رسميا - بداية الكتاب الثاني بعنوان " فراغ "
استيقظ ويليام من سريره على صرخات مثيرة للشفقة تطلب العون ، اصوات مرعبة و هزات أرضية ،
تثاءب ويليام ، قبل ان يتساءل " ما الذي يحدث بحق الجحيم في الصباح الباكر "
في فترة قياسية صغيرة ، تطورت الاحداث بشكل كبير ، اصبحت عاصمة ألارياس " أوراكون " هي المكان الآمن الوحيد في القارة باكملها ، حتى دولة الجان " ألتير " اصبحت بمكان يعج بالفساد .
لكن اليوم ، لربما حتى أوراكون ستتصبغ بلون الخطر و الفساد .
انتعل ويليام خفين ( الخف هو حذاء صوفي يتم ارتداؤه في المنزل وحسب) و راح ذاهبا ليفتح الباب ويرى ما يحدث بحق السماء .
في لحظة فتحه الباب على مصراعيه ، زمجر وحش ضخم في وجهه ، كان على شاكلة يرقة ( اليرقة مثل الدودة لكنها نوع يضيء اللون في الليل ، ربما تعرفونها ) ، امتلأ جسد ويليام بالمخاط و اللعاب الناتج عن تلك الصرخة .
لعن ويليام "، سحقا ، فقط البارحة استحممت !" ، بثواني قليلة ،انفجرت اليرقة من الداخل ، مشكلة سائلا اخضر مخثر ، مما اسفر عن ظهور رماح في الهواء . سقطت على الارض تدريجيا بسبب الجاذبية .
كان ويليام قد تلاعب بالمانا في مجال داخل الوحش نفسه ، وفجر الوحش داخليا ، اظن ان هذه احدى سمات التحكم بالمانا في الجو .
تمتم ويليام بصوت ينبر على ضعفه " ما ازال ، ما ازال غير قادر على التحكم بها "
قد تبدو هذه المهارة غير عادية للاخرين ومخيفة نوعا ما ، لكن اطمئنكم المهارة بشكل او بآخر مجدية على الوحوش وحسب، السبب ؟ ربما يعود لسوء تحكمه بالمانا على ما اعتقد .
اخذ ويليام نظرة بدرجة 180 ، حيث تشكلت الصورة العامة لما يحدث في ذهنه
ضحك ويليام بنبرة عدم تصديق وقال " هه ههه ، لا اصدق تم غزو اوراكون من الوحوش ايضا "
=========>
[قاعة الاجتماعات - في القصر الملكي هيلاس ]
( القصر الملكي في ألارياس اسمه هيلاس ،ذكرت هذا في الفصل 23 او 24 اتوقع)
حول طاولة بيضاء ، جلس معظم من لديهم صوت سياسي في الدولة ، على رأسهم الملك و الكورز ، لا ننسى اصدقاءنا من مملكة الجان المحتلة ( سطروا جيدا على كلمة محتلة)
من جانب اخر صرخت العائلات الكبرى ، من الدوق و الإيرل الى كونت و البارون ، محتجين على ما يحدث ، وخائفين على ثورتهم و اعمالهم من الانهيار و الاختفاء.
غلب على الكل اوجه قاتمة سوداء لما يحدث ، انفجر رأس احد النبلاء في ومضة ، تبعه بعد ذلك صوت الملك هيلور " اريد سماع احد اخر يصرخ او يشتكي "
كان يمكن سماع اصوات بلع اللعاب منهم ، لم يجرؤ احد ان يحرك بلسانه ، حتى ان البعض توقفوا عن التنفس .
تم كسر الصمت من قبل احد الكورز ، أوليفر ، حيث أدلى بشيء " الوحوش نستطيع التعامل معها ، لكن ما لا استطيع فهمه ، بحق السماء كيف ظهرت ومن أين خرجت !"
اجابه ضحكة رجل عجوز " هاهاهاعع احم ، من اين ستظهر ؟ ، بالتاكيد من العدم "
تابع إيلور حديثه حيث قال " يالها من رسالة جريئة منهم، وكانهم يفصحون لنا عن امكانيتهم في الدخول و الخروج متى أرادوا، فما بالك عن احضار وحوش الى هنا "
بالطبع ليس وكان إيلور كان نابغة بشرحه هذا، فالكل كان يعلم ما قصدهم بهذا الفعل ، لكن لا احد تجرأ ان يتحدث به ، تخيل ان يتم اختراق حصنك الاخير بسلاسة ، كبرياؤك ، تفاخرك، قوتك ، مجدك، سيذهبان مع مجرى الرياح .
انتفضت ملكة الجان فايوليت قائلة في ابتسامة " لا يهم ذاك الان ، الا يجب علينا التركيز على مسح تلك الوحوش ، التحقيق في مكان اصلها ومن اين ظهرت يأتي بعد ذلك ، ان تاخرنا في اتخاذ القرارات ،فكل ما سيقابلنا هو هجمة اخرى من الظهر "
وافقها الكورز لورن على ما قالته حيث أدلى بصراحة عما يجول في خاطره " في الحقيقة ليس لدينا نقص في القوة ، فقط التخطيط ولا شيء اخر ، تكتيكاتهم و تخطيطاتهم على مستوى اخر "
تابع لورن قائلا بينما الكل يستمع " خلال هذه اللحظات ، اجتماعنا هنا يقرر اذا ما كنا سنرى بعضنا في الغد او في الساعات القليلة الاتية ، ودعوني انبهكم، كل ثانية نخسرها هنا ، نحن نمد العدو بالوقت ليطعننا من مكان اخر"
وافقه الجميع بمن في ذلك هيلور
فتحت بوابة قاعة الاجتماعات ودخل شخص ، لقد كان بوند أخ هيلور الاصغر وفي يده خطاطة على ما يبدو، ضرب بوند الخطاطة عرض الحائط وفتحها .
تبينت انها كانت خريطة للعاصمة أوراكون ، رسمت الخريطة بمنتهى الاتقان، كانت هناك خطوط حمراء في بعض الطرقات، مما يدل على انها طرق مخفية ، ما يعني ان الخريطة في يده ، مفصلة بالكامل على أوراكون
تحدث بوند " سمعت ما قاله لورن ، واظنه على حق ، يجب ان ننشر الجيش في العاصمة وان نستدرك ما فاتنا ، الكورز نفسهم عليهم التحرك ،بالطبع في الخفاء "
ساعطيكم موجزا لتفهموه ، البعض من القراء سيتساءل عن عدم تحرك الكورز من البداية ، تخيل ان دولة ستحرك قوتها الأسمى ، مالذي سيظنه الشعب و العامة في رأيكم، بالطبع اغلبهم سيفكر ان الدولة على حافة الانهيار او انها تواجه مشكلة عويصة ، تدريجيا سيفقد البعض ايمانهم بقرارات الدولة وبالطبع البعض سيشعر بالامان ،لكن الواقع لا يرحم فكلنا ستبادرنا فكرة واحدة ألا وهي المعرفة ، الكل سيرغب في معرفة ما يحدث ولما يحدث ، لكن هذه معلومات سرية ان تسربت ستثير الهلع في صفوف العامة ، وقد يؤدي الى حرب اهلية ، تدريجيا يؤدي لسقوط الدولة.
قام الجميع من على كراسيهم و كل الانظار متجهة نحو الملك الحالي لألارياس ، كان هيلور هو صاحب القرار ، قراراته هي من ستصنع الطريق وستخلد في كتب التاريخ ايضا ،لذا عليه الاختيار بحكمة هذا ان لم يرد ان يتم ذكره بطريقة سيئة على مدى التاريخ كمثال ، الملك الغير الكفؤ
بعد وقت ليس بكثير تحدث هيلور ، الشخص بدى وكانه كبر عشر سنين " انشروا الجيش ، الكورز مهمتكم التحقيق ، أصل و ظهور الوحوش، كل واحد منكم سيستلم خريطة مفصلة بكل الاماكن السرية و غيرها المتعلقة بالعاصمة ، مفهوم؟!"
اجاب الكورز " مفهوم !"
تناقشوا فيما بعضهم
" اذن سيتم نشر الجنود على العاصمة باكملها ، بكل احيائها "
" بالطبع لابد من ذلك، لدينا نقص في الجنود ، لكن اظن ان ما نمتلكه اكثر من كافي لتغطية المملكة"
" لا ، لا اعتقد ذلك ، لقد ارسلنا كتائب الى خارج العاصمة للانقاذ و التحرير..!"
تم قطع كلامهم بهالة مخيفة ، كانت تاتي من لوكاس رئيس نقابة المغامرين في ألارياس .
" لا تخفني لوكاس ، مالحاجة لاطلاق هالتك في هذه اللحظة "
اجاب لوكاس بشكل مبهم" المغامرون!"
" مذا تقصد بشأن المغامرين؟!"
وضح لوكاس ، ويبدو ان البعض قد فهمه ، حيث قال" سنستعين بالمغامرين ، كل ما يقتلونه سنشتريه من جلود و انياب و نواة اي شيء له قيمة "
تشكلت ابتسامة على مرأى وجوه الحاضرين ، المغامرون سيكونون خير عون في هذه الازمة ، والاكثر علموا ان هناك جوائز سوف يقاتلون بافضل ما عندهم ، صفق الجميع لفكرة لوكاس ، انتفض لوكاس خارجا بسرعة كي يلقي بلاغا من النقابة للمغامرين بشأن فكرته .
قام إيلور نحو الخريطة و غير نظرته الى الملك الحالي هيلور
" ايها الملك ااستطيع ان اطلب شيئا؟"
تفاجأ البعض ومن بينهم هيلور نفسه
" حسنا مذا هناك يا إيلور ؟"
أشار إيلور الى احياء في ناحية الشمال بعدها قال " هل يمكننا الا نرسل الفرسان و المغامرين هناك "
هيلور متسائلا " اوه هل لي ان اسأل عن السبب؟"
ضحك إيلور و رد :" ههاهاها ، لنقل انه يوجد شخص عليه تحريك مؤخرته!"