لاطلاق ضحكة في ظل هذه الحالة"

حل صمت في الغرفة ، إيلور يديؤ اعينه على الحاضرين من الكورز و اعمدة ألارياس اضافة للبقية

قال ايلور في نفسه :" لن نصل لشيء ما دمنا هكذا ، يجب علي ان افعل شيئا "

بدأ ايلور المشي في الغرفة والجميع يلقي له نظرات

أي اعصاب كانت لهذا العجوز ايضا .

مثل توقف الوقت لم يتحرك ولم يتحدث احد، حتى انهم لم يعيروا للتنفس اهنمام ، في ظل هذه الحالة كانت أهمية التنفس مبالغة فيها ، هذا الصمت هو ما تسبب للكل ان ينظر لايلور

مع كل خطوة يقوم بها ، كان وقع صوت خطواته مدويا في الغرفة ، ظل الامر على هذه الحالة حتى توقف ايلور

ونظر للكل من مكان قرب نافذة مزخرفة على الطراز الاروبي في العصور الوسطى لعالمنا

عندما سعل بقوة :" كحححه !"

موجة من الانتباه القيت له مرة اخرى

قال ايلور في نفسه :" مذا افعل ؟! بحق الجحيم ايفترض بهذا ان يهدأهم ، من الواضح انني زدت الطينة بلة وحسب"

هذا هو المعنى للمقولة : ذهب ليكحلها فاعماها"

التفت أيلور يمينا ويسارا يحدق بتمعن لعله يجده لينقذ الوضع ، لكنه تفاجأ بكونه وحيدا ، احقا آل الامر لهذا ؟ في اي لحظة حدث كل هذا؟ القى ايلور اللوم على نفسه لو انه لم يغادر فقط ذاك اليوم

نعم ، لو انه فقط بقي بجانبه اسيكونان معا في الوقت الحالي ، ربما نعم وربما لا ، لكن الشيء المعروف هو :

الندم والحسرة هما الشيئان الوحيدان المتبقيان .

تمتم ايلور في نفسه :" يا ليت الزمن يعود للوراء "

بالطبع كان ايلور يتحسر لعدم وجود ويليام معه ، لما تركه في ذاك اليوم من الاساس؟ ، لو لم يتركه اكان انتهى بهما المطاف معا اليوم ؟ .

بالطبع خاض ايلور تجارب عديدة ووقع في ضغط ارهب من هذا ، ان تولد في زمن حرب وتكتسب خبرة حقيقية ، وتفجر موهبتك وطاقتك في سبيل ان تصبح جبلا شامخا لا يهز من طرف اي قوة ( هذا ليس مقتصرا على الزمن فالشيخوخة لا ترحم احدا)

تحسر ايلور داخليا :" اهكذا اصبحت ؟ ، اكنت هكذا منذ ولادتي؟ اكنت ضعيفا ؟ اهذا الجبل قد هرم حقا؟ هل خبرتي ودهائي غير كافيين ؟ الم اتعلم من الحياة شيئا؟ لما ؟ لما ويليام؟ كيف لك ان تحمل كل تلك الاعباء وكانها ليست شيئا ؟ "

ضحك ايلور داخليا ضحكة تحسر :" هاهاها ويليام ، لحقا كنت تخفف علي كثيرا ، لم اعر انتباها حتى وجدت نفسي اضع كل الثقل عليك "

ظل ايلور يفكر في فتى ، فتى واحد وهو ويليام أنّى له القيام بكل هذا واكثر ، قارنه ايلور بهيئته القديمة ، اكان يستطيع ان يكون مثل ويليام في شبابه ؟

تنهد ايلور داخليا ونفى:" بالطبع لا ! ، لا يمكنني ان اكون مثله ، فبعد كل شيء ويليام مختار "

عينا العجوز فتحتا على مصراعيها نظرة ثاقبة انبثقت منهما مما جعل الكل يشعر بهالة اتية منه

قال ايلور :" لكن هذا لا يعني انني لا استطيع القيام بشيء ، يبدو انه فقط كنت احتاج لشيء يحرك ذاتي القديمة في داخلي ، ويبدو لي انني نجحت في ذلك ، شكرا لك ليام"

نظرات استغراب موجهة للعجوز ايلور ، كما فكر العديد منهم ، اهذا ما يسمى بالهذيان هل جن جنون العجوز بسبب الضغط لكن سرعان ما تبددت شكوك الجميع .

ليس لان قوة ايلور الذي وضعته في اعلى هرم الاقوياء في القارة هي من قامت بازالة الشكوك ، فشخص عادي سيفكر على هذا المنوال .

لكن ما ازال شكهم هو نظرة الجدية التي ظهرت على محيى إيلورأ.

شفاه العجوز تحركت قائلة :" احم ! السكوت و التحسر لن يعيدنا للوراء لانقاذ الوضع ، ما نحتاجه حاليا هو ان نناقش ما وقع في المعركة الاخيرة "

اكمل إيلور قائلا:" في اي لحظة اكتشف العدو نقطة ضعفنا ؟ وكيف؟ وما الخطوات التي لم ينبغي علينا فعلها؟ وهل حقا فعلنا كل ما في جهدنا ؟ ، وهل كانت خططنا مدروسة ؟ ،وبالتاكيد علينا ان نحذر لعدم ارتكاب نفس الاخطاء مستقبلا"

ما قاله ايلور هز عقول الجميع ، التحسر لا ينفع في شيء ، الشيء الذي فكروا فيه جميعا هو سبب تواجدهم في هذه الغرفة ، هل كانوا موجودين فقط لانه يجب عليهم ذلك ؟ ام انهم كانوا هنا لغرض ما قاله إيلور ؟"

بعدها اكمل ايلور بجملة شهيرة هي التي جعلت الجميع يسترد عافيته العقلية واسترجع بعض الامل ،:" لا يهم من يكسب المعركة ، الذي يكسب الحرب هو الفائز الحقيقي ، ومن يضحك اخيرا يضحك كثيرا "

بسبب هذه الجملة معنويات الجميع عادت بينما فكر الكثيرون في عقولهم :" صحيح ما يقوله ، انها مجرد معركة الفائز هو الذي يكسب الحرب "

فتحت شفتي ايلور ليكمل حديثه ، كل من الملوك و الاعمدة و الكورز و الخبراء كانوا ينتظرونه ليتحدث لانهم في الوقت الراهن كلام ايلور هو ما يحتاجونه .

قال ايلور :" نعم خسرنا المعركة ، كانت خسائرة كبيرة ، لكن لا تنسوا نحن نملك مقومات دول ، لدينا مئات الالاف من الجنود و المغامرين الاشداء اضافة للموارد اللامعدودة والتي تتطور يوما بعد يوم ، هذا ما يعنيه ان تكون دولة قائمة منذ مئات السنين ، ولا تنسوا نحن دولتين وليس واحدة وحسب ما يعني ضعف ما قلته"

ابتسم الجميع ، كانت حقيقة مهيمنة ، لما يخافون وهم لديهم مقومات ليشاركوا بمئات المعارك مثل التي خسروا بها ، ولكن هذا لا يعني انهم سوف يقومون باطالة الحرب لتلك للمدة ، فالعدو ايضا ربما لديه نفس امكانياتهم ، ولا يستطيعون التضحية بالكثير من الاشخاص

عادة الحيوية ، وبدأت القاعة تزدهر شيئا فشيئا كل يطرح خططه و اراءه

الكل اعجب بايلور وحكمته ، قليل فقط من يتمسكون بالمنطق حينما يكونون في نفس الموقف

> ======<

على نفس الجانب ، وعلى طاولة بها ثمانية اشخاص كل يتوهج بلون خاص ، لكن صورهم غير ملاحظة .

لكن من بين الكل ، ذاك الوهج الفضي كان الاشع و الالمع بينهم ، في وسط الطاولة كان هناك شاشة مانا تعرض لهم الاحداث في حجرة قاعة النقاشات في مملكة ألارياس ، بالصوت والصورة

هل كانوا يتجسسون؟ ، ام ان حليفا لهم داخل تلك القاعة ؟ ،لم يعرف لما يفعلون ذلك ، لكن ربما لانهم تلك المنظمة ، اكانوا هم؟

تحدث ذو الوهج الفضي قائلا :" اوه! حقا ذاك العجوز اكان بهذا الذكاء ؟ اعتقدت انهم استسلموا للحقيقة لكن يبدو انهم ما يزالون يتمسكون ببعض من الامل "

تحدث امراة الوهج الذي يصاعد منها كان رماديا :" لكن خططهم مكشوفة لنا ، لا طائل مما يخططون له فنحن على علم بكل تحركاتهم ، لا داعي للقلق معلمي"

ضحك ذو الوهج الفضي مما شد انتباه الكل :" هاهاهاها، الامر كما قلتي صغيرتي ، قد يبدو ذكيا لكنه نسي شيئا مهما للغاية "

قالت الانثى ذو الوهج الرمادي:" اذن اتمنى من المعلم ان يوضح لهذه التلميذة "

تبعها قائلا :" الامر وما فيه لا تهم الموارد و الطاقة العاملة ، سينتهي كل شيء ما دمت تتخلص من الرأس والاعضاء الحيوية ، افعل هذا والجسد سينهار"

شرحت الانثى:" اوه حكمة معلمي رائعة ، مادمنا نقضي على الاعمدة فكل تلك المقومات والموارد ستنهار لعدم وجود شخص يسيرها بحكمة"

ساد الصمت على تلك القاعة المظلمة، فقط ذاك اللمعان المنطلق من كل شخص قام باضاءة الغرفة، وهم يحقدون الى الشاشة اماهم حيث يظهر ايلور والملوك فيها وهم يناقشون خططهم للمستقبل القريب

بدون ان يعلموا ان كل خططهم كانت مكشوفة للعدو باكملها .

2021/09/05 · 111 مشاهدة · 1373 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025