37 - لقاء -ويليام x فيون - تخلي و تبرئة

[ألارياس - أوراكون العاصمة _ تحتها مباشرة في المجاري ]

اجتمع اوليفر مع سيليا ، لاكتشاف ما حدث ، حيث كانت سيليا بصفتها اقوى الكورز ،تفقد الطرق و المنافذ السرية في العاصمة لكن بدون جدوى ، فلا احد يعلم عن هذه الممرات حتى ان الكورز كانوا يعلمون لها لكن موقعها لم يتم كشفه الا البارحة من طرف العائلة الملكية نفسها

لذا المجارير هي المنفذ الوحيد الذي يسمح للغزاة بنشر الوحوش منه ، لكن المجارير صغيرة على تحمل وحوش ضخمة فكيف ظهرت من العدم، كانت هناك طريقة نعم ، لكن بالتاكيد هذه الطريقة تتضمن المجارير كرابط اساسي لنقل الوحوش

بعد ساعات من التحقيق وعدم التوصل لنتيجة منطقية عن كيفية موتهم ، تخلى كل من سيليا و اوليفر عن هذه القضية، حيث كانت الادلة الملموسة لحلها غير كافية او منعدمة .

لعنت سيليا:" سحقا ، يقودني هذا للجنون ، اليس من الافضل ان يكشفوا ان انفسهم في معركة وننهي كل شيء بالقتال"

فكر اوليفر مليا ، منذ تلك المعركة الاخيرة التي خسروا فيها ، بدأ العدو يتجنب المعارك المباشرة ( جيشا لجيش ) وبدأ يركز على التخطيط اكثر رغما انه كانت لهم اليد العليا في هذه الحرب .

والاكثر من هذا ، مالذي يريدونه بحق الجحيم ، المال ، السلطة ، الملك نفسه سيعطيهم صوتا سياسيا قويا يتجاوز حتى الدوقات

بدأ كل شيء من مملكة الاقزام دورودريا ، وقبل ان نلاحظ وجدنا انفسنا في هذه الحالة، ليس وكاننا لم نلاحظ بل كنا نشاهد كل شيء لكن لا يوجد شيء بوسعنا فعله ، لكن لربما كان يمكننا فعل...

قطع صوت سيليا افكار أوليفر :" أوليفر لنذهب و نقدم تقريرا عما حدث هنا، يتبقى بضع انصات للفجر "

غادر الاثنان العالم السفلي للجرذان .

===========>

في الصباح حول منزل متوسط الحجم ، كانت الارصفة و الحدائق حوله مدمرة ، لكن بشكل او باخر ما يزال المنزل في حالة جيدة

كان ويليام في المطبخ يتناول وجبة على الافطار ، خبز عليه مربى التوت مع الجعة في يده الاخرى .

فتح باب منزله على مصراعيه ودخل شخص ، لقد كان والد فيون والد ويليام .

لم يلاحظ ويليام ما يحدث كان منغمسا في افطاره و يفكر بشان ما قاله الصوت الليلة الماضية

لمس فيون شعره الفضي المتلألئ ودار للخلف وتحدث:" ادخلوا "

دخلت امرأة في غاية الجمال ، ذي شعر ثلجي ومنحنيات جذابة وبشرة بيضاء ، مرتدية معطفا صوفيا وسروالا ضيقا ، كانت تمسك بيد فتاة صغيرة ، تشبه أمها ، احمرت وجنتيها لان الطقس بارد

تلى دخولهما ، دخول الاخرين ، مراهق ذي شعر فضي يشبه فيون مع لباس رسمي كان وسيما لحد ما لكن المفجع في الامر انه كان في ضوء الجمع رغم صغر سنه

دخل سبعة اخرون ، ثلاث نساء واربع رجال ، كلهم كانوا في ضوء التنوير ، كلهم بملابس رسمية للغاية ، ومختلفين عن بعضهم ،فمن صاحب الشعر الاسود الى الى الاصفر ، الا انه يوجد شخص يشبه الراهب كان اقرعا ، لكن ربما تم اجباره عن نزع ملابس الرهبان وارتداء بذلة رسمية بيضاء .

تحدث ذو عضلات كانت وجهه يحتوي على كدمات عديدة :" اذن ، هنا كان السيد فيون يقضي ايامه بعد المغادرة "

ابتسم فيون :" نعم عزيزي ، هنا كنت اتي للراحة و..."

تم قطع صوته ، وسمع صوتا اتيا من المطبخ

كان صوت ويليام ، يبدو انه احس بوجودهم بعد ولكنهم لم يحسوا بوجوده بعد

" أوربان انزل من الاعلى وراقب ان كان احدهم هنا ليبحث عني"

صرخ أوربان من الغرفة فوق :" مؤخرتي ! لن انزل لدي ما افعله "

سخر منه ويليام :" لديك ما تفعله؟ اتحاول ان تعصر قطرة من المطر ، انك غيمة وحسب ، الاشياء التي يمكنك فعلها نادرة للغاية ، محدودة ان اردنا ان نصفها بدقة"

لم يتلقى ويليام اي اجابة من أوربان لربما كان غاضبا منه ، او انه يتظاهر بعدم سماعه ليحمي ما تبقى له من كبرياء .

قام ويليام من على كرسيه وذهب ليرى من زاره .

تحدث الراهب :" كارين ،الم تقولي ان لا احد هنا "

اجابته صاحبة الصدر المسطح و الشعر المائل للون البشرة :" اقسم ان احساسي لم يشعر باي احد هنا "

كاد ويليام يخرج من المطبخ عندما تحدث فيون :" فينوس !الاخفاء "

"حاضر"

امسك المدعو فينوس بيديه وتمتم:" سحر الاخفاء - عباءة هولديم"

اختفى الكل عن الانظار الا فيون ، اتفت ويليام الى اليسار الباب

كان يحمل في يده زجاجة خمر ، كان قد انتهى من جعته، فتح عينيه ونظر مباشرة الى الشخص الواقف امام الباب دون أحد آخر .

ابتسم ويليام قائلا:" اوه انه انت ايها العجوز " ، كان يمكن لفيون ان يحس بالهالات خلفه وكانهم يتحرقون شوقا ليجهزوا على ويليام في حالة تفوهه بكلمة اخرى غير مجدية، لكن فيون كان لديه رأي اخر

بينما راح ويليام يتمايل ويلعق شفتيه ، وصل أمام والده ، وكان ينظر له نظرات دونية ، بحكم ان ويليام كان حاليا اطول من والده ببعض اونصات .

نزع ويليام نظرته من على والده ، وراح يرجع للمطبخ ، بينما كان في منتصف الطريق ، سأله والده بنبرة عدم تصديق :" اذن هذا وحسب؟"

ادار ويليام رأسه ناحية والده واجابه:" مذا كنت تتوقع مثلا؟ ان آتي واحضنك بينما اصدقاؤك خلفك يراقبون ، لا تفكر حتى "

في الحقيقة ، تم جرح كبرياء فينوس عندما اكتشف ان مهارته لم تجدي نفعا في وجه ويليام ، لكن فيون لم يتفاجأ كالكل واكمل :" لا ، بل اقصد هجوماتك المخادعة واشياء كهذه"

ابتسم ويليام بطريقة غريبة قائلا:" إييييه ، هجومي انتهى سلفا ، هل فقدت شعورك بجسدك ؟"

عندما راح فيون يفكر فيما قاله ويليام ، احس بشيء دافئ ينزل من جبهته ، تفاجأ بذلك، لقد كانت دماءه

ابتسم فيون على حين غرة ، حيث انتقلت الصدمة لمن خلفه كذلك ، سرعان ما هدأ الجو.

" اذن هذا هو أنت ، اصبحت مدمن خمور ، هل لي ان اسأل عن مكان تواجد والدتك وآشلي ؟"

بينما راح ويليام الى المطبخ قال:" ادخل لنتحدث في الداخل، واخبرهم انه لا داعي للاختفاء هكذا انهم لا يزعجونني ، المنزل منزلهم ما دمت انت من احضرهم"

نظر فيون خلفه والغى فينوس غطاء الاختفاء ذاك ، أسفر ذاك الى ظهورهم

" أبي!" ، تحدثت الفتاة الصغيرة ، ابتسم لها والدها وحملها بين يديه وراح يتبع خطى ويليام الى المطبخ .

جلس فيون مقابلا ويليام الذي ما يزال يحتسي من زجاجة الخمر ، بينما ينظر له وكانه اراد قول شيء

فهمه ويليام وتحدث :" انا نفسي لا اعلم ، كنت عالقا في ذاك، ما اسمه ؟"

كان يحمل فيون ابنته الصغيرة ، استعصى عليه فهم ما يقوله ويليام السكران

بدا ويليام يتلعثم :" تلك اسمها غرفة الزمن "

فهم فيون المغزى مما يحاول ويليام قوله وساعده في توضيح الامر :" علقت في غرفة زمنية.."

قاطعه ويليام :" لاا ، تذكرتها غرفة مزدوجة، زمنية و لغز ، علقت هناك لسنة كاملة ، يا رجل كدت اموت جوعا "

اصبح ويليام جديا قليلا وتحدث بفصاحة:" وعندما عدت اخبرني إيلور ان أمي في القصر اصبحت تقيم هناك برفقة آشلي ، لديها موهبة في المعالجة لذا بقيت هناك برفقة الملكة "

.تساءل فيون:" هذا يعني انك لم تذهب لها منذ ان عدت ؟ "

" نعم لم اذهب ، كانت لدي مسائل للتعامل معها "

" ان تسكر كل يوم ، هذه هي المسائل ؟"

" نعم بعض من ذاك وذاك "

ألقى ويليام نظرة على الاشخاص حوله في المطبخ، كان ويليام في حالة سكر نصفي وما يزال بامكانه الرجوع لوعيه متى اراد ، شد نظره الى تلك الجميلة التي كانت تحضر سندويتشا لابنتها الصغيرة ، كانت اجمل ما رأى ويليام ، ليس منها اثنان

حول ويليام نظرته بين الجميع ، وحطت نظرته على المراهق قرب فيون ، فتح ويليام فمه ليقول شيئا

اصطدمت به كلمات فيون كجواب :" حسنا لانزع هذا الجو الغريب، هذان الاثنان هما اخواك من أم اخرى لبعض الوقت "

تفاجأ البعض من ذلك، لأن ويليام او فيون لم ينادي احدهما الاخر بوالدي او ابني ، رغما انه من محادثتهما اكتشف البعض ان هناك قرابة بينهما.

بينما احضرت سندويتشا لابنتها الصغيرة وبخت فيون قائلة :" لا يمكنك قول ذاك بطريقة مباشرة ، مذا عن مشاعره"

اجابها فيون قائلا :" لا تقلقي انه لا يهتم على أي حال ، اذن ويليام سأقول لك شيئا أردت ان اقوله منذ مدة ، لكن راعيتك لانك صغير ، انا لا اعترف بك كابن لي ، لدي ابنان وحسب وهما لايس و فيينا، لذا حتى ولو كنت من لحمي و دمي ، فانا اقطع علاقتي بك"

كاد ان لا يسمع صوت في المطبخ، للحظة صمت الكل من بينهم ويليام ، ان يتم التخلي عنك من طرف والدك بهذا البرود ، ما الحالة النفسية التي ستنتاب ويليام حاليا ، البعض شعر بالاسف تجاهه ، والبعض لم تهتز لهم مشاعر ، لكن الكل تفاجئ بعد ذلك بثواني .

لقد ابتسم .

2022/01/30 · 53 مشاهدة · 1391 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025